مصر والنوبة "هتة واحدة"- مقال منقول

مصر والنوبة "هتة واحدة"- مقال منقول


10-29-2007, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1193663183&rn=0


Post: #1
Title: مصر والنوبة "هتة واحدة"- مقال منقول
Author: Mohamed Elgadi
Date: 10-29-2007, 02:06 PM

An old article but stil relevent...

mohamed elgadi

http://www.al-araby.com/articles/889/031221-11-889-art02.htm
Quote: نوبة دوت كوم هي ثلاث روايات للكاتب النوبي إدريس علي "دنقلة والنوبي واللعب فوق جبال النوبة" اختصرت علي ديسك كمبيوتر جلس عليه عوض شلالي بطل العرض أو نقول إنه المجسد لشخصية المؤلف والراوي لذكرياته، صاغها في تضفيرة حرفية المؤلف حازم شحاتة ليخرج لنا بأحلام وأحزان وحياة أهل النوبة في عرض مسرحي علي خشبة مسرح مركز الهناجر الذي لم تضن الدكتورة هدي مصطفي عليه بجميع إمكانيات المسرح، وبرغم تلك الإمكانيات المحدودة إلا أن العمل تفوق علي الكثير من الأعمال ضخمة التكلفة في سينوغرافيا العرض التي قادها المخرج ناصر عبدالمنعم.

المؤلف: نكشف المسكوت عنه في الخطاب النوبي

إنها ليلة نوبية تبدأ بزفة من الدفوف و"الزغاريد" والرقص النوبي الشهير خارج الكواليس ابتداء من الشارع المؤدي إلي المسرح وحتي خشبة العرض والجمهور سائر وراءها في شغف ومشاركة وكأنهم ضيوف لفرح عزيز لديهم.

بعدها يطرح العرض ذكريات عوض عن النوبة القديمة ومرحلة طفولته بين أجوائها والتي لم يصبح لها وجود إلا علي موقع بشبكة الإنترنت وذلك من خلال رؤية مختلفة لا تطرح النوبة الأسطورة إنما نوبة الواقع الناس والأحلام الحاضر والمستقبل، بل يكشف لنا العرض "المسكوت" عنه في الخطاب النوبي ولكن في حيادية ورؤية ناضجة بلا إسفاف أو تجريح من خلال فن راق يرتكز علي حماس وحيوية مجموعة من الممثلين الهواة الواعدين.

تبدأ الأحداث بوصول غادة إحدي شخصيات القصص الثلاثة إلي بلدة صغيرة علي أرض النوبة القديمة لتعيش مع أهل أبوها تنفيذا لأوامره في الابتعاد عن أفكار أمها "القاهرية" ولتتزوج من أهل النوبة، ومنذ وصولها يصحبها عوض وهو طفل لم يتجاوز بعد الثانية عشرة ليحكي لنا في إطار فلاش باك علي المسرح ذكريات تلك الواقعة التي انتهت باختفاء غادة في ظروف غامضة بعد محاولتها للهرب من أجواء النوبة التي لم تستطع تحملها.

ثم تتداخل تلك القصة مع أحداث قصة أخري لعوض وهو شاب مع الفتاة الفرنسية سيمون والذي يحكي لها عن ذكرياته مع قصة النوبي كنود وصندوقه الذي يحتوي علي كنز معين يبحث عنه البريطاني "مسيوتيما"، وهنا يفاجأ الجمهور بقطع في الأحداث والصورة ثم العودة لأحداث القصة الأولي مرة أخري في شكل جديد علي خشبة المسرح لم نره سوي علي شاشة السينما.

المخرج: نفتح ملفا شائكا لأننا اخترنا المواجهة

وقد نري ذلك يتجسد في أحد تلك المشاهد الجميلة بالعرض عندما تظهر سيمون وعوض في مقدمة المسرح وهما يرقصان علي أنغام فرنسية في الوقت نفسه تسلط الأضواء علي خلفية المسرح وعوض طفل يلعب مع غادة علي الأنغام النوبية، حيث يربط المخرج بين المشهدين في رؤية بصرية جديدة أيضا علي خشبة المسرح.

كما يتضمن نص العرض الكثير من الكلمات التي تحيي ذكري الزعيم جمال عبدالناصر وذلك يأتي بقوة علي لسان غادة عندما تقول "أريد أن أتزوج رجلا بمعني الكلمة شجاعا مثل جمال عبدالناصر عندما يلقي خطابا في ماسبيرو ترتعد فرائص الجبناء في أمريكا".

ويقول المؤلف إدريس علي أثناء مشاهدتي للبروفات كنت سعيدا للغاية وراض تماما عن تلك التجربة الفريدة لأن المسرحية تقول من خلال لغة الفن ودون ادعاء أو إسقاطات سياسية أن مصر والنوبة "هتة واحدة".

أما مخرج العرض ناصر عبدالمنعم فيقول هذه ثاني تجربة لي مع الأعمال النوبية فقد قدمت من قبل مسرحية "ناس النهر" علي مسرح الطليعة 2000، ولقد اخترت اقتحام عالم النوبة لأنه غني وثري بقضايا عديدة لا يعرف الكثيرون عنها أحد حيث تقودنا إلي قضايا أكبر وأوسع من النوبة ذاتها فالثقافة المتعددة في وطن واحد أو في ظل العولمة ليست سوي قليل من كثير، والعرض هنا يقدم أسئلة شائكة مفتوحة علي الوطن كله وليست النوبة وحدها ليفجر في رأس المشاهد الكثير من الأسئلة الأخري وبذل المجهود في البحث عن حلها.

ويضيف لقد اخترنا من خلال ورشة العمل أربع نهايات للعرض اتفقنا في النهاية علي واحدة تقدم كل الأصوات حتي الأصوات المعارضة لحلم النوبي.

كما يذكرنا ناصر عبدالمنعم من الصعوبات التي واجهته أن 80% من الممثلين هواة وذلك لأنه اختار أن يكونوا نوبيين الأصل حتي يشعر جمهور العرض بروح النوبة الحقيقية فيهم، كما سيطرح هؤلاء الشباب النوبيون قضيتهم أفضل من غيرهم، ولذلك استمرت البروفات أكثر من 8 شهور لنقدم العرض في ساعة ونصف الساعة.

أما عن الزفة في بداية العرض وغير المرتبطة مع الأحداث يقول المخرج ناصر عبدالمنعم أنها تمهيد للجمهور حتي يقتربوا أكثر من أجواء النوبة ليكونوا بعد ذلك علي استعداد لتقبل طرح قضية العرض.

--------------------------------------------------------------------------------
الأحد 21/12/2003