حكاية 103 طفل .

حكاية 103 طفل .


11-02-2007, 11:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1193998154&rn=0


Post: #1
Title: حكاية 103 طفل .
Author: shaheen shaheen
Date: 11-02-2007, 11:09 AM

بعيدا عن العواطف الساذجة :
سوف تمضى ايام عديدة كعادة الساحة السياسية السودانية حتى يتم نسيان ملف ال 103 طفل الذين فشلت محاولة تهريبهم الى فرنسا
بطريقة غير تقليدية .. الساحة السياسية تنام وتصحو على موضوع , ثم يظهر موضوع او خبر اكثر قوة يحتل الساحة وهلم جرا
لو تعلق الامر فقط بمحاولة تبنى ولم يكن فى الامر شبهة استغلال جنسى او متاجرة فى اعضاء بشرية فمن فضلك انسى انك قد قراءت هذا المقال .. اكرر ان كتابتى قائمة على الاحتمال الارجح , وهو تبنى بعض الاسر لهؤلاء الاطفال - رغم الطريقة غير الشرعية التى تم بها - .. وعلى العموم اعتقد ان هناك اسر وعائلات تبيع اطفالها بموافقة تامة منها فى كثير من مناطق اسيا المنكوبة بالفقر والفيضانات
(1)
لو تذكرون تلك الهوجة قبل فترة ليست بعيدة عن المتسللين عبر الحدود المصرية الى اسرائيل من الاجئين السودانيين .. تخيلوا مدى المخاطرة وحجم المعاناة , بل ان المتسلل يعرف جيدا ان احتمال الموت وارد على يد قناصة حرس الحدود المصريين , وقد حدثت مثل هذه الاحداث , هم يعرفون ان الدليل الذى سيقودهم عبر المتاهات من عرب سيناء قد يغدر به ويقتله فى ذلك الخلاء الصحراوى , وقد حدثت مثل هذه الاحداث
هؤلاء , وهؤلاء .. الاثنان من مناطق التهميش
فى حالة الاجئين ينجح البعض ويفشل اخرون فى الهروب الابدى من السودان
وفى الاطفال فشلت المحاولة , والوطن فى انتظارهم بالاحضان !!! والسؤال هو : كم من هؤلاء ال 103 طفل سيعاود الكرة عندما يصبح شابا يافعا للهروب الى فرنسا بطريقة غير شرعية وفيها الكثير من الخطورة هذه المرة ؟
كم من هؤلاء ال 103 طفل , سيندم عندما يكبر ان محاولة التهريب غير الشرعى قد فشلت ؟ وما هو شعورهم عندما يدركون معنى صعوبة ايجاد عمل ووضع انسانى محترم داخل اوطانهم ؟
(2)
فى (جذوره) الشهيرة اوضح (اليكس هيلى) كيفية احضار جده الكبير الى امريكا
وفى المسلسل التليفزيونى المقتبس من الرواية شاهدنا ملحمة الهرب عبر اشجار الغابة للجد الكبير من صائدى الرقيق
لم يكن يدرى ان الاحفاد السود سوف يفعلون الاعاجيب من اجل الوصول الى ارض الاحلام الجديدة
كان (كونتا كنتا ) على استعداد لدفع حياته كلها ثمنا للعودة الى افريقيا من جديد .. بينما الاحفاد الان يتجهون فى قوارب غير امنة ولا ادمية حتى للهروب عبر مياه مالحة وكالحة دون زاد ولا مياه عذبة للشرب وهم يعلمون ان الموت اقرب اليهم من حبل وريدهم , لكنهم يفعلونها , ويموتون
لو ان طبعة حديثة من جذور (هيلى) قد اوضحت لنا بالارقام عدد المتقدمين من الافارقة السود لبرنامج (اللوترى) الامريكى لكانت المفارقة مذهلة وغريبة , بل وحتى مضحكة
(3)
ماذا فعلت هذه النخب المتعفنة والعفنة فى نفس الوقت باوطانهم وشعوبهم ؟
وما هذه الدروس الغبية فى برامج اذاعتهم الصباحية عن الانتماء والوطن ؟
عن اى وطن تحديدا يتحدث السادة الاجلاء ؟
وان لم تكن حادثة هرب مواطن واحد - فقط مواطن واحد - متحديا صحراء وقناصة حرس حدود من اجل الهرب من وطنه الافتراضى , كفيلة باسقاط حكومة .. فما هو معيار سقوط الحكومات بالله عليكم ؟
انظروا لهذا الفساد الخانق .. وهذا الحراك الاجتماعى غير المفهوم صعودا وهبوطا .. احتكار الوظائف الجيدة والمواقع المتقدمة .. المستقبل المظلم .. وعرض الجسد من اجل لقمة خبز .. الاضطهاد الثقافى والعرقى
كل الاشياء التى تجعل من الوطن جواز سفر لا اكثر ولا اقل
يقولون (ودنك منين يا جحا ) واقول كم من ال 103 طفل دارفورى سيهرب من جديد بعد ان يشتد العود وياتى الادراك ان لا امل
صحيح والحمد لله تم افشال محاولة التهريب
ولكن يا نرى كم 103 سودانى عاقل , بالغ , رشيد يفكر فى الهروب من السودان
وكما يقول المثل المصرى الدارج
- ودنك منين يا جحا ؟
حقيقة , منين ؟ .
......
شاهين.