مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه ... صلاح ابراهيم احمد

مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه ... صلاح ابراهيم احمد


10-08-2007, 01:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1191848161&rn=0


Post: #1
Title: مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه ... صلاح ابراهيم احمد
Author: abubakr
Date: 10-08-2007, 01:56 PM


مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه
________________________________________
لقد صبرت على ثلاث شموليات دامت أربعين عاماً صبرت على شمولية عبود التى أغرقت أهلى ونزعتهم من أرضهم ورفضت تاريخهم وحتى أسماء قراهم إمعاناً فى سلب هويتهم- فأسماء القرى النوبية صاحبتهم لمئات من السنين ولكن عند التهجير أطلقوا على القرى أرقاماً من واحد إلى ستة وعشرون بدلاً من الأسماء.
ثم خيمت علينا شمولية إمبراطور الجهل نميرى الذى أحال الكثيرين من ضباط القوات المسلحة للمعاش وعندما سئل عن الأسباب قال "للتحجر الفكرى والتبلد الذهنى وعدم القدرة على مواكبة الثورة"- أخذ البلاد فى سياحة سياسية من أقصى اليسار إلى قوانين سبتمبر ولم ينس خلال هذه السياحة أن يكبل السودان بديون فاقت العشرين بليوناً من الدولارات لا زلنا نحمل أعبائها إلى اليوم.
بعدها ابتلينا بشمولية الإنقاذ وبيوت الأشباح وسياسة التمكين التى شردت كل من كان يتقاضى مرتب تحت ستار الصالح العام وأفقرت جميع من يعملون فى القطاع الخاص إلا القلة التى سايرتهم- تحت بند العولمة والخصخصة. وكان هذا بلاء عم الجميع إلى أن تجرأت العاصمة الخرطوم وطالبت بقوميتها وحق المواطنة المتساوية لجميع سكانها- وبذلك اقتنع الحكام بأنها شابهت عراق القرن السابع وعليه لابد من إيجاد حجاج القرن العشرين فجمعوا عيدان كنانتهم فلم يجدوا خيراً من شخص رشح نفسه لولاية ولايته فأسقطه أهله شر سقطة ونبذوه فقال المسئولون وجدنا ضالتنا وهكذا حصل المدهش على ولاية الخرطوم. وكالحجاج خاطب أهل الخرطوم وقال لهم إنى أرى محافظاً مليئة بالنقود وحان زمن إفراغها وإنى لصاحبها وهكذا بدأ مسلسل الجبايات التى جعلت سكان الخرطوم من غير أهل الحظوة أفقر من فأر الكنيسة – وجعلت أحدهم كلما لقى أخاه نصحه "أن أنجو سعد فقد أفلس سعيد" وليته صرف الجبايات على التعليم والصحة فالمدارس منهارة والتأمين الصحى لا يدخل مصاباً إلى الحوادث بدون أن يطلبوا منه ما لا طاقة له به وحتى أدوية الملاريا والناموسيات المشبعة المهداة لنا تباع علناً فى الأسواق.
وجاء الخريف وأصبحت عاصمة المدهش لا تطاق فقد اختلطت مياه المجارى بمياه الأمطار وكونت بركة آسنة واحدة جعلت ليل الخرطوم ملكاً للناموس ونهاره تحتله جحافل الذباب- فكان لابد من البحث عن بلد أهاجر له- أمريكا ... لا مكان اجتماعى شاغر فيها إلا مواطن من الدرجة الخامسة- وذلك لأن الأنجلو ساكسون بروتستانت يحتلون الدرجة الأولى بلا منازع والثانية تزدحم بالبيض الآخرين من ايطاليين وأيرلنديين وأغاريق وما شابه. والدرجة الثالثة والرابعة يحتلها السود والناطقين بالأسبانية وتبقى لك الدرجة الخامسة وحتى هذه لن تنعم فيها بهدوء فالسود الوافدين من الكاريبى يعتقدون أنهم أجدر بها منك الوافد حديثاً من أفريقيا لأنهم يتحدثون الإنجليزية خيراً منك ويعتبرون بقاؤهم فى زمن العبودية تحت الرجل الأبيض مدرسة للحضارة لم تحظ أنت بمثلها- وعليه الأسلم والأحوط أن يبتعد عنها طالب الهجرة من السودان
وبريطانيا العظمى أصبحت من الغلاء بحيث لا سبيل إليها إلا لمن كان بليونيراً- وبقيت مصر وهى لا تقل شمولية عن السودان وتزيد عليه بأنها مرشحة لتصبح شمولية وراثية ولو نجت من هذا المصير فستقع لقمة سائغة فى قبضة طالبان.
وأنا فى هذه الحيرة قرأت كتاباً عن ارتريا وكفاح أهلها لنيل استقلالهم فقد سماهم صاحب الكتاب أبطال لا مشاهير.
الفرق بين المشهور والبطل حسب قوله هو أن المشهور لا يهمه شيء فى الدنيا إلا نفسه ويعمل عن طريق الكتابة والمحاضرات وحضور الندوات محلياً وإقليمياً وعالمياً على تلميع نفسه وأما البطل فلا يعمل إلا لإنقاذ وطنه- فقلت لابد من زيارة تمهيدية لهذا البلد- الذى تمكن أهله وهم ثلاثة ملايين ونصف من تحريره من إمبراطورية تعدادها سبعون مليوناً وتناوبت على مساعدتها القوتان الأعظم أمريكا ثم روسيا- فإلى المقال التالى لأقص عليكم قصة أسمرا بلد الأبطال لا المشاهير.
صلاح إبراهيم أحمد
06.10.2007

Post: #2
Title: Re: مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه ... صلاح ابراهيم احمد
Author: Muna Khugali
Date: 10-08-2007, 02:01 PM
Parent: #1

ونصبر حتي يأتي الحديث عن اسمرا...

أواخر رمضان مقبوله باذن الله..