(مشروب الآبري كولا)

( مشروب الآبري كولا)

تعقيباً على مقال الدكتور/ عبد الحميد قرناص، في جريدة الخرطوم العدد ( ) بتاريخ: 9/2007م عن (الآبري كولا).
أولاً لابد من الإشادة بغيرته الشديدة على المورثات الشعبية بصفة عامة والمشروبات الشعبية بصفة خاصة.
فقد قرأت قبل فترة قليلة في منبر (سودنيز أونلاين) ملخص عن محاضرة أقامها عن التراث النوبي تطرق فيها للمليارات التي فقدناها بسبب إهمالنا لهذا التراث العظيم.
واليوم في مقاله بجريدة الخرطوم تطرق لهذا المشروب الشعبي العجيب وطالب بإثبات الحق الشرعي في اكتشاف السودانيون (للحلو مُر). وأعتقد جازماً أن هذا المقال قد تمت كتابته في نهار رمضاني صائف ظل يحلم فيه بالحلو مر البارد.
وليسمح لي بأن أضيف بعض الملاحظات التي ربما لم يتمكن من متابعتها بسبب اختلاف المطالع وتوقيت صلاة التراويح بيننا وبينه.
ذكر أحد الضيوف على شاشة الفضائية السودانية أنه مقيم منذ عدة سنوات (بدولة تشاد الشقيقة) وقال إن مشروب (الآبري) أصبح مشهوراً جداً هناك وأضاف بأنه أحلى من (الحلو مر) السوداني وعزا السبب لتركيز البهارات بدرجة أكبر، وأخشى أن يكون في ذلك إشارة ضمنية لأن ظروفهم الاقتصادية أفضل مما لدينا. واستناداً لما تقدم أستطيع أن أجزم بأن ما يخشاه (د.قرناص) قد حدث بالفعل، ولابد أنكم تذكرون أن الأغنية الشهيرة ( الليل الهاديء – للفنان شرحبيل أحمد) قد تم السطو عليها في عرض الفضاء، وإنكار حقه الأدبي والمادي في ذلك.
في هذا العصر الذي تميز بالسرقات العالمية العابرة للقارات التي تكاد أن تنتزع حتى ثياب نسائنا وتتركهن ماشات موضة عديل كدا.
وبفضل زيادة الوعي العالمي عن الملكية الفكرية والحقوق المادية والأدبية للأفراد والشعوب في هذه الفترة. وبما أن (الدكتور/ كامل إدريس – رئيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية) من عِندنا فلا بد أن (يْفزع) معنا في إثبات حقنا في اختراع مشروب الآبري بنوعية: الأحمر (الحلو مُر) والأبيض ( خلع الضيف)، وكذلك الرقاقة التي تم تغيير اسمها إلى ( الكورن فليكس) بعد إجراء إضافات ونكهات مختلفة عليها وإدخالها إلى المصانع العالمية وأصبحنا نستوردها كما نستورد جلاليبنا من الصين البعيدة.
ولا يفوتني أن أذكر بأن (د.عبد الحميد قرناص) باضافته كلمة (كولا) للآبري أنما أراد أن يضيف صبغة عالمية لهذا المشروب الرهيب، وهذا الاسم ينم عن عقلية تجارية يتمتع بها الدكتور، ولكنني أقترح بل وأتمنى عليه أن يعيد النظر كرتين في ذلك ويمكن أن نسميه (آبردين) على وزن (قمردين) وذلك كي لا يقع في إشكال مع جماعة التأصيل الذين ربما يعترضوا على كلمة (كولا) بوصفها تدل على التغريب، كما أن إضافة كلمة (دين) ستجد قبولاً أكثر لديهم وخاصة إن المشروب المذكور قد أرتبط بشهر رمضان الذي هو مناسبة دينية كبرى وهو أيضاً يشبه في صنعته إلى حد ما (قمر الدين) ويمكن الاستفادة القصوى من مصانع قمر الدين في تصنيع مشروبنا العالمي (الآبردين) في ثوبه الجديد، وتمشياً مع العولمة لابد من الاستعانة ببعض حسناوات الترويج التجاري لنضم له سوقاً كبيراً
... لو عطاشنيين ...حا تشربو أيه؟........ الآبردين
.... الطعم جنان ....... من السودان.....أشكال وألوان
....نكهة نعناع... نكهة رمان........والخ.

الطيب الشيخ
[email protected]