سلفا كير: السودان ليس ملكا لحزبينا

رسالة من الفريق/ سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية لتحرر السودان


إلى المؤتمر الثاني لحزب المؤتمر الوطني

الأخ الرئيس المشير عمر حسن احمد البشير

رئيس المؤتمر الوطنى

الاخوات والاخوة اعضاء المؤتمر الوطنى

الضيوف الكرام

يسعدني أن أخاطبكم اليوم بالإنابة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان،
وبالاصالة عن نفسي لأشكركم على توجيه الدعوة لنا للمشاركة فى افتتاح
مؤتمركم الثانى عقب ابرام اتفاقية السلام الشامل، وأهنئكم على المثابرة
على هذا النهج الديموقراطي السليم فى الممارسة السياسية. اذ لا سبيل
لنا لترسيخ الديموقراطية فى بلادنا الا بتجذيرها على المستويات القاعدية
حتى تنبنى السلطة السياسية من القاعدة للقمة.

ايها الاخوات والاخوة

ينعقد مؤتمركم هذا في ظل أزمة طرأت على العلاقة بين حزبينا و قادت
الى تداعيات غير محمودة العواقب ولئن يقع هذا بين الحزبين اللذين حققا
انجازا تاريخيا بل اكبر انجاز بين حزبين لمعالجة جذور الازمة السودانية فان
ذلك امر مؤسف. هذا الانجاز التاريخى لا يجوز التهوين منه، بل لابد من
الدفع به للامام حتى يعم السلام كل ربوع بلادنا، وينعم اهلها فى كل بقعة
من بقاع السودان بالامن والاستقرار والرفاه. وبهذا الفهم، فاننى،
ومعى حزبى لعازمين على استثمار تلك الازمة استثمارا ايجابيا حتى تتحول
من عبْ الى مكسب

أيها الأخوات والاخوة

إن جوهر تلك الازمة هو حرصنا على التنفيذ السليم لاتفاقية السلام
الشامل، نصا وروحا. فالتنفيذ السليم للاتفاقية هو الذى يوطد السلام
فى السودان، والمشورة الشعبية لمنطقتي جنوب كردفان و النيل الأزرق
وهو الذي يؤثر إيجابيا على الانتخابات العامة وحق تقرير المصير لشعب
جنوب السودان، وهو الذى يرسى القواعد لتنمية متوازنة ومستدامة،
وهو الذى يجعل السودان يحتل المكان الللائق به بين الامم. فان افلحنا
فى تحقيق ذلك الهدف واعدنا الالق لاتفاقية السلام الشامل التى بذلنا
جهدا فكريا وسياسيا ووجدانيا عملاقا للوصول اليها، ارسينا ارضية
متينة للشراكة المتوازنة بين حزبينا. لقد ذقنا جميعا اهوال الحرب،
وبدانا نتنسم عبير السلام، ولهذا فمن بؤس التفكير ان يخطر فى بال اى
منا، ولو للحظة وحدة خاطر العودة الى مربع الحرب. ولعلنى اؤكد
لكم من جانبى ان لا عودة للحرب مرة اخرى، لا عودة للحرب مرة اخرى.
تلك خطوة لن يقدم عليها الا الذين لم يصطلوا بنارها

الأخ الرئيس

أيها الأخوات والاخوة

السودان ليس ملكا لحزبينا، بل هو ملك لكل شعب السودان بكل قواه
السياسية والاجتماعية التى تتساكن معنا ونتساكن معها فى ذلك الوطن
الرحيب لاجل هذا الزمنا انفسنا فى الاتفاقية بالعمل على المبادرة
بمصالحة وطنية شامله وتضميد الجراح، كخطوة هامة فى سبيل الاجماع الوطنى
فى اطار الاتفاقية والدستور حتى ينصرف اهل السودان جميعا الى البناء
والتعمير. هذا الاجماع الوطنى يتطلب منا ان نعمل بكل جد على اشاعة
الديموقراطية باكمال عملية التحول الديموقراطى الذى ارسينا له
قاعدة متينة فى وثيقة الحقوق بدستورنا.

أيها الأخوات والاخوة

إن تحقيق السلام فى جنوب السودان،جنوب كردفان و النيل الأزرق رغم كل
العثرات، وتحقيقه فى الشرق، لن يجعل السلام شاملا مالم تخمد النيران فى
دارفور. وبمبادرة منى تسعى الحركة الشعبية اليوم الى توحيد فصائل
دارفور حتى تتحدث جميعها بصوت واحد. نفعل هذا من منطلق مسئوليتنا
الوطنية، ووعينا السياسى بان حل مشكلة دارفور يعزز السلام فى بلادنا.
وخاطئ من يظن بان الحركة تفعل هذا من اجل المزايده السياسية او
السمسره، فالحركة كتنظيم ثابت الاركان ذى رؤى واضحة ظلت تبشر بها
فى كل ارجاء البلاد، بما فى ذلك دارفور، ويكسب لها الانصار كل يوم،
لاتبنى مواقفها فى القضايا المصيرية على المناورات، لاجل هذا ستوالى
الحركة الشعبية

العمل من اجل ايجاد حل لمشكلة دارفور مع كافة القوى السياسية،
وعلى راسها المؤتمر الوطنى.

ايها الاخوات والاخوة

لعلنى لست بحاجة للقول ان الحركة الشعبية، منذ نشأتها، هى حركة
سياسية تنتظم السودان كله، وتعنى بقضايا الوطن من حلفا الى نمولى،
ومن الجنينة الى كسلا كما كان يردد رئيسنا الراحل. هذا هو موقفنا
الثابت، ولهذا قررت الحركة ان يكون مقرها الرئيسى فى الخرطوم.
وكما اعلنت من قبل فاننى لعازم على ان اتخذ من زياراتى القادمة
لولايات الشمال مناسبة لتحمل مسئوليتى الوطنية فى الاطلاع عن كثب
على مشاكلها واشواق اهلها والعمل على الاستجابة لها. هذه هى
مسئوليتى كقائد لحزب ذى توجه وطنى، وكنائب اول لرئيس الجمهورية.
وفى هذا المجال، اناشد شريكنا فى الحكم، المؤتمر الوطنى، ايلاء اهمية
خاصة فى التنمية لامرين: الاول هو تشييد البنى التحتية التى تربط
بين الشمال و الجنوب فى النقل البرى والنهرى لان هذا هو الذى يوطد
العلاقة بين شقى القطر مما سيضيف الى جاذبية الوحدة.و الثانى هو
مناطق التماس بين شقى القطر حتى تصبح مناطق تمازج. فالتماس حقيقة
جغرافية، اما التمازج فهو تفاعل اجتماعى واقتصادى وثقافى بين
اقوام هذه المناطق.

ايها الاخوات والاخوة

فليكن مؤتمركم هذا مناسبة لتجديد الارادة السياسية، وبناء الثقة
بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان، وبين كافة
القوى السياسية السودانية، حتى ننطلق جميعا الى تعزيز السلام،
وترسيخ الديموقراطية، وبناء وحدة السودان الطوعية على اسس جديدة.

الســــلام عليــكم.
http://sudaneseonline.com/sudanile41.html

Quote: لكن، اوضح كير انه يفضل المحافظة على التحالف الحالي بين حزب المؤتمر في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب، حتى اجراء الانتخابات. وقال ان الحركة الشعبية ترددت في الاشتراك في الانتخابات، وكانت تفضل الانتظار حتى استفتاء تقرير المصير. لكن، «اتهمنا أناس بأننا نريد ان نكون حكومة دكتاتورية في الجنوب، بينما يكون حزب المؤتمر حكومة دكتاتورية في الشمال. وكنا نرفض ان تجرى انتخابات، ويفوز حزب شمالي غير حزب المؤتمر، ويتنكر لاتفاقية السلام التي وقع عليها من الشمال حزب المؤتمر وحده». وقال كير ان علاقة الحركة الشعبية مع الاحزاب الشمالية الاخرى غير قوية. وقال ان الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، «لم يعترف باتفاقية السلام حتى اليوم». وان احمد الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي، «ينتقل من مكان الى آخر خارج السودان، ولا نعرف كيف نصل اليه». وان حزبه «منقسم الى قسمين: واحد مع حكومة البشير، والثاني في المعارضة».

جنى