إمرأة الحرائق

إمرأة الحرائق


06-07-2007, 09:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1181205323&rn=0


Post: #1
Title: إمرأة الحرائق
Author: بابكر عثمان مكي
Date: 06-07-2007, 09:35 AM



أفاق من نومه على خبط شديد على الباب الخارجى ، ازاح عنه ازرعة زوجته النائمة ، وهو يحدق بها ويكلم نفسه ما اقبح هذه الزوجة حتى فى عز نومها تستحيل الى (غول انثى) ذلك الذى ينام بعين واحدة والعين الأخرى مفتوحة تترقب ، استعاد شريط نقاشه معها بالامس وجملتها المعهودة

مافى داعى تمشى لى امك كلو جمعة كفاية فى الشهر مرة

ثم تذكر امه هاهو الشهر يمر ولم براها ولم تراه ، ياااه ده ماشهر واحد دى شهور ياربى عاملة كيف ، حاول ان يضارى خيبته فى اشتياقة وكونه يساق كنعجة ضالة من قبل زوجته . لم يكن يدرك ماهية الزمن فى عشق الآخرين فقد مر عام كامل دون ان يرى امه واخته ، ثم استمرأ هذا النسيان والاهمال


ده منو ياراجل البجينا هسه ده ؟؟ نوم نومك ماتفتح ليهو

سمع كلامها واحاطته بازرعتها من جديد مع حركة متمكنة لافكاك منه ثم رائحة عفنة تصدر منها لا يمكنه تحديد مكانها بالضبط ، يالهذه المرأة لا يمكن لكل العطور السودانية ان تسد ادبخانتها العريقة .


ازداد خبط الباب بشكل هستيرى

فتأففت وهى تلعن وتستنكر ، ثم تقول له قوم شوف ده منو المزعج ده اكيد واحد من اهلك اصلو اهلك ديل غير المصائب مابجى منهم شى

فتح الباب فوجد شقيقته ليلى تبكى

امى الحق امى يابراهيم


مالها؟؟ امى مالها ؟؟


ماعارفة والله زى الداخلة فى غيبوبة


كانت امه تنتظره كل جمعة ، فهو ابنها الكبير ،،

منذ فترة ليست قصيرة انقطع عنها دون مبرر ، كانت تلوذ بصمتها المحبب مع سبحتها الخيزران
وتدعو له ، ثم حين يغلبها الحنين تتحدث مع ابنتها ليلى

ياليلى ياليلى يابتى

ايوة يمة

ابراهيم طول ماجانا كان بجينى اتفقدنى كل جمعة قلبى قلقان عليهو

وكانت ليلى فى انشغالها الحزين تحيك خيوط التمنى بينما يرسم الزمن علامة الحيرة فى مستقبل غامض ، فأبوها رحل منذ نعومة اظافرها ترك لها اخوها ابراهيم واخوها محمد وهذا البيت الذى يعيشون فيه لم تشعر بحنو الاب ولم يدم عطف الاخ الكبير وخيم على البيت الوحشة والوحدة

سافر محمد فى ظروف غامضة لاعنا الزمن والحاجة ، هى لا تذكر تفاصيل الهرج والمرج الذى حدث
ولكنها تتذكر جيدا" تلك النار المشتعلة وأمامها زوجة اخيها ابراهيم الغاضبة تعلن للملأ وامام جيران عن فقد اسورتها الغالية وتتهم محمد اخو ابراهيم بسرقتها كان ذلك وصمة عار فى جبين الاسرة
وخدش فى ذاكرة مريحة شفافة لطفولتها البريئة ، لم يتألم ابراهيم لفقد اخيه كمالم يتألم حين وجد الاسورة فى أحد الأدراج لم يسألها وانما لاذ بالصمت والتبعيىة التامة لامرأته المسيطرة .

مالها امى ؟؟؟ انطقى

ليها فترة تسأل عنك وتهاتى بيك صباح مسا وامس اتوضت وصلت ونادتنى وقالت لى افردى فينى التوب الابيض ده فردت التوب الابيض شالت يدى وختتها قصاد قلبها وقالت لى بدور اوصيك :

قولى لابراهيم ، عافية منك ورضيانة عليك عفوا" يفتحها عليك محل ماتقبل وقولى ليهو ليلى بتى فى ذمتك واخوك شوف دربو وين وافقدو .




حينما وصل الى البيت ودلف الى الداخل كانت مسجاة تحت توبها الابيض متمددة على سريرها العتيق

وجهها يعلن الغفران له ولزوجته (إمرأة الحرائق .)




انتهى ..

بابكر زيكو