وجهة نظر..انسحاب الحركة هزيمة لها..

ما فعلته الحركة الشعبية مع الشريك الآخر في الحكم.. يعتبر نوع من الهروب من المسئولية.. وهذا يعنى أن الحركة لم تستوعب فكرة الحكم الحالي وطريقة العمل في السودان .. البلد الكبير حجما .. لقد كان اعضاء الحركة يعتبرون الحكم من السهولة بمكان.. ولكنهم وجدوا ارثا ثقيلا مليء بمشاكل عشرات السنين ..تم اختصارها في فترة الانقاذ.. فكل المشاكل لم تطفو الي السطح الا بعد مجيء الانقاذ.. وكل المشاكل لم تكبر الي هذا الحجم البغيض ..الا بعد خروج الشيخ أو اخراجه من دنيا الانقاذ.. الدنيا الجديدة التى قام ببنائها وظل يشيد فيها لأكثر من أربعين عاما.. تاه فيها الكثير من أبناء السودان ما بين أخوان مسلمين وجبهة الميثاق ثم الجبهة الاسلامية وأخيرا.. المؤتمرين .. الوطنى والشعبي.. فأصبح الشيخ وبعض صحبه.. ينقضون غزلهم... وقد أريد بالمؤتمر الوطنى أن يكون جامع لكل أهل السودان.. ولكن.. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
فقد تفاقمت الأزمة مابين الانقاذ ممثلة في المؤتمر الوطنى.. والحركة الشعبية .. وكلا الحزبين لا يمثلان سوى جزء من الشعب السوداني .. ولكن هناك روابط ما بين الحزبين.. متمثل في الدكتاتورية.. والنظرة ألاحادية للحكم.. فلو أن الحركة قد قدر لها الجنوب بأكمله لانشاء دولة منفصلة فيه.. لرأينا غدا..ريك مشار لاجيء سياسي لدينا.. ولرأينا عشرات الأخوة الجنوبيين من بعض القبائل الأخري قد نزحوا الينا في هجرة مغايرة لما كانت قبلا.. وبكل صراحة..ما فعلته الحركة الشعبية هو احراج لأعضائها لو كان قصدهم الاتحاد في دولة واحدة..وأعضائها يعلمون تماما أن الأمر ليس أمر خلاف في التطبيق.. ولكن خلافات تحمل أجندة أخري غير معلنة.. فلو أن الأمر أمر تحويل أموال.. فالحركة بنفسها قد اعترفت قبلا أنها قد تسلمت كامل أموالها من حصة البترول.. ولو أن الأمر أمر انساحب جيش .. فلماذا ينسحب الجيش والدولة واحدة.. ولماذا مجندي الحركة يجوبون شوارع الخرطوم باسلحهتم ويقتلون كل من خالفهم الراي أو اختلف معهم في رأي.. ولو أن الأمر أمر بعض مجندي القبائل الأخري.. فنحن نعلم أن الجنوب لا يقوم علي الحركة الشعبية .. وكذلك الشمال لا يقوم علي المؤتمر الوطنى.. فهناك كثير اسباب للبعض كي يتذمر ..
الواضح تماما أن الحركة لاتعرف مبدأ أن تحكم دولة.. ولكنها علي استعداد للحرب الي آخر جندي.. فالثقافة التى يتحدث بها الجميع الآن..هي ثقافة الحرب.. ويبدو جليا أن الحركة بعد جون قرنق..اصبحت لا تقوي علي شيء..
الشراكة القائمة الآن بها كثير من الشوائب.. وقد تميزت الحركة الشعبية عن المؤتمر الوطنى.. فهي تشترك في حكم السودان والشمال.. ولا يوجد شمالي في تلكمو الحكومة المسماة حكومة الجنوب..
فلينفصل الجنوب عن الشمال لو كان هناك شقاق يؤدي الي اقتتال.. ولنري ..هل ستقوم دولة في الجنوب أم دويلات متناحرة.. أرجو أن اكون خاطئا..