Post: #1
Title: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 01:26 PM
Parent: #0
هل الحزب الشيوعي السوداني حزب ديمقراطي
الاعزاء الاجيال التي ولدت في سنوات السبعين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتدنا ان نسمع بالديمقراطية و استلابها من مجموعة اليسار المتباكي.. مغامرين على جهل الاجيال الجديدة بالتأريخ والتى صار الانترنت جزء من منافذ المعرفة بالنسبة لها. ولكن لعدم وجود وثائق سودانية مطبوعة قررت ان انشر كل ما اجده لتعرف هذه الاجيال تأريخ السودان بصورة جيدة... ان الاحزاب العقائدية شر مستطير يجب محاربتها وكشفها بكل الطرق.. الان يستقطب الحزب الشيوعي عدد من الشباب بما يكتبه عن الديمقراطية وحقوق الانسان.. لقد سلب الحزب الشيوعي مع العساكر الديمقراطية التى يتباكى عليها الان وصار منسوبيه يروجون لها.. من عام 1969 الى 1971
تم تأميم الشركات و فصل الناس للصالح العام بتهمة الرجعية منهم بروفسور عبدالله الطيب وبروفسور مدثر عبد الرحيم وآخرون. ثم تعيين عدد من الاساتذة القادمين من روسيا متجاوزين قوانين الجامعة بحجة التثوير حيث برز مصطلح العدل الثوري .. كما تم مصادرة كل الصحف ودور السينما وشركات الاستيراد للافلام و انشاء مؤسسة الدولة للسينما لتسيطر على المجلوب من الافلام بحجة انهم لا يريدون الثقافة البرجوازية.. ثم انشأْء جهاز الامن نعم! جهاز الامن الخاص بالثورة..هناك وثيقة سأنشرها بها كل اسماء من كانوا في الحزب الشيوعي في جهاز الامن.. مارس هذا الجهاز كثير من التجاوزات و السيطرة..
وهذا السرد فقط لابين حقيقة واحدة ان الحزب الشيوعي السوداني هو الوجه الاخر لعملة وجهها الاخر هو الانقاذ..لا فرق بينهما اكاد اجزم ان الكيزان قد استفادوا من تجربة الحزب الشيوعي وانشاوا نفس المؤسسات الحزبية المكممة للافواه...
http://www.sudaneseonline.com/forum/showthread.php?t=4646
|
Post: #2
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: saif massad ali
Date: 01-12-2006, 01:42 PM
Parent: #1
بيان
يا خالة دي بقت جمع حق يعني حقوق , لكن المشكلة ما في واجبات يقوموا بيها ,يعني حقق مفردها حقه
|
Post: #8
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 07:50 PM
Parent: #2
العزيز سيف كل سنة وانت بخير
حزب حق فيه 63 عضو لو اتقسم حيبقى شمار في مرقة..
يلفو ويدورو لما يبقو 63 حزب..
|
Post: #3
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: abdelfattah mohammed
Date: 01-12-2006, 01:53 PM
Parent: #1
د. بيان
سلامات وتحايا
تسجيل حضور ومتابعة
|
Post: #9
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 07:51 PM
Parent: #3
عبد الفتاح سلام وكل سنة وانت طيب تسجل مع اهل اليمين
ربنا يحفظك
وشكرا ليك
|
Post: #4
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 01-12-2006, 02:18 PM
Parent: #1
الاخت الكريمة الدكتورة بيان كل سنة وانت والاهل طيبين
Quote: وهذا السرد فقط لابين حقيقة واحدة ان الحزب الشيوعي السوداني هو الوجه الاخر لعملة وجهها الاخر هو الانقاذ..لا فرق بينهما اكاد اجزم ان الكيزان قد استفادوا من تجربة الحزب الشيوعي وانشاوا نفس المؤسسات الحزبية المكممة للافواه...
|
انا ودوني الصالح العام سنة 1996 وعاوز اعرف منو الاحرف من ابليس ده الفكر وجاب فكرة قطيع الارزاق دي عشان يجيب مصلحة عامة..... اتابع احترامي
|
Post: #10
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 08:01 PM
Parent: #4
Quote: انا ودوني الصالح العام سنة 1996 وعاوز اعرف منو الاحرف من ابليس ده الفكر وجاب فكرة قطيع الارزاق دي عشان يجيب مصلحة عامة..... اتابع |
عند قيام ثورة مايو قام الحزب الشيوعي بتصفية كل الكوادر الاسلامية بتهمة الرجعية وقطعت بعثات كثير من الاسلاميين المبعوثين.. تم فصل كل من دكتور عبدالله الطيب ودكتور مدثر عبد الرحيم و دكتور عبد المنعم ابراهيم وآخرون بحجة الرجعية.. عند السؤال قيل لهم العدل الثوري. فباسم العدل الثوري بدأ اول تشريد جماعي من حزب لاعضاء حزب آخر.. بحجة ان توجهات البلاد ستكون اشتراكية وهؤلاء معوقين لهذا...ولا لرجعية.. ثن تم تعيين الاستاذة ينتمون للحزب الشيوعي اتوا من جامعات روسية متجاهلين قوانين جامعة الخرطوم في اختيار هيئة التدريس...
وهذا "بالضبانة" ما قامت به ثورة الانقاذ حين رفعت شعار التمكين و احالت الناس للصالح العام للتوجه الحضاري.. كما ترى يا عزيزي لا فرق الا في المسميات..
وفي الاخير كدا ضايعين وكدا ضايعين
مودتي
|
Post: #5
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: Adil Osman
Date: 01-12-2006, 02:33 PM
Parent: #1
بيان دى صورتك انتى وزوجك واولادكم ولا ديل ابوك وامك وانتى واخوانك؟ قد تستغربين هذا السؤال. وقد تستغربين هذا الفضول. ولكننى اعلم انك شقيقة زميلنا فى البورد عادل امين. ومعروف انه عادل امين ديمقراطى وعلمانى. فى حين انك كوزة. وتبررين للشمولية والاقصاء باسم الدين. لهذا السبب انا استغرب ان يكون فى نفس البيت شقيقان نقيضان فى الفكر والموقف السياسى.
الا تجدين هذا غريبآ؟
|
Post: #11
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 08:21 PM
Parent: #5
عادل عثمان اعصابك انت ابدا لم تدخل لجان الحزب الشبابية؟
ما ممكن تفرش ورقك المفلس من اول لحظة..الاغطية كلها عندي يا رفيق ايوة ديل امي وابوي واخواني و اخواتي
انا الكوزة بت اللذينا واقفة على الشمال في الوسط بين الولد الكبير وهو جمهوري و البت الصغيرة وهي لبرالية وعادل الجمهوري يقف الى اليمين قرب الوالد الحزب امة الذي تجلس قربه امي التى هي مع سيدي قلبا وقالبا.في انتخابات سنة 1985 ذهبت امي في سيارة وفرها حزب الامة اذ ان والدي لا يستخدم سيارات الحكومة في الاغراض الخاصة وقامت بتدقيس والدي اذ انها اعطت صوتها لسيدي مخافة السخطة.. و البنات الفوق واحدة في الجبهة الديمقراطية واحدة محافظة ولا تهتم بالسياسة كثيرا و الولد الشايلنو دا زول لبرالي بقي عاطلا 7 سنوات بماجستير في العلاقات الدولية في عهد التمكين لا ادوه وظيفة لا دعوه يرعي من خشاش الارض لانه درس في جامعة كييف هذه هي اسرتي الكبيرة من عطبرة جدي لابي عامل في السكة الحديد وجدي لامي سائق قطار او من اوائل سائقي القطارات في السودان..كلاهما رجال متدينين تدين اصيل..حيث كان في الداخلة تقام دروس دينية وفقهية في بيت جدي لأبي وهو رجل شجاع كان العمدة لا يخاف من رجل مثله ولعبدالله على ابراهيم قصص عن جدي هذا..
هذه الاسرة تسنح لكل شخص ان يكون مايريد لهم سعة افق كبير تنقصك كثيرا.. اتمنى لو في حزب شيوعي بالجد يدرب كوادره وينظمها اذ انه هنا لا يمكن استخدام الملتوف او الشطة اللهم الا مناداة بكري اضرب اضرب يا بكري كما حدث من قبل عندما تم استعداء السلطة على الطلاب باضرب اضرب يا ابي القاسم.. هنا فقط بالحوار لا شئ غير الحوار..
تنشيبة انت جايب الصورة دي عايز تثبت شنو مسعول من الخير. والله عادل اللبرالي دا الا يزعل منك زعلة تجيب صورة اخواتو وأمه افو افو
|
Post: #6
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-12-2006, 04:42 PM
Parent: #1
الاستاذة بيان لك تحايا الورد
ذكرتي في مقدمة حديثك ولكن لعدم وجود وثائق سودانية مطبوعة قررت ان انشر كل ما اجده لتعرف هذه الاجيال تأريخ السودان بصورة جيدة...
اولا هذه الاجيال التي تتحدثين عنهاوتفصفينها بعدم المعرفة الجيدة لتاريخ السودان غي نفس الاحيال التي تربت وشبت في فترة الانظمة الشمولية ديكتاتورية وشريعة نميري ن وحاليا الانقاذ بكل قبحها ودمامتها. اما عن ديمقراطية الحزب الشيوعي من عدمها والوثائق التي تتحدثين عنها فانشري ما شئت فالناشرين قبلك نشروا لدرجة الهوس ، لكن بقي الحزب الشيوعي في قلب الجماهير يعلمها ومنها يتعلم . ومادام الموضوع فيه وثائق وتاريخ وصور هاتي ماعندك ، فالذي املكه في هذه الجانب كفيل لاضاءة كثير من الجوانب المعتمة . ولك الود
|
Post: #7
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: Hussein Mallasi
Date: 01-12-2006, 05:12 PM
Parent: #6
هب يا عادل عثمان ان الصورة لها و لاسرتها الصغيرة؛ او لها و لاسرتها الكبيرة؛ فما علاقة الصورة بما تعرفه عن ان عادل ديمقراطي ... و علماني!
|
Post: #13
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 08:47 PM
Parent: #7
العزيز ابن الخالة
تذكرني هذه الصورة بعباطة كبير الفيل ولا جراي الكلب..
عندما ينعدم المنطق و "الكومون سينس" واحترام الذات تكون هذه الصورة دليل ان عادل لبرالي وانا كوزة
او تهديد خفي..... ربما
ابدا لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في نقاشات الشيوعين
تحياتي
|
Post: #12
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 08:28 PM
Parent: #6
الكريم خالد
كل سنة وانت واسرتك بالف خير..
جميل جدا ما قلته ودائما اثمن تهذيبك وصبرك وانت الوحيد الذي تستحق النقاش
نبدا هذا النقاش بطرح جملة من الاسئلة تمهد لنا الدخول و جلب الوثائق فيما بعد..
الاسئلة:-
هل شارك الحزب الشيوعي في مايو؟
هل كان هناك فصل للصالح العام بتهمة الرجعية؟
هل استخدم الحزب الشيوعي مايو كمخلب قط للتخلص من اعدائه التقليدين؟ هل قام اول جهاز للامن في السودان تحت رعاية الحزب الشيوعي؟ وهل قامت الدولة الاشتراكية بمصادرة الشركات والاملاك الخاصة بحجة التوجه الاشتراكي في الاقتصاد؟
هذه اسئلتي الآن ولقدام نقاش هادئ.. ورسلو ماسنجرات للصبية يمتنعون.
|
Post: #14
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: mohammed elsaim
Date: 01-12-2006, 10:04 PM
Parent: #12
العزيزة اللذيذة د. بيان سلام... مكرر!
احييك على اثارة هذا الموضوع وبالذات للذين تربوا فى عهدى مايو (الثانية) والانقاذ... فعلا هناك ضرورة للمناقشة، وبهدوء، حول مدى ديمقراطية الحزب الشيوعي...
هذه قرعتى وهذا قدحى فى مواجبتك ومشاركتك: - الحزب الشيوعي باعتناقه لدكتاتورية البروليتاريا لا يمكن أن يكون ديمقراطيا. والنموذج المقدم فى الاتحاد السوفيتى سابقا خير دليل على ذلك. - أرى تنصلا مما حدث فى روسيا وشرق أوروبامثلما يحاول بعض البعثيين التنصل من العراق وسوريا... مازلت أذكر فى قمة الديمقراطية الثالثة عام 88 ومساء الخير تصدر فى جامعة الخرطوم ممجدة الانسان الاشتراكى الذى استطاع تحطيم الأرقام القياسية فى الدورة الاولمبية بسيئول كوريا 1988. او الميدان وهى تنشر عن الانجازات الاشتراكية فى رومانيا تشاوشيسكو وحديث عن النجوم الزرق؟؟ كان ذلك فى النصف الثانى للثمانينيات. القاصى والدانى كان يعلم بفشل النموذج السوفيتى والشرق أوروبى ومفارقته الديمقراطية كما فارق الطريفى بعيره.. - مررت فى حديثك مرورا سريعا على مايو ياجدارا من رصاص.. هب ان ذلك مدح لمايو وانكشف الغطاء باكرا وتم سحب الرصيد.. ماذا يفعل الشيوعيون مع كمال الجزولى وهو يهتف من موسكو لخرطومه حتى ينشرخ حلقومه؟ قالوا بأن المصرى حسنى مبارك هو من ضرب الجزيرة أبا بالطائرات. حسنا، من كتب
"هاقد عدت يامولاى؟ ان نذبح أن نقتل، ان نمسح السيف بحد اللحية، صار أسهل من القاء تحية"؟؟؟ وكان ذلك بعد أحداث ودنوباوى والجزيرة أبا.. ثم يتباكون مع الباكين.. ماأقصر الذاكرة وماأقل الذاكرين...
- يمكن ان يتحدث الشيوعيون عن نقدهم الذاتى ويمكنهم ان يتحدثوا عن انشقاق الحزب وأن ثلة انتهازية تبرأ منها الحزب هى السبب فى جره للمشاركة مع مايو، ويمكن أن يلقوا بمذابح قصر الضيافة على تهور ضباط الصف أنصاف المتعلمين الحاقدين على الضباط، تشومبى مثلا. ولكنهم لايمكن ان يمثلوا كل البراءة من العنف الثورى... لا أستطيع ان أتخيل جماعاتهم فى الجامعات تدعى الديمقراطية وهم أول من حلوا اتحاد جامعة الخرطوم وكونوا مسمياتهم الثورية الجبهوية برئاسة نابرى والخاتم عدلان شيخ ديمقراطييهم وامامهم وكبيرهم (رحمه الله وغفر له).. وهم من قادوا هتافات اضرب اضرب يابوالقاسم.. حاسم حاسم!!! لا بد أننا فى أوطاننا قصار الذاكرة.. قصار القامات القيادية.. - أحترم ماقاله كمال الجزولى، فى معرض رده على الامام الصادق، بأن لا جدوى فى التهرب من المسئولية التاريخية عن المشاركة فى الانقلابات العسكرية بحجة المشاكل الداخلية الحزبية والصراعات الفردية... وأذهب الى أن صراعا مثل ذاك هو عذر أقبح منه ذنبا... - واحترم شيوعيين كثرا أراهم ذهبوا يبحثون عن عدالة مفتقدة وينشدون اشتراكية مثالية ماأظنها بمستطاع البشر.. وأعرف كثيرا من تضحياتهم العظام وصمودهم العذب... وتمتلئ عيونى دموعا على تكبدهم مشاق ماكان أغناهم عنها.. وأطرب لحداتهم وشعرائهم يشنفون آذاننا ويملأون وجداننا أملا بأيام أفضل... فقد ماأضل مسعاهم وماأخيب مرتجاهم، فأنت لا تحلب التيس لبنا...
- مع كل ذلك آخذ عليهم تعصبهم لفكرة قد تكون خاطئة.. قال رسل "لست مستعدا لأموت دفاعا عن رأيى، فربما يكون خطا"... وهم فى ذلك مثلهم مثل أخوانهم رضيعى لبانهم الاتجاهيين.. وللشيوعيين فجور فى خصومة هى بعض مما أودى بكثير من جمائل هذا الوطن المعذب ببنيه...
- ولا آريد ان أزيد عليهم. قرأت مؤخرا لكاتب عن سقوط اليوتوبيا. ذكر ان هنالك من يتهم اليسار(وكان يخص أمريكا الستينيات) بأنهاالسبب فى كل هذه النكسة اليمينية... هل لى أن أقول ان يسارنا، رغما عن كل النقاء المفترض فى شبيبتهم، هم من أوردونا هذه الهلكة القائمة حتى الآن؟ لن أحملهم وزر ارتماء الاسلاميين فى أحضان المخابرات الأمريكية، ولن أحمل قياداتهم للنقابات فى العبث بالديمقراطية، ولن ألقى باللائمة عليهم وحدهم فى محاولة اللعب على ظهور النخبة والقوى الحديثة ومنها النقابات، للظهور بحجم أكبر من حجمهم الحقيقى...
لا أدرى لماذا أتذكر تلك الأقصوصة عن القلة التى طمحت فى أن تصير زيرا كبيرا.. أصرت وقفزت من حمالتها الى حمالة الزير الكبير وتهشمت... عقائديونا، كيزانا وشيوعيين هم مثل تلك القلة.. يتطاولون بماليس ملكا لهم.. وماأحكم القائل قالوا القصار طالو... الشيوعيون عارضوا الدستور الاسلامى بكل السبل حتى لا يأتى ديمقراطيا.. نرضى بحقهم فى المعارضة.. لكن كان من وسائلهم استعداء مصر بعد زيارة عبدالخالق لمصر وزيارة نقد لمصر... فى المرتين سقطت الحكومات القائمة بعدما ضغطت مصر على الاتحاديين.. ونحن نذكر انتفاضة السكر جيدا فى ديسمبر 1988 والتى أخرجت الجبهة من حكومة القصر!!!
- يحاول بعض الشيوعيين تصوير ان حل الحزب الشيوعى يبيح الانقلاب على تلك الفترة لأنها لم تكن ديمقراطية.. الأمريكان يحرمون قيام حزب شيوعى فيما أظن حتى اليوم.. بل هم فى الفيزا كانوا يسألون المتقدم ان كان عضوا فى الحزب الشيوعى (حتى عهد قريب ولا أعلم ماهو حادث الآن)... وللحقيقة والتاريخ، هم لايجرمون ان يكون الفرد شيوعيا... لكنه لن يترشح تحت ذلك الاسم لأى منصب.. ربطوا ذلك بضرورات الأمن أوان حربهم الضروس (الباردة) مع عدوهم اللدود..
|
Post: #17
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 10:59 PM
Parent: #14
الحبيب الصايم
ما اعلى قدحك ابنت و افدت وكفيت ووفيت.. معا لمسح الجهل وكشف المتخبي كذبا وتدليسا..
جزء من تدليس اضرب اضرب يا ابي القاسم وحاسم حاسم قيل انه في اعوام الثمانين حاول احد الكيزان احراج الجماعة وقال لهم اضرب اضرب يا ابو القاسم فاذا بخطيب الجماعة المدلس قال ان هذه العبارة قيلت عندما فتح الشيوعين صدورهم امام الدبابات وتحدوها. .
من المعلوم ان قائلها هو المرحوم الخاتم عليه الرحمة والان يحاولون تبرئته منها بقولهم انه لم يقل ذلك ابدا رغم شهود العيان الذين قالوا لي ان الخاتم هو القائل..
الحزب الشيوعي يقامر على قصر الذاكرة السودانية.. ويسقط من ذاكرته كل من كان معه وتركهم. حتى تأريخهم يكتبونه ناقصا على حسب المزاج..والآن يطرحون فرية الديمقراطية ويدافعون عنها ويتاجرون بشعاراتها.. النسى قديمو تاه ..
خليك في الجوار اذا حمي الوطيس..
دائما في القلب. حتى لو يا فردة غبت بدعو رب الكون يرعاك. .
|
Post: #144
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: Gaafar Ismail
Date: 01-17-2006, 10:09 AM
Parent: #14
up
|
Post: #15
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: Adil Osman
Date: 01-12-2006, 10:31 PM
Parent: #1
بيان سلام.. رغم لغتك الفظة والعدوانية، سوف اعود الى التعليق على مداخلاتك الثرية. رغم سوء ظنك، سوف اعود للتعليق على الصورة وعلى السياق بجملته وعلى مداخلات باقى الاخوة. يكفينى يا نجاة اننى جعلت لك وجه انسانى. زولة من لحم ودم وذكريات. وتاريخ. وصراعات مع النفس ومع الواقع. سوف اعود اليك يا بيان. لانك انسان مثير للاهتمام.
القصة ما بارانويا بتاعة شيوعيين ولا كيزان. القصة كلها صورة. صورة عائلية. تعتزين بها ونشرتيها فى ملفك فى سودانيزاوفلاين. صورة عائلية يعتز بها معظمنا. فى المدن والارياف. بالذات من ينتمون الى الطبقة الوسطى فى المدن. فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى. فى عطبرة. وفى غيرها.
let us talk bayan. let us talk about you.
|
Post: #16
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: معتز تروتسكى
Date: 01-12-2006, 10:55 PM
Parent: #15
دكتورتنا ازيك قايتو انا الايام دى مالي كتير فى النقاش الايام دى وفتران منو قايتو هاكى ده بداية نقه والتبقى عليك تبقى . .
شيوعييـــن ويســـار اخـــر زمـن
|
Post: #18
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-12-2006, 11:27 PM
Parent: #15
Quote: دى صورتك انتى وزوجك واولادكم ولا ديل ابوك وامك وانتى واخوانك؟ قد تستغربين هذا السؤال. وقد تستغربين هذا الفضول. ولكننى اعلم انك شقيقة زميلنا فى البورد عادل امين. ومعروف انه عادل امين ديمقراطى وعلمانى. فى حين انك كوزة. وتبررين للشمولية والاقصاء باسم الدين. لهذا السبب انا استغرب ان يكون فى نفس البيت شقيقان نقيضان فى الفكر والموقف السياسى.
الا تجدين هذا غريبآ؟ |
يا عادل عثمان
لماذا لم اكن فظة مع خالد مثلا ؟
مشكلتي الاساسية نسبة لاني لم انتمي الى حزب ولا جمعية ولا اي حاجة في حياتي.. كدا "بروس" طوالي كلامي بيكون ذي كلام الزول البيتكلم معاي اذا محترم طوالي برد بأحترام لما يكون فظ برضو برد بفظاظة ابدا طول عمري لم استعد احد الا اذا استعداني.. وانت جبت الصورة دي وتكملت عن اخي الذي ليست طرفا في الموضوع الطلع انك ذاتك ما عارف منتمي لشنو.. عايز تقول البطن بطرانة ولا شنو يعني فهمنا ليه الصورة دي او عايز تثبت اني من البرجوازية الصغيرة ولذلك يجب سحلي ما فهمتا
منتظراك عشان تتكلم باحترام وتوري ليه انا مثيرة للانتباه..
|
Post: #19
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-12-2006, 11:56 PM
Parent: #1
قبل ايام كنت اقلب في صفحات الانترنت وجدت هذا المقال للاستاذة امال عباس وحقيقة اعجبتني طريقة الطرح هذه وبما ان مقال الاستاذة امال لا يخرج كثيرا عن ماطرحته الاستاذة بيان فسأشرك القارئ الكريم في قراءته اما اسئلتك يا بيان فهي بالقطع لايمكن الاجابة عليها بلا او نعم لذا سيكون ردي على بعضها بالتفصيل فأنا لا أملك كل الحقيقة والمعرفة ولك ودي
تقول الاستاذة امال في مقالها :
طوال تاريخنا القريب والبعيد هناك محطات عديدة ان تعاملنا مع اي واحدة من هذه المحطات بعقلية السياسي الناضج المتجرد المستفيد من تجاربه وتجارب الآخرين لكان شأننا اليوم شأن آخر.. ولكن انشغلنا كلنا.. ولاسيما منذ استقلالنا الباكر بالاعراض اعراض المرض الذي بدأ خفيفاً.. السودان للسودانيين ام الاتحاد تحت التاج المصري.. هل نحن عرب أم زنوج.. وجاء استقلال السودان للسودانيين.. وغرقنا في التقاء السيدين ثم الائتلاف والاختلاف.. والسابع عشر من نوفمبر.. واكتوبر.. والاحزاب مقاطعة الشعب الديمقراطي للانتخابات وحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية.. ومايو بكل منعطفاتها.. والانتفاضة.. والديمقراطية الثالثة.. وبعد كل مرحلة لم نفكر مرة واحدة في تقييم التجرية الفائتة تقييماً موضوعياً متجرداً لم نقيم الفترة الديمقراطية الاولى واثر الطائفية عليها ولم نقيم فترة حكم السابع عشر من نوفمبر واثر استدعاء المؤسسة العسكرية للحكم وادخالها في تصفية الحساب بين الاحزاب.. ولم نقيم ثورة اكتوبر ونحدد عمقها الشعبي وحداثة شعاراتها ولا فترة الديمقراطية الثانية.. ولم نقيم فترة مايو بكل زخمها.. ولا تجربة المعارضة المسلحة من الخارج والداخل.. ولا قيمنا الانتفاضة لا فترتها الانتقالية ولم نقيم فترة الديمقراطية الثالثة ولم نقف حتى الآن مع الثلاثين من يونيو الموقف الواضح.. بل جاء موقف متوافقاً مع الممارسة المورورثة يذهب نظام نكيل له السباب ونعارض.. نعارض من اجل السلطة ونجتمع في جبهة وطنية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ونسقط النظام وتتكرر المسرحية التي حولتها الانقاذ الى تراجيديا مفجعة باكية.. تدولت مشاكل السودان في الجنوب وفي الغرب.. وما نعيش اليوم ابلغ صورة لهذه الفجيعة نلهث مع نيفاشا ونتمزق مع اخبار دارفور ويفجعنا التشتت.. تشتت على صعيد كل الاحزاب صغيرها وكبيرها.
* اردت ان اقول علينا ان نبدأ قراءة التاريخ بعيون ناقدة ومتجردة حتى لا ندخل في ذات الحلقة المفرغة..
|
Post: #21
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 00:11 AM
Parent: #19
هذه استقالة المرحوم الخاتم عدلان من الحزب الشيوعي. قام بطباعتها مرتضي جعفر وقام نشرها امجد ابراهيم في بوست ستجد رابطه في الاسفل..
رؤية فكرية و سياسية جديدة
فعالية سياسية ديمقراطية واسعة
أدوات نضالية حاسمة
• نعلن نحن، الموقعون أدناه استقالتنا عن الحزب الشيوعي السوداني لتصبح سارية منذ هذه اللحظة. لقد عرفنا بالإنتماء إلى الحزب الشويعي السوداني طوال العقود الثلاثة الماضية و اخترناه مهدا و منفذا لفعالياتنا الفكرية و السياسية و الإجتماعية، و بذلنا من أجل إبلاغ رسالته، و بسط رؤاه و التبشير ببرامجه، و توسيع نفوذه، و تنفيذ سياساته كل ما توفر لدينا من طاقة ذهنية و جسدية و قد أخذ هذا الإنتماء منا بجماع العقول و شغاف الأفئدة و خالط من العصب و النخاع و لم نكن في كل ذلك نتوخى مصلحة شخصية أو منفعة خاصة و لم نتخذ الحزب مطية لأهداف نتطلع إليها • انتمينا إلى الحزب الشيوعي السوداني لأننا رأينا في مشروعه النظري-الماركسية اللينينية-تفسيرا عميقا لظواهر الكون و الفكر و المجتمع و رأينا في برنامجه السياسي حلولا لقضايا شعبنا و رأينا في بنيته التنظيمية و أساليبه العملية أداة مناسبة لتقديم مساهماتنا المتواضعة في خدمة شعبنا و لذلك كان انتماؤنا إليه عميقا و كاملا. • و لكننا نعود اليوم، لنعلن بوضوح كامل أمام النفس و أمام الآخرين أن الحزب لم يعد يمثل لدينا شيئا من ذلك. و لذلك نتركه، كما دخلناه، بصدق كامل مع الذات. و نفعل ذلك دون ندامة، و لكن ليس دون حزن. و هذا على كل حال يخصنا وحدنا. إننا لا نريد أن نوحي، لا من قريب و لا من بعيد أننا كنا ضحايا خداع نظري أو سياسي، بل يتعلق الأمر بظاهرة مفهومة في إطار الفكر و الوجودج الإجتماعيين، و هي فقدان نظرية إجتماعية ما لحقيقيتها من خلال تغيرات الواقع الذي كانت تعبر عنه، و عجز حزب من الأحزاب عن الإستجابة لتحديات أكبر منه. • إننا لا نستطع في هذا الحيز المحدود، و في هذه المناسبة الإعلانية أن نوضح أسبابنا للإستقالة من الحزب الشيوعي السوداني، بدرجة كافية من التفصيل، و لكننا سنكتفي بالإشارة إليها بإقتضاب، على أن نعود للخوض فيها تفصيلا في كتاباتنا و مخاطباتنا و منشوراتنا القادمة. و نطرح ذلك على مستويين:
مستوى النظرية الماركسية برامج و ممارسة و مواقف الحزب الشيوعي السوداني.
إنهيار المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي
(أ) لقد توصلنا من خلال البحث المضني و التأمل المتصل، إلى أن المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي قد إنهار تماما و لم يحدث ذلك بين عشية و ضحاها بل حدث نتيجة تطورات فكرية و سياسية و إجتماعية إمتدت لأكثر من قرن، لكنها تعاظمت على وجه الخصوص منذ خمسينات و ستينات هذا القرن
• و يعرف الناس أن هذا المشروع يتعلق ببناء المجتمع الشيوعي، حيث تزول الطبقات و ينتفي إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، و تلغى جميع إحتياجات الأفراد و تتفتح الفرص للنمو الشامل و اللا محدود للفرد و المجتمع.
• تنفذ هذا المشروع البروليتاريا الصناعية، الطبقة الثورية حتى النهاية، و التي ترشحها كل الظروف الموضوعية و الذاتية للقيام بالثورة الإجتماعية الأخيرة و بناء الإشتراكية ثم الشيوعية، حيث يبدا التأريخ الحقيقي للإنسانية.
• و تصعد البروليتاريا نحو تحقيق هذا الهدف من خلال إستقطاب طبقي بينها و بين البرجوازية، تتفاقم أثناءه تناقضاتها الأخيرة فتصبح عاجزة عن إدارة المجتمع و تسيير دفة الحكم، و يهجرها أكثر ابنائها ذكاء و بعد نظر، و يصبح العيش تحت ظلها مستحيلا، بينما تزداد قوة البروليتاريا، و تذوب الطبقات الوسطى فتلحق بصفوفها، فتفرض هيمنتها الكاملة و تسدد ضربتها القاضية و تستلم السلطة و تقيم دكتاتوريتها.
• إن ما حدث خلال مائة و خمسين عاما، هي عمر المشروع الماركسي، هو النقيض المباشر لهذا التصور. فالإستقطاب التناحري الذي لا يحل إلا بالثورة الإشتراكية لم يحدث في أي من البلدان الرأسمالية المتقدمة. فلا البروليتاريا اختارت الثورة، و لا البرجوازية اختارت المواجهة حتى الموت، و ذلك رغم كل العنف الذي إتسمت به الصراعات التي نشبت بينهما. بل وجدت الطبقتان وسائل "للمساومة التأريخية" و أساليب لحل النزاعات تسمح بوجودهما جنبا إلى جنب، رغم الصراع الدائم بينهما. و قد حدثت تغيرات هائلة من خلال هذه المساومة التأريخية فأعيدت صياغة هذه المجتمعات بصورة لا تستوعبها التبسيطات الماركسية.
• لم تذب الطبقات الوسيطة بل صارت في جميع الأقطار المتقدمة، أغلبية المجتمع و تراوحت أعدادها ما بين السبعين و الثمانين بالمائة من القوة العاملة في حين تضاءلت أعداد البروليتاريا بحيث أصبحت لا تزيد عن 17% من القوى العاملة، و 12% في بعض هذه المجتمعات كما إنخفضت أعداد الحليف الإقتصادي للبروليتاريا، المزراعين، لتصبح ما بين 5% و 2% من القوى العاملة، بحيث أن أي حلف بين الطبقتين، حتى و أن شمل جميع المنتمين إليهما لا يزيد عن خمس القوى العاملة، مع إن ماركس و لينين كانا يشيران إليهما بإعتبارهما تسعة أعشار المجتمع.
• و لنضرب على ذلك مثلا واحدا، ففي الولايات المتحدة خلقت 18,1 مليون وظيفة في العقد 1982-1992 كان توزيعها كالتالي: 1. 284 ألف عاملا صناعيا (من ذوي الياقات الزرقاء) أي بنسبة 1,5% تقريبا. 2. 6,3 مليون من المدراء و الفنيين و المهنيين أي بنسبة 35% تقريبا 3. 5,4 مليون من موظفي المبيعات و الكتبة و كوادر الدعم الإدارية و الفنية أي بنسبة 30% تقريبا
و هذه الأرقام تتحدث عن نفسها
• إن الأسباب التي أدت إلى هذه الظواهر يمكن إجمالها فيما يلي:
1. إنفجار ثورة العلم و التقنية 2. الإزدياد الهائل في إنتاجية العمل الإنساني 3. إنتقال الإنتاجية من اليد إلى الدماغ
• و هذا يعني ببساطة أن البروليتاريا لم تعد القوة المنتجة الرئيسية، ولا القطب الرئيسي في الصراع الإجتماعي، و لم يعد نفوذها هو النفوذ الحاسم بل ظل يضمحل بإستمرار، و لم تعد هي حاملة رسالة الخلاص الإنساني. و على هذا المستوى فقد إنهار المشروع الماركسي.
(ب) اتضح-من خضم هذه التطورات- القصور الفادح للنظرية الماركسية حول القيمة، فقد تعاملت هذه النظرية مع كل أنواع العمل الماهر و الخلاق بإعتبارهما قابلة للقياس على أساس العمل غير الماهر. بمعنى أن العمل الماهر و الخلاق ليس سوى ساعات عمل أكثر من العمل غير الماهر، و بذلك فشلت هذه النظرية في فهم الطبيعة المختلفة نوعيا للفعالية الإنسانية الفكرية و العلمية و النظرية المتقدمة، و ما دامت هذه الفعالية قد أصبحت هي الطابع العام للعمل الإنساني، و ستصبح أكثر غلبة في المستقبل فإن الماركسية سيزداد عجزها بإطراد عن فهم المجتمع المعاصر ولا تعود تنطبق إلا على أقل الفعاليات الإنسانية مهارة و أكثرها بدائية. (ت) أعطت الماركسية للفكر مكانا ثانويا و حولته إلى "البناء الفوقي" مع أن أية فعالية إنسانية لا يمكن تصورها إلا كتنفيذ لمشروع نظري. كما أن العلم هو في الأساس فعالية فكرية. و إذا شئنا أن نتحدث لمصلحة التصنيف الإجتماعي، عن بنية تحتية و أخرى فوقية فإننا نضع الفكر كمكون أساسي فيهما كليهما مع التمييز بين أنواع الأفكار. و نصل بذلك إلى بنية معقدة و ليس إلى علاقات مباشرة. (ث) إذا كان إنهيار المشروع الماركسي يجد أمثلته الصارخة في المجتمعات المتقمة، فإن المجتمعات المتخلفة تقدم أمثلة لا تقل عمقا. فالبروليتاريا في هذه البلدان لم تكتسب من الأهمية و لم تبلغ من النفوذ يوما ما بلغته في البلدان المتقدمة. و ليس منظورا أن تبلغ ذلك في المستقبل، لأن هذه المجتمعات لن تتقدم إلا بالإستناد إلى آخر ما توصل إليه العلم و التقنية و بالطبع فإن إكتشاف خطل نظرية ما في حيز فكري أو جغرافي أو إجتماعي معين، لا يجعل ذلك الخطل ظاهرة محصورة في ذلك الحيز.
و نحن لا نقول بأن الماركسية قد تم نفيها نفيا كليا، فمثل هذه الظاهرة نادرة في تأريخ الأفكار. إن الماركسية ما تزال تحتوي على أفكار عميقة و صالحة لفهم بعض ظواهر المجتمع البشري، و هي قد أدت خدمات جليلة للبشرية، بتوضيحها أن المجتمعات يمكن إخضاعها للدراسة و الوصول إلى قوانين تطورها و تسييرها، من خلال الإرادة الحرة لأفرادها، نحو غايات نبيلة، و لو إنحصرت مساهمة ماركس -و هي لم تنحصر في هذا وحده لأحتل مكانه المشروع وسط القائمة الطويلة للمفكرين الإجتماعيين العظام في تأريخ البشرية.
إننا لا نريد أن نضع ماركس على راسه، كما قال أنه فعل مع هيجل، بل نريد فقط أن نضعهما معا، على جنبيهما، شأن كل الموتى.
الحزب الشيوعي السوداني
• خلال ما يقارب نصف القرن فشل الحزب الشيوعي في أن يصبح قوة سياسية ذات شأن. و فشل في وجه التحديد في تحقيق شعره "اجعلوا من الحزب الشيوعي قوة إجتماعية كبرى" و لم يفشل الحزب الشيوعي في ذلك لأسباب عابرة بل لعوامل تتعلق بتكوينه: نظرية، و برنامجا سياسيا، و بنية تنظيمية و مناهج قيادية. و مع إن مسيرة الحزب قد سجلت صعودا كبيرا خاصة إبان الإستقلال و بعد أكتوبر و حتى بداية التسعينات إلا أن هذه المسيرة قد سجلت خطا هابطا بإستمرار منذ تلك الفترة و حتى اليوم.
• فشل الحزب في بناء حلف وطني من القوى الحديثة، و بالرغم من أن تلك القوى اتجهت إليه، إلا أنها انفضت من حوله تدريجيا لأنه إعتمد السيطرة بدلا من التحالف، و إحكام القبضة بدلا من التفاعل الحر. و اختار أن يحتفظ لهذه القوى بوجود يتسم بأقصى درجات التشرزم و الشتات خوفا من منافستها له في المجالات التي يعتبرها حكرا عليه.
• لم يستطع الحزب أن يطور برامجه لإستيعاب القضايا المعقدة للتركيبة السودانية العصية. و قد حدث ذلك بالرغم من أنه بدا بداية متقدمة، مستندا إلى إرث نظري عالمي، فلم يطور الحزب خطابا، أو يجد لغة مشتركة بينه و بين قبائل السودان و قومياته المختلفة، و ظل وجوده ضيقا و محصورا. فهو إزاء الجنوبيين حزب للشماليين، و إزاء الريف حزب للمدينة و إزاء المرأة حزب للرجال، و إزاء الطبقات الأخرى هو حزب للطبقة العاملة، مع إن نفوذه وسط هذه الطبقة نفسها قد تقلص حتى اقترب من نقطة الصفر.
• فشل الحزب في سياساته إزاء القوات النظامية و حدث ذلك في نفس الوقت الذي عمدت فيه القوى المعادية للديمقراطية*** و على رأسها الجبهة الإسلامية القومية إلى بناء مراكز منيعة داخل هذه القوات و قد أدى هذا في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالديمقراطية
• مقدرة الحزب على الدفاع حتى عن نفسه و رد العنف الموجه إلى أعضائه و قادته، دع عنك العنف الموجه إلى الحركة الشعبية، تكاد تكون معدومة، منذ 22 يوليو 1971 و حتى اليوم. و هذا الواقع قد أغرى به أعدائه فأوسعوا أعضاءه ضربا و تعذيبا و قتلا على قارعة الطريق و في بيوت الأشباح. دون أن يخشوا أي عقاب مهما كان. و لكن ذلك لم يمنع قيادته من رفع الشعارات و التهديدات حول الثأر للشهداء و حول دماء الشيوعيين التي لن تتحول إلى ماء.
• إتسم خط الحزب السياسي بالزيلية و التبعية و خفوت الصوت و خطه الإعلامي بالعقم و خزينته بالخواء. و إذا كانت هذه هي مصادر القوة الرئيسية لدى أي منظمة سياسية فيمكن الحكم على الحزب على اساسها.
• و لكن النقطة الأكثر تدنيا في مسيرة الحزب الشيوعي السوداني تمثلت في فشله الذريع في التصدي لإنقلاب الجبهة الإسلامية القومية في يونيو 1989، فقد توفرت لقيادة الحزب معلومات موثوقة حول التخطيط للإنقلاب، و الأسلحة التي سينطلق منها، و بعض أسماء قادته، و توقيته على وجه التقريب، توفرت هذه المعلومات الخطيرة لقيادة الحزب الشيوعي فلم تعلن حالة الطوارئ داخل صفوف الحزب، لم تدعو هيئاته و فروعه للإجتماعات الطارئة، لم تطرح أمامها كل المعلومات المتوفرة لديها حول الإنقلاب، لم تطرح عليها الخطط المحددة لمواجهته و هزيمته، لم تعلن التعبئة العامة في الشارع السياسي، لم تبصر الشعب بالخطر الداهم و كيفية مواجهته، لم تدع التجمع الوطني و تخاطبه على أعلى المستويات، لم تضع الجميع أمام مسئولياتهم المنصوص عليها في ميثاق الدفاع عن الديمقراطية.
• لم تفعل قيادة الحزب شيئا من ذلك، مع إنها لو فعلت لتمكنت من سحق الإنقلاب في مهده، لأن سحق الإنقلابات لا يحتاج إلى قوة عسكرية مكافئة بل يحتاج إلى إلغاء الشرط الأساسي لنجاحه و هو السرية.
• و بدلا من ذلك اختارت قيادة الحزب أسلوبا أمنته بطول الممارسة، هو أسلوب "البلاغات" العادية التي نقلتها إلى مدير الغستخبارات و إلى وزير واحد في الحكومة. و فعلت ذلك و هي تتوهم أنها تمارس نوعا من السياسة العليا، لا تكشف أسرارها لرجرجة الحزب و دهماء الشعب.
• إن قيادة الحزب بمسلكها هذا مسئولة أكثر ممن عداها عن نجاح الإنقلاب، بحكم دقة معلوماتها، و بحكم إستبانتها للخطر الماحق الذي تمثله الجبهة الإسلامية على حزبها بالذات.
• إن المبادئ الغائبة في مسلك قيادة الحزب هي المسئولية تجاه قاعدتها و تجاه شعبها و تجاه النظام الديمقراطي، أما الظواهر البادية للعيان فهي العجز، و قصور التصورات و الكيفية المتأصلة من المواجهة المباشرة العنيفة مع الجبهة الإسلامية.
• و قد إستبان هذا العجز و القصور بعد نجاح الإنقلاب إذ أحجم الحزب خلال أكثر من خمس سنوات من عمر الديكتاتورية عن تبني و نشر تقييم متكامل للسلطة، و رسم تكتيكات فعالة لمواجهتها و إسقاطها و أدار الحزب ظهره –بكثير من الخبث و المرواغة للاسلوب الوحيد الذي يمكن أن يقشع ظلمات الليل المخيم على أهل السودان و يؤدي إلى كسر الجبهة الإسلامية و قصم ظهرها في النهاية.
• إن البنية الحزبية القائمة على المركزية المطلقة، المسماة ديمقراطية على سبيل السخرية، لم يكن من الممكن أن تورد الحزب إلى غير موارد الهلاك. فقد إنفردت القيادة الضيقة و الأوتوقراطية، بكل قرار وطني هام، و لم تطرح على عضوية الحزب اية خيارات سياسية يختار واحدا من بينها منذ أغسطس 1970. فالذي ينشر على الأعضاء هو "وثائق" على درجة من العمومية بحيث يمكن بالإستناد إليها تبني هذا الموقف السياسي و نقيضه.
• إن قيادة الحزب الحالية فقدت شرعيتها لأسباب لا حصر لها: فالمؤتمر الأخير الذي أنتخب اللجنة المركزية عقد قبل سبعة و عشرين عام في 1967. و قد انتخبها لدورة طولها سنتين! و قد فقدت هذه اللجنة 80& من عضويتها بفعل الإنقسام و الموت و المرض و الشيخوخة، و لا تملك هذه القيادة نية أو خطة لتجديد ذاتها.
• نتيجة لهذه الأوضاع المعبرة عن الإفلاس التام هجر صفوف الحزب ما لا يقل عن نصف أعضائه منذ إستيلاء الجبهة الإسلامية على الحكم، و يهم بمغادرة صفوفه حاليا كل أولئك الباحثون عن فعالية سياسية حقيقية.
• مع إن الحزب استشعر عمق أزمته و افتتح في أغسطس 1991 مناقشة عامة حول أوضاعه إلا أن هذه المناقشة قد أجهضت تماما. فالحزب بحكم عيوبه التكوينية لا يتسع للراي الآخر، و يعتبره ناتجا عن إختراق الأعداء لبنية الحزب و ترويجهم لفكر "غريب" يمثل مصالح الطبقات غير البروليتارية! و لذلك فإن الراي الآخر لا يظهر إلا كنوع من التآمر، ولا يعبر عن نفسه إلا عن طريق الإنفجار. بالإضافة إلى ذلك فإن الحزب لا يتوفر داخله إلمام مناسب لا بالماركسية التي يجري تقييمها، و لا بالمتغيرات التي تقيم على اساسها. و لذلك يلجأ الناس إلى منطقة الآمان و يهابون الغوص إلى الأعماق، و ينكمشون على أنفسهم مدافعين عن وجودهم بالإنكفاء على الذات و تتضاءل إتباات النمو و الإتساع و يتم الإعداد لبيات سياسي طويل. و قد عبر أحد القادة عن ذلك تعبيرا فاجعا حين قال إن خروج أكثر من تسعين بالمائة من عضوية الحزب لا يؤثر على وجوده أو فعاليته.
• إن المناقشة العامة تجري في أجواء هزيمة وطنية، و في وجود سلطة فاشية تهم بإقتلاع جذور الحزب مما يجعل الرؤية تختلط لديه فلا يميز بين فأس القصاب و مبضع الطبيب.
• المهم أن المناقشة العامة أجهضت و أصبحت نتائجها معروفة مسبقا، و هي تكريس الأوضاع الحالية للحزب مع إجراء بعض الإصلاحات الشكلية التي لا تمس الجوهر وهذا بالضبط ما حدا بنا لإتخاذ الموقف الحالي
من نحن و ماذا نريد؟
• إننا لا نخرج من الحزب الشيوعي السوداني هربا من فعالية سياسية اتضح لنا أنها أكبر من طاقاتنا..كلا. فالحزب الشيوعي قد تحول إلى معتقل حقيقي لكل فهالية يؤبه لها. إننا نخرج منه بحثا عن فعالية لم نجدها في صفوفه.
• إننا نرى شعبنا يتعرض إلى الفناء..بفعل الحرب، و المجاعة.. و القهر الذي لا يعرف الحدود، و المواجهات غير المتكافئة التي تخوضها جماهير عزلاء من السلاح ضد سلطة مدججة بالسلاح حتى أسنانها، و لا تتورع عن إستخدامه ضد الطفل و الشيخ و المرأة، كما تستخدمه ضد المقاتلين الأبطال الذي يواجهونها في ميادين المعارك.. و هي تفعل ذلك لأنها ليست لديها أية أوهام حول إنها لن تتبق في السلطة ليوم واحد دون القمع، و المزيد منه، و القتل و المزيد منه و الإبادة و المزيد منها.
• و نرى بلادنا و هي تتفتت أمام أعيننا كفعل مباشر لإقامة الدولة الدينية بكل ما تعنيه من الإستعلاء و التعصب و الهوس الديني و الطغيان. إن بلادنا المتميزة بتركيبتها المعقدة، و بتعددها القومي و الديني و الثقافي و السياسي، لا يمكن أن تعيش تحت ظل سلطة دينية بأي شكل من الأشكال و بأية صيغة من الصيغ. و قد جاءت محنة الجبهة الإسلامية لتثبت هذه الحقيقة الجوهرية لكل من يرى و لكل من يسمع، و لكل من ينظر إلى شئون الشعب و الوطن من مواقع المسئولية.
• إننا نرى بلادنا و هي تدور في حلقة مفلاغة، و نلتف حول عنقها أنشوطة شريرة منذ إستقلالها و حتى اليوم، تتراوح بين الحكم العسكري الديكتاتوري و الحكم المدني العاجز عن حل كل قضية جوهرية. نرى التخلف الإقتصادي المريع بل الدمار الشامل الذي قضى على القليل الذي اشاده شعبنا بالعرق و الدماء. كما نرى المظالم الفادحة التي تعرض لها الاقليات و القوميات و الأقالين المختلفة.
• نرى كل ذلك و نقارنه بما يحدث في العالم من حولنا، إذ تنهض أمم عديد من ربقة التخلف و من ثبات القرون لتبني في بضعة عقود، بناءا إقتصاديا جبارا، و نهضة إجتماعية باهرة، تعود على شعوبها بالتقدم و الرفاه و السعادة، و تدفع بها إلى الصفو الأمامية كمشارك أصيل في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة. و نحن نعلم أن شعبنا ليس من حقه فحسب أن يبني نهضته الوطنية الشاملة، و يحقق تكامله القومي و وحدته الوطنية، و ينعم بالعدالة الإجتماعية و السعادة، بل نعلم أن في مقدوره أن يفعل ذلك.
• إننا نؤمن أن السياسة ليست سوى حلول ناجعة لقضايا ماثلة تواجهها الشعوب... لم تعد السياسة بالنسبة إلينا مشروعات شمولية تتوهم أنها تقدم حلولا سحرية لكل المشاكل المقصورة التي يمكن أن تواجهها البشرية في الحاضر و في المستقبل... مثل هذه التصورات الشمولية مضى زمانها. و هذا لا يعني أن السياسة لا تمارس في إطار قيم كلية تمثل مرجعية فكرية و أخلاقية بدونها تصبح الممارسة السياسية ميكيافيلية خالصة.
• إننا في بحثنا عن إنتماء سياسي جديد ننطلق من إنتمائنا القديم إلى شعبنا... ننطلق من التحديات المهددة للوجود و المزلزلة للكينونة التي يواجهها حاليا... و نسعى إلى توفير الشروط الضرورية لنهضةته الوطنية، و نستند إلى طاقاته المتجددة التي نعلم أنها لا تنفد.
• إننا نؤسس لفعالية سياسية جديدة بعد خمس سنوات لحكم الجبهة القومية الإسلامية، خمس سنوات إضطلعت فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان، و الجيش الشعبي لتحرير السودان بالعبء الأساسي في مواجهة السلطة الفاشية و قدمت التضحيات الجسيمة في تلك المواجهة القاسية. إننا إذ نحي بطولة ذلك الجيش و تلك الحركة، تمتلئ جوانحنا بالغضب و يستفز حسنا العدالة من جراء عجز الحركة السياسية في الشمال، ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي، عند تنفيذ مقتضيات الميثاق الذي اعتمد كل أشكال النضال. و لا يخالجنا الشك أن الصورة كانت ستختلف تماما لو أخذ التجمع إلتزاماته مأخذ الجد. و نعلم علم اليقين أن الصورة ستختلف جذريا إذا برزت قوة حقيقية تنفذ الميثاق، و تلتقي مع الحركة الشعبية في أخوة نضالية واسعة مسرحها السودان كله و هدفها تحرير جميع أراضيه، و بناء سودان جديد على أنقاض الدولة الدينية التي ستنهار مرة و إلى الأبد.
• إن بروز مثل هذه القوة هو أولويتنا السياسية المطلقة.
• إن المبادئ الأساسية التي تنشأ على أساسها هذه الحركة هي التالية:
العدالة الإجتماعية الشاملة بأبعادها الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية. فصل الدين عن الدولة و الحزب عن الطائفة، و تقوية مؤسسات المجتمع المدني و حمايتها من الإجتياح السلطوي، و صيانة حقوق الإنسان، و الإنطلاق من حقيقة أن قضايا الإجتماع و السياسة هي قضايا إنسانية و ليست دينية، و أنه لا يوجد برنامج سياسي مقدس، أو يمثل الإرادة الإلهية، و أن شرعية أي برنامج لا تنبع من أي مصدر آخر غير الشعب، و منع قيام الأحزاب الدينية بنفس القدر و بنفس المبدأ الذي يمنع قيام الأحزاب على اسس عنصرية. إن هذا يناى بالدين حلبة الصراعات السياسية التي تفرق أصحاب الديانة الواحدة، و يحفظ له قدسيته، كما ينأى بالسياسة أن تصبح صراعا عقيديا لا يحل إلا بإفناء أحد الطرفين بواسطة الطرف الآخر أو إخضاعه كليا، مما يؤدي بالضرورة، و في كل الحالات إلى نشؤ حكم ديكتاتوري فاشي كالذي نشهد اليوم في السودان. و هذا لا يعني أن السياسيين لن يستلهموا قيمهم الدينية في رسم برامجهم و تحديد مواقفهم.. و لكن هذا الإستلهام سيكون قابلا للخطأ و الصواب و هو بذلك أبعد ما يكون عن القداسة. إن فصل الدين عن الدولة، و الطائفة عن الحزب، هو الضمان الوحيد لقيام الحقوق على أساس المواطنة، و هي قاعدو نعتقد أنها محل إجماع وطني. إن هذا التصور الموجز هو ما نفهمه من العلمانية الديمقراطية كنظام سياسي، و كحقوق اساسية، و نعني الديمقراطية كغرث عالمي، و كنظام محدد و مؤسسات إبتدعتها التجربة الإنسانية و حددت قسماتها و حدودها بدقة كبيرة، فصارت مبادؤها العامة و أشكالها و محتواها معروفة و معترف بها. و هذا لا ينفي بالطبع أن كل شعب من الشعوب يضيف إليها و يغنيها بتجربته الخاصة. إننا نؤمن بحق تقرير المصير لجنوب السودان، و حق الأقليات القومية في حكم نفسها حكما ذاتيا، في دولة لا مركزية تحدد درجة لا مركزيتها من خلال إجماع قومي ديمقراطي، إن إيماننا بحق تقرير المصير لا ينفي أننا وحدويون مقتنعون أن وحدة السودان يمكن أن تجلب خيرا كثيرا لشعبه، و لكننا لا نقمط حق إخوتنا في الجنوب في أن يحددوا خياراتهم بحرية كاملة. إننا نؤمن بأن القوى القادرة على تحويل هذه المبادئ إلى برنامج محدد و واقع معاش، و إخراج السودان من محنته الحاضرة، و بناء مستقبله الواعد، و تحقيق مشروعه النهضوي، هي القوى الحديثة، قوى السودان الجديد، تتكون هذه القوى من المنتجين في القطاعات الحديثة من مثقفين و مزارعين و عمال، و من الأقليات القومية في الجنوب و الغرب و الشرق و الشمال، هذه الأقليات الساعية لبناء سودان جديد تسوده العدالة و المساواة، و يسير في خطى حثيثة لهزيمة التخلف، و تحديث البلاد، و رفع المظالم التأريخية الفادحة. و يتكون من جماهير النساء و الشباب الذين تقهرهم الدولة الدينية أكثر من سواهم و تدمر طاقاتهم و تسحق شخصياتهم و تحبط مشاريعهم. هذه القوى تمثل أغلبية الشعب، قادرة على بناء حلف ديمقراطي فعال بجمعها، قادرة على إنشاء حركة توحد إرادتها، قادرة على الوصول إلى تكوين حزب يمثل مصالحها و يكون أداة لفعاليتها. و لكننا واعون تماما بحقيقة أن أي حركة من الحركات أو أي حزب من الأحزاب لا يصبح حزبا لطبقة من الطبقات، أو فئة من الفئات، إلا إذا عبرت هذه الطبقة و الفئات أو أفرادها إن شئنا الدقة، بصورة صريحة أنهم يعتبرون هذه الحركة حركتهم و هذا الحزب حزبهم، و هذا لا يتم إما بالإنخراط في صفوف الحركة أو الحزب، أو تأييد مواقفه صراحة بمختلف الأشكال، إننا نخرج هنا على الإرث الماركسي الذي يعتبر أن حزبا من الأحزاب يمكن أن ينصب نفسه ممثلا لطبقة من الطبقات دون موافقتها بل و رغما عن أنفها في بعض الأحيان. و نتبنى المفهوم الديمقراطي البعيد عن الوصاية على الجماهير، و القائل بأن الحزب هو أولا حزب أعضائه، و هو ثانيا حزي مؤيديه و هو ثالثا جماع القيم الكلية و البرنامج السياسي و المواقف العملية التي تحكم نموه و توسع نفوذه و تجلب إلى صفوفه أعدادا متزايدة من الجماهير. إننا لا نشارك في المفهوم القائل بأن الحزب لا يكون حزبا إلا إذا عبر بصورة حصرية عن طبقة واحدة من الطبقات و توقف عليها. هذا شئ لا يحدث في مجتمع ديمقراطي، كما لا يحدث في عصر يلعب فيه الوعي دورا يتزايد بإستمرار.
• نحن إذا لسنا حزبا جديدا، و لا نرمي بهذا اللقاء، إعلان مثل ذلك الحزب. إننا جزء من المجموعات العاملة داخل السودان، و خارجه في مختلف المهاجر، الساعية نحو تكوين حركة جديدة و حزب جديد يعمل مع تلك المجموعات، على قد المساواة و من مواقع الندية لنصل سويا إلى هذا الهدف. إننا سنتقدم بتصوراتنا حول كل الجوانب الخاصة بنشؤ هذه الحركة و ذلك الحزب و سنتعامل مع تصورات الآخرين بعقل مفتوح و مسئولية كاملة و سنبذل كل طاقاتنا لإنجاح مساعي هذه القوى لعقد مؤتمرها القادم و إنجاحه، بل سيكون التحضير لهذا المؤتمر هو نشاطنا الأساسي في هذه الشهور الثلاثة التي تفصل بيننا و بينه. و قد إتفقنا بالفعل مع كل المجموعات التي حذت حذونا في مصر و كندات و الولايات المتحدة و شرق أوروبا و غيرها من البلدان العربية و الأجنبية، أن تنخرط في العمل الجاد للتحضير لهذا المؤتمر، كما اتصلنا بالداخل لنفس هذا الغرض. و إنه لمن حسن الطالع أن أمر التحضير للمؤتمر قد أسند إلى "المنبر الديمقراطي" في المملكة المتحدة، الذي نعمل معه وفق رؤى موحدة و نشارك معه التحضير لهذا المؤتمر.
أخيـــــــرا
• إن معركتنا الأساسية موجهة ضد الجبهة الإسلامية الحاكمة في السودان.. و نحن نبدي إستعدادنا التام للتعاون مع جميع القوى السياسية-بما في ذلك الحزب الشيوعي السوداني-لمعرضة هذه السلطة. و نحن نعلن عن عزوفنا التام عن الدخول في أي معارك جانبية مع هذه الجهة أو تلك.
• و نحن نعلم أن السلطة الفاشية ستهلل لهذه التطورات، و لكننا على يقين تام بأن فرحتها لن تدوم.
الخاتم عدلان د. عمر النجيب د. خالد حسين الكد د. أحمد علي أحمد ***** يتحدث ان الجبهة الاسلامية معادية للديمقراطية.. رغم انه يعرف ان الحزب الشيوعي لعب هذا الدور نفسه حيث اجهض الحكومة المنتخبة..
الخطوط من عندي
|
Post: #20
Title: رد
Author: mohmmed said ahmed
Date: 01-13-2006, 00:05 AM
Parent: #1
واحدة من اكاذيب الكيزان البلقاء اتهام الخاتم اضرب اضرب يا ابوالقاسم ليس ببعيد والعام الماضى فقط كتب الخاتم عن هذه الاكذوبة فى حوار مع ياسر الشريف لكنها الذاكرة المثقوبة والغرض اكذوبة اتهام ياسر عرمان بالقتل اجدهم صمتوا عنها هذه الايام
|
Post: #22
Title: Re: رد
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 00:26 AM
Quote: ليس ببعيد والعام الماضى فقط كتب الخاتم عن هذه الاكذوبة فى حوار مع ياسر الشريف |
هذه الحادثة حدثت في مكان مفتوح وهناك عشرات بل مئات شهود العيان اتمنى اذا كان احدهم يقرأ هذا البوست ان يدلي بشهادته..
هذه الحادثة افقدت الحزب الشيوعي مكانته في الجامعة ولم يفز ابدا في اي انتخابات الا متحالفا مع اللبن والتمرهندي والسمك ضد الاتجاه الاسلامي..
Quote: لكنها الذاكرة المثقوبة والغرض |
بالحيل مثقوبة.. وثقب كبير كمان يمرر ليه انقلاب بحالو..
|
Post: #24
Title: Re: رد
Author: رؤوف جميل
Date: 01-13-2006, 00:49 AM
Parent: #22
بالله جادين عاوزين تناقشوا بيان
|
Post: #25
Title: Re: رد
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 01:05 AM
Parent: #24
Quote: بالله جادين عاوزين تناقشوا بيان |
أول خطا استراتيجي تتفيه مناقشك..ومحاولة اظهار ان لا قيمة لما يقول بيان ما محتاجة لزول سجل امبارح بعد حنيس وبكا لبكري يجي يكتب ليه ربع سطر ينضح غباء وعدم احترام ذات..عشان تناقشو..
الصبية و الشينون يمتنعون بالله.. دا كلام ناس كبارات...
|
Post: #23
Title: رد
Author: mohmmed said ahmed
Date: 01-13-2006, 00:41 AM
Parent: #1
البينة لمن ادعى انت الكتبتى جيبى الدليل وجيبى الشهود ما تفكو الكلام فى الهوا ساى
|
Post: #26
Title: Re: رد
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 01:29 AM
Parent: #23
الكريم محمد سعيد
بما انني من مواليد اول الستينات فلا يمكن ان ادعي انني شاهد عيان للخاتم(عليه الرحمة) وهو يصرخ اضرب اضرب... ولكن هذه العبارة تعلقت به لا يذكر الخاتم والا ذكرت هذه العبارة.. وهذه التأكيدات من معاصرين درسوا معه.ز بعدها استخدمتها الحركة الاسلامية التي كانت تفوز بالانتخابات طيلة فترة السبعينات .كانت دائما في اركان النقاش تذكر وتحسب على الحزب الشيوعي
اتمنى ان يكون هنا معاصرون ليدلوا بدلوهم نفيا او تأيدا.. واتمنى لو انك اتيت لنا بما قاله الخاتم في مقابلة ياسر الشريف..لآنني لا اتذكر قرأت هذا النفي او ربما نسيته .. وليس هناك غرض سوى اجلاء الحقيقة مع تقديري
[email protected]
هذا ايملي لمن يود الاشتراك من الخارج..
|
Post: #27
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 01:57 AM
Parent: #1
العزيزة بيان قبل ان ابدأ الحوار لي سؤال محدد ماهي علاقة انشقاق حق بدمقراطية الحزب الشيوعي ؟
|
Post: #29
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 02:22 AM
Parent: #27
الحزب الشيوعي حزب لا يمارس الديمقراطية ومن ثم انشقت ما سميت بحق وفي خطابهم المنشور اعلاه ذكروا غياب الديمقراطية والمؤسسية.
كونت حق بذات الجماعة لتخرج حق جديدة تقول ان حق لا تمارس الديمقراطية.. ثم نزلت خرطومية بيان من حق جناح هميمة وحق الجناح المشترك وحق جناح ام جكو.. وقيل ايضا غياب الديمقراطية و المؤسسية... فاذا ما الفرق بين حق والحزب الشيوعي؟؟!!
ومن هنا ذي في الحتة دي ذي عايز اقول انه لا يمكن ان تأتي الديمقراطية من حزب عقائدي ولو تغيرت المسميات والاجنحة
اتمنى ان اكون قد اوضحت العلاقة.. مع فائق الاحترام وفي انتظارك للاجاية على الاسئلة..حتى يكون حوارا مثمرا.
|
Post: #30
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: mohammed elsaim
Date: 01-13-2006, 02:43 AM
Parent: #27
محمد سيداحمد:
Quote: واحدة من اكاذيب الكيزان البلقاء اتهام الخاتم اضرب اضرب يا ابوالقاسم ليس ببعيد والعام الماضى فقط كتب الخاتم عن هذه الاكذوبة فى حوار مع ياسر الشريف لكنها الذاكرة المثقوبة والغرض اكذوبة اتهام ياسر عرمان بالقتل اجدهم صمتوا عنها هذه الايام |
سمعت نفس السؤال يسأل للمرحوم الخاتم عدلان فى الاذاعة السودانية عقب الانتفاضة.. للحقيقة والتاريخ لاأذكر كلماته بالضبط.. بالتأكيد لو أكده لما نسيته.. وبالتأكيد كسياسى حصيف لن يضع الحبل حول عنقه ليحرق تاريخه ومستقبله السياسى بعد ذهاب ريح مايو الشيوعية... ما أذكره من روح المقابلة كان هناك كمية من الاحالة للنقد الذاتى الذى مارسه الحزب الشيوعي وموقفه من الانقلابات والأخطاء..
مالم ينكره الخاتم، ومالم ينكره نابرى فى لقاء اذاعى آخر، أن هناك هيئة تكونت بعد حل الاتحاد وأن الشيوعيين سيطروا عليها بدون انتخابات... وأن هناك تحرشاوارهابا قاده أبو القاسم ضد الطلاب... هنا مربط الفرس..
هل تسمى ذلك ديمقراطية؟ هل ينفع الأجيال الشبابية الناهضة أن نتخفى خلف نصف الحقيقة بأننا لم نقل والموقف أسوأ من كل قول؟
سأكون سعيدا بالخاتم كانسان لو ثبت أنه لم يقل ذلك.. وسأكون أسعد به كقائد فى يوم مضى لو ثبت انه لم يؤيد ورفاقه ويتزعمون حل الاتحاد والبطش العسكرى والترهيب لحركة الطلاب... وعلى كل نسأل الله له الرحمة.. وياحبذا لو نطق المشاركون فى الأحداث بدون خشية العواقب السياسية..
أوافقك تماما فيما قلته عن اتهام ياسر عرمان...
الى خالد العبيد - موقف حق يساهم فى توضيح جوانب قصور الحزب الشيوعى ديمقراطيا... أو كما يدعو السلفيون - ونحن مؤمنون - اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.. مع فارق فى القياس لن يفوتك منه ما يجلب الابتسام لا الغضب!
وبمناسبة الابتسام.. قيل، والعهدة على الراوى، أن أبا القاسم لم ينسحب الا بعد أن أكد له دكاترة الكيمياء ان مابالمعامل من كيماويات قابلة للاشتعال ومن مواد مشعة يكفى لحرق كل الخرطوم كذا مرة!
ولن يغيب عن بالنا ان قائد حق نفسه فى قفص الاتهام ديمقراطيا حتى يثبت العكس... وتاريخ مايو الشيوعي هو لمحاكمة الخاتم طبعة مايو... وقد نؤمن أن لليسار أوجها متعددة! ولانعرف كبيرا فوق النقد....
|
Post: #28
Title: رد
Author: mohmmed said ahmed
Date: 01-13-2006, 02:21 AM
Parent: #1
ان تردد الاكذوبة من اعضاء الجبهة الاسلامية دى تكتيك معروف عند الكيزان تردد الكذبة وتجى واحدة زيك تلفح الكلام
انت ما معاصرة على العين والراس اسالى زوجك ابراهيم كان فى الجامعة اكيد عندو معلومات اكتر منك
الخاتم العظيم حتى بعد رحيله مستهدف
|
Post: #31
Title: Re: رد
Author: mohammed elsaim
Date: 01-13-2006, 03:15 AM
Parent: #28
Quote: "هاقد عدت يامولاى؟ ان نذبح أن نقتل، ان نمسح السيف بحد اللحية، صار أسهل من القاء تحية"؟؟؟
وكان ذلك بعد أحداث ودنوباوى والجزيرة أبا.. ثم يتباكون مع الباكين.. ماأقصر الذاكرة وماأقل الذاكرين...
|
محمد سيداحمد... لا أحد يرغب فى استهداف أي كان.. الموضوع عن مشاركة الحزب الشيوعى فى كل الهوس الاشتراكى والعنف الثورى الذى تم فى عهد مايو الأولى.. المرحوم الخاتم كان واحدا من قادة الفترة بشرها وربمابقليل خيرها... مازلنا فى انتظار الخبر اليقين عن من هو صاحب المقولة الشهيرة مستغيثا بأبى القاسم.. حسنا.. ماذا أنت فاعل بقصيدة كمال الجزولى؟ هل كتبها كوز ونسى وضع اسمه فأعجبت القصيدة شيوعيا ثوريا فرآها تليق باستاذنا القانونى الضليع؟ لا عليك ان رأيت نسبتها لأثر البرودة وقد جاءت بتوقيع كييف! ومنية نفسى أن أقرأ رأى الشيوعيين فى تلك الفترة، أوان حمى الوطيس واحمرت الحدق، وليس أوان يحلو البطيخ لممارسة النقد الذاتى متبوعا بكوب من الشاى وفناجيل من القهوة ودفاتر من الجدل الديالكتيكى.. ولكم بلوت المر من شجر فيه الصمغ!!!!
من عجائب الدهر قرأت مانسبه الكيزان لسيداحمد خليفة، الصحفى المخابراتى، عن الحسم الثورى للطائفية...
|
Post: #32
Title: Re: رد
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 03:19 AM
Parent: #28
Quote: تردد الاكذوبة من اعضاء الجبهة الاسلامية دى تكتيك معروف عند الكيزان تردد الكذبة وتجى واحدة زيك تلفح الكلام
انت ما معاصرة على العين والراس اسالى زوجك ابراهيم كان فى الجامعة اكيد عندو معلومات اكتر منك
الخاتم العظيم حتى بعد رحيله مستهدف |
انا لفحتها من زوجي الذي يكبرني باربعة سنوات ودخل الجامعة منتصف السبعينات وسمع مثله مثل من سمع ان هذه العبارة مربوطة بالخاتم عدلان وما تتشنج كدا طيلة السبعينات يستخدم الكيزان هذه القصة وتسقط لستكم لماذا لم تنفونها من قبل.. لا احد يستهدف الخاتم رحمه الله..فهو مؤسس حق وهو منشق من الحزب الشيوعي وهذا هو موضوعنا...باليه خليك من التباكي العاطفي دا.. الناس دي بقت تفتيحة وعرفتكم وفهمتكم كويس.. وانا لايووووووووووووووووووقة
عفارم عليك يا الصايم دائما قيافة وفابت الناس مسافة..
|
Post: #33
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: gannat
Date: 01-13-2006, 03:36 AM
Parent: #1
الأخوة المتداخلون ، كل عام وأنتم بخير ، ودعوا الأمل والتفاؤل يملأ جوانحنا نحو عام جديد كله ديمقراطية ، نسأل كل المتداخلين : هل يوجد حزب سوداني واحد يطبق الديمقراطية داخل موءسساته الحزبية ؟ فاقد الشيء لا يعطيه ؟ كل الأحزاب الأم صارت اليوم عشرات ، والسبب أنه لا توجد ديمقراطية في الحزب الأم ، ولكن حتي بعد لأنشقاق ما ذا حدث ؟ هل تم تطبيق الديمقراطية في الأبناء والأحفاد؟
|
Post: #37
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 06:37 AM
Parent: #33
Quote: الأخوة المتداخلون ، كل عام وأنتم بخير ، ودعوا الأمل والتفاؤل يملأ جوانحنا نحو عام جديد كله ديمقراطية ، نسأل كل المتداخلين :؟ هل تم تطبيق الديمقراطية في الأب هل يوجد حزب سوداني واحد يطبق الديمقراطية داخل موءسساته الحزبية ؟ فاقد الشيء لا يعطيه ؟ كل الأحزاب الأم صارت اليوم عشرات ، والسبب أنه لا توجد ديمقراطية في الحزب الأم ، ولكن حتي بعد لأنشقاق ما ذا حدث ناء والأحفاد؟ |
دكتور قنات سلام ومرحب بيك ما قلته هو بيت القصيد. ولكن المشكلة ان هناك حزب الان يحاول ان يروج نفسه كحزب ديمقراطي وهو ابعد منها بمسافة اربعين يوم.. وفاقد الشئ لا يعطيه صدقت.
محبتي التي لا املك غيرها
|
Post: #34
Title: رد
Author: mohmmed said ahmed
Date: 01-13-2006, 03:49 AM
Parent: #1
لا يوقة ما مشكلة بس كا تكونى شكالا
|
Post: #35
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: عمر ادريس محمد
Date: 01-13-2006, 05:35 AM
Parent: #1
الاخت
د.بيان
كل عام انت واسرتك بخير
متوكل عليك يالله ...دى اول مره اتداخل معاك ....فى الاول خلينى اقول ليك الملاحظه دى..طبعا يادكتوره من حق محاورك يعرف انتى منطلقاتك شنو؟ عشان تكون فى ارضيه للحوار لكن -اتمنى ان اكون مخطأ- انتى فى أغلب حوارتك تحديدا عن الحزب الشيوعى ترفضى هذا الوضوح فى الحوار -انا قارئ قديم هنا- وكونت الفكره دى من متابعتك وبتركيز فى بوست 19 يوليو فى سودانيات الذى وردت فيه أسئلتك فى هذا البوست عن حادثة الخاتم عدلان فى جامعة الخرطوم بضبانتهاكما سيرد لاحقا.. وهذا فى تقديرى عدم الوضوح يدفع الناس دفعا للاستنتاج وده زى ماعارفه مابنتج معرفه ولا حوار ولا حتى مجرد..الوصول للحقيقه حول الاخطاء التى حدثت بهدف الاستفاده منها كتجارب .
طيب مستنتجا اعتقدانت عندك لوثة عداء عميق للحزب الشيوعى ...ورغبه صادقه فيما اظن فى اخفاء سببها ودوافعهاولايخفى على اى متابع مثلى لكتابتك ..ان يلحظ بسهوله انك تنطلقين من أسؤ مافى عقليه الكيزان من اجرام( تكرار الحديث الباطل والملفق بهدف ترسيخه مكان الحقيقه) التأميم,تأسيس جهاز الامن الخ.... العقلية التى انتجت العنف فى الحياه السياسيه السودانيه وتوجته ببيوت الاشباح والنهب والحروب ضد كل اهل السودان..وتتمنين ان يصبح الصباح ويختفى الحزب الشيوعى من على وجه البسيطه لانك تدركين انه الحزب الوحيد فى الساحه السياسيه القادر على كشف كل هذه الجرائم والاصرار على محاسبة مرتكبيها طال الزمن او قصر ..وويتخايل لى برضو انك ترغبين فى لايكون تاريخ حزبك هو هذا (الدمل) الماثل امامنا من حزب توسل للسياسه بسماحة أسلام اهل السودان وتحول الى حزب الجريمه المنظمه بلا منازع فى السودان...
رايك شنو فى تحليلى ده كبدايه .. كان نفع بجيك راجع لى موضوع البوست
|
Post: #36
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 06:24 AM
Parent: #35
الاخ عمر
مطلب مشروع ان تعرف الحزب الذي انتمي اليه..
انا لا انتمي الى اي حزب الان ولا في حياتي انتميت الى اي حزب المرة الوحيدة التي كان ممكن ان اصوت هي 1985 ولم اصوت لاي حزب...
كضبا كاضب ابدا لن ياتي يوما يكون الحزب الشيوعي او كوادره قادرين على كشف اي فساد.. كتابتك فيها كثير من التلفيق ومحاولة التشكيك في نوايا المعارضين وهذه خصلة اصيلة في كوادر الشيوعين قد نوه لها اكثر من مرة الشاعر صلاح احمد ابراهيم بدلا ان تتحسسوا مناطق الفتق تدعون انه غير موجود.. الحزب الشيوعي مات من 1971 اتمنى ان تقرأ استقالة الخاتم ومن معه,
كل الخطط مارسها كوادر الحزب معي هنا ولم ولن تفلح. موضوع الهاكر انتهى موضوع البيتشن انتهى والامن وبقية الاكاذيب لو كنت متابعا جيدا كما تدعي لعرفت انني مررت بكل مراحل اغتيال الشخصية ولم اموت هل تعرف لماذا؟ لاني صادقة مع نفسي ومع الآخرين.. الان موضوع اني كوزة.. ومعاملتي اني مع الانقاذ هذا الحديث مردود كل من يعرفني يعرف موقفي من كل الاحزاب العقائدية..ومن الانقاذ خاصة التى اراها الوجه الآخر للحزب الشيوعي فاذا كان هذا هو دفاعكم بانني كوزة وكلام فارغ مثل هذا.. فأنكم حقا تثيرون شفقتي .بالجد حادلدل كرعيني فوقكم للآخر كل من يتحدث عن الحزب الشيوعي سلبا لازمن يكون كوز... ما شايف الكلام الساذج ما بيمشي بعيد؟ احسن تجوا تناقشوا باحترام دون التعرض للامور الشخصية ورمي الاتهامات التى لا مكان لها من الصحة.ويمكن بسهولة كشفهاو تتردم عليكم في النهاية لأن المكر السئ يحيق باهله وعد من الله حق.
Quote: ورغبه صادقه فيما اظن فى اخفاء سببها ودوافعهاولايخفى على اى متابع مثلى لكتابتك ..ان يلحظ بسهوله انك تنطلقين من أسؤ مافى عقليه الكيزان من اجرام( تكرار الحديث الباطل والملفق بهدف ترسيخه مكان الحقيقه) التأميم,تأسيس جهاز الامن الخ.. |
خطة رقم واحد محاولة يائسة جدا في افقادي مصداقيتي وهذه استراتيجية خاطئة لأن المتحدث من حزب اشتهر بالكذب التلفيق والاجرام في حق المعارضين..
الحديث الباطل عن التأميم وجهاز الامن؟؟؟!!! "موبالغة" ضحكتني شديد ياخي دي "كومون نولدج" يجب عدم انكارها لأن اثباتها ساهل جدا...ما قيلة التدهور وصل الى هذه الدرجة ..
الاخ خالد العبيد في الانتظار..اتمنى تنبه كوادركم بالانضباط حتى لا يذهب هذا البوست الى الخور.. وشكرا
|
Post: #38
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: عمر ادريس محمد
Date: 01-13-2006, 07:51 AM
Parent: #36
الاخت العزيزه
د. بيان
شكرا على الرد
لو دققتى فى كلامى انا استنتجت فقط .....طيب(سب فوق حديثى) بس عشان يطمئن قلبى ... واقتنع ان لوثة العداء للحزب الشيوعى (الحمد لله على الاقل مانكرتيها) تشمل الكيزان برضو .. قول لى رايك ..فى الجرائم دى وهى ماثله والدماء لم تجف بعد .. وما داير اقول ليك المنطقى والطبيعى انها تكون فى الاولويه لدى إهتمام كل (محايد) ينشد العدل والحقيقه ...
مذبحة شهداء رمضان.
مذبحة شهداء أبناء النوبة.
مذبحة شهداء العيلفون.
مذبحة أنصار السنة.
مذبحة أبناء الرشايدة.
مذبحة أ البجة.
مذبحة أبناء الجنوب.
الشهيدة التاية أبوعاقلة.
الشهيد علي فضل أحمد.
الشهيد محمد عبد السلام.
الشهيد حمزة البخيت.
الشهيد أبوبكر راسخ.
الشهيد يوحنا تية كوكو.
الشهيد الصافي الطيب.
الشهيد أمين بدوي.
الشهيد عبدالمنعم سلمان.
الشهيد نادر خيري.
الشهيد موسي صديق.
الشهيد عادل أبوبكر.
الشهيد يحى محمد ادم.
الشهيد أحمد سالم.
الشهيد مصطفي أحمد الـمرضي.
الشهيد راشد حسن
بمناسة كضبا ...الخ الخ ..الوارده فى ردك الصوره دى هديه منى ليك ..تأكد وجود الحزب الشيوعى, ونجاح ندواتو الاخيره والتفاف جماهير الشعب السودانى حول برنامجه. وعاينى البنيه دى..تلمع فى النور كيف .
ملحوظه
(إندعارتك) الشديده مافى داعى ليها ...كان اديتى السلام فرصه عندى وجهات نظرى الشخصيه فى بعض
مواضيعك المطروحه أزعم انها حاتعجبك .
تحياتى
|
Post: #39
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 08:08 AM
Parent: #38
العزيز عمر سلام
كل انسان سوداني يموت يدمي قلبي ويحزنني لدرجة كبيرة. فأنا احب بلادي واريد لها التقدم.. ولم اتنكر لها يوما ولن اتنكر لها. هذه المحبة العميقة التى احملها لبلدي لا اريد عليها شكرا.. اوقفت عمري للتوثيق للثقافة فيها.. يحزنني ان يكون شعب بلادي عظيما وساسته انتهازين و يمصون دم هذا الشعب..
كل من ذكرتهم بالاضافة الى من مات في كل الحروب منذ دخول الاستعمار والى الان خصما على بلادي.. فقط ما اكرهه هو الذكب والنفاق..
ما اتمناه تمليك هذه الاجيال للحقائق. لنبذ كل الاحزاب الكسيحة..
لم ار الصورة.زمرحب بك محاورا مقدرا ..
|
Post: #40
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: kamalabas
Date: 01-13-2006, 10:54 AM
Parent: #1
كتبت الأخت بيان رداعلي الأستاذ عبد الرؤوف جميل
Quote: أول خطا استراتيجي تتفيه مناقشك..ومحاولة اظهار ان لا قيمة لما يقول بيان ما محتاجة لزول سجل امبارح بعد حنيس وبكا لبكري يجي يكتب ليه ربع سطر ينضح غباء وعدم احترام ذات..عشان تناقشو..
الصبية و الشينون يمتنعون بالله.. دا كلام ناس كبارات... |
عبد الرؤوف جميل رجل في مشارف ال 50أن لم يكن قد تعداها... نشاء وترعرع في مدينة عطبرة ,.. سعي اليها المنبر وقد كان تفأجاء بمنحه العضوية ولم يكن من طالبيها والأرشيف موجود..فقد عمل أبوساندرا علي مع أمين الموقع ألتزم عبد الرؤوف بواجبات العضوية ولم يلفت له نظرأو يعاقب لائحيا ....عفيف اللسان لم يهاتر أو يلاسن أو يصغر"نفسه" يقيم عبد الرؤوف حاليا بدنفر كلورادو وهو من أحد أعمدة المدينة.... هذا هو رؤوف جميل لمن لا يعرفه.... كمال
|
Post: #42
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: محمد اشرف
Date: 01-13-2006, 02:06 PM
Parent: #40
دكتورة بيان مرحباً بعودتك
فى نقاشات سابقة حول نفس الموضوع اذكر اني تداخلت معك فى موضوع تاريخ الحزب الشيوعى السودانى و اخفاقاته و قلت لكى ان قراءتك للتاريخ دائما مقلوبة.و هى مقلوبة ليست لاشكالية استيعابك له و انما بسبب دافع عقائدى و ايديولوجى ينصب شراكه لتجريم الحزب الشيوعى و فقاً لهذه القراءة الخاطئة. تاسيساً على ذلك لا اعتقد ان هدفك هو البحث عن الحقيقة كما تدعين و انما هدفك هو لى عنق الحقيقة لتصب فى مجرى اهدفك. نعود لمسألة قراءة التاريخ المقلوبة ليس صحيحا لا استنتاجاً و لا علمياً ان ما يعاني منه السودان من شمولية فى انظمة حكمه المتعاقبة سبب فيه سنه ابتدعها الحزب الشيوعي قبل 34 سنة_ مع تاكيدنا على عدم صحة ضلوع الحزب الشيوعي كحزب فى مؤسسات مايو من الاساس _ فالحزب الشيوعي لم يكن له التاثير الذى امتلكته كثير من الاحزاب على مستوى السلطة حتى يتحكم فى مسار التاريخ السياسى السودانى بقبضة حديدية لاكثر من 34 سنة. كيف يمكن لحزب ظل يمارس السياسة فى مقاعد المعارضة و تحت الارض طوال تلك السنوات ان يتحكم فى شكل الحكم فى السودان كما تدعين. لا اخفى ان ذكاءك الذى قادك لارجاع شمولية الجبهة الاسلامية الى اسباب تاريخية متعلقة بملكة الشيوعيين السحرية ينطوى على نوايا لتبرير و تخفيف مسئولية الوضع السياسي الحالى حتى يتفرق دمه على القبائل من احزاب و منظمات تعمل على تجاوزات الاشكالات التى اقعدت مسيرة الديمقراطية فى السودان و اعادة توجيهها للخط الصحيح.
المسألة الثانية المتعلقة بقراءتك للتاريخ هو ان ما حدث قبل اربعين سنة يصح فى منهجك على واقع اليوم بالتفصيل. لا يمكن قراءة التاريخ كحركة واحدة فى حالة استمرارية دون النظر الى ما يستجد من امور و تطورات و هذا الكلام يصح فى حالة تقييم السياسة السودانية و احزابها فى السنوات الاخيرة.
طبعاً انا شايف انو مسالة النقاش معاكى حول الخاتم هتف و لا ما هتف لمايو او ان فلان الوزير المايوى كان عضو فى الحزب الشيوعى و لا لا مضيعة وكت و غلات فى الفاضي. لانك جاية فاتحة البوست و مقررة سلفاً التلفيقات التى يمكن استخدامها فى موضوع حساس و فترة ضبابية زى فترة مايو 71.
اكيد جاى راجع
|
Post: #41
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: luai
Date: 01-13-2006, 01:37 PM
Parent: #1
دكتوره بيان تحياتي
قرأت قبل يومين تقريبا مقالا جيدا يتحدث عن ان الديمقراطية ليست طبعا من طبائعنا كسودانيين طوائف واحزاب وادارات فزعيم الطائفة زعيمها الى الممات وخلفه سلالته وزعيم الحزب زعيم حتى الممات ايضا (يعني ملكية عديل) حتى الاحزاب التي تدعي الثورية والتجديد في فكرها هي احزاب جامدة امين عام الحزب الشيوعي يتقلد هذا المنصب لاكثر من ثلاثين عاما واخر مؤتمر عام للحزب الشيوعي عقد قبل اكثر من ثلاثين عام ايضا ..اي ديمقراطية يتمشدق بها الحزب الشيوعي ..ويتباكي عليها الان .
كاي من القوى السياسية الاخرى يظل الحزب الشيوعي يرفع (لافتة) الديمقراطية في اطار الصراع الطويل بين النخب السياسية المتباينة والمتصارعة من اجل هدف واحد هو (الكرسي) ولو اتيح للحزب الشيوعي كغيره من القوى الاخرى (كراع) من هذا الكرسي لما تردد في التراجع عن كثير من مسلماته يقول بيان الحزب الشيوعي في 5/1/1998م بمناسبة الاستقلال بان مرجعيته اي (الشيوعي) تجاه اي مبادرة سلمية تجاه النظام هي : * اجتثاث نظام الجبهة وازالة كل اثاره . والواقع يقول ان الحزب الشيوعي الان يشارك في الجهاز التشريعي لذات النظام الذي قال بضرورة اجتثاثه ..ثم ثانيا هي نفس العقلية (الاجتثاث ) والاقصاء التي دعا اليها الحزب الشيوعي في فترة الديمقراطية الثالثة ضد قوى سياسية مؤثرة ولها وجود وهي (الجبهة الاسلامية ) وتأليبه الكبير خلال تلك الفترة كل القوى السياسية ضد الجبهة الاسلامية وهو عمل يتنافى مع قواعد اللعبة الديمقراطية مما عرض الديمقراطية نفسها للمصادرة من قبل الجبهة الاسلامية التي رأت تكتلا واضحا يقوده الشيوعيون وقوى اليسار ضدها لابعادها من المسرح السياسي ..مما ساهم في اسقاط الديمقراطية نفسها .
ان عقلية الانقلابات في السودان ادخلها الشيوعيون وباعترافهم فقد ساهموا في اربعة محاولات انقلابية ضد نظام الجنرال عبود ثم ساهموا في وصول النميري ثم انقلبوا على النميري قبل ان يقصيهم النميري من الحياة السياسية في 71م باعدام قياداتهم ليكمل النمو المتزايد للتيار الاسلامي تقليص دورهم .
ولي عودة ..
|
Post: #43
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: محمد اشرف
Date: 01-13-2006, 02:17 PM
Parent: #41
Quote: قرأت قبل يومين تقريبا مقالا جيدا يتحدث عن ان الديمقراطية ليست طبعا من طبائعنا كسودانيين طوائف واحزاب وادارات فزعيم الطائفة زعيمها الى الممات وخلفه سلالته وزعيم الحزب زعيم حتى الممات ايضا (يعني ملكية عديل) حتى الاحزاب التي تدعي الثورية والتجديد في فكرها هي احزاب جامدة امين عام الحزب الشيوعي يتقلد هذا المنصب لاكثر من ثلاثين عاما واخر مؤتمر عام للحزب الشيوعي عقد قبل اكثر من ثلاثين عام ايضا ..اي ديمقراطية يتمشدق بها الحزب الشيوعي ..ويتباكي عليها الان . |
لا يخفى لؤى و بيان محاولاتهم التبريرية لشمولية الجبهة الاسلامية و قبضتها البوليسية بالرجوع الى شرير اكبر دبر كل ذلك قبل 30 سنة.
اى منطق تاريخي يقبل بهذا
الاخ لؤى يظل يردد فى فرضية ان السودانيين لا يقبلون بالديمقراطية مع انها فرضية غير علمية و قديمة. و المعروف ان كل الشعوب التى تتميز بالتعددية العرقية و الثقافية لا يمكن ان تحكم الا بنظام ديمقراطي لصعوبة فرض تقافة على اخرى او دين على دين دون تجنب سيلان الدماء.
مرة اخرى يقودون النقاش لمسارات التلفيق و المقولات التى لا يدعمها سند منطقى.
|
Post: #44
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: محمد اشرف
Date: 01-13-2006, 02:23 PM
Parent: #41
تذكرت ملاحظة ذكية تفضل بها الاخ كمال عباس منتقداً اسلوب د. بيان فى التباكي على الديمقراطية حيث ذكر ان امثال دكتور بيان انتقائيين فى التعامل مع موضوع الديمقراطية و انتهاكها.
ان جاء انتهاك الديمقراطية ممن يكرهون اقعدوا الدنيا ورجعوا الى دفاتر التاريخ لتأكيد انهم الديمقراطيون و غيرهم ليسوا سوى اشرار بحكم الطبيعة.
و ان جاءت ممن يحبون سكتوا
|
Post: #92
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: ابوعسل السيد احمد
Date: 01-14-2006, 11:56 AM
Parent: #41
العزيز لؤي سلامات و احترامات كتيرة قبال كل حاجة محسوبك ما عندو حزب و لا تنظيم و لا جماعة. و بقول الكلام دا عشان ما يجي زول و هاك يا تصنيف و يختني مع الشيوعيين أو الكيزان أو السلفيين أو الشيعة.. أو برشلونة و دي معاها غمزة عين ما خبيثة.
كتبت: إقتباس والواقع يقول ان الحزب الشيوعي الان يشارك في الجهاز التشريعي لذات النظام الذي قال بضرورة اجتثاثه ..ثم ثانيا هي نفس العقلية (الاجتثاث ) والاقصاء التي دعا اليها الحزب الشيوعي في فترة الديمقراطية الثالثة ضد قوى سياسية مؤثرة ولها وجود وهي (الجبهة الاسلامية ) وتأليبه الكبير خلال تلك الفترة كل القوى السياسية ضد الجبهة الاسلامية وهو عمل يتنافى مع قواعد اللعبة الديمقراطية مما عرض الديمقراطية نفسها للمصادرة من قبل الجبهة الاسلامية التي رأت تكتلا واضحا يقوده الشيوعيون وقوى اليسار ضدها لابعادها من المسرح السياسي ..مما ساهم في اسقاط الديمقراطية نفسها .
لا أعتقد أبدا ، إذا سلمنا صحة ما ذهبت إليه، أن في ما حدث ما يعطي شرعية أو أدنى تبرير للجبهة الاسلامية للانقلاب على الديموقراطية و ممارسة الكذب ( بأن الحكومة ما جبهة و لا لها لون أو طعم أو رائحة سياسية و أنها جاءت من أجل الجميع ..إلخ) و الإقصاء المنهجي لكل من لا يشاركها الرؤى. و دمت
بيان سلامات و احترام
بوعسل أبوعسل
|
Post: #45
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 03:36 PM
Parent: #1
الكوز لؤي
اتحداك ان تذكر تواريخ محاولات الحزب الشيوعي الانقلابية الاربعة التي ذكرتهاواسماء قادتها سأقوم في هذا البوست بتوثيق كل تاريخ الاسلاميين الانقلابي وهي 12 محاولة انقلابية
العزيزة بيان لك تحايا الورد صدقيني انا لا املك حق توجيه اي عضو شيوعي في هذا البورد يا حليلك يا بيان انت من زمن التوجيهات الزمن دوار ونحن في 2006 تغير الحزب ! لو كنتم تعلمون !! الائحة ..البرنامج .. ادارة الحوار .. حتى اللغة عشان كده احسن تنسوا العبارات التي الكان حسين خوجلي ( برضو يا حليلو ) دائما مايرددها مثل في الحتة دي .. الخ ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم نحن اتغيرنا وده المشمت فينا العدو وجاييك راجع للاسئلة الرجاء مراعاة فروق الوقت وارف واياس عاملين زحمة في الكمبيوتر تحياتي
|
Post: #46
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 01-13-2006, 04:01 PM
Parent: #1
الاخ كمال عباس
Quote: ألتزم عبد الرؤوف بواجبات العضوية ولم يلفت له نظرأو يعاقب لائحيا ....عفيف اللسان لم يهاتر أو يلاسن أو يصغر"نفسه"
|
كتب الاخ عبد الرؤف
Quote: بالله جادين عاوزين تناقشوا بيان |
أخي كمال أقدر تقديرك للاخ عبدالرؤف لكن مداخلته لم تكن موفقة احترامي لك وللاخ عبدالرؤف
الاخت بيان والاخوه والاخوات المتداخلون الشكر علي المعلومات القيمة الرجاء مدنا بوثائق او شهادات من عاصروا. احترامي للجميع
|
Post: #47
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 05:10 PM
Parent: #46
Quote: عبد الرؤوف جميل رجل في مشارف ال 50أن لم يكن قد تعداها... نشاء وترعرع في مدينة عطبرة ,.. سعي اليها المنبر وقد كان تفأجاء بمنحه العضوية ولم يكن من طالبيها والأرشيف موجود..فقد عمل أبوساندرا علي مع أمين الموقع ألتزم عبد الرؤوف بواجبات العضوية ولم يلفت له نظرأو يعاقب لائحيا ....عفيف اللسان لم يهاتر أو يلاسن أو يصغر"نفسه" يقيم عبد الرؤوف حاليا بدنفر كلورادو وهو من أحد أعمدة المدينة.... هذا هو رؤوف جميل لمن لا يعرفه.... كمال |
Mr wana be موضوعي... تعرف يا كمال افندي انت اكثر زول انا اتغشيت فيه... بس الحمدلله الذي فتح بصيرتي عشان اشوفك على حقيقتك
اسع ما بتخجل بالله من كلامك دا؟
جميل دا لو من عطبرة ولا كاب الجداد زول معتدي.. وقال كلام ما محترم بعدين كلامك فيه تعريض .. ايوة انا سحب مني الباسورد لكن ما لائحيايا عديم الذمة والامانة عشان ديمقراطيتكم المزعومة ومؤامراتكم البي تحت تحت الموضوع دا لمصلحتكم احسن يتقفل.. اذا في زول مصغر نفسه انت دائما طيرة مبارية سيرة... بالله خلو خطة 2 4 2 دي لانها مملة ومعادة ومكررة البوست دا لو مشي الخور بندمكم على دخلوكم البورد دا.. بما انك ما عندك حاجة تقولها ذي ماهو اضح احسن ما تجي اذ ان الشيوعين آكلي الولفير الراسمالي قاعدين جد يقرفوني.. آديوس
|
Post: #48
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 05:16 PM
Parent: #47
الكريم محمد اشرف
نفس الاسطوانة بيان الكوزة عايزة تخفيف عل ناسها عشان كدا بتهاجم الحزب الشيوعي
انا بيان الكوزة دي ولؤي الكوز دا ما تناقشنا,,
عندك محمد الصايم دا ليه ما رديتو عليه. ارعبكم موش ؟ولا فايلو ما عندكم؟ بالله دا موضوع مهم وانا ما فاضية لالعاب الصبية.. أندهولي واحد كبير اكلمو
آديوس
|
Post: #49
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 05:30 PM
Parent: #48
العزيز خالد
مافي مشكلة متى حضرت مرحبا بك وجد يا حليل الكوادر المدربة.. فات النوار وفضل العوار
تحياتي للعيال وامهم..
لؤي الكوز سيد بيت ومرحب بيك
العزيز المشرف
دي ناس وهم الزول دا متعود على فتح عين واحدة ما تشتغل بيه وعايز يحرف البوست.ودي ما حتحصل..
محمد اشرف ياتو ديمقراطية دي الجاي تتكلم عنها عمري ما اتكلمت لا تباكيت على ديمقراطية لانها لا تعني لي شيئا. وترف عقلي التحدث عنها بس مزعلني انه حزبك طارح نفسه حامي ليها ومروجها وهو مغتصبها..
|
Post: #50
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: القلب النابض
Date: 01-13-2006, 05:32 PM
Parent: #48
العزيزة دكتورة بيان
كل سنة وانت طيبة
لدينا اشياء كتيرة نريد أن نناقشهافي هذا البوست
فقد كنت أنوي أن أفتح بوست لي حركة 19 لوليو 1971م
وأنقلاب مايو
التأميم في عهد الحكومة الشيوعية وآثاره الإقتصادية والإحتماعية وأشياء كثيرة نريد أن نطرحها بعلمية وتاريخ يجب أن يكتب ويتناقش بموضوعية شديدة.
لأن الجرائم لا تنتهي بالتقادم.
لذالك نحتاج لترتيب الأجندة ثم الابتداء بها واحدة تلو الأخرى.
مثلاً تقولي سنبدأ بالبند واحد ونبدأ كلنا نتناول البند واحد حتى يأخذ حظه من النقاش ثم نتناول النقطة الأخرى. ويمكن أن تكون في بوست منفصل.
لك تحياتي
وكل سنة وانت طيبة
وحمدا لله على السلامة
|
Post: #51
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: bayan
Date: 01-13-2006, 05:56 PM
Parent: #50
العزيزة القلب النابض
تحية وتقدير
ننتظر الاخ خالد يجاوب على الاسئلة... وبعدها سيأخذ الحوار شكلا منهجيا..
ان شاء الله لن ارد على اي شخص خارج هذه الاسئلة.. ونعيد كتابة تأريخ هذا الحزب العقائدي .. ولدي كثير من الوثائق سننشرها لتدعيم ما نراه قد بدأ نقاش هنا عن حركة يوليو2003 بعد عامين قام خالد الحاج بجمع وتوثيق لها لاثبات براءة الحزب من مقتلة بيت الضيافة.. وما فعله خالد يحفظ له. اذ احترم محاوريه وبذل مجهودا مكلفا ماديا وجسديا . ليثبت فرضيته.. البوست موجود في سودانيات تحت اسم عبدالله الشقليني وهو اهم بوست رايته في حياتي.. رغم بعض السخافات المعتادة.
ونتمنى ان تكوني من المساهمين الاساسين هنا.. ومحبة صادقة
|
Post: #78
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: kamalabas
Date: 01-13-2006, 11:57 PM
Parent: #46
كتب د. محمد علي المشرف
Quote: : الاخ كمال عباس
Quote: ألتزم عبد الرؤوف بواجبات العضوية ولم يلفت له نظرأو يعاقب لائحيا ....عفيف اللسان لم يهاتر أو يلاسن أو يصغر"نفسه"
كتب الاخ عبد الرؤف
Quote: بالله جادين عاوزين تناقشوا بيان
أخي كمال أقدر تقديرك للاخ عبدالرؤف لكن مداخلته لم تكن موفقة احترامي لك وللاخ عبدالرؤف
الاخت بيان والاخوه والاخوات المتداخلون الشكر علي المعلومات القيمة الرجاء مدنا بوثائق او شهادات من عاصروا. احترامي للجميع |
شكرا د.محمد علي المشرف علي هذه الطريقة الحضارية في المخاطبة وحصر نقطة الأختلاف والأعتراض.. ردي ..ذكر لي رؤوف جميل في تفسيره علي النقطة التي ذكرت أنها " غير موفقة'...قائلا بأنه أراد التوضيح بأن ماكتبته بيان يفتقر للتوثيق والتحقق- وبالتالي لاقيمة علمية له - مدللا علي ذلك بأدعائها وبلا تثبت أو توثق بأن المرحوم الخاتم هتف مؤيداومهللا لأبي القاسم داخل حرم الجامعة ..وهي فرية نفاها الخاتم نفسه في هذا المنبر...الخ حاشية أحببت أن أضع القارئ في الصورة حتي يعرف من هو رؤوف جميل.....أين يقطن الان وأين نشاء وسنه وتجربته بالمنبر وطريقة تخاطبه وكيف تحصل علي العضوية ?? وهو تعريف أري أنه ضروري كمال
|
Post: #52
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:14 PM
Parent: #1
دشن الانقلاب العسكري الذي نفذه الضباط الاحرار في مايو 1969 الفترة الاكثر اضرابا في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، فقد ادي تباين الاراء في الموقف من الانقلاب الي انقسام حاد للاراء داخل الحزب حيث ايد بعض قادة الحزب "حركة الجيش الثورية" معولين على تقدميتها ومعاداتها للطائفية. وتم تعيين عدد من رموز هذه المجموعة كوزراء في حكومة الانقلاب وساندت هذه المجموعة دعوة النميرى بان يحل الحزب نفسه اسوة بتجربة الشيوعيين في الجزائر ومصر والانخراط في الاتحاد الاشتراكي السوداني الذي اسسته الحكومة.
اما التيار الاخر الذي قاده الامين العام للحزب عبد الخالق محجوب فقد تمسك مبدئيا بتحفظه على الانقلابات العسكرية ورفض فكرة حل الحزب ودعا الي مواصلة السعي لبناء جبهة وطنية ديمقراطية يشارك فيها الحزب محتفظاً باستقلاليته.
بتصاعد حدة التوتر بين الحزب والسلطة قام النميري بطرد الوزراء الشيوعيين من الوزارة في 16 نوفمبر 1970 وفي فبراير 1971 اعلن النميرى عن عزمة على تحطيم الحزب الشيوعي واتبع اعلانه بحل تنظيمات الطلاب والشباب والنساء التي يسيطر عليها الشيوعيين.
تحسبا للهجمة القمعية على الحزب نفذ الضباط الشيوعيين انقلابا عسكريا مضادا في 19 يوليو 1971 واعتقلوا النميري واعلنوا السودان جمهورية ديمقراطية، الا ان عدم اكتمال التحضير الجيد والدور المصري الليبي المضاد اديا مجتمعين الي فشل الانقلاب واعتقل قادة الحزب واعدم منهم عبد الخالق محجوب، جوزيف قرنق والشفيع احمد الشيخ والضباط الشيوعيين الذين نفذوا الانقلاب. وعلى اية حال ليس ثمة دليل حتى الان يؤكد ان هيئات الحزب اتخذت قراراً بتنفيذ الانقلاب.
|
Post: #53
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:22 PM
Parent: #1
في صباح 25 مايو اصدر الحزب الشيوعي السوداني بيانا اعلن فيه رايه صراحة رفضه للانقلاب اقتطف جزء من مقدمة البيان :
ماهي طبيعة أحداث هذا الصباح ، الاثنين 25 / 5 / 1969 م وما هو وضعها الطبقي ؟ * ماجرى صباح هذا اليوم انقلاب عسكري ، وليس عملا شعبيا مسلحا قامت به قوى الجبهة الوطنية الديمقراطية عن طريق قسمها المسلح . * أدى الانقلاب الى تغيير في القوى الاجتماعية التي كان بيدها القوات المسلحة ، ونعني قوى الثورة المضادة . * طبيعة هذا الانقلاب نبحث عنها في التكوين الطبقي للمجلس الذي باشر الانقلاب " مجلس الثورة " وفي التكوين الجديد للقيادات . هذا البحث يشبر الى ان السلطة تتشكل من فئة البرجوازية الصغيرة في البلاد ، أصبحت مهمة الحزب الشيوعي في تطوير الثورة في بلادنا والوصول بها الى تأسيس الجبهة الديمقراطية بقيادة الطبقة العاملة .
واواصل
|
Post: #54
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:30 PM
Parent: #1
حول نظرية الثورة السودانية ( 2) الشيوعيون السودانيون وقضية الديمقراطية صدقي كبلو
اصبحت قضية الديمقراطية، من ناحية نظرية وعملية، من اهم قضايا العصر، وسلك النقاش فيها مسالك شتى وبدا لبعض الناس وكأنهم يكتشفون اهمية الديمقراطية لاول مرة. ولا نهدف هنا لذم اولئك أو لتبيان ان الشيوعيين السودانيين ظلوا دائما مهمومين بقضية الديمقراطية أو لادعاء سبق في هذا المجال، هو ثابت دون ما ادعاء، بقدر ما نهدف لدراسة تطور مفهوم الشيوعيين السودانيين حول الديمقراطية والطريق الوعر، نظريا وعمليا الذي سلكوه في نضالهم من اجلها، وذلك بهدف استجلاء ذلك المفهوم من منظور نقدي يساهم في تطويره وترسيخه. وفي تقديري، ان ذلك مهم، ليس فقط استجابة "للموضة" أو التحاقا بموسم الهجرة إلى اليمين لتيار التراجع الذي الم باطراف حركة التحرر الوطني وحركة الطبقة العاملة العالمية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وانما لمواصلة نضال الشيوعيين السودانيين انفسهم من خلال تطوير نظريتهم الثورية وبرنامجهم النضالي. وسنسلك في هذا الصدد منهجا تاريخيا نقديا، لا بهدف كتابة تاريخ الحزب الشيوعي، أو وقوعا في فخ الاعجاب بالماضي والتغني بامجاده، ولا كما قلنا من قبل، سيادة لروح الاعجاب بالذات (ذات الشيوعيين الجماعية) والافتخار بأننا نمسك بناصية الحقيقة، وان نظريتنا سليمة واننا "لسنا كالآخرين"، ولو كان الآخرون هؤلاء هم الرفاق السوفيت أو الشيوعيون في البلاد الاخرى. فلكل ظروفه ولكل قضاته . ان المنهج التاريخي النقدي تتطلبه ضرورة دراسة اية ظاهرة أو مقولة أو فكرة. فالظاهرة هي تاريخها، ودراسة تاريخها لا يعنى تبريرها، بقدر ما يعني دراسة حركتها وصيرورتها والتي لا تعني باي حال من الاحوال ان تلك الحركة كانت دائما إلى الامام أو انها لاتحمل أي تناقضات وصراعات داخلية، بل ان وجود تلك الصراعات والتناقضات لا يقود بشكل اطلاقي إلى ان حسمها كان دائما يتم لمصلحة تطور الظاهرة أو الحركة أو الفكرة، فالتاريخ عموما لا يسير في خط مستقيم. وهكذا تاريخ الظواهر والافكار والحركات الاجتماعية، ومن بين هذه الظواهر النضال من اجل الديمقراطية، ومفهوم الديمقراطية نفسه والحزب الشيوعي السوداني كحركة اجتماعية وسياسية.
|
Post: #55
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:34 PM
Parent: #1
وندعى هنا اكتشاف تناقض بين النضال السياسي للشيوعيين السودانيين من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان ونظريتهم عن الديمقراطية المسماة بالديمقراطية الجديدة حينا والثورية احيانا، وان هذا التناقض قد احتدم بشكل خاص بعد انقلاب 25 مايو 1969 وما تبعه من احداث بما في ذلك الانقلاب العسكري في 19 يوليو 1971 المسمى ثورة 19 يوليو حينا وحركة 19 يوليو التصحيحية احيانا اخرى. وان هذا التناقض قد بدأ حسمه في اجتماعي اللجنة المركزية في يوليو واغسطس عام 1977 ووثيقتي "قضايا ومهام السياسة الخارجية" و "جبهة للديمقراطية وانقاذ الوطن" ؛ ولقد حسم على مستوى البرنامج بشكل اساسي بعد انتفاضة مارس ابريل 1985، بدءا بحديث الاستاذ التجاني الطيب سكرتير اللجنة المركزية لراديو ام درمان في مايو 1985 عن تبني الشيوعيين للديمقراطية التعددية، وامتدادا عبر احاديث الاستاذ محمد ابراهيم نقد في الندوات العامة والحديث للتلفزيون والصحف المحلية والاجنبية وبرنامج الشيوعيين الانتخابي ثم مقالات الاستاذ التجاني الطيب في الميدان عن "الديمقراطية هل..". لقد طور الشيوعيون نظرية للديمقراطية تكاد ان تكون نظرية كاملة، وتعتبر ثورة فكرية عظيمة وتطورا نوعيا لما كان مطروحا من قبلهم ومن الحركة الشيوعية في المنطقة الافريقية والعربية. وما نحتاجه الآن هو ان نصوغ تلك النظرية بشكلها المتكامل وان نخرجها من بطون وثائق اللجنة المركزية والبيانات الجماهيرية والاحاديث المتفرقة لقادة الحزب لتصبح خطابا ايديولوجيا وبرنامجيا واضحا، حينئذ ستطرح امامنا مهام جديدة اكثر تحديدا، مثل صياغة دستور السودان الذي يترجم تلك النظرية، ودراسة مسائل الحكم المحلي والفدرالي، وقانون الانتخابات، بل وحتى اجراءات عمل البرلمان والمجالس المحلية والاقليمية ولوائحها. ولربما يظهر لنا حينئذ اننا في بعض أطروحتنا التفصيلية ما زلنا أسرى لنظرية الديمقراطية الجديدة بصيغتها القديمة، كما سيظهر لنا بدون أي شك ان نظريتنا للديمقراطية بصياغتها المتكاملة تتطلب منا جهدا تنظيميا اكبر في نشر فروع الحزب في ارجاء الوطن المختلفة وبناء اشكال جديدة للتحالف الديمقراطي في مناطق ومجالات لم تكن موجودة بها، بل والسعي نحو وحدة القوى الديمقراطية وبناء الجبهة الوطنية الديمقراطية. ويعاني هذا الفصل نقصا في التوثيق هو سالب لا شك، إذ إن الفصل يتبنى منهجا تاريخيا يفترض دقة التوثيق في عرض الأفكار و المواقف، ولكنه نقص فرضته الظروف التي كتب فيها في المنفى في زمن تسود البلاد ديكتاتورية الجبهة الإسلامية مما يجعل الوصول لبعض الوثائق مستحيلا، وكذلك إجراء بعض المناقشات مع بعض الزملاء الذين عاصروا فترات هامة يتتناولها الفصل بالمناقشة. لكننا رغم هذه السلبية نرى ان الفصل يسهم في نقاش مفيد وانه ليس حجرا يلقى به في ماء ساكن، فالنقاش والحوار قد بدأ قبله وسيستمران بعده. وكل امل كاتبه ان يكون اسهاما مفيدا فيه. فالكلمة الأخيرة لم تقل بعد ولن تقال ابدا. تأسيس الحزب ارتبط باستنهاض حركة ديمقراطية
|
Post: #56
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:39 PM
Parent: #1
لعل ما يميز نشوء الحزب الشيوعي السوداني عن الاحزاب السودانية التي سبقته (الأمة والاشقاء) ان الاخيرة كانت نتيجة لانقسام مؤتمر الخريجين وتراجع الحركة الوطنية عقب رفض مذكرة المؤتمر وقيام المجلس الاستشاري لشمال السودان، بينما صاحب نشوء الحزب الشيوعي وسنواته الاولى نهوضا في الحركة الجماهيرية شمل معركة تكوين نقابة السكك الحديدية ومظاهرة طلبة الكلية والمدارس العليا في مارس 1946 ثم معركة الجمعية التشريعية وقيام مؤتمر الطلبة ... الخ. وكان الاستعمار البريطاني قد واجه صعود هذه الحركة الجماهيرية بمجموعة من الاجراءات تهدف إلى مصادرة الحريات العامة، يقول عبد الخالق محجوب: "لقد احس الاستعماريون بخطورة تطور الحركة الجماهيرية فسلكوا سبيل البطش بالتقدميين فسنوا القوانين الرجعية وحلوا منظمة انصار السلام وجعلوا من مصادرة حرية الافراد والجماعات والصحف قاعدة لهم وبدأوا خلال عام 1951 يعدون العدة لحل اتحاد نقابات العمال الذي كان يقف بقيادته الصلبة وعلى رأسها المناضل الشفيع احمد الشيخ في طليعة الحركة الجماهيرية""(عبد الخالق محجوب، لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي، ص 70 ) وهكذا ارتبط تأسيس الحزب الشيوعي بالنضال الجماهيري ضد الاستعمار المرتبط بالنضال من اجل الحريات العامة واهمها حرية التنظيم والتعبير والتظاهر والحرية الشخصية (ضد اجراءات الاعتقال و التفتيش والرقابة والتبليغ اليومي لمراكز الشرطة)، ولكن هذا النضال لم يرتبط بنظرية للديمقراطية ايجابية المحتوى فلا رفض الجمعية التشريعية قدم بديلا، ولا رفض دستور القاضي بيكر قدم تصورا مختلفا، ولكنه عبر بوضوح عن رفض الطريق البرلماني (وقد تم التعبير عن ذلك في نشيد مشهور للشيوعيين حينئذ: اخي المجد للكتلة الجائعة، والذي يقول: اخي ان اجازوا دستورهم واحيل النضال إلى البرلمان فانا لن نبارك احلافهم لكي يدوس اعراضنا الامريكان ولعل ذلك انعكس في الموقف المتشدد من اتفاقية 1953 وفي المعارضة داخل الحزب لانتخابات الفترة الانتقالية. وهنا تاتي اهمية اجتماع اللجنة المركزية في مارس 1953 فهو إلى جانب انجازاته الكثيرة قد حسم دخول الحزب للانتخابات واقر التعاون مع بقية الحركة الوطنية لانجاز اغلبية برلمانية، مقدما مساهمة هامة في صياغة نظرية حول علاقة الممارسة الديمقراطية بالنشاط الجماهيري و التمثيل البرلماني، وكيف ان الاثنين يكملان بعضهما. يقول عبد الخالق محجوب انه كان واضحا ان الاغلبية البرلمانية "لن تستطيع انجاز مطالب الشعب الوطنية و الديمقراطية بدون تنمية الحركة الجماهيرية النشطة وتعهدها"(عبد الخالق محجوب، لمحات ، مرجع سبق ذكره، ص 83). بل ان دخول الانتخابات نفسها هو "اداة لتوسيع الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار وتعميق مطالبها الديمقراطية و الاقتصادية ويقظة الجماهير ازاء المزالق التي تحف بالاتفاقية المصرية البريطانية" (المرجع السابق، نفس الصفحة).
|
Post: #57
Title: 4
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:42 PM
Parent: #1
اننا ازاء عنصرين للديمقراطية: البرلمان المنتخب والحركة الجماهيرية الضاغطة. وذلك ان الحزب الشيوعي لا يرى ان العملية الديمقراطية تنتهي بانتخاب البرلمان، بل انها تستمر بعد ذلك من خلال النشاط الجماهيري الديمقراطي الضاغط. وقد ادى ذلك، من خلال الميكانيزم الذي سنوضحه للتو، إلى جعل النضال من اجل الحقوق الاساسية جزءا هاما من نضال الشيوعيين السودانيين، اذ انه بدونها لا يمكن للجماهير ان تمارس دورها في العملية الديمقراطية. ما هو هذا الميكانيزم؟ اولا: الانتخابات البرلمانية، ونسبة لظروف تخلف السودان "وضعف الاساس الاجتماعي للبرلمانية الغربية في بلادنا" (الماركسية وقضايا الثورة، الطبعة الثانية، ص 10، تؤدي لوصول القوى الرجعية للسلطة. ثانيا: الحقوق الديمقراطية التي تتيحها الديمقراطية الليبرالية تسمح للحركة الجماهيرية الديمقراطية وحركة التغيير الاجتماعي ان تنمو وتتطور وتمارس ضغوطا على البرلمان والسلطة السياسية. وتوضح تجربة النضال في عام 1958 ضد المعونة الأمريكية و الأحلاف العسكرية الأثر الواضح الذي يمكن ان تلعبه حركة الجماهير (حركة الشارع) في تغيير المواقف المختلفة للنواب والقوى السياسية. وقد اتضح نفس التأثير ابان حرب يونيو 1967 وتكوين مؤتمر الدفاع عن الوطن العربي (المحجوب اعلن الحرب على اسرائيل ودعا لمؤتمر الخرطوم الذي اعاد تنظيم الصفوف العربية ورصها ضد العدوان..)، ولعل تجربة انتفاضة ديسمبر 1988 وتكوين حكومة الوحدة الوطنية في مارس 1989 مثال آخر من تاريخنا القريب. ثالثا: وكمحصلة ل "اولا" و "ثانيا" اعلاه، فان القوى الرجعية ظلت تسعى بشكل دائم لمصادرة الحقوق الديمقراطية بدءاً من ترددها في تنفيذ قرارات البرلمان الاول و القاضية بالغاء القوانين المقيدة للحريات، فرض حالة الطوارئ عام 1957 ابان حكومة عبد الله خليل، وتسليم عبد الله خليل الحكم للجيش في نوفمبر 1958، وحل الحزب الشيوعي في شتاء 1965، ورفض حكم القضاء في 1966، ومشروع الدستور الاسلامي 1968/ 1969، (ويمكن اضافة تعديلات الدستور في 1986 والتي ادعى صادق المهدي انه يريد تصفية اثار مايو بها بينما كانت تلك التعديلات تمثل تهديدا حقيقيا للحريات الاساسية لم تدركه حينئذ الا المنظمة السودانية لحقوق الإنسان بينما وافقت عليه كل الأحزاب بما في ذلك الحزب الشيوعي)، ومحاولة قانون النقابات 1986 وقانون الصحافة 1988 واعلان حالة الطوارئ ابان حكومة الوفاق والتي استغلها وزير الداخلية مبارك الفاضل لممارسة الاعتقال التحفظي ضد المشاركين في ندوة امبو ... الخ وقد كانت حصيلة كل ذلك كما اوردنا، ان اصبح جزء كبير من نضال الشيوعيين والحركة الجماهيرية هو نضال من اجل الحقوق الأساسية أي من اجل حقوق الانسان والحقوق الديمقراطية، بدءاً باضراب الحريات الذي قاده اتحاد النقابات عام 1951 ومرورا بمشاريع تعديل والغاء القوانين المقيدة للحريات والتي قدمها نائب دوائر الخريجين الأستاذ حسن الطاهر زروق في البرلمان الأول. ويضاف إلى ذلك النشاط الجم للهيئة الشعبية الدائمة للدفاع عن الحريات عام 1954، ومذكرة الجبهة المعادية للاستعمار عن الحريات للازهرى، وكان رئيسا للوزراء، في اكتوبر ذات العام، ومذكرة رؤساء تحرير الصحف للازهرى في يناير 1955 بعد اجتماعهم مع الهيئة الدائمة للدفاع عن الحريات. ولقد شكل بند كفالة الحريات العامة البند الثاني ضمن ثلاث بنود قامت على اساسها الجبهة الاستقلالية بين الشيوعيين وحزب الأمة. ولقد تكررت المطالب بالحريات العامة في كل مذكرات وبيانات الجبهة المعادية للاستعمار واتحاد النقابات واتحادات المزارعين واتحاد طلاب الكلية واتحادات المعهد الفني والمدارس الثانوية. وأجمل الأستاذ حسن الطاهر زروق تلك المطالب والتوجهات الديمقراطية في خطاب ضاف عشية الاستقلال في 31 ديسمبر 1955 عند مناقشة مسودة الدستور المؤقت حيث اقترح خمسة اسس للدستور: 1-ان يكون مستمدا من مصالح الشعب وان يحترم ارادته. 2- ان يجعل جهاز الدولة ديمقراطيا ينص على حق الشعب في مراقبة جميع اجهزة الدولة وحقه في محاسبة ممثليه، وان يشترك الشعب اشتراكا واسعا في الحكم. 3- ان يسمح باطلاق كل قوى الشعب في النضال ضد الاستعمار ومؤسساته بتوفير الحريات العامة وحرية العقيدة وحرية اعتناق الآراء السياسية والعمل من اجلها. 4- ان يحمي مصالح العمال والمزارعين والتجار وكافة المواطنين من الاستغلال ويحمي حقهم في الراحة وحقهم في العمل. 5- ان ينص على انتهاج سياسة خارجية مستقلة سلمية تقوم على معاملة جميع الدول على اساس المساواة والاحترام المتبادل" (محمد سليمان، اليسار السوداني في عشرة سنوات، 1969، ص ص 173-175) وطالب الاستاذ حسن الطاهر في خطابه ذلك بضرورة النص على قيام الجمعية التأسيسية في الدستور المؤقت حتى يشارك ممثلي الشعب في وضع الدستور الدائم للبلاد. أوضح إن هناك تناقضا بين مشروع الدستور وبعض القوانين والسياسات السائدة حينئذ مما يتطلب تغيير وتعديل تلك القوانين والسياسات حتى تتماشى مع الفصل الثاني من مشروع الدستور الخاص بالمساواة بين السودانيين والحريات العامة وحدد تحديدا قضايا الأجر المتساوي للعمل المتساوي في الشمال والجنوب والأجر المتساوي للعمل المتساوي للرجل وللمرأة، وقانون الصحافة وبعض مواد قانون العقوبات (المرجع السابق، ص ص 175-176). وجاء المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي في فبراير 1956 ليؤكد موقف الشيوعيين من قضية الديمقراطية و الحريات العامة، فيتبنى الحزب الجمهورية البرلمانية ويطالب بالحكم الإقليمي الذاتي للمديريات الجنوبية. ولقد اشار عبد الخالق إلى ان المؤتمر الثالث قد اعتبر ان قضية الديمقراطية تحتل "المكان المقدم اذ ان سير البلاد في طريق التطور المستقل لا يمكن ان يتم كما اشار البرنامج بدون استمرار الحركة الجماهيرية ونموها واتساعها وصلابة تنظيماتها وتنوعها" (لمحات، ص، 112).
|
Post: #58
Title: 5
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:45 PM
Parent: #1
واشتد نضال الشيوعيين وحلفائهم ضد محاولات حكومة عبد الرحمن خليل (1956-195 لتقييد الحريات العامة خاصة بعد لجوئها لفرض حالة الطوارئ في عام 1956 في مواجهة المد الجماهيري الذي صاحب رد فعل الجماهير السودانية وتنظيماتها الديمقراطية للعدوان الثلاثي على مصر. وقد عبر الأستاذ حسن الطاهر زروق عن معارضة الشيوعيين لاستمرار حالة الطوارئ بتأييده الاقتراح المقدم من عضو البرلمان الأستاذ ابراهيم المفتي مطالبا برفع حالة الطوارئ في ديسمبر 1956. قال حسن الطاهر: " الاستقلال بدون حريات هيكل متداع بغير روح أو ارادة. ولسنا على استعداد للتفريط في أي مظهر من مظاهر هذا الاستقلال الذي جاء بتضحيات غالية. فعندما تختفي حريات الشعب من حياته يصبح ذلك الاستقلال جسما بلا روح وتتغول الحكومات على المحكومين وتسلط عليهم اوضاعا ضد حرياتهم خاصة اذا انتفت الأسباب الوجيهة لقيام هذه الحالة كما هو الحال في السودان" (اليسار السوداني، ص 257) وظل الشيوعيون وحلفاؤهم متمسكين بتكتيكيين أساسيين للعمل الديمقراطي: العمل وسط الجماهير وتنظيمها لانتزاع حقوقها الاقتصادية والاجتماعية وحقها في التنظيم المستقل، والسعي في نفس الوقت لبناء حلف وطني معادٍ للاستعمار لخوض الانتخابات وداخل البرلمان. ان العمل الديمقراطي اذن يرتكز على العمل الجماهيري الشعبى والنضال البرلماني. ولكن يجب الا ينظر إلى التكتيكيين في انفصال وانما في وحدتهما وعلاقتهما المتبادلة؛ لا من خلال ممارسة الضغط عن طريق المنظمات الديمقراطية كالنقابات واتحادات الطلاب فقط، بل بالتوجه المباشر لقيادات الأحزاب وجماهيرها وطرح مشروع التحالف الوطني قبل وبعد الانتخابات وجذبهم للنضال المشترك في الشارع والبرلمان حول قضايا محددة مثل قانون الطوارئ وحلف بغداد والعدوان الثلاثي على مصر والمعونة الأمريكية. وهذا يفسر موقف الشيوعيين والجبهة المعادية للاستعمار من انقسام الاتحاديين وخروج الختمية بحزب الشعب، حيث اعتبروه قسما للصف الوطني، وكذلك مخاطبتهم المباشرة لشيخ علي عبد الرحمن رئيس حزب الشعب الديمقراطي في اكتوبر 1957 داعين حزب الشعب لفض ائتلافه مع حزب الأمة والانضمام للأحزاب الوطنية "لوضع حد لحالة الانقسام والتوتر في المعسكر الوطني" (مذكرة الأستاذ الوسيلة عن سكرتارية الجبهة المعادية للاستعمار للشيخ علي عبد الرحمن، اليسار السوداني، ص 286). وكذلك مخاطبتهم للسيد علي الميرغني في نفس الوجهة. وكان ذلك كله مرتبطا بعمل جماهيري: مظاهرات واضرابات وليال سياسية كان لها اثر واضح في استنهاض حركة جماهيرية شملت الاتحاديين والشيوعيين وجماهير العمال والطلاب والمثقفين، حتى ان السفارة البريطانية اتهمت في احدى رسائلها للندن الرئيس الأزهري بالوقوع تحت نفوذ الشيوعيين. وتوج هذا الخط في النضال من اجل الديمقراطية وصيانة الاستقلال بتشكيل الجبهة الوطنية التي تكونت بدعوة من اتحاد طلاب الجامعة في 29 اكتوبر 1958 من الوطني الاتحادي والأحزاب الجنوبية والجبهة المعادية للاستعمار واتحاد العمال واتحاد طلاب الجامعة وغيرها من الأحزاب والمنظمات ما عدا حزبي الأمة والشعب. وكان الهدف الواضح والمعلن للجبهة الوطنية هو اسقاط حكومة عبد الرحمن خليل بالطرق المشروعة. وكانت الجبهة تسعى لتحقيق ذلك من خلال البرلمان وحشد جماهير الشعب حول ميثاقها ولقد جاء في بيانها الأول: اننا نناشد الأحزاب والهيئات المشتركة في الجبهة الوطنية كما نناشد كافة جماهير الشعب السوداني والمستقلين وكل من يهمهم امر هذه البلاد ان يتكتلوا في تنظيمات فرعية في كل المديريات بمدنها وقراها وبواديها لشرح بيان الجبهة الوطنية وتعميق الميثاق القومي بين صفوف الشعب بكافة الوسائل المشروعة من اجتماعات سياسية ومواكب وحفلات وغير ذلك حتى يصبح الميثاق هاديا ودليلا للحكومة الوطنية التي نعمل على احلالها مكان هذه الحكومة حتى يصبح الميثاق سياسة وطنية مرسومة نعمل جميعا على تنفيذها. (اليسار السوداني، ص 343) وازاء هذا النهوض في الحركة الجماهيرية سلم عبد الرحمن خليل الحكومة للجيش بقيادة إبراهيم عبود.وبقيام انقلاب 17 نوفمبر 1958، أصبحت قضية النضال من اجل الديمقراطية والحقوق الأساسية هي القضية الأولى في برنامج النضال ضد الحكم العسكري، مما وضع الحزب الشيوعي في مقدمة المناضلين من اجل الديمقراطية والحقوق الأساسية؛ يقول عبد الخلق محجوب "واصبح الكثير يرى في الحزب الشيوعي مكافحا من اجل الديمقراطية، فربما ادى هذا إلى دخول الكثير من العناصر على اعتبار قضية الديمقراطية وحدها لا على اعتبار البرنامج الكامل للحزب الشيوعي وافكاره الاشتراكية العلمية"(لمحات ص 116).
|
Post: #59
Title: 6
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:48 PM
Parent: #1
ورغم هذا فقد كانت فترة الحكم العسكري الأول هي الفترة التي تسرب فيها الفكر الانقلابي إلى داخل الحزب الشيوعي. فقد ساهم احد اعضاء اللجنة المركزية للحزب في عام 1959 واثناء غياب اغلبية قادة الحزب في المعتقلات في تنظيم انقلاب 1959 والذي ادى إلى اعدام مجموعة من خيرة ضباط القوات المسلحة .. وعلاقة الفكر الانقلابي بموقف الشيوعيين من قضية الديمقراطية علاقة وثيقة. فالفكر الانقلابي يتجه نحو استبدال العمل الجماهيري وتنظيم نضال الجماهير من اجل حقوقها وفي مقدمتها الحقوق الديمقراطية بالتآمر لقلب نظام الحكم عن طريق مجموعة سرية داخل القوات المسلحة. انه يحول الحزب إلى حلقة تآمرية وتسرب الفكر الانقلابي إلى الحزب يعكس تأثر الشيوعيين بانتصارات وفكر أنظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية في المنطقة حينها، بما في ذلك موقفها من الديمقراطية السياسية والحريات العامة. ورغم ان الحزب قد انتقد ذلك التيار واتخذ خطاًً للنضال مختلفاًً يعتمد بناء الحركة الجماهيرية والنضال وسط الجماهير ومعها لإسقاط نظام عبود عن طريق الإضراب السياسي العام، الا ان بذور الفكر الانقلابي ظلت موجودة وعاودت الظهور بعد ثورة اكتوبر. وسنعالج ذلك في حينه. وانفجرت ثورة أكتوبر 1964 ناشرة ألوية الديمقراطية والحقوق الأساسية، واصبح الحزب الشيوعي حزبا قانونيا لأول مرة في تاريخ السودان واكتسبت المرأة السودانية حقها الديمقراطي في الترشيح والانتخاب وعدل سن الناخب إلى 18 عاما ليشمل الشباب الذين اسهموا في الثورة إسهاما كبيرا ألغيت القيود الاقتصادية على الانتخاب والترشيح واصبح الانتخاب مباشرا وامتلأت الساحة بالتنظيمات الحزبية والشبابية والنسائية والنقابية والإقليمية والروابط القبلية أزيلت القيود عن الصحافة والتجمعات والمواكب السلمية وعاد للعاملين حقهم في التفاوض الجماعي وفي الإضراب. ولم تستطع القوى الرجعية احتمال هذا النهوض الديمقراطي العام، رغم انها استطاعت اجبار حكومة اكتوبر على الاستقالة وإجراء انتخابات عامة نتجت عنها اغلبية مطلقة للأحزاب التقليدية. فقد عادت الحركة الديمقراطية لاستعمال تكتيكات ما قبل انقلاب نوفمبر بالربط بين النضال داخل البرلمان والنضال الجماهيري خاصة ان الخريجين انتخبوا احد عشر نائبا من الشيوعيين والديمقراطيين اصبحوا صوتا لهذه الحركة داخل البرلمان. وثبت خلال فترة وجيزة ان الرهان الديمقراطي في المدى البعيد هو لمصلحة اليسار. وفي هذا الجو تمت مؤامرة حل الحزب الشيوعي. وقد أدت معركة حل الحزب الشيوعي عام 1965 وتكوين الهيئة القومية للدفاع عن الديمقراطية والقضية الدستورية ورفض حكومة السيد الصادق المهدي ومجلس السيادة والجمعية التأسيسية لقرارات المحكمة العليا إلى وضع الحزب الشيوعي وحلفائه في قلب حركة وطنية عامة تدافع عن الحريات الأساسية والديمقراطية واستقلال القضاء وسيادة حكم القانون أصبحت شرعية الحزب الشيوعي هي التجسيد لكل القيم الديمقراطية. ولكن ثورة اكتوبر طرحت إشكالات جديدة في فهم ومفهوم الشيوعيين للديمقراطية، وهذا ما سنحاول معالجته في الصفحات التالية. الديمقراطية: التناقض بين النظرية والنضال اليومي طرحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في اجتماعها في مايو 1965 مسالة الديمقراطية على اساس انه بعد ثورة اكتوبر " ابتدأت تتضح الفرص لتطبيق ديمقراطية جديدة في البلاد لتضمن استمرار بلادنا في الطريق الوطني الديمقراطي والاشتراكية....فالقضية لم تعد ديمقراطية أو لا ديمقراطية بل اصبحت تسير كل يوم لتكون كالاتي: أي نوع من الديمقراطية؟" (أعمال اللجنة المركزية 27/5/1965) . إذن أصبحت هناك ديمقراطية وديمقراطية...أو قد تكون عدة ديمقراطيات ...إحداها على أية حال تمثل نظرية الحزب الشيوعي: الديمقراطية الجديدة والتي توضع في مقابل الديمقراطية البرجوازية أو البرلمانية الغربية؛ فما هي سمات الديمقراطية الجديدة؟ السؤال صعب لان الخطاب البرنامجي والأيد ولجي للحزب الشيوعي لا يبدو متناسقا. وهناك تناقضات واضحة في الوثائق وبين بعض الوثائق والنضال اليومي للشيوعيين، مما أدى إلى لبس وعدم وضوح جعل التمايز بين الخطاب الشيوعي والخطاب البرجوازي الصغير غير واضح وقد اثر هذا سلبا في تطور الثورة السودانية بتغذية الفكر الانقلابي داخل الحزب الشيوعي وبتغبيش وعي قطاعات من الديمقراطيين الثوريين، خاصة في ظروف قيادة أنظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية في المنطقة وانتشار أيديولوجيتها عبر وسائل إعلامها الرسمية وكتابات مثقفيها المنتشرة في أوساط المتعلمين والمثقفين السودانيين وإصرار الشيوعيين والديمقراطيين السودانيين على الدفاع عن هذه الأنظمة في وجه الهجوم الشرس من قبل الرجعية المحلية والدوائر الاستعمارية. إذا نظرنا مثلا في وثيقة اساسية في ادب الشيوعيين وخطابهم الأيدلوجي ك"الماركسية وقضايا الثورة السودانية"، فاننا نجد الديمقراطية الجديدة توصف بأنها "تفتح الطريق للتقدم"(ص 132). وانها تضمن دفع بلادنا في الطريق الوطني الديمقراطي والاشتراكية"(ص 133). ولكن لماذا تفعل الديمقراطية الجديدة ذلك من دون الديمقراطيات الاخرى؟ ويبدو ان الإجابة تأتى من النظر إلى محتوى الديمقراطية الجديدة والذى يعني "تمتع الجماهير الشعبية بالحقوق الأساسية وتقييد نشاط الفئات المعادية للثورة الديمقراطية: اطلاق طاقات الطبقات والفئات الوطنية والديمقراطية من مزارعين وعمال ومثقفين وطنيين، وعناصر رأسمالية وطنية غير مرتبطة بالاستعمار، وتقييد ومصادرة نشاط الطبقات ذات الروابط مع الاستعمار والتي ليست لديها مصلحة في البعث الوطني"(ص 132)
|
Post: #60
Title: 7
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:51 PM
Parent: #1
وهنا نجد نظرية الحزب الشيوعي حول الديمقراطية تتطابق مع نظرية الثورة الصينية القائلة بالديمقراطية للشعب والديكتاتورية ضد أعداء الشعب، ومع التجارب الستالينية والستالينية الجديدة في الاتحاد السوفيتي وشرق أوربا، على الأقل في ما يتعلق بتقسيم الناس إلى من يتمتعون بحقوقهم الأساسية ومن يحرمون من هذه الحقوق، مما يثير تساؤلا مباشرا ومشروعا: من الذي (أو التي) يقوم (أو تقوم) بعملية التقسيم هذه؟ وما هو الميكانيزم و المعيار، وهل تجري عملية التقسيم مرة واحدة أم أنها عملية مستمرة: كل من أبدى تأييدا للوضع القائم وسياساته يتمتع بالحقوق وكل من عارض يضاف إلى أعداء الشعب؟؟ وما هو دور الشعب في كل هذا؟ وانا ادعي هنا ان هذا ليس مطابقا لشعار لينين حول كل السلطة للسوفيتات لأن السوفيتات كانت مجالس ديمقراطية منتخبة لم يحرم شخص من الاشتراك في انتخابها. وهو دون شك لا يطابق مفهوم ماركس وانجلز عن الديمقراطية الذي يقوم على توسيع الحقوق الأساسية وتمتع الجميع بها وتحول البرلمان إلى سلطة شعبية خاضعة للرقابة الدائمة للجماهير. والتعارض الأساسي بين الفكرتين ان الاولى تريد ان تعطي جهة ادارية ما (حتى لو كان ذلك استنادا لتشريع صدر بشكل ديمقراطي) حق العزل السياسي ومصادرة الحقوق من بعض الناس. وهذا بالضبط يقود للديكتاتورية سواء كانت ديكتاتورية الحزب أو مجلس الثورة أو حتى ديكتاتورية الفرد. وتجارب العهد الستاليني، خاصة الفترة 1936-1939، التي راح ضحيتها رفاق لينين في اللجنة المركزية، وتجربة الثورة الصينية على ايام ما سمي بالثورة الثقافية، توضح لنا كيف يعمل مثل هذا النموذج والذي طبقته في ما بعد كل انظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية سواء في بلدان ما سمي بالتوجه الاشتراكي أو الفاشية القومية أو الوطنية أو دولة التنمية. المسألة ببساطة ان الديمقراطية للشعب وضد اعداء الشعب تتحول في النهاية لديكتاتورية شاملة. وما يزيد من احتمالات تحول الديمقراطية الجديدة في السودان إلى ديكتاتورية هو ان هذه الديمقراطية في جوهرها هي ديمقراطية من انجاز الجماهير الثورية في القطاع الحديث وبالتالي هي ديمقراطية لجماهير هذا القطاع التي استطاعت ان تغل "يد الرجعيين عن الاعتداء على قوى الثورة" و تستطيع "ان تنجز مهام الثورة الديمقراطية ببث روح التقدم واعادة صياغة الحياة على اسس ديمقراطية بين الأقسام الأخرى بين السكان في القطاع التقليدي وجلبهم إلى حياة المعرفة في اطار البعث الوطني الجديد" (الماركسية، ص 135) والمسالة تبدو مقلوبة عندما تطرح هكذا: السلطة اولا ثم "جذب سكان القطاع التقليدي" ثانيا. وهو تعبير واضح عن استثناء جماهير ذلك القطاع من العمل الثوري أو السعي لجذبهم لساحة ذلك العمل. وفي تقديري، وقد اكون مخطئا، ان ذلك له علاقة مع نظرية القوى الحديثة والتي ادت عند تبنيها بشكل كامل بعد ثورة اكتوبر إلى إهمال عمل الحزب الشيوعي ونشاطه وسط القطاع التقليدي والذي كان قد خطا خطوات متقدمة قبل ديكتاتورية عبود. ان نظرية القوى الحديثة تقوم على اساس معطيات نضال جماهير المدن والقطاع الزراعي المروي وقدرتها على اسقاط الحكومة المركزية أو احداث عدم استقرار سياسي. ولكن لان هذه الجماهير تمثل اقلية عند اجراء أي انتخابات، فالديمقراطية البرلمانية تؤدي لانتخاب الأحزاب التقليدية نسبة لاستمرار نفوذها وسط جماهير القطاع المسمى بالتقليدي. ولقد أدى استخدام الأحزاب لبعض جماهير هذا القطاع في اسقاط حكومة اكتوبر لنظرية كاملة حول اجهاض الثورة وإلى ظهور الفكر الانقلابي الذي يرى انه يمكن للقوى الحديثة انتزاع السلطة بالقوة ومن ثم تحرير جماهير القطاع التقليدي من النفوذ الطائفي. ان هذه النظرية تجد نفسها منسجمة مع نظرية الديمقراطية الجديدة حسب طرحها في ذلك الوقت، وهي نظرية في النضال الجماهيري تؤدي بالضرورة إلى ديكتاتورية القوى الحديثة أو احدى فئاتها الطبقية. فهذه النظرية باهتمامها بتنظيم القوى الحديثة واعطائها الثقة في نفسها (أي بناء أيد ولجية لها وبرنامج تعتقد انها قادرة على تنفيذه وانه قادر على حل مشاكلها ومشاكل البلاد كلها) تدعو تلك القوى لتصعيد نضالها حتى الانتفاضة الشعبية والتي سيتم حسم قضية السلطة فيها لا بالمفاوضات كما حدث في ثورة اكتوبر ولكن بتدخل الجناح العسكري للقوى الحديثة في القوات المسلحة لوحده أو بدعم ميليشيا تعدها القوى الحديثة لذلك. وهذا السيناريو النظري يؤدي في احسن حالاته إلى ديكتاتورية القوى الحديثة أو قطاع منها تحت شعار ما يسمى بالديمقراطية الجديدة. وفي هذا يصبح الاختلاف بينه والسيناريو الانقلابي اختلاف درجة كما يقول استاذنا محمود محمد طه. وفي اسوء الحالات فانه يقود لحرب اهلية بين القوى الديمقراطية الممثلة في القطاع الحديث وبين القوى التقليدية والرجعية الممثلة في الأحزاب التقليدية والتي للأسف سيكون جنودها هم فقراء الريف في القطاع المسمى تقليدي وضباط جيشها بعض فئات البرجوازية الصغيرة المغتربة أيد ولجيا بتبنيها الأيد ولجية الدينية الممعنة في التخلف والتي تسمى هذه الأيام الإسلام السياسي وهي ببساطة أيد ولجية الأخوان المسلمين المستندة لفكر أبي الأعلى المودودي، وأبي الحسن الندوي والأخوين سيد ومحمد قطب، أما ما يستجد منها الآن فهو بمثابة شرح للحواشي والمتن لما أنتجه أولئك.
|
Post: #61
Title: 8
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:53 PM
Parent: #1
وفي الحقيقة فإن الموقف المعلن حينها من القطاع التقليدي مزدوج, فبينما ترجأ مسالة الثورة في القطاع المسمى بالتقليدي حتى انتصار القوى الحديثة واستيلائها على السلطة، يستثنى الجنوب من ذلك. وقد اعترفت وثيقة "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" إن القوى الحديثة "تواجه مشكلة حقيقية بين الوضع في جنوب البلاد"(ص 135)، إذ إن الحركة السياسية هناك "ذات طابع غالب معاد للنهوض الوطني والتحرر من التبعية الاستعمارية ولتطور الثورة الديمقراطية"(ص 136) لذا واستنادا لأن جماهير الجنوب "كأقليات قومية ذات مصلحة حقيقية في إنجاز الثورة الديمقراطية"، فانه "لابد ان نهيئ الظروف اللازمة لتنمية مراكز العناصر الوطنية والتقدمية في جنوب البلاد". ولكن لماذا جنوب البلاد وحده؟ لأنه يرفع السلاح؟ وهل لو كان الجنوب ساكنا مثل بقية مناطق القطاع المسمى بالتقليدي كان سيطلب منه انتظار القوى الحديثة لإنجاز الثورة نيابة عنه وحل المشكلة القومية؟ واذا تركنا جانبا مسألة القوى الحديثة فاننا نجد تناقضين من ناحية الطرح لمسالة الديمقراطية الجديدة: التناقض الأول بين المقدمات التحليلية لتجربة الديمقراطية الليبرالية والنتائج حول الدعوة لديمقراطية بديلة. اذ ان المقدمات التحليلية في وثيقة "الماركسية وقضايا الثورة" رغم حديثها عن فشل النظام البرلماني الغربي الا انها اثبتت اهمية ممارسة الجماهير للحقوق السياسية، ذلك ان تلك "الحقوق الديمقراطية البرجوازية نفسها اصبحت عاملا في جلب جماهير القطاع التقليدي إلى ميدان النشاط السياسي و الاجتماعي"(ص 134) مما جعل القوى الرجعية تضيق بهذه الحقوق لدرجة مصادرتها. تقول الوثيقة ان الرجعيين "وهم يجمعون قواهم تحت راية البرلمانية البرجوازية يستهدفون في الأصل تهديمها ومصادرة الحقوق الديمقراطية"(ص 133). وأدى منطق الوثيقة هذا (وهو صحيح في رأيي) إلى الوصول إلى نتيجة هامة وهي ان "التقارب بين قضية الديمقراطية وقضية التغيير الاجتماعي يسير بخطى حثيثة" (ص 134)، مما يعني ان المسالة هي مسالة وقت ومزيد من النضال الديمقراطي لجذب مزيد من جماهير القطاعين التقليدي والحديث معا دون ان نضحي بقضية الديمقراطية من اجل التغيير الاجتماعي أو العكس. وهذا لا يميز بين موقف الشيوعيين والبرجوازية الصغيرة فقط بل يكون تمييزا واضحا بين موقف التقدميين والرجعيين من قضية الحقوق الأساسية، بين من يحاول تطويرها وحمايتها ومن يسعى لتصفيتها. وهنا لابد لنا من الإشارة إلى مسالة وصف هذه الحقوق بالبرجوازية. وهو وصف غير حقيقي لطبيعة تطورها عبر التاريخ. فخلافا لحق الملكية الخاصة فجميع الحقوق الأساسية الأخرى في ما يسمى بحقوق الإنسان هي نتاج لنضال الجماهير الشعبية والطبقة العاملة سواء تم هذا النضال تحت قيادة البرجوازية أو في النضال ضدها. كما أنه بمجرد اكتساب هذه الحقوق فهي تصبح حقوقا للإنسان بشكل عام وليست حقوقا طبقية. وتحاول كل طبقة من خلال الممارسة والتشريع والآيديولوجيا إعطاء هذه الحقوق مفهومها الخاص بها. وهكذا تفعل الدولة البرجوازية في محاولاتها تجريد هذه الحقوق من محتواها بحيث تصبح ممارستها شكلية، خاصة من قبل الطبقات المعارضة، وتقيدها تماما حتى في أكثر الدول البرجوازية ديمقراطية عندما يتعرض النظام الرأسمالي وتشكيلته الإقتصادية الاجتماعية وبنيته السياسية للخطر. التناقض الثاني هو بين طرح قضية الديمقراطية في برنامج الحزب الذي اقره المؤتمر الرابع ووثيقة "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" المقدمة لنفس المؤتمر. فالبرنامج يرى ان السلطة التي ستطبق الديمقراطية الجديدة تنبعث من "ارض الديمقراطية الواسعة" مما ينعكس على تطبيقها للديمقراطية الجديدة. ويتحدث البرنامج عن اسس "للديمقراطية المباشرة" مرتكزة على توسيع الحكم المحلي و"الديمقراطية النيابية" ويقول البرنامج ان الديمقراطية الجديدة "تعبر عن الديمقراطية السياسية والاقتصادية في آن واحد"(ص ص 43-44 من وثيقة دستور الحزب الشيوعي). ولعل ما يميز البرنامج انه نص بوضوح على "أن قيادة الحزب الماركسي للنظام الاشتراكي لا تعني وجوب نظام الحزب الواحد"(ص 2). الشيوعيون والديمقراطية وانقلابى مايو ويوليو
|
Post: #62
Title: 9
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:56 PM
Parent: #1
الشيوعيون والديمقراطية وانقلابى مايو ويوليو رغم انه اصبح من المسلم به الآن ان الحزب الشيوعي السوداني اعترض على تنظيم انقلاب مايو وحاول اقناع القائمين به بالرجوع عنه، الا ان ذلك لا ينفي عن الشيوعيين بعض المسؤولية الأخلاقية عما حدث. فمعظم الذين خططوا وشاركوا في الانقلاب، رغم انهم ليسوا اعضاء في الحزب الشيوعي، الا انهم خرجوا من تحت معطفه أو تأثروا بفكره وخطابه الأيد ولجي بما في ذلك دفاعه عن الأنظمة العربية التقدمية ، وفي مقدمتها النظام الناصري حينها. وهذا ما ظل الشيوعيون السودانيون يعبرون عنه بعدم التمايز الأيد ولجي بينهم والبرجوازية الصغيرة قبل مايو. يقول عبد الخالق محجوب ان الخطأ الذي وقع فيه الشيوعيون:"هو اننا غلبنا الحلف السياسي على قضايا التمايز الأيد ولجي بين الفكر الديمقراطي الثوري والفكر الشيوعي وظهر هذا في اتجاه نشاطنا الدعائي العام" (حديث عبد الخالق امام المؤتمر التداولي كما اقتطفه القدال، الحزب الشيوعي وانقلاب مايو، الحلقة الثانية عشرة، الميدان، 14 أكتوبر 1985 ص6).وقال عبد الخالق ايضا "نحن كشيوعيين لا نقبل أيد ولجيا" نظرية القلة التي تقبض على السلطة ثم بعد هذا ترجع إلى الجماهير. في اعتقادي إن هذا موقف أيديولوجي ثابت للشيوعية وجزء من فهم الشيوعيين للثورة، وقد تطورت الشيوعية كعلم في الصراع ضد هذه النظرية ضمن صراعها الطويل ضد الأيديولوجيات الغريبة على حركة الطبقة العاملة" (المصدر السابق ص 6) . ولعل هذه الحاجة الموضوعية والضرورية للتمايز الأيد ولجي هي التي دفعت عبد الخالق وهو يكتب مشروعا لبرنامج الحزب لكي يقدم للمؤتمر الخامس الذي اقر المؤتمر التداولي التحضير له إن يقول: "نستهدف تصورنا واهدافنا لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، في ظروف تطرح فيها تصورات واهداف هذه المرحلة من قبل الشريحة البرجوازية الصغيرة. بعض هذه التصورات والأهداف المشار اليها اخيرا خاطئ ومزيف. ومن ثم فان برنامجنا سيكون في مستوى عال من الطرح الأيديولوجي والعملي في وقت واحد."(حول البرنامج، الطبعة اليمنية، ص 6). وقد تجلى هذا التمايز الأيديولوجي تجلياً واضحاَ في طرح وثيقة عبد الخالق ُحول البرنامج’ بشكل خاص في مسالة الديمقراطية الاقتصادية والسياسية والثقافية وليعذرني القارئ هنا لو أطلت الاقتطاف؛ يقول عبد الخالق "اعتماداً على تحليلنا الناقد لتجارب حركة الشعوب، وللتجارب الغنية التي اكتسبتها حركة الشعب السوداني، فان الثورة الوطنية الديمقراطية تحقق الشروط الموضوعية اللازمة لتحول الحقوق السياسية من مجرد اعلان قانوني إلى ممارسة فعلية للجماهير الكادحة، وهذه الحقوق هي الأداة الرئيسية لإنهاض الجماهير للنشاط السياسي حتى يصبح لدينا ملايين من الساسة المدركين، ولنمو وعيها لتنفذ اهداف الثورة بقدراتها الخلاقة التي لا تعادلها قدرات. "ونحن ايضا ننطلق من فهمنا للثورة - بوصفها اعلى مستويات لإنجازات الخلق الشعبي والتلقائية الدافقة، ولا نقبل مفهوم الوصاية على حركة الجماهير. ضمان استمرار وتطور الثورة الوطنية الديمقراطية هو يقظة الجماهير وتنامي نشاطها لا وقوفها متفرجة اعجاباً أو استياءً. ان التاريخ تصنعه الملايين لا بعض الأفراد مهما بلغت قدراتهم واعجازهم. ولهذا فالديمقراطية والتغيير الثوري متلازمان ولا يمكن الفصم بينهما" (حول البرنامج ص ص 48-49) ويتحدث عبد الخالق بوضوح عن حق الجماهير في حرية التنظيم فيقول: "تشمل الحقوق السياسية للجماهير الكادحة في ظل الحكم الوطني الديمقراطي حرية التنظيم. اننا نقدم من تجاربنا ودراساتنا أشكالاً لتنظيم الكادحين وهم يستيقظون على اهداف الثورة، ولكي يستيقظوا على تلك الأهداف. ولكن الجماهير، وهي تنفض عن نفسها غبار سنين الإهمال، تنتفض وتبدع اشكالا من التنظيم اغنى آلاف المرات مما يتصور أي برنامج سياسي ايا كانت مرتبته.(خطوط التشديد ليست في الأصل) ولهذا فان للجماهير الكادحة حقها في ابتداع التنظيمات الاقتصادية والسياسية التي تعبر عن مشاعرها وتركن اليها، وذلك دعم وحماية للثورة الوطنية الديمقراطية في بلادنا. ينطبق ذلك بصورة خاصة على الكادحين في الزراعة والإنتاج الحيواني الذين يعتمد على يقظتهم مصير الثورة الديمقراطية" (المرجع السابق ص 49) وكذلك يتحدث عبد الخالق عن حرية العقيدة الدينية وحقوق المرأة وطبيعة الثورة والبعث الثقافي الديمقراطي الذي لن يتم في رأيه "إلا وفقا للحرية والديمقراطية واتخاذ الدولة الوطنية الديمقراطية موقف المساعدة والتشجيع لا موقف القهر والتحكم. والحكم على العمل الفني موضوعاً وأداة هم النقاد القادرون والجمهور الواعي. بتوفير الحرية للعمل الفني يخرج من اعماق الشعب مئات المبدعين خلقاً فنياً، والملايين من الجماهير التي تتلقى بطريقة خلاقة كل عمل فني" (المرجع السابق ص 39) ولكن ُحول البرنامج’ يحمل في طياته موقفا مزدوجا من قضية الديمقراطية، فقط كان الموقف المزدوج هنا موقفا واعياً بازدواجيته ومبرراً لها وواعداً بأنه مؤقت تفرضه ظروف عملية. لننظر اولا لذلك الموقف وتبريراته قبل مناقشته. يقول عبد الخالق: يسخر النظام الديمقراطي كل ما لديه من وسائل وأدوات لتحطيم مقاومة الفئات والطبقات الرجعية بما يمنع أي محاولة من جانبها للعودة لمراكز السلطة والنفوذ. لهذا فهو يمثل الديمقراطية الواسعة بالنسبة للجماهير الكادحة، والدكتاتورية الموجهة لقهر مقاومة الفئات والطبقات الرجعية ." (خطوط التشديد ليست في الأصل).(حول البرنامج ص 50) ويذهب عبد الخالق لتبرير ذلك الموقف فيقدم ثلاثة تبريرات، الأول هو "شرعية الدفاع عن الثورة والتقدم في وجه قوى الرجعية والتخلف" (المرجع السابق ص 51) والثاني ان تجربة الشعب وفهم الشيوعيين السودانيين لمسألة الديمقراطية قد خلصا إلى انه "ليست هناك ديمقراطية "عامة" أو "مطلقة"" (ص 51) اذ ان الديمقراطية دائما طبقية. فقد طرحت من قبل "الديمقراطية البرلمانية" وما كانت في قاعها الا ديكتاتورية للحلف البرجوازي - شبه الاقطاعي. يطرح الان ما يسمى بالديمقراطية "الثورية" وهي ليست الا دكتاتورية شريحة من البرجوازية الصغيرة العسكرية الخ... الديمقراطية في ظل النظام الوطني الديمقراطي تحمل محتواه وتعبر عن مجموع المصالح الطبقية لذلك النظام"(ص 51) ثم ينتقل عبد الخالق لتقديم التبرير الثالث وهو الطبيعة المؤقتة لهذه الازدواجية. ودعونا ننقل كلماته كما هي "... ان هذا الازدواج عملي ولا يتعلق بنظريتنا المكتملة عن الديمقراطية، انه اجراء عملي من اجل تهيئة الظروف اللازمة للديمقراطية ومباشرتها بواسطة الاغلبية الساحقة تمهيدا لمباشرتها بواسطة الجميع" (ص 51) وهذا الطرح يثير عدة تساؤلات: لعل اولها ما هي شرعية الدفاع عن الثورة؟ ومن اين تكتسب الثورة مشروعيتها؟ وفي تقديرنا ان شرعية أي ثورة تاتي من جماهيرتها، أي من اشتراك اغلبية الجماهير فيها، وبمفهوم لينيني ما زلت اراه صحيحا، عندما تشعر الجماهير انها لا تستطيع ولا تريد العيش تحت الأوضاع السائدة. وهذا يختلف عن المفهوم الجيفاري الذي يبدأ بحفنة ثورية مسلحة تكون بمثابة الخميرة للثورة المسلحة, أو المفهوم الانقلابي الذي يستند على مجموعة صغيرة من المتآمرين داخل وخارج القوات المسلحة. وبالرغم من ان المفهوم الجيفاري قد يقود باعتباره عملية ممتدة عبر الزمن إلى انحياز اغلبية الجماهير اليه اذا ما ارتبط بعمل سياسي وسط الجماهير وتقديم المثال في الاراضي المحررة وهو واحد من احتمالات كثيرة؛ وان المفهوم الانقلابي يعتمد عنصر التنظيم التآمري والمفاجأة للاستيلاء على السلطة، الا انه وفي كلتا الحالتين فالمشروعية الثورية لا تعتمد على الاغلبية الجماهيرية وهي بالتالي لا ديمقراطية، وتقيم نظاما ديكتاتوريا مهما حسنت النوايا. ويستبدل المفهومان العملية الثورية المعقدة لتنظيم وبث الوعي وسط الجماهير عبر الصراع السياسي والآيديولوجي وتحويل حالات الضجر إلى عمل ثوري جماهيري منظم، بمفهوم صفوي يتخذ القرار نيابة عن الجماهير ويدعي إنجاز الثورة نيابة عنها. ولكن حتى بالمفهوم اللينيني فالمشروعية الثورية اذا لم تتحول لحكم الجماهير لنفسها، أي إلى ديمقراطية وهي في النموذج السوفيتي البلشفي المناقض للمفهوم الستاليني اخذت شكل سوفيتيات العمال والجنود، فهي تتحول لديكتاتورية وتاكل الثورة ابناءها كما حدث في الثورة الفرنسية الكبرى، وتختفي الحدود في الصراع الإجتماعي بين التناقضات الثانوية والرئيسية وكيفية معالجتها ويستعمل العنف (الذي يسمى في هذه الحالات ثوريا لتبريره) لحل تناقضات ثانوية ينبغي حلها بشكل ديمقراطي باعتبارها تناقضات في صفوف الشعب. المشروعية الثورية مؤقتة ومرهونة بانتزاع السلطة فقط، ثم تتحول إلى ديمقراطية قائمة على مؤسسات للتمثيل النيابي والحكم المحلي واضحة، مستندة على الحقوق الاساسية وحكم القانون واستقلال القضاء. وتأجيل ذلك لأي وقت يؤدي إلى الديكتاتورية. وهذا يقودني مباشرة لمناقشة مفهوم طبقية الديمقراطية وهذا مفهوم معقد ومركب و ذو علاقة وثيقة بنظرية الدولة من جهة وبمفهومي المجرد والمحدد في المنهج الماركسي من جهة اخرى. وسأحاول إن أو ما ارمي اليه في ما يلي؛: "ينبغي علينا التفرقة بين السيادة الاقتصادية والسيادة السياسية لطبقة اجتماعية أو فئة من طبقة اجتماعية أو كتلة اجتماعية من عدة طبقات. فالسيادة الاقتصادية تتحدد في مجال الإنتاج والتبادل والتوزيع، بينما إعادة إنتاج هذه السيادة الاقتصادية في مجتمع طبقي لا تعتمد على إنتاج وإعادة إنتاج السلع والخدمات وحدهما، بل تتطلب إعادة إنتاج نظام للعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك علاقات الإنتاج نفسها، أي إعادة لإنتاج التشكيلة الاجتماعية ككل. ففي المجتمعات الطبقية تتصارع الطبقات في داخلها وفيما بينها في سعيها لتحطيم أو تغيير أو تبديل أو إعادة إنتاج منظومة العلاقات الاجتماعية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو قانونية أو ثقافية...الخ، لتحقيق منافع مادية أو غير مادية جديدة أو اكثر مما كانت تحقق أو لتحافظ أو تصلح من المنافع الموجودة. إن السيادة السياسية هي التي تسمح لفئة طبقية أو طبقة اجتماعية أو مجموعة من الطبقات المتحالفة بالتأثير على وجهة إعادة إنتاج المنظومة أو التشكيلة الاجتماعية بما في ذلك نظام الإنتاج بأسلوب إنتاجه السائد أو أساليب إنتاجه الممفصلة ، إما في وجهة التغيير الراديكالي أو الإصلاح أو المحافظة."
|
Post: #63
Title: 10
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 06:58 PM
Parent: #1
وهذا ما يجعل الفئات الطبقية أو الطبقات السائدة اقتصاديا أو الطامعة في السيادة الاقتصادية تسعى للسيادة السياسية، أي لكي تصبح طبقة أو فئة حاكمة، وليس امامها الا سبيلان لفعل ذلك: اقامة دولة سلطوية أو اقامة دولة ديمقراطية. والدولة السلطوية أو النموذج البونبارتي كما اوضح ميلباند "ليست دينًا للبرجوازية" ، وانما هي الحل الاخير الذي تتخذه اذا ما تهدد نظامها الاجتماعي الاقتصادي الخطر، اذ ان الدولة السلطوية لا تعيق فقط تطور الرأسمالية كنظام قائم على التنافس، الذي هو العجلة المحركة لتطور قوى الانتاج الرأسمالي وفقا لقانون القيمة، وانما توحد ضدها كل قوى المجتمع بما في ذلك مثقفيها المستنيرين. وليس امامها اذن سوى الديمقراطية كي تقيم على اساسها دولتها. ولكن الديمقراطية كمفهوم وكنظام سياسي تخلق للبرجوازية والفئات الحاكمة إشكاليات كثيرة: فمن ناحية لاعطاء قيادتها وبالتالي دولتها المشروعية لابد لها ان تبدو امام الجماهير، كما لاحظ ماركس عن صواب، وكأنها تمثل لا مجرد مصالحها وانما مصالح كل الجماهير وان تنال اعترافا من الجماهير بذلك أو كما قال "انه فقط بدعوى تمثيل المصلحة العامة تستطيع طبقة ما ان تصعد للقيادة" . ولتمديد مثل تلك اللحظة التاريخية تحتاج الطبقة لتأسيس هجمنتها . وكما قال لاكلو فان الطبقة تصبح مهجمنة ليس بقدرتها على فرض مفهوم متناسق للعالم و الوجود على بقية المجتمع ولكن من خلال نسجها مفهوما للعالم بحيث تمتص عن طريقه حدة الصراع الطبقي . وهذا بالضبط ما عبر عنه انطونيو غرامشي بقوله ان مسالة الهجمنة تفترض ان مصالح وتوجهات الفئات التي ستشكل موضوعا للهجمنة قد اخذت في الاعتبار، وان مساومة اجتماعية ما قد تم التوصل اليها . وقد كان اوفي اكثر تحديدا عندما قال ان الدولة البرجوازية الحديثة تسعى لتحقيق وتأكيد مصالح كل افراد المجتمع الطبقي الذي يسوده راس المال . وكان تلخيص نن واضحا بلا التباس فهو يقول "ان الموضوعة الكلاسيكية الماركسية حول ان الديمقراطية النيابية كشكل للحكم هي الاكثر تطابقا مع مصالح البرجوازية، تعتمد على تأكيد البرجوازية لتفوقها الهجمني ولتطويرها تبريرا ميتا فيزيقياً لدورها القيادي وكفاءتها كطبقة حاكمة." ومن هذا المنطلق نفهم ديمقراطية طبقة البرجوازية ، والتي تبدو كأنها ديمقراطيتها وليست ديمقراطيتها في نفس الوقت، وذلك لوجود الطبقات الاخرى التي تسعى من خلال الصراع الطبقي لا لمجرد خلق تنظيماتها وحسب بل تطرح خطابها الايد ولجى ايضا مما يعني تهديدها الدائم لهجمنة البرجوازية وامكانية تأسيس هجمنة بديلة من خلال النضال في ظل ديمقراطية البرجوازية وتطويرها لتصبح ديمقراطية لكل الجماهير. وهذا هو الطرح الماركسي لليسار الاوربي حول طريق ديمقراطي للاشتراكية، على الاقل على مستواه النظري. وما يهمنا هنا ما قال عبد الخالق عن ان الديمقراطية البرلمانية في السودان كانت ديكتاتورية لحلف البرجوازية وشبه الاقطاع. وفي تقديري ان ذلك ليس صحيحا ويخالف ما توصلت اليه ُالماركسية وقضايا الثورة السودانية’؛ ان جوهر ازمة الحكم في السودان أو الأزمة السياسية هو أن ذلك الحلف الذي يصل الحكم بالديمقراطية ولأسباب تاريخية محددة لم يستطع تأسيس هجمنته ولم يستطع فرض ديكتاتوريته، رغم سعيه المتكرر لفعل ذلك. وهذا هو سبب عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية في السودان منذ الاستقلال. ولكننا عند النظر لما كتبه عبد الخالق في معتقله عام 1970/1971 لا بد لنا إن نأخذ في الاعتبار الظروف التاريخية التي كتب فيها؛ فقد كتب و ما زالت مايو تدعي توجها يساريا، رغم هجومها على الحزب الشيوعي وبداية تصفيتها للمنطمات الديمقراطية المستقلة عنها وتخليها الفعلي عن برنامج اليسار. ولكن رغم ذلك كانت آفاق تطور الثورة في السودان مرهونة بالظروف الموضوعية والذاتية التي وجد الشيوعيون أنفسهم فيها بعد مايو، أي كان السؤال الأساسي كيف تتطور الثورة من تلك النقطة إلى الإمام؟ وهنا لابد ايضا من الرجوع للمواقف العملية للشيوعيين فقد اعترضوا على إطلاق يد الأمن ( مثلا حادثة اختطاف الصحفي محمد مكي من بيروت) وعلى إطلاق يد جهاز الرقابة العامة وعلى الأمر الجمهوري الرابع وعلى الحزب الواحد وطالبوا بقيام جبهة ديمقراطية بدلا عنه. ولكن كان معظم هذا يدخل في نطاق الدفاع عن حق القوى الثورية في التنظيم وليس حق التنظيم اطلاقا. وبالتالي يكون الموقف اسيرا للظروف التاريخية ولنظرية الديمقراطية الجديدة رغم اختلاف الطرح مع قيادة مايو ورغم اهمية ذلك الخلاف. وبالمقابل فان ما ذهب اليه عبد الخالق حول ان طرح الديمقراطية الثورية من قبل النظام كان يستهدف بناء ديكتاتورية البرجوازية الصغيرة لهو صحيح تماما ولقد اثبتت الاحداث ذلك.
|
Post: #64
Title: 11
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 07:02 PM
Parent: #1
ثم حدث انقلاب 19 يوليو 1971 الذي اعلن قادته انه جاء لتصحيح مسار مايو، ورغم ان الانقلاب قد اجهض بعد ثلاثة ايام فقط، مما يجعل من الصعوبة محاكمة موقفه من قضية الديمقراطية، الا ان تلك الايام الثلاثة كانت مليئة بالاحداث التي تساعد في القاء بعض الضوء على توجه قادة الانقلاب من مسالة الديمقراطية. لقد كانت اهم الانتقادات التي وجهها قائد 19 يوليو الرائد هاشم العطا لسلطة مايو انحرافها نحو الديكتاتورية الفردية وتعطيلها لدور وسلطات مجلسي الوزراء والثورة وتشويهها لشعار الديمقراطية الجديدة. وقد قال هاشم العطا في بيانه الاول: "ان الديمقراطية كحق سياسي للشعب، حق يتمتع به الشعب ويستعمله في خدمة ثورته الاقتصادية هو شرط لا بديل له لكي يستكمل شعب السودان ثورته ويصون استقلاله. ان هذه حقيقة معروفة لاي شخص لان تاريخ شعبنا ملئ بالنضال من اجل الحقوق السياسية، خاصة خلال ثورة اكتوبر العظيمة... نحن في القوات المسلحة نعد جماهير شعبنا بأننا سنعمل على انشاء نظام سياسي ديمقراطي يقوم على المشاركة الفعلية للجماهير بكل الاشكال وبمختلف الوسائل الممكنة في ادارة شئون البلاد- صغيرها وكبيرها- بروح من المسؤولية الوطنية نحو قضايا التنمية والتقدم الاجتماعي" (اعادة ترجمة من الإنجليزية، سجل أفريقيا المعاصر 1970/1971 ص 159C) . وواصل الرائد العطا هذا الخطاب الأيديولوجي عن الديمقراطية في مخاطبته لموكب الخميس 22 يوليو 1971 وقد صاحبت كل ذلك بعض القرارات: إطلاق سراح بعض المعتقلين أو بالأحرى إطلاق سراح المعتقلين اليساريين. الغاء قرارات حل الاتحاد النسائي السوداني واتحاد الشباب السوداني. اعلان ان السلطة في كل مستوياتها في البلاد ستؤول للجبهة الوطنية الديمقراطية. الاعلان عن ان المشاورات تتم بين الفصائل والمنظمات الجماهيرية لتشكيل الحكومة الجديدة. الاعلان عن الالتزام بمبدأ استقلال القضاء. وبالرغم من ضرورة النظرة التاريخية لهذه القرارات باعتبارها صادرة عن سلطة انقلابية في نطاق التطور السياسي لانقلاب مايو وفي اتجاه اصلاحه و تخطيه، وبالتالي تكون بالضرورة محبوسة في نطاق استلام السلطة اولا وبناء العلاقة مع الجماهير كعمل لاحق، فاننا نرى ميولا اكثر ديمقراطية في خطابها وقراراتها ولكنها ما زالت تعمل في نطاق نظرية الديمقراطية للشعب والديكتاتورية ضد اعداء الشعب، فلاحظ مثلا ان اطلاق السراح لم يتم لكل المعتقلين (وهذا ما عاد وانتقده الحزب في عام 1977). وان الغاء قرار الحل لم يشمل الاحزاب المحلولة، وفي هذا النطاق لم يشمل حتى الاحزاب اليسارية أو حتى الاعلان عن حق تكوين الاحزاب. أو الوعد بصدور قانون لتنظيم تكوين الاحزاب، ولعل من الايجابي الحديث عن تشاور لتكوين الحكومة، رغم انه في حكم الغيب الان الحديث عما كان سيسفر عنه التشاور وإلى أي مدى كان سيتاح للفصائل المختلفة والقطاعات الجماهيرية ان تختار ممثليها في الحكومة الجديدة. وقد كان هذا احد نقاط الخلاف مع سلطة مايو التي لم تعط الحزب الشيوعي حق اختيار ممثليه (في نطاق عدم الاعتراف بالاحزاب السياسية والتعامل مع الشيوعيين كافراد). ولعل المثير للدهشة الاعلان عن ان السلطة في كل المستويات في البلاد ستمارسها الجبهة الوطنية الديمقراطية والتي لم تكن موجودة كتنظيم، مما يعني انه سيتم تكوينها. ولا يستطيع احد الان الحديث عن كيف كان سيتم ذلك لان التصور الموجود حينها كان قائماً على اساس بنائها قبل استلام السلطة وليس بعدها، وان المناقشات التي جرت بعد انقلاب مايو كانت مرتكزة في بناء الجبهة على تعدد الفئات والطبقات المشكلة للجبهة وعلى حرية الفصائل الثورية في تكوين والاحتفاظ بتنظيماتها المستقلة. ان ايام 19 يوليو الثلاث لتثير من التساؤلات حول مسالة الديمقراطية اكثر مما تعطي من اجابات، ولكن ما جرى من بعدها احدث تحولا عميقا في نظرية الحزب الشيوعي حول الديمقراطية.
|
Post: #65
Title: 12
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 07:10 PM
Parent: #1
ما بين يوليو 1971 وانتفاضة اغسطس شعبان 1973 ولعل اول تطور واضح في موقف الشيوعيين من قضية الديمقراطية بعد ردة 22 يوليو الدموية هو ما ورد في بيان الحزب الجماهيري في يناير 1972 احتفالا بعيد استقلال السودان عن النظام الوطني الديمقراطي الذي يناضل الشيوعيون لاقامته في مكان سلطة الردة الدموية..يقول البيان "نظام وطني ديمقراطي تنبثق سلطته السياسية من حركة جماهير شعبنا الثورية وانتصار مقاومتها، وتعبر تلك السلطة عن التحالف الديمقراطي بين تلك الجماهير باحزابها ومنظماتها السياسية التقدمية، بمنظماتها النقابية، باتحاداتها وتنظيماتها الاجتماعية والثقافية والاقليمية، وكل مؤسساتها وادواتها الديمقراطية التي تتوسل بها للدفاع عن كيانها ومصالحها، وتخلقها من خلال مقاومة حكم الردة اليمينية الدموية وتدخل بها معترك الثورة الاجتماعية. "نظام يختط الديمقراطية مبدأ ومنهجا - الديمقراطية كحقوق سياسية وحقوق اساسية، كحريات ديمقراطية، كنظام للحكم في كل المستويات، كعلاقات انتاج لتحرير اغلبية سكان الوطن، وفي جهاز الدولة، ولسيادة حكم القانون واستقلال القضاء، وكشرط لتوحيد القطر وتنفيذ الحكم الذاتي الاقليمي في الجنوب، وحل مشاكل القوميات والاقليات ."( مقتطف في دورة اللجنة المركزية -يناير 1974 ص ص 9- 10) ومن ثم يمكن الاستنتاج ان معالم جديدة لنظرية الديمقراطية عند الشيوعيين بدأت في التبلور بعد هزيمة 22 يوليو. فقد بات واضحا ان مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية تتعدد فيها الاحزاب وان الجماهير خلال هذه المرحلة تتمتع بالحقوق السياسية والاساسية...الخ. وما يجعل ملاحظة هذه المعالم الجديدة مهما ان الحزب الشيوعي ظل يطرح حتى انتفاضة اغسطس/ شعبان ان البديل لنظام نميري هو حكم وطني ديمقراطي. بين انتفاضة والمصالحة الوطنية 1977 : تحول عميق لقد كانت انتفاضة اغسطس (شعبان) 1973 نقطة تحول بارزة في تاريخ النضال ضد ديكتاتورية مايو، رغم ان قوى اليمين السودانى المتمثلة حينها في الجبهة الوطنية قد دخلت إلى تلك الانتفاضة بهدف تبديل نميري وطاقمه بطاقم الجبهة الوطنية مع الاحتفاظ بجوهر نظام نميري الديكتاتوري: الجمهورية الرئاسية والحزب الواحد ومصادرة الحقوق الاساسية للجماهير. وفي المقابل كان الحزب الشيوعي قد طرح شعار "لتتحد قوى المعارضة الشعبية" لاستعادة الحقوق الاساسية والحريات الديمقراطية واطلاق سراح المعتقلين واعادة المشردين والمفصولين من العمل. كانت الفترة بين انتفاضة شعبان والمصالحة الوطنية فترة غنية بالنضال والتجارب الثورية و لا يمكن النظر للتطور الواضح في صياغة نظرية الديمقراطية في الحزب الشيوعي دون ربط ذلك بالتحولات العميقة التي حدثت في بناء الحزب وصياغة تكتيكاته والمعارك التي خاضها لتنظيم الحركة الجماهيرية والدروس التي استخلصها من المعارك التي خاضتها الجماهير بعفوية وبمبادرة منها دون ان يكون للحزب الشيوعي أو لاحزاب الجبهة الوطنية دور في تنظيمها. ان جوهر ذلك التحول العميق كان امتلاك قيادة الحزب الشيوعي لتحليل صحيح لواقع المتغيرات في السودان ولامكانيات الحركة الجماهيرية عموما وحركة جماهير المناطق الاقل نموا على وجه الخصوص والذي صاحبه في ذات الوقت تقييم واقعي لضعف الحزب الشيوعي وبدائية عمله وادواته. ولم يكن من الصدفة ان تناقش اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في ربط جدلي مدهش بين قضايا ومشاكل العمل القيادي ودور فرع الحزب، باعتبار ان قضايا ومشاكل العمل القيادي تحل اول ما تحل على مستوى الفرع الممثل الحقيقي للحزب أو قل هو الحزب في مجاله وبين قضايا سياسية واقتصادية على نطاق الوطن كله وعلى المستوى الإقليمي. ولقد خلصت تلك المناقشات إلى نتيجة هامة جدا وهي نهوض حركات جماهيرية مستقلة على مستوى الوطن كله. وكان ضروريا ان تؤدي هذه النتيجة إلى استنتاجين اولهما تنظيمي حول اهمية وجود فروع للحزب الشيوعي على نطاق الوطن وارتباطها بهذه الحركات الجماهيرية الناهضة والتصدي لقيادتها واكتشاف الاشكال التنظيمية المناسبة لتنظيمها دون حبسها وفرع الحزب في اطار الاشكال المو######## من المدن أو القطاع الحديث. وكان ثاني هذه الاستنتاجات هو "إن تدرك القوى الثورية في المدن انه مهما علا شأنها، ووجدت من الدعم النشط من المزارعين في القطاع الحديث، لن تكتمل مسيرتها نحو النصر في الثورة الاجتماعية الديمقراطية إلا بمشاركة نشطة وثورية من جماهير القطاع التقليدي - حيث أغلبية سكان السودان، أي لا يكفي التأييد والتعاطف كما كان الحال في ثورة أكتوبر. إن السلطة الوطنية الديمقراطية مهما توفرت لها مقومات الذكاء ووضوح الرؤية والقدرات القيادية الفذة، لا تستطيع إنجاز الإصلاح الزراعي والتحرر الاجتماعي - والتحرر الإداري من نير الإدارة الأهلية - بدون النشاط الثوري المستقل لجماهير القطاع التقليدي، ومشاركتها بالفعل والرأي وبالتصور... فمحنة محاولات تطبيق الإصلاح الاجتماعي والزراعي والإداري من أعلى ماثلة إمامنا في تجارب أنظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية في المنطقة العربية والأفريقية و في السودان" (دورة اللجنة المركزية يونيو 1975 ص 36)(التشديد ليس في الأصل) إن هذا الفهم العميق الرافض لأطروحة التغيير من فوق ولنظرية السلطة أوضح ثم تلحق الجماهير بالطلائع والتي في الأصل هي التبرير للتوجهات الانقلابية لدى مختلف الفصائل اليسارية من البرجوازية الصغيرة كان لابد إن يمهد لنقلة نوعية في نظرية الشيوعيين حول الديمقراطية وبالتالي لقفل أي فجوة لتسرب الفكر الانقلابي لداخل الحزب الشيوعي.
|
Post: #66
Title: 13
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 07:13 PM
Parent: #1
وتجلى ذلك التحول في موقف الشيوعيين من قضية الديمقراطية والانقلابات العسكرية قبيل المصالحة الوطنية في عام 1977 عندما عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي دورة خاصة لمناقشة قضايا ومهام السياسة الخارجية. فرغم ان الدورة كانت مخصصة لمناقشة الوضع الدولي فان ما طرحته من مفاهيم حول قضية الديمقراطية والتحالفات والانقلابات العسكرية والتحولات الاجتماعية يمثل ثورة وثروة نظرية لا يمكن تجاوزها والاستهانة بها عند التعامل مع تراث الحزب الشيوعي النظري والفكري. ان تلك الدورة قد حاولت وفي ظروف عصيبة من تاريخ السودان والحزب الشيوعي استخلاص تعميم نظري حول القضايا المشار اليها من تجربة السودان والمنطقة العربية والافريقية وبعض بلدان العالم، انها قدمت اسسا نظرية للثورة الوطنية الديمقراطية مختلفة ومتطورة عن الطرح الذي كان يوجد في الادب الثوري العالمي والاقليمي سواء من وجهة نظر سوفيتية أو صينية أو كوبية أو عربية أو افريقية . وما يهمنا هنا ان تلك الدورة كانت خير تمهيد لما بعدها من طرح فيُ ُجبهة للديمقراطية وانقاذ الوطن’. فما هي اهم نتائج تلك الدورة؟ اولا: الدورة تمثل قطيعة كاملة مع التغيير من اعلى، وبدون ان يكون ذلك التغيير نابعا من حركة منظمة لجماهير تتمتع بحقوقها الاساسية وتمارس كل حقوقها الديمقراطية، تقول الوثيقة الصادرة عن الدورة: "ان التجربة في العديد من البلدان تثبت ان الاصلاح الزراعي وتأميم المصارف والمصالح الاجنبية وبناء قطاع عام والاجراءات المماثلة تبقى مجرد تدابير فوقية بدون الديمقراطية - أي بدون ان تشارك الجماهير في الصراع من اجلها وانتزاعها وتثبيتها في صميم التركيب الجديد للمجتمع - ومن ثم يصبح سهلا سحبها من الجماهير بعد أي انقلاب مضاد، ولا تكون اساسا متينا لتمسك الجماهير بالثورة ودفاعها عنها وعن حياتها الجديدة""(أعمال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، دورة يوليو 1977، الجزء الاول ص 66). وقد كان ذلك استخلاصا لدروس عدة ولعل اكثرها اهمية بالنسبة لنا في السودان وحركة اتحرر الوطني الافريقية والعربية هي تجربة الناصرية التي تمثلت اهم جوانب ضعفها في مصادرة الديمقراطية وفرض "دكتاتورية بعض شرائح البرجوازية الوطنية باسم تحالف قوى الشعب العامل" (ص 34) والذي ادى إلى ان يتحول "ما حققه حكم عبد الناصر على صعيد الحرية الوطنية والاستقلال الاقتصادي والتطور الصناعي والإصلاح الزراعي - وهو إنجاز ليس بالهين - يتحول أمام أعيننا، أو هو بسبيل التحول، إلى "مجرد إصلاحات للجماهير"، بينما يلعب قطاع الدولة وغيره من الإنجازات التقدمية "دورا مساعدا" في عملية "تحويل فترة الانتقال في اتجاه خلق مجتمع رأسمال""( ص ص 48-49). ثانيا:اوضحت الدورة دون أي لبس موقف الشيوعيين من قضية التحالف الوطني الديمقراطي وارتباط ذلك بقضية الديمقراطية نفسها. تقول الوثيقة "اولا ان التحالف داخل كل بلد وعلى النطاق العربي العام ينبغي ان يقوم على اساس برنامج محدد وملزم لكل اطرافه. "ثانيا ان التحالف يتعزز و يتطور عندما يقوم على الاستقلال الكامل لاطرافه والتشاور الديمقراطي بينها وتساويها في الحقوق والاعباء. "ثالثا ان التحالف ينبغي ان يقوم على التمسك الحازم بالحقوق والحريات الديمقراطية الاساسية للجماهير ورفض تبرير مصادرتها باسم الدفاع عن الثورة. "رابعا ان التحالف ينبغي الا ينحصر في الطلائع أو يقتصر عليها مهما كان وزنها الجماهيري وقوتها العددية، بل يقوم على اساس طبقي وجماهيري، ركيزته المكينة تحالف العمال والمزارعين مجتذبا اليه صفوفه جماهير الجنود." (ص ص 45-46). وذهبت اللجنة المركزية إلى اقتراح ان يكون ضمن برنامج وحدة القوى الوطنية والتقدمية " النضال من اجل الحقوق والحريات الديمقراطية - حرية التنظيم والعمل الحزبي والنقابي، وحرية التعبير بالمقالة والخطابة وغيرهما وحق الاضراب - والتضامن الفعال لمقاومة اضطهاد القوى الوطنية والتقدمية في أي قطر عربي"( ص 52). ووضع نفس الاقتراح امام حركة الطبقة العاملة الافريقية لكي "تناضل من اجل الحقوق والحريات الديمقراطية الاساسية وضد اضطهاد وقمع الوطنيين والديمقراطيين في بلدها واي بلد افريقي آخر" (ص 6. واقترح على قادة الثورة الاثيوبية حينها: "بناء تحالف القوى الوطنية الديمقراطية حسبما تعبر تلك القوى عن نفسها في تنظيمات سياسية أو نقابية أو اجتماعية أو قومية على اساس احترام استقلال تلك التنظيمات وتكافؤها والتشاور في ما بينها؛ وقيام سلطة ذلك التحالف من القمة إلى القاعدة. "توفير الديمقراطية لكل القوى الثورية الاثيوبية، والتي تشمل في رأينا الحزب الثوري لشعوب اثيوبيا، ووقف اقتتالها وانهاكها لبعضها وتشاورها من اجل التعاون والتلاحم ضد العدو المشترك. "الاعتراف بحق شعب إرتريا - والقوميات الاخرى - في تقرير مصيرها بحرية، ووقف القتال ضد الثورة الإرترية وعقد مؤتمر تحضره كل منظماتها مع السلطة الاثيوبية دون شروط مسبقة"(صص 66-67) ثالثا: اكدت الدورة من جديد رفض الشيوعيين للتكتيكات الانقلابية باعتبارها "تمثل بين القوى الوطنية الديمقراطية - مصالح البرجوازية الصغيرة لا مصالح الطبقة العاملة" وانه ليس امام الشيوعيين بديل للنشاط الجماهيري (ص 25) وانه في حالة حدوث أي انقلاب تقوده فصيلة ثورية فلا بد من نشر الديمقراطية لكي يتطور ذلك الانقلاب لعملية ثورية باعتبار ذلك شرطا اولا ورئيسيا (ص 27) رابعا: طرحت من جديد على أسس ديمقراطية مسالة قيادة الثورة الوطنية الديمقراطية بأنها عملية تتم بالنشاط وسط الجماهير وبإقناع الجماهير، و أوضحت إن البرجوازية الوطنية والصغيرة عندما تستولي على السلطة "تبقي على جهاز الدولة القديم وتسخره لإقامة دكتاتوريتها على الأغلبية الساحقة من الشعب، وتفرض وصايتها بالقوانين المصادرة للديمقراطية والتنظيمات السياسية الفوقية على الحركة الشعبية وتجمد خطواتها وتعوق نهوضها"(ص 17)
|
Post: #67
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 07:19 PM
Parent: #1
المصالحة الوطنية وجبهة للديمقراطية وانقاذ الوطن ولم يمض شهر واحد على اجتماع اللجنة المركزية في يوليو 1977 حتى عقدت اللجنة المركزية اجتماعا استثنائيا لمناقشة المصالحة بين نظام نميري والجبهة الوطنية. وبعد مناقشة وتقييم الوضع الذي قاد للمصالحة، صدر بلاغ اللجنة المركزية ووثيقتها الشهيرة " الديمقراطية مفتاح الحل للازمة السياسية: جبهة للديمقراطية وانقاذ الوطن". ولقد بني انتقاد الشيوعيين للمصالحة على موقف المصالحة من الديمقراطية والقوانين والمؤسسات الدستورية التي تصادرها والتي لم يتعرض اتفاق المصالحة لإلغائها و تصفيتها، موضحة إن أي مصالحة جادة وحقيقية لابد إن تبدأ من الاعتراف بالحقوق الأساسية والديمقراطية الكاملة للجماهير و أوضحت الوثيقة: "لن يكتب للسودان الاستقرار والتطور والازدهار الا بتطوير واستكمال الحقوق والحريات التي تحققت مع الاستقلال، وتبوء بالفشل كل محاولة للارتداد على تلك الحقوق والحريات والمكتسبات تحت شعار دستور اسلامي أو دستور اشتراكي" (الديمقراطية مفتاح الحل: ص 22) ونادى الشيوعيون بقيام جبهة واسعة للديمقراطية وانقاذ الوطن تضع قضية الديمقراطية كمحور لبرنامجها، معلنة الموقف الاساسي للشيوعيين منها: "الحزب الشيوعي لا يطرح مبدأ الديمقراطية لمكاسب تكتيكية مؤقتة. فهو في نضاله من اجل بناء وطني ديمقراطي يفتح الطريق للانتقال إلى الاشتراكية، ينطلق اولا من تجربة الحياة السياسية في السودان بتقاليدها ومنجزاتها وعثراتها، وتطابق تلك التجربة مع المنطلق النظري والفلسفي الذي يهتدي به الحزب الشيوعي وهو ان النضال من اجل الاشتراكية مستحيل من غير النضال من اجل الديمقراطية"(الديمقراطية مفتاح الحل ص 25) "من هذا المنعطف الجديد، وعلى طريق بناء الجبهة الوطنية الديمقراطية من خلال العمل اليومي وعلى المدى البعيد والصبور، يدعو الحزب الشيوعي السوداني لمواصلة نشاط حركة المعارضة الشعبية لتتبلور في هذه الفترة ووفق متطلباتها في جبهة واسعة للديمقراطية وانقاذ الوطن، توحد الاحزاب والمنظمات والتيارات السياسية والاتجاهات الفكرية والشخصيات الوطنية في مواصلة النضال من اجل الديمقراطية والسيادة الوطنية والتقدم الاجتماعي والمصممة على متابعة النضال الجماهيري اليومي وتحمل مشاقه - بعيدا عن المؤامرات الانقلابية... لاستعادة الحقوق والحريات الديمقراطية، وحشد القوى بمسئولية وطول نفس لمعركة الانتفاضة الشعبية للاطاحة بالديكتاتورية العسكرية. واستعادة ارادة الشعب مقننة في دستور ديمقراطي علماني، يؤمن حرية التنظيم الحزبي والنقابي، وحق الاضراب، وحرية التعبير والعقيدة والضمير، وحرية النشر والصحافة، ويصون حقوق المواطن الاساسية من أي تغول من جانب الدولة" وهكذا شكلت وثيقة "جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن" امتدادا لتطور نظرية الشيوعيين للديمقراطية واصبح الخطاب الأيديولوجي والجماهيري حولها اكثر وضوحا، فمثلا جاء في بيان صادر من اللجنة المركزية "حول الوضع العربي الراهن": "تحتل قضية الديمقراطية مركزا اماميا في مهام حركتنا في الظروف الراهنة. فهي ليست فقط هدفا جوهريا لنضال الشعوب العربية، وانما تشكل مصادرتها السلاح الرئيسي الذي يستخدمه الحلف الامبريالي الرجعي لقمع أي مقاومة لمخططاته وتسوياته. "من هنا لابد من بناء حركة نشطة على امتداد الساحة العربية ترفض وتقاوم مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية في أي بلد عربي وتتضامن مع اية قوى وطنية وتقدمية تتعرض لاي اضطهاد، بحيث تصبح هذه الحركة عنصرا اساسيا لوحدة كل القوى الوطنية التقدمية ورافعة اساسية لنضالها وجزءا لا يتجزأ من برنامجها" ( اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، بيان حول الوضع العربي الراهن مارس 1978 ص ص 10-11) ومضى البيان إلى الدعوة إلى تنظيم حملات واسعة من اجل وقف سياسة الاعتقال واطلاق سراح المعتقلين في البلاد العربية. ولعل الجديد في البيان والذي يعتبر ترجمة حقيقية لنظرية الديمقراطية التي طرحت في دورة يوليو 1977 هو تناول البيان لقضية الديمقراطية في الانظمة الوطنية العربية حيث قال البيان "ومن رأينا إن احترام الحقوق والحريات الديمقراطية يجب ان يكون ايضا النهج السائد في النظم الوطنية. فذلك ليس ضروريا فقط لاطلاق طاقات الجماهير الجبارة في التنمية وتطوير الانجازات التقدمية وحمايتها وحماية النظام الوطني، ومن ثم لجعل اشتراك تلك الجماهير في تحالف القوى الوطنية والتقدمية على امتداد الساحة اشتراكا بالاصالة لا ينوب عنها فيه حزب أو تنظيم بالوكالة، وانما هو ضروري ايضا لالهام وتطوير الحركة الجماهيرية في البلدان العربية الاخرى والتي يؤثر فيها سلبا انعدام الديمقراطية في النظم الوطنية. ونحن نقصد الديمقراطية كنظام للحكم واصلاحات اجتماعية جذرية وحقوق وحريات اساسية، وقبل كل شئ حرية تنظيم الاحزاب والنشاط السياسي والنقابي وحق الاضراب والتعبير والاصدار المتعدد للصحف"(المرجع السابق، ص 11، خطوط التركيز مني) ونلاحظ خلو هذه الصياغة من أي لبس حول ماهية الديمقراطية المقصودة وبالتالي القطيعة الكاملة مع نظرية الديمقراطية الجديدة بر توشها البرجوازية الصغيرة ووصايتها على الجماهير وتقييدها للحقوق الأساسية.
|
Post: #68
Title: 14
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 07:22 PM
Parent: #1
انتفاضة مارس ابريل وقضية الديمقراطية وبادر الشيوعيون بطرح موقفهم من الديمقراطية معلنين بلسان سكرتير اللجنة المركزية الأستاذ التجاني الطيب بعد ثلاث اسابيع فقط من انتصار الانتفاضة إن الشيوعيين مع الديمقراطية التعددية وحقوق الانسان وان ذلك سيكون طريق الشيوعيين للاشتراكية في السودان. ثم توالت الندوات والاحاديث الصحفية والاذاعية لقيادة الحزب وكانت في مجملها ناقدة للفكر الانقلابي وداعية لارساء ودعم اسس الديمقراطية في السودان. وعلى مستوى النشاط العملي والجماهيري، فقد اخذ الشيوعيون المبادرة في الممارسة الديمقراطية، في اعادة تنظيم الجماهير وتصفية الانتهازيين في الحركة الجماهيرية وعقد الندوات العامة والمقفولة واصدار صحيفة الميدان والمقالة في الصحف المستقلة والحديث للراديو والتلفزيون والاشتراك في الانتخابات العامة. ومن خلال تلاحم نظرية الديمقراطية عند الشيوعيين مع النشاط العملي والجماهيري وضح إن تكتيك الشيوعيين يقوم على وحدة قوى الانتفاضة داخل وخارج البرلمان، وسط كل الجماهير بما في ذلك جماهير الأحزاب التقليدية، وان تلك الوحدة تتم حول برنامج للانتفاضة يهدف إلى "تنفيذ ما لم ينفذ من ميثاق الانتفاضة، التقيد بميثاق الدفاع عن الديمقراطية، التقيد بميثاق المؤتمر الاقتصادي القومي، التحضير للمؤتمر الدستوري"( اللجنة المركزية دورة مايو ، 1986 ، ص 23)، كما وضع أمام التجمع النقابي بشقيه مضاعفة الجهد لإلغاء قوانين مايو النقابية وصدور قوانين ديمقراطية جديدة. وظل خطاب الحزب الجماهيري بعد الانتخابات يحاول ان يبث في جماهير قوى الانتفاضة الثقة بنفسها وبقدراتها بتنفيذ برنامجها من خلال النشاط داخل وخارج البرلمان. وخاضت قوى الانتفاضة معارك متعددة وصلت اعلى درجة لها في انتفاضة ديسمبر 1988 وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في مارس 1989. ان انقلاب يونيو 1989 الذي نظمته الجبهة الاسلامية يقف دليلا واضحا حول صحة وجهة نظر الشيوعيين ان الديمقراطية هي المناخ الملائم لتطور الحركة الجماهيرية وان القوى المعادية لتطور الثورة السودانية لا تحتمل تمتع الجماهير بالحقوق الاساسية والحريات العامة. ولكنه يوضح الوجه الاخر من العملية الديمقراطية وهو ان الجماهير لن تخرج طواعية للدفاع عن نظام لم يحقق لها مكاسب واضحة في حياتها اليومية، ولكنها سرعان ما تدرك ان أي انقلاب عسكري ليس مجرد اسقاط لنظام سياسي لا توافق عليه، انما اقامة لديكتاتورية تجردها من حقوقها السياسية ولا تصلح من احوالها الاقتصادية والمعيشية. نحو صياغة متكاملة لنظرية الديمقراطية لعل اكثر صياغة متكاملة لنظرية الديمقراطية عند الشيوعيين السودانيين قد تم التعبير عنها من خلال مقابلة مجلة النهج مع الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني والتي أعيد نشرها في كتاب الأستاذ نقد ُقضايا الديمقراطية في السودان المتغيرات والتحديات’ ونحن إذ نقدم تلخيصا له لأغراض هذا البحث فذلك لا يغني القارئ المهتم بالاطلاع على رأي الأستاذ نقد كاملا من الرجوع للكتاب. لعل أهم نقطة في ذلك الحديث هي الموقف النظري من الديمقراطية الليبرالية، إذ أوضح نقد "إن الهجوم على الديمقراطية السياسية والدستور والتعددية إلى آخر ما أفرزته الثورات البرجوازية، هذا الهجوم لم يكن دقيقا" (ص 13) فرغم المحدودية التاريخية للديمقراطية الليبرالية فان "أي تغيير اجتماعي نقدمه يجب أوضح إن يحافظ ويدعم ويحمي ما اكتسبته الجماهير من حريات وحقوق أساسية وان يستكمل ذلك بالتغييرات الاجتماعية، الديمقراطية الاقتصادية، الديمقراطية الاجتماعية" (ص 14) وفرق نقد بوضوح بين انتقاد الماركسية من موقع الطبقة العاملة للمحدودية التاريخية للديمقراطية الليبرالية باعتبار عدم قدرتها على حل القضية الاجتماعية ومنطلق البرجوازية الصغيرة التي "تنتقص من الديمقراطية الليبرالية وتتحدث عن التغيير الاجتماعي، لكن في إطار مصادرة أساس الديمقراطية الذي انتزعته الجماهير بنضال مرير جدا، وبدلا من استكماله، تسعى لفرض دكتاتورية شريحة من البرجوازية الصغيرة تحت شعار أنها تحقق العدالة الاجتماعية في مواجهة الليبرالية التي "عجزت" عن تحقيق العدالة الاجتماعية"(ص 14). إن هذا الموقف النظري الواضح يطور موقف ُالماركسية وقضايا الثورة السودانية’ المشار إليه في مكان آخر من هذه الورقة ويحل التناقض في ذلك الموقف بشكل إيجابي هو تطوير الديمقراطية الليبرالية واستكمالها بالثورة الاجتماعية.وقد اعتمد ذلك الموقف النظري الواضح على تجربة الشعب السوداني منذ الاستقلال ونضاله من اجل الديمقراطية والحقوق الأساسية أعلن بوضوح "إننا نقبل التحدي بالحفاظ على الديمقراطية الليبرالية والدفاع عنها. فقد ناضل شعبنا 16 عاما لاستعادة هذه الحريات، وأي حديث عرضي عن إن هذه الحريات وهذه الديمقراطية لا تعني شيئا ولابد من المضي قدما لديمقراطية أخرى، فيه كثير من التقدير الخاطئ لتطور الثورة، وفيه استخفاف بما أنجزه الشعب السوداني وضحى من اجله، وفيه نزعة لدكتاتورية شريحة أخرى من البرجوازية الصغيرة تسرق رصيد الانتفاضة وتسرق رصيد الجماهير من اجل التغيير وتفرض قيام انقلاب.."(ص 20) ولكن هذا لا ينفي أحد أهم استنتاجات المؤتمر الرابع ووثيقة ُالماركسية وقضايا الثورة السودانية، وهو "ان القوى اليمينية تحاول افراغ النظام البرلماني من اهم مقوماته - التعددية، حرية الرأي، توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. انها تضيق بالقضاء المستقل وتتغول على السلطة التشريعية تضيق بالحريات وتصدر القانون بعد الاخر للحد من هذه الحريات. هذا الوضع ادى إلى ازمة."(ص 17) ولكن كيف تحل ازمة الديمقراطية؟ ويجيب الاستاذ نقد بان ذلك يتم باصلاح النظام الديمقراطي من خلال اربعة اجراءات تتعلق بوجود دستور ديمقراطي، لاتقيد القوانين الحقوق والحريات التي يكفلها، بحل مشكلة القوميات والحكم الذاتي والمحلي وعلاقتها بالدولة المركزية، وبتصفية الادارة الاهلية ونشر الديمقراطية في الادارة المحلية، وبقانون انتخابات "يوزع الدوائر الجغرافية بحيث تنال مناطق الوعي عددا اكبر من الدوائر مع المحافظة على مبدأ الديمقراطية الليبرالية في ان لكل مواطن صوتا واحدا. لكن ظروف السودان وتجاربه تقتضي تخصيص دوائر للقوى الحديثة: مثقفون، عمال..الخ.هذه القوى تحملت اعباء التغيير السياسي في معارك الاستقلال الوطني وفي ثورة اكتوبر 1964 وفي الانتفاضة، ووجودها في البرلمان يعطي البرلمان فعالية اكبر، إلى جانب الدفاع عن مصالح هذه القوى من داخل البرلمان" (ص21) واقتراح الاستاذ نقد حول قانون الانتخابات يثير بعض الإشكاليات على مستوى الدوائر الجغرافية فهو يريد دوائر اكثر لمناطق الوعي (مناطق الانتاج الحديث والمدن)، وعلى مستوى آخر فهو يريد تمثيل القوى الحديثة". وعلى المستويين فهو دعوة غير مباشرة لاستمرار هيمنة مناطق اواسط وشمال السودان على السلطة السياسية. ولقد ظل الشيوعيون ينظرون باعجاب لتجربة البرلمان الاول ( أو ما عرف بقانون سوكومارسن اثناء فترة الحكم الذاتي) والذي اعطى وزنا اكبر لمناطق الوعي ووضع دوائر للخريجين. لقد كان ذلك ممكنا في وضع السودان في بداية الخمسينات، عندما كانت المناطق الاقل نموا تقبل نسبيا بقيادة اواسط السودان وشماله وعندما كانت الشعارات الوطنية تطغى على تطلعات هذه الاقاليم لاخذ نصيبها في السلطة والثروة (رغم ان ذلك قد ادى إلى الحرب الاهلية الاولى في الجنوب)، ولا اعتقد ان ذلك ممكن الآن دون ان يؤدي إلى شعور عارم بالظلم في هذه المناطق. وليس امام الحزب الشيوعي والقوى الحديثة سوى التوجه لجماهير هذه المناطق وتنظيمها ونشر الوعي بينها وطرح مسالة النمو غير المتوازي في البلاد كقضية اساسية وجوهرية في برنامج القوى الديمقراطية، ولا ارى ان الحلول القديمة تنفع الان. اما عن تمثيل القوى الحديثة (واضيف المرأة) فلا سبيل الا بتمثيل على مستوى الوطن كله باعتبار انه تمثيل فئوي ومهني على نهج قانون جعفر بخيت الانتخابي، فقط في ظروف سيادة الديمقراطية والتعددية. وحجتي في ذلك لا تعترض على حقيقة أن القوى الحديثة لعبت دورا لا ينكر في التغيير السياسي وتحملت اعباء النضال، إلا أنني ارى ان منطق تلك المقولة يقود لفرض ديكتاتورية هذه القوى. حجتي مبنية على تمثيل الفئات والشرائح الطبقية المختلفة في البرلمان، أي ان المواطن السوداني يذهب إلى صناديق الاقتراع كمواطن وكاحد افراد شرائح وفئات الطبقات الاجتماعية. اما نساء السودان فيذهبن إلى جانب صفتيهن السابقتين كنوع نسبة للظروف التاريخية لاضطهاد المرأة. ويحدث التغيير، وفقا لاطروحة الحزب الشيوعي التي يعبر عنها السكرتير العام في مقابلته الصحفية، عن طريق الانتفاضة الشعبية. وهذا تأكيد آخر لطريق النضال الديمقراطي الذي اختطته وثائق الحزب في مقابل رفضها لطريقي الانقلاب والحرب الاهلية. ان طريق الانتفاضة الشعبية يصلح وفقا لنقد لاسقاط الديكتاتوريات العسكرية وخلال النظام الديمقراطي لاصلاحه، لوقف الاعتداء على الديمقراطية ولاحداث التغيير الاجتماعي (ص 2. هذا القسم استعرض بعض نضال الشيوعيين ومواقفهم في مقارنة ومقابلة لصياغاتهم النظرية لمسألة الديمقراطية، موضحا كيف تركت ظروف نشأة وتطور الحزب الشيوعي بصماتها على تطوره كحزب مناضل من اجل الديمقراطية وكيف ان تبنيه لنظرية الديمقراطية الجديدة قد خلق تناقضا بين النضال و النشاط العملي والنظرية. وان ذلك اصبح واضحا بعد انقلاب مايو مما دعا الحزب لإعمال الفكر في استخلاص نظرية منسجمة مع ما يناضل من اجله مستلهما تجربة السودان والمنطقة الافريقية والعربية وتجارب العالم. وحاول الفصل، رغم عدم توفر كل المواد التوثيقية، ان يرصد كيف تطور هذا الجهد حتى وصل إلى صياغة واضحة عام 1977 والجهد الذي بذل بعد ذلك لتحويل هذه الصياغة النظرية لمادة برنامجية ودعائية تعبوية وسط الجماهير. ولعل خير خاتمة لهذه المناقشة لموقف الشيوعيين من قضية الديمقراطية هو ما قاله نقد لمجلة النهج "نحن ساهمنا طبعا في الستينات في قضية "الديمقراطية الجديدة" والدفاع عن تجربة عبد الناصر بوجه الهجوم الرجعي الامبريالي باعتباره نظاما وطنيا طرح شعارات تقدمية وحقق بعض الاصلاحات. لكن لم ننتقد بالقدر الكافي السلبيات التي ادت إلى تصفية التجربة نفسها. لذلك كان من السهل ان ياتي في بلد مثل السودان وفيه ثورة سابقة من اجل الحرية السياسية، من يطرح هذه الشعارات فتجد استجابة من الجماهير، ولا يرى الرجل العادي فرقا كبيرا بين ما كان يطرحه الحزب الشيوعي وبين ما يطرحه النميري. هذا خلل في معالجة الامور الأيديولوجية كلفنا كثيرا، كلفنا انقساما داخل الحزب وكلفنا خسائر في الصراع العسكري مع السلطة، يجب ان ننتبه له في مستقبل حياتنا السياسية" والسؤال يبقى هل من جديد في الساحة السودانية من ناحية تحول اقتصادي واجتماعي وسياسي يجعل الطابع الديمقراطي للثورة السودانية اكثر تجليا والمهام الديمقراطية أكثر الحاحا ووضوحا؟
|
Post: #69
Title: 15
Author: خالد العبيد
Date: 01-13-2006, 07:24 PM
Parent: #1
الثورة الديمقراطية على الابواب تدق الثورة الوطنية الديمقراطية بعنف بمطرقتها على أبواب بلادنا، إذ لم يمر وقت في تاريخ شعبنا كانت قضية استكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية اكثر إلحاحا مما هي عليه الآن فالسودان بعد انقلاب الجبهة القومية الإسلامية في 30 يونيو (حزيران) قد دخل فترة جديدة في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية لا لأن الانقلاب قد رسم خطا للحرابة مثل ذلك الذي يرسمه الأطفال في بلادنا عندما يبدءون مشاجرة محذرين "الراجل ينط الخط!" فقط، بل لأن الانقلاب قد طرح ايضا على الساحة قضية وجود السودان كوطن وعدم وجوده اولا، ثم كيفية وجوده ثانيا. وعلى كل من المستويين اصبح واضحا إن مستقبل السودان/الوطن اصبح مرتبطا بشكل لا فكاك منه ولا يمكن تأجيله باستكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، فلا وطن بلا ديمقراطية، و أصبحت قضية وجود السودان الموحد مرتبطة بشكل قاطع بمفهوم للوطنية السودانية ديمقراطي المحتوى والإطار والآلية، قائم على أساس انتماء أفراد متساويين في الحقوق والواجبات لوطن يكفل لهم جميعا ممارسة تلك الحقوق والنهوض بأعباء تلك الواجبات في إطار نظام مؤسس على الديمقراطية السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. أنه وطن قائم على اختيار مجموعاته القومية والاثنية وشعوبه الحر الانتماء اليه بحقوق وواجبات متساوية. وهذا يعني بالتحديد استكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية لا غير! لا بديل: البحر خلفنا والعدو امامنا...فاما ان يكون هناك وطن أو لا وطن. لماذا ؟ سقوط برنامج الجبهة الاسلامية إن انقلاب 30 يونيو قد نظمته فئة واحدة من فئات الرأسمالية السودانية ولكنها نفذته نيابة عن فئات الرأسمالية السودانية الأخرى، دون إذن منها، لتقفل الطريق أمام التطور السلمي للثورة السودانية، وذلك باتخاذ مجموعة إجراءات اقتصادية واجتماعية وسياسية تهدف لإعادة ترتيب توازن القوى في البلاد وفرض هيمنة الرأسمالية السودانية تحت ستار أيديولوجي إسلامي، جمهورية رئاسية، نظام للحزب الواحد ( وقد لا يمانع في عودة الأحزاب بعد استقرار توازن القوى المزمع إما عن طريق مصالحة مع ممثلي الرأسمالية الآخرين الموجودين في المعارضة الآن أو عن طريق إصلاحات سياسية شكلية لاحقة مثل تلك التي أجراها الرئيس السادات عام 1971 أو قيام نظام حزب قوي وأحزاب تابعة مما أسماه البروفسير لاينول كليف من جامعة ليدز ب A Single Party and A Bit ) وتشمل الإجراءات إعادة تشكيل الخدمة المدنية والعامة، القوات المسلحة والبوليس وإنشاء المليشيات وأجهزة الأمن ووضع القوانين الخاصة بلجم وتحجيم الحركة النقابية والجماهيرية وإعادة توزيع الثروة ووضع نهج لإعادة توزيع الفوائض الاقتصادية وتراكمها يضمن هيمنة الفئات الاسلاموية مستقبلا. ولكن هل قدم أو سيقدم هذا البرنامج حلا للأزمة المركبة والعضوية للنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد والتي ظلت حلقاتها تتشابك وتستحكم منذ الاستقلال؟ والإجابة واضحة: لا. فقد فشل البرنامج في التنفيذ العملي ولم يعد ملهما حتى لأركان النظام لتقديم حلولا للمشاكل اليومية التي تواجهه في كل الجبهات. ويعني فشله سقوط ورقة التوت التي كانت تتستر بها كل القوى المعادية للثورة الوطنية الديمقراطية في بلادنا منذ ثورة اكتوبر: الغطاء الايد ولجى الإسلامي. وهنا لا بد لنا إن نفرق بين الدين والأيديولوجية، فالدين الإسلامي كمجموعة شعائر وعبادات ومعتقدات ظل موجودا قبل نهوض الطائفية السياسية أبان الحكم الثنائي وبتشجيع منه، وسيظل موجودا بعد هزيمة الأيد ولجية الأصولية وتلاشي النفوذ الطائفي الذي يفقد يوميا مقومات وجوده المادي والأيد ولجي. ومما يجرد هذا البرنامج من آخر مبررات وجوده إن الرأسمالية السودانية أصبحت في غير حاجة إليه وذلك لأسباب تتعلق: بالنمو الباطني للرأسمالية السودانية، خاصة تطورها ونموها كطبقة خلال فترة حكم نميري،(وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الفصل الثالث من هذا المقال )، والتحولات التي حدثت في بنية ونفوذ الارستقراطية القبلية والدينية، والتي ادت إلى نتيجتين متلازمتين: الاولى هي اختلال نظام الاعتراف بالحقوق والواجبات على اساس نظام الوراثة الارستقراطي، مما يمهد لحلول قيم المساواة أمام القانون والتفويض والتمثيل الديمقراطي ودفع الضريبة وتوزيع السلطات خاصة الفصل بين الادارة والقضاء محل الاشارة والطاعة وحق الحكم الوراثي ودفع الاتاوات والادارة الاهلية التي تجمع السلطة الادارية والقضائية، والثانية هي التحول الباطني الاقتصادي للارستقراطية نحو الاستثمار الرأسمالي، وهذا سنتناوله أيضا في الفصل الثالث بالتفصيل. تطور التعليم في السودان وزيادة نفوذ المتعلمين، وتطلعهم للعب دور اكبر في مجال السياسة، رغم أن هذا يولد توجهات معادية للديمقراطية أحيانا مثل احتقار الجماهير الواقعة تحت النفوذ الطائفي أو الأمية، والاعتقاد بان المتعلمين يمكن إن ينشئوا ديكتاتورية عادلة تحت أسماء وشعارات مختلفة تقدمية أو رجعية الخ، مما يجعل أحد المهام الأساسية للمثقفين الديمقراطيين هي كسب المعركة في مجال الثقافة لمصلحة مفاهيم الديمقراطية والتعددية واحترام إرادة الجماهير وحكم القانون وحقوق الإنسان، تطور الحركة الشعبية والديمقراطية في السودان بحيث اصبح من المستحيل احداث أي استقرار سياسي أو اقتصادي عن طريق مصادرة الديمقراطية، تطور حركة اقليمية وقومية في مناطق السودان الاقل تطورا مطالبة بالحقوق الاساسية والتوزيع العادل للثروة والسلطة واحترام التعددية الثقافية والاثنية لتركيبة الشعب السوداني، وهذه حركة محتواها ديمقراطي، مهما علت فيها الشعارات وسيطرت القيادات غير الديمقراطية من حين إلى آخر. أصبحت قضية وحدة وتطور السوق السوداني مرتبطة بقضية الديمقراطية والحل السلمي والتنمية المتوازنة، بل أصبحت إمكانية الاستثمار المربحة أو الأكثر ربحا تكمن في الأقاليم الأقل نموا باعتبارها ما زالت ذات الأراضي البكر، إمكانيات المياه المستديمة (بل إن أي تطور مستقبلي للزراعة المروية في الشمال مستحيل دون تنفيذ قناة جنقلي، كما إن أي امتداد للزراعة الرأسمالية الآلية لابد إن يتجه جنوبا أو نحو الجنوب الغربي والمنطقتان الوحيدتان في أواسط السودان اللتان يمكن توسع الزراعة الآلية بهما هما جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق )،وبهذه المناطق تكمن الثروة البترولية والمعدنية وقد اصبح من المستحيل إخضاع هذه المناطق أو إدماجها في السوق الوطني تحت الغطاء الأيد ولجي الإسلامي سواء كان مستندا على الطائفية أو الأصولية، كما اصبح من إدماج هذه المناطق بالقوة أو بمجرد العنف واستعمال السلاح، دون موافقة سكان هذه المناطق على وجودهم في سودان موحد، وهذا يتطلب إشاعة الديمقراطية وإيجاد الحل الديمقراطي السلمي. إن الظروف العالمية الجديدة قد جعلت من قضية الديمقراطية شرطا مهما للانتماء للسوق الرأسمالي العالمي، وان الاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجال استغلال البترول والمعادن، تحتاج لاستقرار أمني وسياسي في السودان لا يمكن تحقيقه إلا بحل ديمقراطي سلمي لمشاكله الإقليمية والقومية. إن كل هذا يدعم الطابع الديمقراطي للثورة السودانية بابراز الاجندة والمهام الديمقراطية كاجندة اساسية. وهكذا تظل الديمقراطية وقضاياها النظرية والبرنامجية هي التحدي الاساسي امام الشيوعيين السودانيين والفكر الماركسي في السودان. وهذا يطرح على الشيوعيين من جديد قضية البديل الديمقراطي للنظام الديكتاتوري وعلاقة ذلك بالبديل الديمقراطي الوطني والبديل الديمقراطي الاشتراكي. وهذا ما يحاول هذا المقال ان يسهم فيه.
|
Post: #70
Title: Re: بمناسبة انشقاق حق الثالث.. هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي
Author: kamalabas
Date: 01-13-2006, 07:30 PM
Parent: #1
كتب د. محمد علي المشرف
Quote: الاخ كمال عباس
Quote: ألتزم عبد الرؤوف بواجبات العضوية ولم يلفت له نظرأو يعاقب لائحيا ....عفيف اللسان لم يهاتر أو يلاسن أو يصغر"نفسه"
كتب الاخ عبد الرؤف
Quote: بالله جادين عاوزين تناقشوا بيان
أخي كمال أقدر تقديرك للاخ عبدالرؤف لكن مداخلته لم تكن موفقة احترامي لك وللاخ عبدالرؤف |
الاخت بيان والاخوه والاخوات المتداخلون الشكر علي المعلومات القيمة الرجاء مدنا بوثائق او شهادات من عاصروا. احترامي للجميع |
شكرا د. محمد المشرف علي أسلوبك الراقي في المخاطبة أحببت أن أعرف القارئ الكريم بخلفية رؤوف جميل أين يقيم اليوم ونهجه في المخاطبة وعن خلفية أقامته بالسودان وكيف تحصل علي عضوية في المنبر...ما ذكرته أنت عن مداخلة رؤوف جميل أعرف خلفيته بأعتبار ماذكره لي عبد الرؤوف بأن قصده هو تجاهل مساهمة صاحبة الخيط بأعتبار أن طرحها يعوزه الدقة والتوثيق ودلل علي ذلك بكلامها عن 'حاسم حاسم يا أبو القاسم ونسبة بعض الهتافات للمرحوم الخاتم من دون توثيق أو مصدر
علما بأن الخاتم نفي ذلك تماما ومن خلال هذا المنبر.... كمال
|