هـــــذيان ....................قصه قصيره...

هذيان ................. قصه قصيره
وسط هذا الفضاء المكهرب بالضجيج والازياء التنكريه ذات الالوان الصارخه , فحل الجاموس يقفز يهز كتفيه وينقض على طريقة الفرسان ( أولاد القبايل ) , يغازل بنت السلطان وبنت السلطان ترقص علىأنغام الكمبلا بنشوة مخموره فى طقسها الملكى ... ترقص ... ترقص أحس بها تحلق عالياً ..متباهيه بأنوثتها المتوهجه .., تأكل الشوكلاته وترقص الكمبلا والجينز الامريكى على أردافها يتفتق بشتى أحتمالات الجنون .. وفحل الجاموس يرقص يهز كتفيه ويدور حولها وفى وضح النهار يغازل بنت السلطان وتحت سماء الخرطوم اللاهبـــه..
وسط هذا الزحام لست وحدى بين المدعويين الذين رسمت الدهشه خطوطاً من الغباء على وجوههم ... وبين هذا الضجيج وجهك يتسلل .. من أين ؟ لست أدرى ..!
من الحقيقه أو الخيال لست أدرى ..!
أنه هو لا انه الجنون أو الهــذيان ..!
لم أعد أعى شيئاً ....
دعنـــى أهدأ قليلاً ..
أنه أنت ...
نعم أنت .. أنت البعيد فى الذاكره ...!
ولكن قل لى بربك :--
* أين الطفولة التى تحتل بهجة الوجه منك ....! ؟
* كيف جئت ..؟ وكيف عرفت الطريق الىّ ..؟
*وكيـــف كنت تواجه عذابات الغــــربه والصــقيع وحــــدك ؟
*قلت لى : تســـألنى بدهشه وأنت تقـــلب زجــاجة البيبسى كولا بعد أن أفرغتهـــا فى جــوفك المتعطش .. :--
*م//ن يحرس البراءه فى الزمن الغاشــــم ؟ فى الزمن الغاشم والليل ينهش فى العظام . ., صوتك يتصــاعد هـــادراً ... , نعم يتصاعــد ....
* أين ذهب أصدقاؤك .. ؟
*أما زلت تدير خدك بوداعتــه وبغيـــر أظافــر و أنياب من حديــد ؟
هومـــــــت ..... !!!
هربت الكلمات منى .. تراصت أمامى حلقات ودوائر فى الفراغ .. ,
تثاقلت خطواتى مخلفةً ورائها آثار الطعنات القديمه والجراح القادمه ... !!!
وأنغام الكمبـــلا ........ أنغام الكمبلا تنزاح بعيداً رويداً رويداً .. .... ,
وبنت السلطان ترقص ...... وترقص , تصرع فحلاً آخر , وتدور تعلو .. تهبط .., تصرعه تقفز وتحلق عاليـــاً .... عالياً فوق الحضور ...., والجينز الأمريكى على أردافهـــا يتفتق بشتى أحتمالات الجنون ... تظاهرت بالتماسك وأستنجدت بتعويذه قديـــمه من المعجم الذكورى كان يرددها جــــدى فى مواجهة شرور النساء ...
تذكرت سؤالى لأمك وكلامك لها عنى حينما قابلتك على أطراف مدينة حدودية ...مدينة ما ..
أعتصرت قلبى الذكرى والمسافات تضاءلت ...
* قالت لى : أنك كبرت , أصبحت فارســـاً على هيئة الفرسان ( أولاد القبايل ) تزدان بالنجوم وتلمع على صدرك النياشين .. وحينما لاحظت أختك أنهبار دمعتى و أرتعاش أطرافى كان المســـاء يغمر منزلكم فتحاشيت نظراتها وتشاغلت بازالة الغبـــار العالق بحذائى بعد أن أكملت التعويذه سبع مــرات .
* قــلت لى : وشمس الخرطوم تسقط حمماً على الوجوه الشاحبه :---
* فالنقترح مســـارات أخرى لا تعطل أحساسنا باللقاء وتصبغ شفاه الحبيبه بطعمة البرتقال ....
كنت تقول لى :- الحال هو الحال .., لم تتبدل أعرف أنك أنفلت الى حد ما ..
كانت أخبارك تتسرب الينا فى بلاد الصقيع , يحملها بعض العائدين ويصبون عليها من أهوائهم ما يريحهم ...؟ !!!
* قلت لك :-- الشىء الذى لم يخذلنى بقايا الماضى المقيم فيـــك ,
وكنت أحس أن ثمة شيئاً ما شىء يغلى فى صدرك وبعث مزيداً من الحيره والتساؤل .. !!!؟
* قلت لى :-- كعادتها هذه المدينه تبدو هادئه مستسلمه فى ركامها , تختبىء خلف أسئلتها الكبرى وتركض لاهثه متناسيه....
* هل أخترت لنفسك مواقف صعبه ..؟
* قلت لك :-- أتخذت مواقف أقل تأزماً ...
وظللنا نثرثر .. , صعدنا أنا و أنت البص المؤدى الى منزلكم , ...
وفى غمرة الحديث وتداعيات اللقاء .... ,
تسلقت آذان بعض الفضوليين الينا ..
أخترنا الصمت ..
هومنا فى ملامح بعضنا وقد تبعثرت بين السنين ....
تنامت شعاب الأستغراب والدهشه حوائط .. ,
قفزت من نافذة البص مهرولاً .....
تركتك وحدك وسرت وحدى ..
لـــون حبيبتى بدأ يظلل سماء المــــدينه
لون حبيبتى ظلل سماء المدينه ...
( كوستى نوفمبر2000 م )

هذيان نخب اللقاء ياعظموت.... لك تحيات العميرى