صدح الكابلى .وغرد..واشجى.وعطر..المساء برائعةالراحل الشريف زين العابدين..عن تضاريس حب الوطن..!

فى احتفالية مرور عام على رحيل الشريف زين العابدين الهندى...كانت ملحمته الرائعه عن حب الوطن والذى صاغها شعرا.سكب فيه كل روائع ابداع الوصف لجغرافية..وتضاريس. والوان وتنوع..وتشكيل الوطن...تنقل فيها بين ربوع اطراف الوطن.ووديانه. ومساحاته . وصحاريه ووديانه..وانهاره واوتاده. وملامحه. وتقاسيم الناس فيه..ونقل براءة وحرارة الاحساس وعشق الفطره. وذلك المكنون من الهوى . لذرات اديم الوطن.. تلك الملحمه التى ناح فيها وبكى. وغرد..ووصف واشتكى. وتغرب. ودفن ايلام شجونه..وعشقه الملهوف..ودموعه..واجيال كل ذلك الشوق الهيام...وهو يحكى عن موقع امه..وهو يتقلب فى حشا قبائل الجنوب ويتوغل فى غاباته..ويعبراطرافه وانهاره..ويلاقى بكوارس احراشه..وجواميسه العناتيل...وهو يستعرض الماضى التليد...ويشكل الترتيب . وهو يعانق حس الحب الذى ربط كل الناس بالوطن...استغرق فيه وغرق فى دوامته..وغنى له..ووصفه بخيوله..وفوارسه...وامطاره ..وبروقه . ورعوده..ومدنه..واساطير ابنائه..من الشعراء والفنانين...ولقادته وهم..يجبرون التاريخ للتوقف..والانتباه ... اليهم... وكانت الكلمات فى بساطة اللهجه اللغه..ودفء الحنين الحنان...ومجمل الرؤيا الابصار...وكانت تحكى عن كل فرد وتطلعاته..واحلامه. اماله...

واخضع كل تلك المشاهد لبوتقة اللحن..الموشى الموسيقار المبدع الفنان الكابلى..واتت شرائح تقسيمات الحان الاوبريت...ناطقة بشجو الحس الوجدانى...وملتزمة بدفق الايقاع الذى سرى فى الاعماق,. وعطر خفر المساء بشجن منغم..وباذخ...فاستطاع ان يجسم ويجسد ويصور المشاهد..بتداخل ابداع..برزت فيه الالحان بالوان ذلك الطاؤوس الجمال..الذى يختال باسحار اسرار سحره البديع فطفت على على خواطر واحاسيس المستمعبن وفاضت بجذالة تدفقها.وتغلغل سريانها. وهى تخترق حشا الوجدان...صوت الكابلى.. ومولدية اللحن. والكورال..والموسيقيين..وذلك التداخل البدع من المشاركين ... وتلك الكنار المغرده التتى شجت ... بصوتها الملائكى فكانت جرسا من رنين...وقد كان لتنوع الالحان..فى تدفقها..وعدم الاطاله ولا الترديد..فكانت عطاء ابداع على مستوى رفيع من الارتقاء البديع...فتزامنت لاؤية معانى الكلمه..مع فواصل اللحن. وجودة الاداء..وتلك الرحابه الابداعيه..وطفرة النقل والربط..فى الاداء للامكانيات صوت الفنان الكابلى..منحت هذا العمل كل اسباب النجاح...

وهذه اشاره لتمكن الفنان الكابلى ومقدراته الفنيه..هو ومن معه من الموسيقيين وعلى راسهم الموسيقار محمد عبد الله محمديه..والكورال...فقد كان جهدا مقدرا. ورائعا..
وهذا يجعلنا نشيد بالموسيقار الكابلى..ونتمنى له طول العمر. ونترحم على الاديب الشاعر الشريف زين العابدين الهندى الذى اخذته السياسه عن خمائل الشعر والادب..فقد كان فنانا وشاعرا..بحق..
.

اروع ما فى ذلك الاوبريت..هو بساطة الانسجام اللحنى مع واقع الكلمه.التى تلا قحت فى عمق دفء من حنين .وحب.الى ذلك الاديم المقدس...لذلك التراب الثر..وصاحب السر...
تلك الكلمات الروائع التى اخترقت سياج الوجدان وطفحت فى كل خلايا الحس..وسرت فى انزيم الدم..لانها تصور تنوع الوطن..وتبعثر كل خبابا تفاصيله.وتخلط شروقه مع غروبه..وتنتج منه كل ذلك الانسجام..التنوع..
كلمات الملحمه ..فياضة ورنانه.ودافئه..وموحيه.وتزخر بشتى انواع الحنين..والتنوع...وتنبع من عمق مسكون بحب الوطن..
كل الانحاء..والانواء..والزمن المدى..وكل تغلغل التاريخ...وكل تلك الامجاد...
انها تلك الرائحه النفاذه ..لعبق الوطن ...الكبير...

لشاعر الملهم الشريف زين العابدين..ذلك القدر....
وللفنان الصيدح الغريد الموسيقار الكابلى..اطياف من امجاد تتحلق..ولكل من شاركه فى ذلك الابداع..
فلقد منحنا عتقا..من وفاء لن يفصم برغم كل شى..!!

وسيبقى السودان ذلك العزيز فى وجداننا.يسمو.ويعلو..ويرتفع..
وستبقى اعلامه ..ترفرف على اعتلاء ..سامق..