التسطيح بأسم الصحافة.........زهير السراج

تشتكى الصحافة السودانية من ثقل الأجراءات الأمنية والقانونية التى تحاول أن تعطل مساهمتها ودورها فى توصيل الحقيقة.. دورها التاريخى كسلطة رابعة كما يقال فى مهام التغيير وأرساء قيم دولة العدالة والحرية واعتقد أن معظم شكاوى أهل الصحافة هى شكاوى حقيقية تعكس طبيعة الحقبة ومضمون السلطة التى مازالت تدخر الكثير من أدوات التغييب والترهيب بفهم قاصر على أدراك أن التاريخ لايمكن أن يجمد فى حدود المصالح الضيقة لمراكز القوى وتكتلات المصالح..لكن برغم كل ذلك فأن الصحافة وأهل الصحافة أيضاً عليهم أن يسألوا هل مايقدموه من مواد وتصنيفات وهمية للكتاب وبصورة عامة شكل ومضمون الأداء المهنى التقنى والمكتوب هل يمثل الصوره التى ننتظرها منها كسلطة رابعة بمعنى حتى مع وجود كل هذه الظروف هل تقدم الصحافة ماننتظره منها..أشك فى ذلك
قراءت اليوم مقالً لزهير السراج حول هزيمة يونيو يحاول فيه (بنباهة وذكاء) كاتب صنعته أزمة غياب الصحافة الحقيقية أن يربط بين هزيمة يونيو وقضايا البيئة وبعد أن قدم لنا تعريف لقضايا البيئة من وجهة نظره بطريقة سريعة وسطحية (حتى مع ضيق مساحة العمود...تظل سطحية) ثم سريعاً بأتجاه الأتساخ والوسخ البدنى والذى يخلق شخص مهزوم نفسياً خلص كاتبنا..لأسباب هزيمة يونيو فى أن الشعوب العربية هى شعوب متسخة بدنياً ونفسياً فكان لابد لأسرائيل أن تهزمنا بألتأكيد لأنها (نظيفة) ربما لأنها تستخدم (أومو) الأبيض مسحوق الغسيل الفعال..وأنتهى المقال..أعتقد بأن السراج لم يقصد أن يقلل من أحترام عقل القارئ لأن الوسط الصحافى الذى لايدرك بأن هنالك أزمة قائمة داخله تتقاسم مع مناخ الخارج المعوق لعملها والذى تمثله السلطة وتدابيرها يتقاسمان تقديم الصوره المضحكة طالما كان ذلك هو سقف الفهم المتاح لكاتب صحفى ومن نجوم (الكتاب) لأزمة الصحافة أيضاً كتابها حتى تتحرر الصحافة ويتحرر المناخ العام..