المسيرية و دينكا نقوك : ضحايا المصالح السياسية لشريكي نيفاشا

المتابع لموضوع الجدل السياسي والمماحكة التي تجري الآن حول موضوع برتوكول أبيي والتخبط الذي يكتنف مؤسسة الرئاسة ولجانها ومكاتبها السياسية والتنفيذية حول هذا الأمر يصاب بالدوار ويضع المسألة ضمن المتاهات التي لا مخرج منها، فالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية ما زالا وبعد سنتين من توقيع إتفاقية نيفاشا يراوحا مكانهما فيما يتعلق بابيي ، وذلك مرده هو الإعتماد على القوى الأجنيبة وفي مقدمتها أمريكافي حل مشكلات البلاد فنيفاشا قد تم إختطافها منذ أن أبعد غازي صلاح الدين وتعيين علي عثمان محمد طه مفاوضا بإسم الشمال ، حيث أدخلت كثيرا من التعديلات على برتوكول مشاكوس الإطاري وأقحمت منطقة أبيي في هذه الفترة ، حيث أن البرتوكول (مشاكوس) إعتمد حدود التفاوض هي حدود 1956 م ولكن لشئ في نفس أمريكا أقحمت ابيي وجبال النوبة والنيل الأزرق ، ولخوف في نفس علي عثمان وافق علي ذلك كفدية لنفسه وعصابته من النبوت الأمريكي ودخلت أبيي والسودان في دوامة الإجتماعات والتهديدات والخاسر الوحيد هو المواطن البرئ في هذه المنطقة ، فالمسيرية ودينكا نقوك هما الذين تحملا هذا العبء الثقيل فوقف المؤتمر الوطني ممثلا للمسيرية بدون تفويض منهم وهكذا فعلت الحركة الشعبية في تمثيلها لدينكا نقوك وبدأ الصراع وليس للمسيرية ولا نقوك ناقة أو جمل فيه وحصتهما الموت إن إنزلقت الأمور إلى الحرب والتي نرى أن هناك بوادر لها بدأت تلوح في الأفق خاصة بعد فشل إجتماع مؤسسة الرئاسة الأخير وتأجيله إلى أجل غير مسمى ، حيث لاحظنا مقالات في سودانيزأون لاين وسودانايل كتبها أبناء نقوك المتنفذين في الحركة الشعبية تهدد بالعودة إلى مربع الحرب وبعض التصريحات النارية لأبناء المسيرية المنضويين تحت لواء المؤتمر الوطني مما خلق حالة توتر على الأرض .
وإننا نقول أن المسيرية والدينكا نقوك ما هما إلا الكرة التي يتقاذفها طرفا نيفاشا من أجل تحقيق مصالحهما ولا مصلحة لهما في ذلك لذا نتمنى أن يدرك مثقفو المسيرية والدينكا نقوك هذه اللعبة ليتصدوا لها ويعملوا من أجل بناء التعايش السلمى فيما بينهما فالأرض التي عاشوا فيها مئات السنين معا قادرة على إستيعابهما جميعا والآن وقد ظهر بها البترول فعليهم ان يسعوا للإستفادة من ذلك ولن يتم ذلك إلا بالتوصل إلى حل يخلق التعايش بينهما ويفوت الفرصة على تجار الحروب وأصحاب الأجندة الخاصة، وعليكم أن تنظروا أين نسبة 2% من نصيبكم في البترول المستخرج من أرضكم بعد مضي سنتان من توقيع الإتفاقية؟! فهذه النسبة ما زالت تستغل من طرفي نيفاشا لتحقيق مصالحهما وبالتالي لن يسعوا جادين لوضع حد لهذه المهزلة لكي لا تطالبوا بحقكم ، فابيي اليوم تعيش في ظلام دامس فالمولد الوحيد الذي كان ينير جزء منها إستولت عليه وزارة الطاقة ورحلته بحجة إصلاحه ولم يعد منذ (8) اشهر ولن يعود ما دمتم في تجهيلكم وخدمتكم لأجندة الآخرين، فمتى يعود لكم وعيكم وتقولوا أبيي لنا جميعا ولا مسيرية بدون نقوك ولا نقوك بدون مسيرية ، فالأرض لله يورثها عباده الصالحين ، فمتى سمعتم بشخص أو قبيلة لفت أرض ورحلت بها؟؟!!
يا مسيرية ويا نقوك تعالوا إلى كلمة سواء فالزمن ليس في صالحكم.

ما زلنا ننتظر آراءكم لتدلونا على الطريق ، لنجنب الوطن التمزق والضياع
فووووووووووووووووووووووووووق