سلفا والآخرون‮ .. ‬وصراع التماسيح

سلفا والآخرون‮ .. ‬وصراع التماسيح


11-26-2007, 06:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1196055479&rn=1


Post: #1
Title: سلفا والآخرون‮ .. ‬وصراع التماسيح
Author: waleed500
Date: 11-26-2007, 06:37 AM
Parent: #0

خبر صغير تحمله الصحف امس .. سلفاكير يعلن محاكمة السيد تيلار والسيد إليو.

وبراءة الخبر تخفي ذكاء عبقرياً يدير الان اللعبة كلها.

وسلفاكير الذي يحرز نصراً في الخرطوم ضد مجموعة باقان يطلق معركة جديدة يجرد فيها اولاد قرنق من آخر لواء يرفعونه.

يجردهم من دعوى التحقيق في وفاة قرنق .. واتهام موسيفيني.

...... والسيد سلفا الذي يجد انه لا يستطيع ان يطلق اتهاماً صريحاً لموسيفيني .. ولا هو يستطيع ان يدع لباقان احتكار الامر يهتدي الي اسلوب فريد مدهش.

السيد سلفا يجعل قادته تيلار واليو يتهمان موسيفيني باغتيال قرنق .. ثم السيد سلفا يعلن محاكمتهما على القول هذا.

والرجلان في المحكمة ان هما تمكنا من اثبات الاتهام ضد موسيفيني كان السيد سلفاكير يصل الي ما يريد باسلوب انيق رفيع - وان هما عجزا عن الاثبات كانت المحاكمة شاهداً يجعل دعوى باقان ومجموعته قولاً لا قيمة له.

وسلفاكير يختار رجلين يصلحان تماماً للمهمة.

فالسيد تيلار لما كان وزير دولة كان يمشي تحت هالة من الاستحقاق للمنصب .

والاخر (اليو) يشتهر بين الناس وهو يدعو بقوة الي توحيد الشرطة في السودان شمالاً وجنوباً - والي توحيد الجمارك والجوازات حسب الاتفاقية .. والي منع قوات الحركة الشعبية من القيام بمهمة الشرطة حسب الاتفاقية.

.......

والمحكمة التي تحاكم الرجلين تجرد اخرين من اسلحة يشهرونها .. وبالتالي تجردهم من قوتهم .. فالسيد نيال دينق مثلاً نحدث الشهر الماضي عما بينه وبين سلفا .. والسيدة ربيكا يعرف الناس ما تطلقه منذ ايام »اللبوة التي تخرج من عرينها«.

وبعضهم كان يغمز سلفاكير بانه صاحب عداء سابق لقرنق يبلغ درجة محاولة الانقلاب.

والاحاديث تعيد ما يسمى انقلاب ياي.

وفجر ٩٢/١١/٤٠٠٢م كان السيد سلفاكير يهدد = كما تقول الاحاديث = بانقلاب يمنع به قرنق من خطوة معينة بعد اتفاق ميشاكوس.

وقرنق كان يمسك ملف السلام يومئذ بعد ان ارتفعت سحابة السلام في الافق ولها بروق .. وقرنق يستحيل عليه ان يترك شيئاً يحدث بعيداً عن اصابعه.

والرجل = قرنق = كان يشعر ان سلفاكير = بعد احداث متتالية = يتمدد اكثر من اللازم.

ويشعر ان اتفاقية السلام تجعل سلفا اكثر ضخامة ان هي جاءت عليه يديه.

وسلفا وقرنق يتوتر الامر بينهما الي درجة تجعل المجالس تتحدث عن انقلاب يقوده سلفا ضد قرنق.

ومشار يذهب وسيطاً بين الرجلين .

وحين يغرس سلفاكير قدميه في ارض العناد ويرفض ان يتزحزح .. ويطالب بالديمقراطية يجد السيد مشار فرصة جيدة لاطلاق البخار الحبيس.

مشار يحدق في عيون سلفاكير ثم يقول.

: لما قمنا باعلان الناصر نهاية اغسطس ١٩ كان ما نطلبه هو .. الديمقراطية وعدم انفراد قرنق بالقرار .. مثلما يفعل الآن و .. و.

وجملة ساخرة كانت مجموعة الناصر تطلقها يومئذ توجز بها كل شئ وهي تصف قرنق بانه (يحمل الحركة في شنطته يسافر فتسافر معه ويعود فتعود معه).

ومشار يذكر سلفاكير بانه هو الذي اجتاح البيبور والمورلي عام ٦٨ ثم اجتاح التيوسا والديدنقا عام ٨٨ .. ثم اجتاح اللاتوكا في العام ذاته .. وقبلها كان يجتاح النوير .. قبيلة مشار من الجكو وحتى حدود النوير .. كل هذا بصفته قائداً للامن في جيش قرنق.

وانه / كما يقول مشار / يجتاح القبائل هذه حين تطالب بنصيب في قيادة الحركة.

والان .. تطالب بالديمقراطية.

ومشار يعود بالسيد سلفا الي قيادة قرنق.

و .. و..

سلفاكير اذن هو رجل كان تحت قيادة قرنق .. وكان في نفس الوقت رجلاً ليس تحت قيادة احد.

بل تحت قيادة عقل يجلس تحت قبعة سوداء .

العقل هذا حين يجد انه لا يستطيع = ولعله لا يريد / ان يدخل حرباً ضد الشمال = الفائز الوحيد فيها هو خصمه باقان.

ويجد في اللحظة ذاتها ان دعوى باقان بان سلفا يفرط في التحقيق في موت قرنق دعوى خطيرة.

ويجد في اللحظة ذاتها انه لا يستطيع ان يثير عداء لموسيفيني.

ويجد في اللحظة ذاتها انه لابد له من فتح تحقيق ضد موسيفيني.

عندها - السيد سلفا ومن تحت قبعته يجعل تيلار واليو يقدمان الاتهام هذا.

ثم يأمر - في قوة - وفي مشهد يليق تماماً برئيس الحركة ونائب رئيس الجمهورية - يأمر بالتحقيق مع الرجلين في هذا الحديث غير المنضبط وهكذا يقوم سلفا بجمع كل الخيوط في اصابعه وهو يطلق الاتهام ضد موسيفيني من خلال المحاكمة هذه ثم هو في نفس اللحظة يعتذر عند موسيفيني بأنه يحاكم من يتهمون .. يفعل هذا وهو يتكئ بعيداً عن كل اتهام يخلق عداءاً بينه وبين موسيفيني.

وبعدها . السيد تيلار يعلن ترشحه في مارس القادم لمقعد باقان ..

وباقان يفقد خندقه الاخير.

واعظم ما في مخطط السيد سلفا هو انه مخطط سري يشتهي صاحبه ان يكتشفه الناس.

.....

وان باقان يفقد كل شئ ان هو اعترض عليه .. ويفقد كل شئ .. ان هو اتفق معه.

وما ظل يمنع السلام هو صراع التماسيح الجنوبية تحت الماء.

ويبدو ان احد التمساحين يطبق بفكه الان على الآخر - ودموعه تسيل.

اسحاق فضل الله

Post: #2
Title: Re: سلفا والآخرون‮ .. ‬وصراع التماسيح
Author: Mohamed Suleiman
Date: 11-26-2007, 06:57 AM


شياطين الغفلة

Post: #3
Title: Re: سلفا والآخرون‮ .. ‬وصراع التماسيح
Author: waleed500
Date: 11-26-2007, 07:03 AM
Parent: #2

اعظم ما في مخطط السيد سلفا هو انه مخطط سري يشتهي صاحبه ان يكتشفه الناس.

Post: #4
Title: Re: سلفا والآخرون‮ .. ‬وصراع التماسيح
Author: waleed500
Date: 11-26-2007, 07:36 AM
Parent: #3

وان باقان يفقد كل شئ ان هو اعترض عليه .. ويفقد كل شئ .. ان هو اتفق معه.

وما ظل يمنع السلام هو صراع التماسيح الجنوبية تحت الماء.

ويبدو ان احد التمساحين يطبق بفكه الان على الآخر - ودموعه تسيل.