فقط ......إن عرفتك

هناك صفة غريبة في الشعب السوداني
له قدرة هائلة علي الإكرام, والتعامل بتهذيب والنصرة والمروءة وغيرها الكثير من الصفات الممتازة .... ولكن فقط إذا عرف بعضهم بعضا
وبالمقابل تجده يضيق عليك الطريق ويجتهد في إيذائك ويتجاهلك إن أردت منه خدمة عامة أو خاصة ويسيئ إليك لأقل خطاء منك وذلك فقط إن لم يكن له علاقة سابقة بك, أي كان نوع هذه العلاقة.
هل جربتم هذه الصفة؟
قد تجد صعوبة في أن تجعل أحدهم يفسح لك مكانا في مقعد مواصلات أو حتي في المسجد وذلك إن حوجك الزمان لأن تبحث مقعدا بين من ليس لك سابق معرفة بهم, وفي المقابل تجد من له إستعداد صادق لإخلاء حتي مكانه الخاص ليفسح لك وذلك فقط لأنه له سابقة معرفة بك.
وعند دخولك مكاتب عامة لخدمة ترجوها تجد الجميع في خدمتك بالكرم المعهود وذلك فقط لأنك تعرف واحدا من الذين يعملون في هذا المكان, ويا لسوء قدرك إن قادتك أقدامك لقضاء حاجة في مكاتب وأنت لا تعرف من عامليها أحد.
وستسمع الغريب من النعوت والسباب واللعن إن أخطأت وأنت تقود سيارة في طرقات الخرطوم وذلك من قوم حولك لم يعرفوك, وستجد الكل يجتهد في أن يسهل لك طريقة تصحيح خطأك المروري إن كانوا علي معرفة بك حتي وإن كانت هذه المعرفة مبنية علي عداوة سياسية أو قبلية أو مهنية أو منافسا رياضيا.
هل هذه الصفة موجودة فينا؟
وهل هي صفة عادية توجد بكل شعوب العالم؟
وهل إنتفعت أو تضررت من هذه الصفة يوما ما؟
وهل إلي سبيل إلي تعميم الجزء الإيجابي من الصفة فنكون كرماء خدومين حلوي اللسان لمن نعرفهم ومن لا نعرفهم؟

الناظر لبعض الشعوب يجد أنه للكثير منها ما يميزها
فمجرد أن تلتقي بشخص مصري تتوقع منه حلاوة الكلام وطيب القول حتي وإن أراد خداعك
وفي الشعب الياباني تجد التهذيب في التعامل والرغبة في خدمة الآخرين والشكر الكثير المهذب لأقل خدمة تقدمها له.
والألماني تتوقع منه الجدية في كل الأمور والصرامة في التعامل
ولكل شعب صفات وميزات تتوقع ظهورها فور أن تلتقي بفرد منهم.