فإذا رتعت.. رتعوا..

من المعلوم أن أي إدارة لا تلتزم الأمانة..لن تجد في أمرها حسن.. والأمر هنا أمر عام لم أقصد به جهة بعينها.. ولكن هذه أمثلة من هنا وهناك.. فصلاح الرعية من صلاح الحاكم.. وان فسدت الرعية..ذلك يكون من أمر نقص في الحاكم مبدأه الظلم والفساد والإفساد.. ولا نحسب أننا بعيدون عن ذلك.. ففي السودان مثلا.. الكل يتحدث عن العدالة الاجتماعية.. بينما الواقع يشير الي غير ذلك.. قالت الحكماء‏:‏ الناس تبع لإمامهم في الخير والشر‏.‏.ولما أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتاج كسرى وسواريه قال‏:‏ إن الذي أدى هذا لأمين‏!‏ قال له رجل‏:‏ يا أمير المؤمنين أنت أمين الله يؤدون إليك ما أديت إلى الله تعالى فإذا رتعت رتعوا‏.‏
فكم منا قد رتع وولغ بكامل جسده ودون وعيه في مراتع البغي والعدوان.. سقت هذا القول حزنا علي السودان وبنيه الفتيان الذين يصارعون الظلم والطغيان وهم طغاة وظلمة.. فأي مبرر يساق لهذه الحروب اللعينة..إنما هو ذر للملح علي العيون.. ومن لم يجد الملح.. وجد الأموال تطغي عليه من كل جانب فغطت سؤته لحين من الدهر.. أهل الإنقاذ بكل فئاتهم.. بدأوا الحكم (ومسكوا) زمام الأمور من الألف الي الياء.. ودانت لهم الدولة بكاملها.. وأتيح لهم من الفرص..ما لم يتح لغيرهم من الأحزاب.. وقد نجحوا برغم المصاعب والمعارضة الشرسة التى وجهوا بها.. ولكنهم رتعوا كما رتع قادتهم.. وقد اتيحت الفرصة بذلك لعامة الشعب بأن يلجوا هذا البحر اللجي الذي غمرهم حتى الغرق..