مؤتمر الشيوعي ..طوق النجاة أو رصاصة الرحمة(الصحافى محمد عبد العزيز)

مؤتمر الشيوعي ..طوق النجاة أو رصاصة الرحمة(الصحافى محمد عبد العزيز)


11-13-2007, 10:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1194944438&rn=0


Post: #1
Title: مؤتمر الشيوعي ..طوق النجاة أو رصاصة الرحمة(الصحافى محمد عبد العزيز)
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 11-13-2007, 10:00 AM

يقترب موعد إنعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي المؤجل منذ اربعين عاماً الذي كان من المقرر ان يعقد منذ اغسطس 1970، ولكن توترات العلاقة مع نميري وانقلاب هاشم العطا وما اعقبه من احداث جعلت الامر يُرجئ الى ما بعد انجلاء نظام نميري،وقد قررت اللجنة المركزية للحزب فى اكتوبر 1985 العمل على اجرائه فى اقرب فرصة، إلا ان انقلاب الانقاذ فى يونيو1989 التي اتت بالاعداء الايدلوجيين للحزب على سدة الحكم، وعصفت بقيادات الحزب من جديد الى دوائر الاعتقال والتشريد، والتغييب . ادى الى ارجاء المؤتمر مرة اخرى الى وقت غير معلوم.
كما ان انهيار الاتحاد السوفيتي (مصدر الالهام) خصوصا، ومنظومة الكتلة الشيوعية فى اوربا الشرقية عموما فى ذات العام ضاعفت معاناة الحزب البدنية والمعنوية، الامر الذى جعل من عام 1989 بالنسبة للحزب هو عام (الحزن) بامتياز.

غير ان موعد المؤتمر العام الخامس للحزب لم يحدد بشكل قاطع ،الا ان بعض الاشارات الخاصة ألمحت الى ان المؤتمر سيعقد فى ديسمبر او يناير القادمين إن سارت الأمور على ما يرام. وهذه الامور يعني بها الظروف الامنية.
واستبعد آخرون قيام المؤتمر فى هذه الفترة لاسباب يرى البعض انها غير ملائمة له ، ويقولون ان المضايقات الامنية ما زالت مستمرة ويستدلون بما حدث لصحيفة (الميدان) الناطقة باسم الحزب في الفترة الاخيرة علاوة على ان الحزب لم يصدق له فى الآونة الاخيرة بعدة ندوات، فما بالك (بمؤتمر عديل!)!!-على حد تعبيرهم-.
وينتظر أن يبحث المؤتمر الخامس المزمع انعقاده عدداً من الأجندة رتبت فى التقريرالعام الذي يعنى بتقييم الأداء للحزب ، خلال الفترة من المؤتمر الرابع وحتى حينه. كما سيعمد ايضاً لمناقشة البرنامج العام للحزب، وكذلك اللائحة التنظيمية ، بجانب التقرير التنظيمي الخاص، وبالطبع إنتخاب اللجنة المركزية الجديدة للحزب. خاصة وان اللجنة الحالية فقدت الكثير من عضويتها لعوامل المرض او الموت او الانشقاق.
ويستبعد الكثير من المراقبين انتخاب سكرتير جديد للحزب لخلافة نقد،ويؤكدون استمراره فى القيادة بجانب بعض الوجوه الشابة الموثوق فيها للجنة المركزية، ويعتبرون ان الشيوعي سقط ايضاً كبقية القوى السياسية فى ازمة اللا بديل.
وتبدو الملفات الاكثر سخونة على طاولة المؤتمر الخامس هي مشروع الدستور،والبرنامج السياسي،و اللائحة التنظيمية (خاصة ان اللائحة الحالية والبرنامج هما من نتاج 1967م مع بعض التعديل الطفيف، والتعويل على ورقة متغيرات العصر).
وسيقوم المؤتمرون بتقييم علاقة الحزب بالقوى السياسية الاخرى (التحالفات) بما فيها تحالفه مع قوى التجمع، علاوة على استذكار دروس انهيار التجربة الاشتراكية، واستكشاف مستقبل الفكر الماركسي. اضافة لتقديم قراءة نقدية لتجربة 19 يوليو (إنقلاب هاشم العطا) التي لم يضع لها الحزب الشيوعي السوداني حتى الآن موقفاَ واضحاً. غير ان النقطة الاخيرة ربما لا تثار لانها ستحدث جدلاً واسعاً فى اروقة الحزب لا
طاقة له به.
وقد تحدث بعض قياديي الحزب الشيوعي عن رؤية جديدة للحزب تتخطى جدار النصوص المقدسة بما فيها النصوص الماركسية ، والاجتهادات الانجلزية '' نسبة لأنجلز '' . وأوضحت ان الاستناد الاساسي سيأتي من منطلق تجربة الحزب في السودان والتي تجاوزت الستين بعام.
ولم يتوقف حديث تلك القيادات عند هذا الحد بل تخطاه ليصل الى اعلان كفر الحزب صراحة بدولة الحزب الواحد حتى وان كان الشيوعي نفسه والدعوة الصريحة للديمقراطية التعددية. والعمل من اجل ديمقراطية النظام السياسي والاقتصادي ، والسعي لمخاطبة قضايا العصر (حقوق
الانسان والعولمة الخ...) والسعي لخلق واقع مهادن للدين.
ويعول الحزب كثيرا على تيار الشباب داخل الحزب الذي يمثل حسب تصور البعض قرابة الـ(80%) من مجمل العضوية. ويرى السكرتير العام للحزب محمد ابراهيم نقد كما قال لـ (الرأي العام) امس الاول ان الشباب الحاليين للحزب ليسوا بعيدين عن حياته، فهم مشاركون اصيلون فى نضالات الحزب، ومتشربون بتجاربه وارثه النضالي.
ويقول احد كوادر الحزب ''رفض ذكر اسمه'' ان المؤتمر لن يكتب له النجاح حتى ولو كان التحضير جيداً إلا بمشاركة فاعلة لكوادر الحزب بالداخل والخارج، وخاصة شريحتي الشباب والمرأة اللتين تمثلان الاغلبية بالحزب.
ورغم ان الشباب هم الغالبية علاوة على التعويل الكبير عليهم إلا ان البعض مازال يرى ان الطبيعة التنظيمية للحزب (خرسانية) وهذا ما سمح له بالبقاء متماسكا طوال هذه الفترة رغم الهزات العاصفة التى مر بها. وذات الطبيعة الخرسانية لا تقبل التغيير بسهولة، ويشبهون الحزب برجل عجوز مسدود الاوردة والشرايين. ويستدلون فى ذلك بأن ترتيبات المؤتمر من اعداد وتجهيز اشرف عليها الحرس القديم الرافض لاي تغيير على هيكلة الحزب، ويتخوفون من ما احدثه الحرس من تدجين للكثير من القيادات الشابة التى يعول عليها. والتي باتت تحمل ذات الرؤي التحفظية تجاه التغيير وتسيطر فى ذات الوقت على قطاعات الشباب والطلاب.
وفى ذات الوقت ينشط تيار قوي ومتحمس داخل الحزب ينتظر على أحر من الجمر انعقاد المؤتمر للتعبير عن رؤاه بحرية والعمل على اقناع
القواعد بها. ويستبشر هذا التيار بالمؤتمر ويصر على ان انعقاده حقيقة لا ريب فيها، وانه ليس مجرد أفيون لتخدير العضوية، ويعتبرون ان روح المؤتمر هذا العام مختلفة، ويستدلون بتصريحات قيادات الحزب حول طرح الكثير من القضايا الجوهرية على طاولة النقاش بما فى ذلك اسم الحزب، الذي ينادي كثيرون بأنه اصبح غير مناسب فى هذه المرحلة.
تيار الاصلاح والتغيير داخل الحزب او ما يسمى التيار (الصابر) كما يحلو للبعض تسميته أثبت قوته وفعالية تأثيره فى المؤتمرات القاعدية خاصة فى المناطق الطرفية للخرطوم. لذا فلا يمكن الاستهانة به واستغلاله خاصة انه انتظر أربعة عقود.
ويتخوف البعض من عمليات الاصلاح الجوهرية التي ربما تلحق بجسم الحزب مثل ما فعله جورباتشوف بالاتحاد السوفيتي باحداث ثقب صغير فى جدران الحزب الخرسانية لاخراج الضغوط الحبيسة، ولكن يحدث ان يتوسع الثقب فينهار النظام.
صراع التيارات داخل الحزب لن يحسم إلا بعد عقد المؤتمر، وعندها سيحسم الكثير. ولو قدر للحرس القديم بتفريخاته الحديثة ان يحسم الصراع لصالحه، فسيحفظ للحزب تماسكه، وقوته التقليدية إلا انه سيشهد خروج تيار التغيير من الحزب

Post: #2
Title: Re: مؤتمر الشيوعي ..طوق النجاة أو رصاصة الرحمة(الصحافى محمد عبد العزيز)
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 11-13-2007, 10:04 AM
Parent: #1

...تقرير دسم للغاية ومرتب التحليل وعميق القراءات
للصاحفى النابه بجريدة الراى العام محمد عبد العزيز...أعمل فيه تمحيص دقيق للغاية وطرح
تساؤلات فى قمة الموضوعية عن مؤتمر الحزب الشيوعى السودانى...لنا عودة لقراءة موازية لما سطره
قلم الاستاذ/محمد عبد العزيز........