عبدالواحد وفن المطبخ الامريكى !!!

ربما إحتار الكثيرون من الموقف الصارخ لزعيم حركة تحرير السودان
عبد الواحد محمد نور ازياء مفاوضات طرابلس المزمع عقدها فى اكتوبر ِالقادم وهو موقف اعلن فيه كما تعلمون رفضة القاطع لحضور تلك المفاوضات ما لم تنفذ شروطة اولها انزال القوات الدولية على الارض و اخرها طرد ما يقال عر ب استجلبتهم الحكومة السودانية من النيجر من أجل فرض واقع ديمغرافى جديد فى دارفور...والملاحظ ان موقف عبد الواحد جاء مباشرة بعد نهاية اجتماع واشنطن امس الذى ضم اكثر من عشرين بلدا لمناقشة الوضع دارفور و تفاصيل نشر القوات الدولية فى الاقليم الممزق بالصراع الشرس ... فمن المنطقى ان نتسائل لماذا إذن إتخذ عبد الواحد هذا الموقف الصارم المتشدد وعزوفه الجلوس الى طاولة المفاوضات فى طرابلس الغرب؟ لا بد لنا أن نفترض أن الرجل يدرى ما يفعل و أن موقفة مسنود من قوى كبرى فصلت له هذا الدور، بمعنى اخر ان تكون الولايات المتحدة أعدت هذا السناريو من اجل اجهاض مفاوضات طرابلس و بالتالى تقليص او قل سحب ملف درافور من يد ليبيا ، و لكى تتقى و اشنطن شبهات الإتهام لوحت على الملأ الدولى بأنها ستفرض عقوبات على زعماء الحركات التى لا تلبى دعوة مائدة مفاوضات طرابلس الشئ الذى اثلج و ابلج اسارير الحكومة السودانية و اعتبرته تنكيلا بالمتمردين العصاة و ان العصا الامريكية سوف تحطم رؤسهم ما لم يذعنوا لتهديداتها... اى عقوبات تتحدث عنها واشنطن اولم تفرض واشنطن عقوبات و عقوبات على دول و حركات لسنين عددا ولا أثر و لا تأثير لتك العقوبات الا فى وسائل الاعلام !!!و المدرك لمخابى عقلية البيت الابيض لا يجد صعوبة فى ان يشتم دون عناء فى موقف عبد الواحد رائحة الطبخ الامريكى – (انت ارفض+نحن نلوح =انهيار مفاوضات طرابلس و تنازل اكثر من الخرطوم).
او ربما اتخذ عبد الواحد موقفه كتعبير حقيقى ليأس سياسى بعد ان استنتج ان واشنطن بدلت مواقفها لصالح الخرطوم و فضل ان يستمر فى القتال لتأكيد وجوده كواقع لا يمكن تجاوزه، الا ان هذا الافتراض مستبعد قليلا لانه لا يمكن ان يستمر اى تمرد مهما كان دون سند دولى ...ولا نعتقد ان الرجل غافل عن هذا المبدأ لا سيما انه يعيش و يتحرك فى الغرب بحرية تامة ويعلم تماما ما بداخل حقيبته التى لا تفارقة مطلقا.!!!
ولا يمكن ان نستبعد ايضا ان يكون موقف واشنطن تجاه الحركات قد تغييربالفعل و جذريا لصالح حسم الموضوع فى اطار المصالح الامريكية فى المنطقة و ربما نتج الموقف الامريكى الجديد من اغراءات ووعود مرشحة لقلب كل الموازين فى المنطقة ..ولكن لانجزم بهذا بل نفترض ان الخرطوم قدمتها... وليس بالضرورة ان تكون نتائجها على التو بل قد تظهر الى العلن بعد حين !!!
وبين هذة الافتراضات و تلك، يبقى الموقف الحقيقى لبعد الواحد موصدا خلف الابواب التى أ تخذ ورائها.
الا إننا كنا ان نأمل ان يفتح المتحاربون قلوبهم و عقولهم ببركة هذا الشهر الكريم لإنهاء مسأة القرن الواحد و عشرين فى دارفور.

أعلى