الفجوة الجيلية ،وثرثرة مغترب

الفجوة الجيلية ،وثرثرة مغترب


06-20-2007, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1182358940&rn=0


Post: #1
Title: الفجوة الجيلية ،وثرثرة مغترب
Author: بابكر عثمان مكي
Date: 06-20-2007, 06:02 PM



لعنة الله على هذا الاغتراب الطويل جعل لساننا لا يسكت وثرثرتنا لاتنتهى ، للتو افرغت آخر قنينة للكلمات النبيلة فى اذن شقيقى الصغير الحبيب الذى فارقته وهو ابن التسع اعوام والآن هو طالب بجامعة الخرطوم.اغلقت الخط وتلفت حزينا فى جوانب الارصفة السوداء فشعرت بالحنين مرة اخرى فاتصلت به ، قلت مشتاقين وكنت اعنيها ، فسمعت ضحكة كنارية (يعنى مثل صوت الكنار على الجدول ) ، قلت له ياولد الصوت الجنبك دا منو قال لى دى صديقتى وزميلتى (وحبيبتى) ماشى اوصلها موقف بحرى .
يااااه ياشقيقى الصغير ... اصبحت عاشقا" تصحب زميلتك فى شوارع الخرطوم وتشربا سويا" عصير البرتقال من اكشاك المرطبات و تتبادلان الابتسامة ودفاتر المحاضرات وتتشاركان مقاعد الدراسة وحافلات المواصلات وتجلسان على الارض فى المقدمة بحفلات عقد الجلاد. تصلح لها طرحتها وتنتهرها محبة ان رايتها تحيد عن الطريق او تزامل من لايصونها ، سعدت لكونى اسمعك دون تعقيد ودون ان تبخثنى احترامى كاخ كبير ان الخروج من طين الوطن (الُلك ) وذر الرمال على رؤوسنا يحرمنا من متابعة من نحب ويجعلنا فى دائرة الاوف بوينت فنخاف عليهم من وطأة الزمن وجور الحكام وتقلبات المجتمع، غير ان اتصال كهذا يبعث الدفىء فى الجسد الميت ويحرك الشجون ويسكت الظنون حمدلله ان الحياة تمشى فى طبيعتها مع من نحب ولايشعرون بناوئب الدهر واشتداد قبضته يرفضون الظلم ويسقطون القمع من ابراجه المتعالية ، لكم كنت أخاف عليك من الهوس الدينى والتطرف ومن فتح كتاب الحياة بالمقلوب وقراءة الفهرست بما يتوافق وشمولية النظام وهتافات الساسة ، لكم خشيت عليك من ان تكون اتجاه واحد وان يكون قلبك ملتهب الجانب ومبرد فى جوانبه الاخرى وان عقلك سلحفاة لعينة لافكار مشبعة بالدين السياسى وجائعة للحياة بلا دين كونك تقول لى بدون تعقيد ان التى معك هى حبيبتك فهذا جواز مرور اخضر لتعافيك من بلازما الجلسات الايمانية الحزبية واضطهاد المرأة واعورار مرافقتهاوعيب مجالستها ان ذلك كرت حمى صفراء خالى من ختم الاعاقة الذهنية اليومية فى طوابير الصباح المدرسية التى تحفظ الاناشيد القتالية لقلوب مليئة بالسلام ولاتعرف الحقد (امريكيا روسيا قد عزابها .. الخ ) ...

حمدا" لله ان الحب فى وطنى متشرد يقتات من قلوب الطلبة والطالبات حتى الآن . وينام حبيس الامنيات
دون ان يفتك به الخوف وترعبه اصوات الدبابات فى شوارع العاصمة .

لم يسعنى الوقت لاتمام التنظير فى محبتى له ، قال لى

اسمع ياحبة ....

انت اتكلمت كتير ياخ بقيت كبسور بس
والمسافة قربت لموقف بحرى
وانا عندى كلام كتير عاوز اقولو مع الفردة دى
مع السلامة ياخ .