منبر السودان اولا .. هذا اذا كنا نريد لوطن يبقى أسمه السودان !!

ظللت أردد دائما وابدا أن هذه الأتفاقيه (نيفاشا) .. التى وقعت بين الحركة الشعبية وجماعة المؤتمر الوطنى أو (الأنقاذ)، رغم ما فيها من ايجابيات وما وفرته من هامش للحريات لكنها معيبه من اساسها فهى وقعت بين طرفين متضادين أو يسيران على خطين متوازين، الأول يتبنى نهج (الأسلام السياسى) بكلما فيه من عنف وتسلط وادعاء بحق الهى فى الحكم وما عليه من مآخذ و(ميكافيليه) حتى انه شرع فى اكل ابنائه بل ابائه من اجل الغايه (العليا) وهى التشبث بكراسى الحكم.
أما الطرف الثانى (الحركه الشعبيه) .. ينتهج النهج (العلمانى) أو (الليبرالى) ورغم ما يتمتع به هذا الطرف من محاسن وأستنارة واطروحات ورؤى زاهية يمكن أن تحقق حلم كثير من الداعين لسودان جديد، يتمتع بالعدالة والمساواة الا ان ذلك الطرف لا يخلو من سلبيات وفى مقدمة تلك السلبيات (تنصله) عن علاقة الشراكة مع طرف ثالث هو (التجمع الوطنى الديمقراطى) الذى اختار بنفسه أن يكون حلقة ضعيفه مع انه كان بامكانه ان يكون اقوى الأطراف الثلاثه، وسلبيات هذا الطرف الثالث وان لم ترق الى سلبيات (المؤتمر الوطنى) أو (الأنقاذ) لما تضمه صفوفه من وطنيين شرفاء اصحاب رؤى متقدمه الا انه لا يرقى الى مستوى تنظيم الطرف الثانى (الحركة الشعبيه).
من كل ما يدور داخل السودان وخارجه يتضح أن هذا (الوطن) التعيس .. سئ الحظ كلما خرج من نفق مظلم دخل فى نفق اشد ظلاما من الأول.
فكما ذكرت وقعت اتفاقيه بين النظام الحاكم (المؤتمر الوطنى) و(الحركه الشعبيه) تلك الأتفاقية التى (همشت) دور اى فصيل سودانى آخر معارض، وجعلته شاء أم ابى اما أن يدور فى فلك المؤتمر الوطنى أو الحركه الشعبيه، وجعلت ممارسة النفاق لهذل الطرف أو ذاك يمثل مخرجا من ضيق اليد وصعوبة الحياة ويوفر الحد الأدنى من العيش وهذا اسلوب انتهجته الأنقاذ واتقنته لتركيع المعارضين لها أو شق صفوفهم، ولم يسلم حزب أو تسلم حركه من تلك الأنشقاقات التى تحولت الى (انشطاريه) ومن أجل هذا أستغلت الأنقاذ ضعاف التفوس الذين اقتحموا مجال السياسة أو المجال العام من أجل تحقيق مكاسب لأنفسهنم لا للوطن.
الوضع الآن ينذر بالخطر فما هو الحل ؟؟ وما هو البديل؟؟

حالم ومثالى .. من يظن أن الأنقاذ يمكن ان تتنازل طواعية عن الحكم وأن تقدمه فى طبق من العسل لأى جهة بعدما ارتكبته من أخطاء ومذابح وما حدث من استغلال للمال العام و الجاه والسلطه وبعد ما ترسبت احقاد وضغائن ومررات، حتى لو كان ذلك هو الحل الناجع لجميع مشكلات السودان وابعاد التدخل الأجنبى من أستباحة اراضيه بصورة أكبر مما تنوى عليه الأمم المتحده فى أقليم دارفور!!

وواهم من يظن بأن وجود الأنقاذ قوية ومسيطرة على الأمور بنفس الصورة التى جاءت بها للحكم يمكن أن يحل مشكلة السودان حتى لو وقعت اتفاقيات سلام مع جميع احزاب وحركات السودان السياسيه أو حتى لو وقعت اتفاق سلام مع اى مواطن سودانى!!
كيف يتواءم الناس مع نظام ادمن الغدر والخداع والتنصل من الألتزامات، وكيف يتصالح الناس مع نظام ظل دائما يبذل غاية جهده لتفتيت اى حزب موحد أو حركه متماسكه ؟؟
ويبقى السؤال قائما .. وما هو الحل اذا ؟؟

قبل أن نذهب لتقديم اقتراحات لحل يوافق بين هذين الأمرين .. علينا أن نتوقف ونطرح بعض الأسئله:-
حينما أغتصبت جماعة الأسلام السياسى السلطه الم تدع انه جاءت من أجل انقاذ الوطن؟
فهل الوطن الآن تم انقاذه أو توريطه والزج به فى مشاكل كبيره لا تحصى ولا تعد؟
الم يقولوا - بحسب زعمهم - أن الحكومه الديقراطيه فرطت فى الجنوب واضعفت الجيش؟؟
فأين هو الجنوب الآن (بحسب) زعمهم، وهل تملك السلطة جيشا قويا يستطيع أن يقوم بدوره الأساسى فى حماية حدود الوطن وأن يحمى الدستور؟؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح، الأجابه عليها تبين أن جماعة الأسلام السياسى لم ينقذوا الوطن بل ازموه وانهكوه وارهقوه، رغم الأعتراف بما حدث من اكتشاف للبترول وبتقدم فى بعض المجالات الخدميه كالهاتف والطرق، لكن الثمن كان باهظا وغاليا حيث برزت للسطح سبلبيات اخرى مثل استشراء الفساد المالى والآخلاقى والتفكك الأسرى، نتيجة لصعوبة الحياة وعدم توفر سبل العيش الكريم فى الحد الأدنى لقطاع عريض من أبناء الوطن، وتلاشت الطبقة الوسطى تماما، فصار المواطن السودانى اما غنى حد التخمه أو فقير حد الكفاف !!

حتى لا نتوه ونبعد كثيرا عن الموضوع الأساسى والأجابه على السؤال الهام ما هو الحل؟؟
حسب وجهة نظرى الشخصية غير المرتبطة بأى اتجاه سياسى .. ومن أجل الوطن وحده ولا شئ غيره.
أرى أن يتم تاسيس منبر بأى صورة من الصور تحت أسم (السودان اولا) من سودانيين مثقفين ومفكرين يتوفر فيهم عدم الميول الحزبيه الواضحه التى ربما تؤثر على مواقفهم وقراراتهم.
وأن يتم الأتصال بجماعة (منتقاة) فى منظومة (الأسلام السياسى) المشاركه فى السلطه أو خارج السلطه ومن الذين يبدو عليهم الأعتدال، ويظن فيهم الخير والوعى والرغبة المخلصه لحل مشكلة الوطن .. دون شك هناك نوعية من المنتمين لتلك الجماعة يحسب نفسه يفعل شئ دينى مرضى عنه ، ويؤدى ذلك العمل بتفان واخلاص، اعترف نادرا أن يكون من بين تلك الفئة من يتصف بمثل هذه الصفات وأن يكون حتى اللحظه متشبث بكراسى السلطه، لكن دعنا من الناحية النظريه على الأقل نفترض وجود من يمكن أن يتصف بهذه الصفات، حتى بتم الأتصال به لتحقيق اهداف معينه تصب فى صالح الوطن.
لابد من تحمل (الأنقاذ) مسوؤلية ما حدث من تردى فى جميع الجبهات وأن تعلن جماعة الأسلام السياسى بشجاعة تحملها للمسؤليه كامله وان تطلب العفو والغفران من ابناء الوطن جميعا
والا ترفض تقديم الرموز والقيادات المتورطة فى جرائم تعذيب وابده وقتل أو تعدى على المال العام، لمحاكمات عادله.
وبالمقابل أن توافق الكتلة الوطنيه (منبر السودان اولا) على تبنى اقتراح لآعلان عفو عام عن الذين انضموا لتلك الجماعات طالما لم يتسببوا فى ازهاق روح مواطن أو تعذيبه أو امتدت يدهم نحو المال العام.

بعد ذلك يتم تكوين حكومة خلاص وطنى (انقاذ) حقيقى .. (تكنوقراط) مشهود لهم بنظافة اليد والتمتع بفكر ثاقب وعميق للمساهمة فى ايجاد حلول ناجعه منها ما يحتاج لسرعة المعالجه ومنها ما يمكن أن يعالج فى هدوء وتأنى.

أتصور أن تتكشل تلك الحكومه من مجلس سيادى يتكون من ثلاثه اشخاص، دون انتهاك لأتفاقية نيفاشا اى أن يكون نائب الرئيس الأول من الجنوب أو من الحركه الشعبيه وبصلاحيات اوسع مما هو متاح الآن، وان يراعى فى الشخصين الآخرين ميزات تجعلهم يمثلون السودان كله.

أن تتشكل وزارة غالبيتها من المفكرين .. اقترح لرئاستها (منصور خالد)، وأن يكون وزير الثقافة والتعليم (الطيب صالح)، وان يكون وزير الماليه أو التجاره (ابو حريره)، المهم فى الأمر أن تتشكل الوزاره من هذه النوعيه من السودانيين الشرفاء المحبين لوطنهم الزاهدين فى تحقيق مكاسب شخصيه .. مثل (ابيل الير)، وأن يكون للمراة في تلك الوزارة دور فاعل ومهم وليتها تعطى منصبا مهما مثل نائب رئيس الوزراء اضافة الى وزارة احرى مهمة لا تقتصر على الشوؤن الأجتماعيه وحدها كما يحدث دائما!

أن يراعى فى تشكيل الحكومه التمثيل العادل لجميع اقاليم السودان.
أن يستفاد من تجربة دولة الأمارات التى تتشكل من 7 امارات لكل اماره خصوصيتها فى ادارة شوؤنها ولها قوانينها المحليه التى تسير امور الأماره مع الحفاظ على سمات الوحده وعدم التفريط فيها
أن تعطى تلك الحكومه اهمية قصوى لحل الأزمات الحاده خاصة ذات الطابع الأنسانى مثل ازمة دارفور.
أن يجتمع اهل دارفور على قلب رجل واحد يتفقون عليه ويوكلون له امر حل تلك المشكله المحزنه، وأن يكون الحل نابع من اهل المنطقه ومن السودانيين انفسهم.

أن تهتم تلك الحكومه باهل الهامش وقضاياهم وان تضع الاساس السليم والتوصيات للتعليم المجانى خاصة فى المراحل قبل الجماعيه.

أن توجه للأهتمام بالبحث العلمى وأن ترصد له ميزانيه محترمه.

ان تمنع الصرف البذخى والأحتفالات الرسميه التى يراد منها تجميل صورة النظام واظهاره بظهر مخالف لحقيقته.

ان تهتم بالصحه والبيئه واستئصال الأمراض المتوطنه مثل الملاريا.

أن تشرع فى وضع قانون للأنتخابات على اساس ديمقراطى سليم يعترف بالتنوع والتعدد، وان يوصى بمنح فترات متساويه للظهور فى وسائل الآعلام الرسميه لكآفة الأحزاب.

ان ينص الدستور بكل وضوح ودون لبس أو غموض على أن جمهورية السودان .. جمهورية ديمقراطيه (الوطن فيها للجميع والدين لله).

أن تخصص وزارة للبيئة والسلام العالمى.
وأن تعلن الدوله بأنها تدعو للسلام وتساهم فيه, وانها ترحب بعلاقات صداقة وتعاون فى جميع مجالات الخير وما يساهم فى رفاهية الأنسان مع جميع دول العالم .. مع الأعتراف بعلاقات خاصة ومميزه مع بعض دول الجوار مثل مصر، واثيوبيا، وارتريا، وتشاد، ويوغندا وكينيا.
.
.
.
ح نبنيهو البنحلم بيهو يوماتى
وطن شامخ وطن عاتى
وطن خير ديمقراطى
.
.
.
كل واحدج عندو رأى
كل واحد عندو دين

أن يحكم المفكرين بلدا .. اعلم انه حلم لن يتحقق !!

من اقبح الممارسات التى أستحدثتها الأنقاذ .. هو ما حدث من تشريد جماعى للكفاءات فى جميع المجالات ، مدنيه وعسكريه بغرض الأستئثار بالسلطه وبمواقع اتخاز القرار وبضمان الولاء والبقاء دون اى (ازعاج) .. وهذه مساله تجعل توفر بديل لشاغلى المناصب الهامه من اهل الثقه (الأنقاذيين)، دون كفاءة مقنعه امرا صعبا يحدث فراغا وفوضى ، حتى لو اقتنعت الأنقاذ بالذهاب أو الذوبان !!
_________
انه تصرف غير وطنى وممارسات غير اخلاقيه دون شك !!!!