عن (رندا حاتم )

(***)

مدخل أول :

هذا لا يجب أن يضيع ....!!

الثلاثاء,نيسان 03, 2007


الحرية


الحريه ... تلك الكلمه التى يسعى لها الكل بل ويتشدق بها البعض .. هل الحرية تعنى الانعتاق؟؟... فالحريه بمفهومها الضيق والقاصر نعم تعنى الانعتاق .. المسجون يبحث عن الحريه لينعتق من السجن ... و المحتل يبحث عن الحريه ليتخلص من المستعمر... والمكبوت يبحث عن الحريه لينطق ويفعل كل ما كان محروما منه ...تلك امثله للحريه بمفهومها الضيق والمحدود ... ولكن .... للحرية معان اعمق من ذلك .. فهى تتلخص فى مفهوم المرء وقناعاته ...فحينما يكون المرء اسير فكرة تتوافق ومنهجه فى الحياه بل وترضى طموحه وغروره الذاتى هل سيبحث عن الانعتاق منها ام انها الحريه بالنسبة اليه؟ ام حينما يكون المرء مؤمنا بمنهج دينى او عقيدة روحية توفر له السلام النفسى والتصالح مع الذات هل يعتبر نفسه اسيرا ام حرا؟ ... وحينما يكون المرء عاشقا ويدور كالكوكب السيار فى فلك محبوبه .. ينجذب نحوه ، يلتقيان فينصهران فى بوتقة عشق آسره .. فهل يرى نفسه اسيرا ام حرا؟ فما نراه اسرا فى تلك النماذج هو قمة الحرية عن فاعلها.


وكذلك للمجتمعات التى يقطنها الفرد ايضا نظرتها وفهمها الخاص للحرية والذى يبنى وفقا لمردود السلوك الفردى على المجتمع باسره فهنا يكون العكس هو الصحيح، فحينما يكون المرء متحررا من كل افكاره ومناهجه الحياتيه.. وحينما يكون بلا لون فكرى ولا منهج واضح.. وحينما يكون كائنا هلاميا يتشكل وفقا للقالب الذى يصب فيه يكون هنا السؤال هل هو اسير ام حر؟ حينما يكون المرء بلا عقيدة روحيه ولا منهج دينى .. يهيم فى فراغ نفسى يتسع ويتمدد .. يتخبط فى ضياع ويسير كمن فقد بصره هل هو اسير ام حر؟ حينما يكون الانسان منساقا وراء شهواته .. منزلقا فى وحل اشباع الغرائز دون تمييز او حدود فاصله هل هو اسير ام حر؟ حينما يكون المرء حبيبا لمحب يبتذله .. يجود عليه بالحب وبالمقابل يسلبه كرامته وكبريائه .. حينما يكون حبه قيود تكبله وغمامة تحجب عنه الرؤيا فلا يرى انعكاسات صورته كما يحب ان يراها .. هل هو اسير ام حر؟


واحيانا قد يفرض علينا المجتمع قيودا لا تجعلنا ندرك الحرية فمثلا حينما تقيدنا عادات وتقاليد من صنع البشر ننشأ عليها ونغمض اعيننا عن خطأها او صحتها .. حينما نتبعها ونقلدها بدون تفكير او تدبر .. حينما تتحكم فى مسار حياتنا وفى اتخاذ قراراتنا هل هذا حريه ام اسر؟ حينما نحلم بان نربى ابنائنا وننشأهم كما تربينا ونشأنا نحن .. حينما نتذكر خطى اباءنا ومنهجهم فى كل موقف يتشابه واخر حدث معنا من قبل ثم نطبق ردة الفعل تلك بشكل آلى دون التفكير ان كان هذا الفعل يصلح لهذا الزمان ام انه قد اكل عليه الدهر وشرب هل هذا حريه ام اسر؟ حينما يحدث معك امر مفرح او محزن وياتيك صديق ليجاملك فقط لانك قد جاملته من قبل ليس الا واصبح لزاما عليه ان يرد المجامله دون الاعتبار لوضعه الخاص هل هذا حرية ام اسر؟


اذن الحرية شئ نسبى .. تعرف وفقا لقناعة كل فرد ورؤاه فالذى اطلق عليه انا حرية من وجهة نظرى هو قمة الاسر عند فرد اخر والعكس صحيح... وما زلنا حتى الان نبحث عن اكتمال الحرية فى دواخلنا ..... علنا نوقد شعلة السلام مع انفسنا ونضئ بها للاخرين ....