فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ...

محاولة ثانية

هذا الذي ينسابُ مليئاً بتضاريس و نتوءات لا يفقهها إلا ( الرجل و المرأة ) بمنأى عن إبليس ( خَيْـلِه و رجْله ) .. يصْقل و يُبْري و يشذب نتوءات الكلمة.. في الأصل هو : إمرأة
و منها تأخذ كل المدارك إستدارتها و تعرف الخلاص من متاهاتها و تعرج ملائكة الروح إلى مداراتها ... منها و إليها ..
و من كل هذا و ذاك .. إلى ضفَّتَىْ النهر .. و ما بينهما من صخب .. و خِصب ..
فبشهوةِ إمرأةٍ تصَنْدَقَ سرُها في ( بئر يوسف ) ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بصبر إمرأة تفْرِد جناحها المكسور لحبيبها ( الغائب ) بينما جناحها الآخر منتوف بأمر ولِيها و مكسور بحتمية الظروف ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بعظمة إمرأة توزع نفسها بمعدل إمرأة لكل إبن و إبنة في منافي الوطن و أحضان الإغتراب و ما بينهما من أمل و خيبات رجاء ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بكل التحنان الكامن في إمرأة أكَلها الجوع و تأكل حصرم الصبر بينما تستجدي ثدييها لتسكت طفلها الباكي ..
دعي النهر يعود القهْقَرى


و ( بحَرْفنة ) إمرأة تدس بين نهديها رسائل ( قَيْسِها ) المسحوب من حرمانه الأبدي إلى غدها المجهول ...
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بوداعة إمرأة ( تُطْبَخ ) على نار ( العُرْس ) لوليمة عريسها المغموس في بهار همومه
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بشكيمة إمرأة ( مهيرية ) لَوَتْ يدها يدٌ طُولى فطالتْها نيران جهنم الدنيا و ما ذرفتْ دمعاً
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بصبر إمرأة تعوِّض ما فاتها بعلقم الذكرى و أحلام اليقظة
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بصمود إمرأة تعرََّضَ قلبها ( لقذيفة خيانة بقوة هاون ) و ما زال ينبض
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بصفاء سريرة إمرأة عافت كلمات إعجاب المتهافتين و عشقتْ ذلك الأعمى
دعي النهر يعود القهْقَرى
و ببراءة إمرأة تكاد تحلق كما العصفور لتجلس هاجدة على كفه ( بينما الكف الأخرى مشغولة عنها تماماً ) ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بتضحية إمرأة تباعد بين ساقيها قسراً حتى تمخر تحتهما بوارج الطاغوت لموانيء التاريخ و تسطير أسفار الزيف و تدخلها في أضابير البطولات الكاذبة.
دعي النهر يعود القهْقَرى


و بعظمة إمرأة.. بحبها الغامر و العامر تشعبتْ و تفرعتْ منها أجيال و أجيال .. و لا ذِكْر لها في أضابير القبيلة ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بسحر إمرأة تفك إسار الأسرى بنظرة من عينيها ... و هي رهينة محبس ذاتها ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بأمومة إمرأة تُقَبِلُ جنينها الراقد في أحشائها و كأنه قد أتى لدنياها
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بقوة شكيمة إمرأة تهز كتف اللامبالاة لعالم تلفه البشاعة
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بإنتظار إمرأة غاب زوجها ، تغازل حِناء كفيها و دخان ( طلحها و شافها ) فيطير بهاؤها من عين إلى عين ثم إلى مرآتها ثم إلى عتمور غرفتها ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بغضب إمرأة تحادث ( نون النسوة ) و تعاتبه و تخاصمه و تصالحه .. تلعنه و تعتز به
دعي النهر يعود القهْقَرى
و ببراءة إمرأة تعرف ما لا يعرفه الذئاب التي تركض من خلفها ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
و بصلابة إمرأة تسبح عكس التيار بنفس مهارة سباحتها مع التيار
دعي النهر يعود القهْقَرى

مع تحيات للأستاذ يوسف رزوقة الذي ألهمني هذه الكتابة

هذا الذي ينسابُ مليئاً بتضاريس و نتوءات لا يفقهها إلا ( الرجل و المرأة ) بمنأى عن إبليس ( خَيْـلِه و رجْله ) .. يصْقل و يُبْري و يشذب نتوءات الكلمة.. في الأصل هو : إمرأة
و منها تأخذ كل المدارك إستدارتها و تعرف الخلاص من متاهاتها و تعرج ملائكة الروح إلى مداراتها ... منها و إليها ..
و من كل هذا و ذاك .. إلى ضفَّتَىْ النهر .. و ما بينهما من صخب .. و خِصب ..

Quote: و بصمود إمرأة تعرََّضَ قلبها ( لقذيفة خيانة بقوة هاون ) و ما زال ينبض

هذه تستطيع أن تغيِّر مسار النهر متى ماأرادت..

Quote: و بسحر إمرأة تفك إسار الأسرى بنظرة من عينيها ... و هي رهينة محبس ذاتها ..

الرهينة .... او رقصة الموت الاخضر

Quote: صباحات الشجن... قصاصات الخوف* افتقدك جدا افتقد سمرة قلبك التى عشقت افتقدك فى أمكنة هديل الروح فى تلك الحقول البعيدة ولا افتقدك فى اى مكان آخر... الامكنة التى اسكنتنى الخوف... يا...... بى من الشجن مايقتل يقتل كل شىء الا الخوف... أكتب لك بدم غريب .. دم انثى لا اعرفها.. دم الخوف الخوف فى تموز والخوف منه نفتح عيونا على الدنيا ويفتح الخوف جداوله فى حياتنا لو كنا نستطيع ان نقرأ كف الايام لعرفنا اى الامكنة ستكون رحيمة بنا واى النهارات تقرئنا من النار صهوة وصهيل.. النار ياحبيبى النار النار فى يدى صهوتها رغوة اشتهاءاتى وفحيحها غضبى وسيطانها حزنى أنا النار ياملك النار ورهينة لهيبك ... ما كنت اود ان افتح دفتر الخوف، الخوف من مواجهة الذات فى غيها العظيم، من جلدها السادى، الخوف من لون الشمس ودوشة القمر فى بحر روحى. حكاية المطر ليست حكايتنا وحدنا.. حكاية ناس كتاررررر، نقشوا قبلنا احلامهم على سطح ماء آسن وحزين ونفشوا امانيهم عهنا للرحيل ومضوا بعيدا أو بقوا يتلون سيرة الغياب فى حضرة العشب الطرى.. مال العشب يذكرنى الآن بالكاكى؟ اينصهر الامر فى حكايتى وحكايتك وحكاياهم مع الخوف؟ العشب أخضر والكاكى أخضر وبينهما انكشطت خضرة عينيك قبل ان ابحر فيها كما اشتهيت... سنينا بعدد سنوات الهزيمة وفروض طاعتنا للعذاب واستسلامنا لحكاية الخوف... الخوف من الجوع.. الظمأ... الحرمان... الغنا... الهواء والهوى.. الاستكانة والصمت المبين فى حوش الكلام من الدبابة المشحوطة فى تاريخنا بانتظام.. من يومها تغيرت الاشياء، الحياة صارت طاحونة احلامنا تلك التى لم تعد تشبه براءتنا الاولى.. مرت دهورا من الخوف وستأتى سنوات ضوئية من الخوف ايضا ستخترقنا ونحن فى غفوتنا ساهون وفى ركوعونا طائعون... الخوف لايمنحنى لحظة سؤالك يادم الهزيمة، لحظة واحدة اتنسم فيها عشب روحى المشتهى بعدها فليقتلنى الخوف منك وعليك وعلى البلد السلام بعدها .. دع جثتى تطفح فى التاريخ حكاية لوحشة الطين وقسوة المطر الم تقل بان لى من الارواح تسعين؟ سانبت اذن فى سنة ميلاد قادمة باليقين... سأنبت ضد الخوف... ضد الارتهان...ضد.. ضد.. ضد...الذات الرهينة ونهارات الخوف الكاسينى... نهارات الخوف المرافقنى ومرافقك فى مماشى العمر [/QUOTE] * من عشرة قصاصات للعشب والمطر

---

Post: #7 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: ابو جهينة Date: 11-22-2007, 08:42 AM Parent: #4 د. إشراقة Quote: ما كنت اود ان افتح دفتر الخوف، الخوف من مواجهة الذات فى غيها العظيم، من جلدها السادى، الخوف من لون الشمس ودوشة القمر فى بحر روحى. و بس

---

Post: #6 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: ابو جهينة Date: 11-22-2007, 06:54 AM Parent: #3 تماضر يا إبنة العم سلام و تحية و بصمود إمرأة تعرََّضَ قلبها ( لقذيفة خيانة بقوة هاون ) و ما زال ينبض Quote: هذه تستطيع أن تغيِّر مسار النهر متى ماأرادت بل و تجعله يفيض من ضفتيه حتى الثمالة و هن كثيرات و أيْم الله دمت

---

Post: #5 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: AMNA MUKHTAR Date: 11-21-2007, 10:03 PM Parent: #1 وعند أبا جهينة الخبر اليقين..

---

Post: #11 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: ابو جهينة Date: 11-23-2007, 10:24 AM Parent: #5 الأخت العزيزة آمنة مختار Quote: وعند أبا جهينة الخبر اليقين.. شكرا على مرورك .. كوني بخير

---

Post: #8 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: معتصم دفع الله Date: 11-22-2007, 09:43 AM Parent: #1 حينها حط رحاله على ضفتي النهر .. وإتكى على شجرة كانت بالقرب منه .. تناجي حبيب رحل عنها في زمانِ ليس بالقريب .. ولم تمل الإنتظار .. أولم يفعل بعد ؟.. شكراً يا ريس .. دائماً تدعنا نبحر مع قلمك ..

---

Post: #9 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: ابو جهينة Date: 11-22-2007, 08:38 PM Parent: #8 معتصم Quote: حينها حط رحاله على ضفتي النهر .. وإتكى على شجرة كانت بالقرب منه .. تناجي حبيب رحل عنها في زمانِ ليس بالقريب .. ولم تمل الإنتظار .. أولم يفعل بعد ؟.. و لن تمل أما هو .. فممكن

---

Post: #10 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: wd al geran Date: 11-22-2007, 10:28 PM Parent: #9 هذه كتابة مُلهَمَة .. ومُفعَمة بِكُلِِ ما هو جميل .. شكراً كثيراً أستاذ ابوجُهينة

---

Post: #13 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: ابو جهينة Date: 11-24-2007, 07:53 AM Parent: #10 ود الجيران تحياتي و تقديري و محبتي سعدت بمرورك هنا شكرا على المداخلة دمتم

---

Post: #12 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: abubakr Date: 11-23-2007, 10:42 AM Parent: #1 يابن عمي . هذا النهر يراه كل منا بمنظار لكنه "النهر" كيفما كان امراة او نهر ...في اصرار عجيب بمسوقات اكاديمية فلسفية ترجم الفيلسوف المصري الذي رحل متشردا وحيدا جمال حمدان حبه لبلده بان عكس مجري "النهر" واصفا اياه بانه يصب جنوبا ..وهاانت تريد النهر ان يعود القهقري "زمنا"..ربما النهر يعود القهقري ضجرا بما يري عند شطئانه فيدخل محفظة التاريخ والبحيرات ...

---

Post: #14 Title: Re: فلْيَعُد النهرُ القَهْقَرى ... Author: أبوذر بابكر Date: 11-24-2007, 08:39 AM Parent: #1 يا سيدى النهر يا ايها الجلال ما بين أغنيات الموجات الصبية حين تفتح بوابات الصباح لترشف فنجان قهوتها المعطرة جلوسا عند حضرة الطمى والشمس شاهدة وما بين فرح الطين وهو يهلل إحتفالا بمقدم موسم البهاء نجدك يا صديقى واقفا تضع تقاويم أيام الحرف وسنينه الزاهية تكتب تواريخ المداد وتكتبنا فشكرا لك يا سليل ذلك السلسبيل