إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..

إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..


09-24-2007, 11:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1190630641&rn=0


Post: #1
Title: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 11:44 AM

لسائل أن يسأل: من هو "الخضر"؟!.


فالاسم نفسه لا يعرّف تعريفاً شافياً, كأن نقول "الحسن بن علي بن أبي طالب حفيد رسول الله" فهذا تعريف شاف كاف، أما أن نقول الحسن ونسكت، دون سياق سابق لا من زمان ولا مكان ولا إشارة ما، فليس هذا بتعريف.



الخضر ابن من, أو أبو من، فلا بد من معرّف يضاف إليه، ما لم يكن معرفاً بذاته.

وحديث المعصوم عليه الصلاة والسلام الصحيح " إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من تحته خضراء",

فهذا الحديث يشير من نفسه أن "الخضر" لم يولد بهذا الاسم، إنما كان لحدث طارئ استجد عليه فسمي لأجله. فماذا كان اسمه قبل أن يجلس على الفروة؟!.

القرآن مصدر البيان والتبيان، وكما أشرنا من قبل ، فما يخفى هنا ينجلي في سورة اُخرى, وما يُشكل هنا ينحلّ في سورة اُخرى، فمن هو "الخضر"؟.

فقد وردت كلمة الخضر بالتشكيل نفسه مرة واحدة في "الكتاب" في سورة "الأنعام", {وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خَضِراً نخرج منه حباً متراكباً}.

فهذا هو "الخضر"، أصل النبت والحَب، وهو كثير الخضرة والخصوبة، كما أخضرّت الأرض الجرداء تحت "الخضر", فهو كذلك مليء بالحياة والنتاج.

في كل الأحوال .. الخضر هو الذي قابل موسى في مجمع البحرين و إنطلقا سوياً حتى إفترقا بعد الثلاث إمتحانات التي لم يستطع موسى تجاوزها صبراً ..

حكاوي عن الخضر :

(1) في السودان ... شاهدت أثراً للنبي الخضر ماثلاً أمامي.
ففي قرية في أقصى الشمال بالسودان .. وجدت شاباً في ريعان شبابه يمتلك محلاً تجارياً قلما تجده خالياً من الزبائن .. و لديه مزرعة تضج بالثمار و الخضروات و الفواكه .. و في ذاك الوقت من سبعينات القرن الماضي .. كان يمتلك عد عربات طراز ( الكومر ) و عدة لواري ماركة ( أوستن أو ما نطلق عليها السفنجات ) .. هذا غير النخلات التي تدر عليه في كل دميرة عدة شوالات من التمر الجيد كالقنديلة و الإبتي مودة ..
هذا و هو شاب لا زال ..
تساءلت عن كيف إستطاع هذا الشاب اليافع أن يبني هذه الثروة في هذه المدة الوجيزة ؟
جاءني الجواب من خفير مدرسة البنات ..
قال الخفير : كان في هذا الحي دكانان فقط .. دكان .. هذا الدكان الذي تراه الآن و كان يقف فيه والد هذا الشاب رحمه الله .. و الدكان الثاني هو الدكان المغلق الذي بجانبه .
أتى رجل عجوز مهلهل الثياب يحمل صرة صغيرة تحتوي على كل أنواع الحبوب .. من ذرة و قمح و شعير .. و قال للتاجر الأول : خذ هذه الصرة و أعطني طعاما بثمنها فأنا لم أذق الطعام منذ يوم كامل ..
فقال التاجر بعد أن فتح الصرة : هذا خليط و لا وقت لدي لكى أفرز ثم أضع ثمناً لكل نوع .. إذهب فأنا مشغول ..

فأخذ الرجل الصرة و ذهب للتاجر والد الشاب الذي تراه الآن و كان هذا الشاب يافعاً وقتها و كان يقف في الدكان عندما أتاه الرجل العجوز و طلب منه نفس الطلب الذي طلبه من التاجر الأول ..
فتناول الصبي الصرة و وضعها تحت الطاولة و أدخل الرجل داخل الدكان و هرول إلى أمه و أتى للرجل بصحن من القراصة عليها بعض السمن و الحليب ..
إلتهم الرجل الطعام ثم توضأ و صلى ركعتين و دعا للصبي : اللهم زده في ماله .. اللهم بارك له في رزقه و وسع له فيه .. ثم ودعه و إنطلق على غير هدى ..
منذئذ إنفتحت أبواب الرزق على الشاب و أسرته .. إنقاد الرزق له إنقياداً تاما .. ما أن يضع يده في تجارة حتى تنجح و تربو في وقت وجيز
التاجر الأول كما ترى دكانه مغلق و هو الآن مزارع و تقدم به العمر.

(2) حكاية متداولة كموروث إسلامي :

أتى رجل إلى شيخ منقطع للعبادة في أعلى الجبل.
و طلب منه أن يدعو له الله كى يرى سيدنا الخضر ..
فقال له الشيخ : هذا صعب المنال
فتوسل إليه الرجل ..
فقال الشيخ ... : إذهب و إجعل من أمام منزلك سبيلاً لسقاية المارين أمامه من السابلة و المسافرين .. فالنبي الخضر يأتي و يطلب أشياءا غير متاحة و في وقت غير ملائم .. كن حريصا على أن تكون كل أزيارك مليئة ماءا ..
ذهب الرجل و بنى سبيلا و وضع عليه عدة أزيار ..
و صار حريصا على أن تكون ممتلئة طوال الوقت ليلا و نهاراً.
ذات يوم .. خاض النهر حتى نصف جسده .. و بدأ في ملء أوانيه ماءا ..
إلتفت ففوجيء برجل عجوز يقف معه وسط النهر ..
قال له العجوز : أعطني شربة ماء
فقال الرجل صاحب السبيل : يا لك من رجل غريب .. أنت تقف وسط الماء في النهر و تطلب مني ماءا؟ إغترف بيديك يا هذا و أملأ بطنك ..
ثم إنطلق إلي أزيار سبيله ..
مرت أيام ثم أسابيع ثم شهور ثم ذهب صاحب السبيل إلى الشيخ أعلى الجبل و قال له : لم يأت سيدنا الخضر رغم حرصي على لقياه قرب السبيل ..
فقال الشيخ : لقد أتاك و طلب منك ماءاً و لكنك لم تعطه .. إنه ذاك الذي وقف معك وسط النهر ..

***

و الله أعلم و أستغفر الله من الزلل

Post: #2
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 12:22 PM
Parent: #1

Quote: من المعروف أن المؤرخين اختلفوا في حقيقة الخضر عليه السلام )الذي سمي كذلك لأن ما حوله كان يخضر حين يناجي ربه).. وقد توسع ابن كثير في كتاب البداية والنهاية في هذا الموضوع وسرد آراء كثيرة بخصوص هويته واختلاف العلماء حوله. فمنهم من قال أنه رجل صالح، ومنهم من قال إنه ملك، ومنهم من قال إنه كان قائداً لذي القرنين، في حين قال آخرون إنه ابن مباشر لآدم عليه السلام وهبه الله الخلد والعمر الطويل.. غير أن أكثر العلماء رجحوا أنه كان نبياً صالحاً لأنه غلظ في القول على موسى (رغم مكانته بين الأنبياء) ولأنه تحدث كنبي يوحى إليه كما يتضح من قوله تعالى {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما} فكيف عرف بمراد ربه لو لم يوحَ إليه.

Post: #3
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 12:24 PM
Parent: #2

Quote: أما سر عمره الطويل فقيل لأن آدم لما حانت وفاته طلب من أبنائه أن يدفنوه في أرض بعيدة موحشة ودعا لمن يفعل ذلك بطول العمر. وحين مات خاف أبناؤه من دفنه هناك إلا الخضر فأصابته دعوة أبيه آدم.. وهناك رواية أخرى ذكرها ابن عساكر أن ذا القرنين كان له صاحب من الملائكة يقال له رناقيل فسأله هل تعلم في الأرض عيناً يقال لها «عين الحياة» فدله عليها. ثم جعل الخضر في مقدمة جيشه فاهتدى للعين وشرب منها في حين لم يشرب منها ذو القرنين.

Post: #4
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 12:25 PM
Parent: #3

Quote: - بقي أن أؤكد على حقيقة مهمة:
.. رغم كثرة الآراء التي ترجح خلود الخضر عليه السلام إلا أن أياً منها لم يستند لنص قرآني صريح أو حديث مؤكد صحيح.. الشيء الوحيد المؤكد في هذا الموضوع هو قوله تعالى {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد).

Post: #5
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 12:27 PM
Parent: #4

الإقتباسات من مقال للكاتب فهد عامر الأحمدي بجريدة الرياض

Post: #6
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 09-24-2007, 12:35 PM
Parent: #1

ابو جهينة ايه الرجل الموسوعة جزاءك الله عنا الف خير دائماً استفيد من مواضيعك

بشتي اشكالها والوانها وربنا يمتعك بالصحة والعافية ويسدد خطاك , طمنا عن ابنتك

ريهام .

Post: #7
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 05:48 PM
Parent: #6

هاشم الزول الزين

تحياتي

شكرا على المرور
رهام بألف خير و لك الشكر على السؤال

دمتم

Post: #8
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: Al-Shaygi
Date: 09-24-2007, 06:20 PM
Parent: #1


جلال
بصرف النظر عن كون هذه الأمثلة من الناس قد ألتقوا بنبي الله الخضر أم لا فإن الحكمة المستفادة هنا أن عمل الخير وتقديم العون والمساعدة للمحتاج بنفس صافية ورضاء يعود بالخير على صاحبه، وأن دعاء الفقراء والمساكين لا حجاب بينه وبين الخالق سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يجعلنا ممن يعينون أخوانهم من بني الإنسان برضاء نفس وتجرد.

لك الشكر على ما تتحفنا به من قصص كلها حكم.

لك كل الود

الشايقي

فاوضني بلا زعل

Post: #9
Title: Re: إلى آدم الهلباوي ( في سياق سيرة النبي الخضر ) ..
Author: ابو جهينة
Date: 09-25-2007, 08:34 AM
Parent: #8

الشايقي

تحياتي

Quote: فإن الحكمة المستفادة هنا أن عمل الخير وتقديم العون والمساعدة للمحتاج بنفس صافية ورضاء يعود بالخير على صاحبه، وأن دعاء الفقراء والمساكين لا حجاب بينه وبين الخالق سبحانه وتعالى.


تمام جدا

Quote: نسأل الله أن يجعلنا ممن يعينون أخوانهم من بني الإنسان برضاء نفس وتجرد.


آمين