عودة و إجترار

عودة و إجترار


05-29-2007, 09:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1180427419&rn=6


Post: #1
Title: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-29-2007, 09:30 AM
Parent: #0



الجنية العاشقة

سمع محمود طرقا خفيفا على الباب .. الشمس تعلن قرب نهاية يوم اخر من ايام محمود التي بدأ يحس رتابتها بعد عودته النهائية من الهند و تخرجه من أحدى جامعاتها ...بشهادة ...كم كان يحلم بها ..حلم بدأ يتحول الى كابوس ..ذهابا وايابا من إحدى قري الدويم النائية و الى الخرطوم ..
الطرق الخفيف على الباب بدأ أكثر إلحاحا .
فتح محمود باب الحوش الكبير الذي يحوي بداخله ديوان الرجال ...أصدقاء محمود وعمر فقط هم من يدخلون من هذا الباب المخصص للضيوف ..الرجال منهم ..
حتى وإن صادف و كان معهم نساء فهن يدخلن على استحياء ويستعجلن الهرولة الى مكان (النسوان) وعادة ما يكون (ديوان الرجال) مفصولا من غير باب خشبي او حديدي من (بيت النسوان) ...
فتح محمود الباب فوجد منى بنت جيرانهم إبتسامتها .. تخترق جلباب محمود الأبيض الانيق وتتسلل الى قلبه ...تمد له كتاب كانت قد استلفته منه قبل يومين ...

Post: #2
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-29-2007, 10:17 AM
Parent: #1


هم محمود بقفل الباب ...احس يد ناعمة تربت على كتفه من الخلف ...إلتفاتته كانت أسرع من إستدراكه لوجوده وحيدا في هذا الديوان الكبير ....سقط فك محمود السفلي من شدة الدهشة ....امامه إمراءة لا يذكر ان يكون قد رأها من قبل في حياته يستصعب النظر الى جمالها وحسنها ....شعرها عيونها لونها قوامها ..أناقتها .....إبتسمت ...سقط محمود مغشيا عليه ...أمام مدخل (الحوش)
المغلق من خلفه ...سقوط إستصحبته صرخة ....افزعت عمر الاخ الاصغر لمحمود الذي صادف وجوده داخل الديوان ...أسرع نحوه ليعرف ماذا ألم به ....حاول عبسا أن يفهم منه شيئا قبل مساعدته للوقوف ...أّم محمود لم تكن تدري بانها جاءت تجري بفستانها الداخلي وهي تجر (توبها ) بيدها بدلا من لبسه كما اعتادت عندما تهم بدخول (حوش الديوان) ...
فتح محمود عينيه على صياح أمه وأخواته ....وهن يسألنه عن ما حدث ...
حينها فقط أدرك محمود إنهن لا يرن هذه الفاتنة التي تقف معهم وهي تنظر اليه بكل برود ....
قال لهم محمود مستغربا ....الزولة الواقفة دي ما شايفنها ....!!!!؟
سجمي .....صرخة أطلقتها أمه حسرة على إبنها البكر وكبيرها ..وهي التي كانت تعّول عليه كثيرا ..بعد افنت أيام عمرها في تربيته وتعليمه حتى تخرج من جامعة الهند ...فهو مصدر فخرها في جلساتها مع صويحباتها في (عصريات القهوة ) (وضهريات المشاط) هاهو محمود يصاب بالجنون ...وينهي القدر حياته وآمال أّمه العريضة في لحظة ...صفعة بيد قدر لا يحسب لاي شيئ حساب ...

Post: #3
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-29-2007, 11:18 AM
Parent: #2


وضعت الجِنية الفاتنة أصبعها على فمها تشير على محمود بالصمت حركة تشبه التحذير حاول محمود أن يسالها من هي ومن أين أتت وماذا تريد منه .....
ضحكت الجنية الفاتنة وغمزت عينها اليسرى وطالت تأملها في وجه محمود ومحمود ينظر إليها في حيرة وحرقة ..... وهي تتوسط إخوته ولكنهم لا يرونها هذا ما ايقن عليه محمود ...تماماً....
هل فعلاً هم لا يرونها .....اسئلة تربك يقينه ....
حاولوا مساعدته الدخول الى داخل الديوان .....
خمسة (سراير) وزعت بنظام على ارضية الديوان وفرشت عليها (ملايات) رمادية انيقة تنسجم مع ارضية الديوان الرملية الناعمة ...
وصل محمود بصعوبة الى سريره على الجهة المقابلة تماما للمدخل ....جلس منهك وكانه رجل في الثمانين من عمره.......رفع بصره ..فوجدها قد تبعتهم الى داخل الديوان وهي تثبت عيونها تماما على وجه محمود وكانها تتعمد تجاهل الآخرين ...جلست أٌمه بجانبه في السرير ودموعها تنحدر على وجهها من غير توقف ...
وهي تحاول ان تقرأ ما حفظته من آيات قرآنية وتحتفظ بيدها ضاغطة على راسه ..مع (تفلات) من لعابها خفيفة يحس بها محمود على جبهته وعينية ....
الجنية الفاتنة تنظر وهي مبتسمة ....قال محمود في سره لابد إنها من (الجوان) المسلم فهو لا يخيفه القرآن بل قيل انه يقرا مع القاري .. ويستأنس به ...
تحس أُم محمود بشرود نظرات ولدها وتعلقها بأشياء لا تراها هي ......هذا ما دفعها لترديد آية الكرسي بصوت عالِ ومسموع .....
أما عمر الاخ الاصغر فقد ذهب ليخبر عمه الطاهر بما حل بمحمود ....

Post: #4
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-29-2007, 06:47 PM
Parent: #3

عفوا تعديل
خطأ في الإرسال

Post: #5
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-30-2007, 10:24 AM
Parent: #4


أسرع الطاهر الخطى الى منزل أخيه المرحوم والد محمود .....رفع محمود عيون منهكة الى وجه عمه الطاهر .....وقال له بكل هدوء ...
انا كويس يا عمي والله ما شاعر بأي حاجة ...بس عايز شوية راحة ....
الطاهر يضع يده برفق على جبهة محمود ...قائلا ....
يا ولدي النسوان ديل مجننات ساكت ....هسه الولد دا ما كويس مالو ...يلا شوفن شغلكن ....إتن ما عندكن شغلة .....
في هذه اللحظة التي ختم الطاهر كلامه ..إنشرح وجه الجٍنية الفاتنة وأشارت بيدها مقبوضة الى أعلى مع رفع وشد الأصبع الأكبر علامة (برافو) ...فضحك محمود وهز رأسه متعجباَ ....
فإنفجرت أمه باكية ... ثم قالت للطاهر ...
شٌفتا يا الطاهر شفت محمود ....
خرج صوتها مخلوطاً بنحيب مكتوم ...
قال الطاهر ....
محمود ....قول بسم الله بتضحك مع منو يا ولدي ....في شنو في الحيطة

أطرق محمود بوجه الى الأرض وفهم بأنه يجب عليه عدم مجاراة هذه الجنية وتجاهل كل الحركات التي تقوم بها ....حتى لا تفسر من الذين معه بأنه جنون ...لانهم لا يرون ما يراه هو ......

Post: #6
Title: Re: عودة و إجترار
Author: Muna Khugali
Date: 05-30-2007, 10:26 AM
Parent: #5

متابعه معاك القصه من أمس يا عمر..

كيف حالك؟

Post: #7
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-31-2007, 10:07 AM


أسعد الله صباحك يا منى
سعداء بانك تكوني متابعة معانا

شدي الحزام الرحلة لسة طويلة وممتعة...
تحياتي

Post: #8
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 05-31-2007, 12:33 PM
Parent: #7


حسن ...صَديق .. محمود منذ الطفولة
جاء منزعجا كعادته كلما تلم مصيبة ما بجيرانه أو معارفه .....
محمود مالك إن شاء الله كويس ...نظر إليه محمود ولكنه لم يرد عليه ..
..حتى محمود نفسه لا يدري لماذا تعثر في الرد على صديقه حسن
...دقيقة بس خلوني أنادي سعيد (الفرّاش) بتاع الشفخانة من بيتم ...
الساعة التاسعة مساء كعادة قرى الريف تعد
وقتا متأخرا جدا ...كان سعيد الفراش يغط في نوم
عميق ...(عنقريب .هباب) أرتفاعه لا يبعد عن الارض كثيرا
يفصل بينه وبين الارض ( شبشب ) متهالك تبدو عليه آثار كثرة
الخطى وهي عادة المساعدين الطبيين في الريف ...تجدهم في
حركة وتنقل دائميين بين بيوت المرضى وأصحاب العلل ...فهو
يعتبر في تلك المناطق في
درجة حكيم (دكتور) ...بجانب الشبب (بطارية وعكاز )..
خشية مهاجمة الكلاب الضالة في الطرقات والأزقة إذا ما لزم الأمر خروج ليلي ...
صفق حسن بيديه ليعلن وقوفه على مدخل الحوش ....
عرك ..سعيد الفراش ..عينيه ورفع
راسه ليري من الذي حضر في هذا الوقت ...ولا يأتي شخص من
القرية لبيت المساعد الطبي ليلا ..إلا إذا أصاب مكروه
أحد من أهل بيته ...حتى الناس إذا صادفك
أحدهم خارج من بيت سعيد الفراش ...فلابد أن يسألك ...
إن شاء الله ماعندكم عوجة إن شاء الله ما عندكم
زول مريض ....أها أمك قامت عليها الحمى
..تاني ...ودوّها المستشفى حكما البلد
والله ما بسو الحبة دي بَرا السلفة والشربة ما عندهم شيء .....

Post: #9
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 06-02-2007, 12:27 PM
Parent: #8


تناول سعيد (الكبريت) بيده الشمال من
تحت مخدته ودخل مسرعا الى غرفة صغيرة وخرج بيده
صندوق خشبي صغير ثم تبعه حسن الى خارج البيت ....
محمود ممدد على ظهره وبجانبه أمه وبعض
الجيران متحلقون حوله ...وضع سعيد يده على جبهة محمود ..ثم
فتح الصندوق الصغير وأخرج فتيل معبأ ببدرة البنسلين
ثم أنبوب زجاجي صغير به دواء محلول أصفر وحقنة فارغة
لا يتردد سعيد في إستعمالها في حقن أكثر من شخص فهي
باهظة الثمن وغير متوفرة في هذه المناطق ..
وغالبا ما يكتفي سعيد بوضعها على (براد من الألمونيوم )
به ماء يغلى لتعقيمها ...الجميع يتابعون حركة سعيد الفرَاش
بإهتمام .......فجأة إنتفضت الجنية
واشارت لمحمود بأن يرفض ...إنها إذن لا تريده أن يُحقن ..
هكذا فهم محمود ....
رفض محمود ...العلاج إحتج الجميع وحاولوا
إقناعه بفائدة الدواء ....وذاد عناد الجنية
الفاتنة وهياجها في وجه محمود أقتربت أكثر منه ...كادت أن
تصفع الممرض ...سعيد ..منهمك في إعداد الحقنة ..
ولا يدري ما يقد يحل به ...حاول محمود
أن يفصل بين الجنية وسعيد ...كانت يدها أسرع وبحركة سريعة
بإصبعها أطاحت بأنبوبة المحلول
الزجاجية بعيدا ....وضع الممرض المسكين
يديه على راسه ..لان الانبوب الزجاجي الذي تحطم هو الوحيد ...
فيجب عليه أن يعود أدراجه الى البيت ثانية ..
نهايك عن الخسارة التى تعرض لها ..فهذا الدواء هو بمثابة
مصدر الدخل الوحيد لسعيد وعائلته ...الحقنة
الفارغة وبدرة البنسلين والمحلول يتعاطى سعيد مقابلهم 500 جنيه ...
كلما كانت حالتك المرضية أكثر سوء ..كلما زاد سعيد
عدد جرعاته ..كلما زاد دخله ...
ضحك محمود ..عندما قالت أمه بسم الله
..الله ينعل الشيطان ...يا كافي البلا ..ربنا يكفينا شر العوارض ....
(فانوس) متوسط الحجم موضوع على طاولة
قديمة مغطاة بغطاء أزرق فاتح ..كان يضيء الديوان الواسع ...
يكاد نوره ان يكون خافتا في الزوايا البعيدة عن الطاولة
التي توسطت الدار ...
..............
الساعة تقترب من الواحدة
صباحا أنصرف الجميع ما عدا الجنية وأم محمود ....
يدخل سعيد ...وقد أحضر عدد آخر من
حقن البنسلين ...أشارت أم محمود له بأن
يستعمل هذا السرير المجاور لمحمود ...سعيد إذن
سينام هنا حتى يستطيع إعطاء محمود
جرعات الدواء في مواعيدها ...حقنة بعد كل أربع ساعات ...
وهذا ما ذاد من حنق الجنية الفاتنة

Post: #10
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 06-03-2007, 01:11 PM
Parent: #9

نهضت الفاتنة ومحمود يتبعها بنظره فقط ...
تقدمت خطوات نحو السرير ثم
جلست وهي لا تحول عيونها الجميلة
الساحرة من وجهه ..وضعت يدها
الناعمة بحنان غامر على كتف محمود ..
كأنها تتوسله ....احس محمود برعشة خفيفة ...
ولكنه مع ذلك إحتفظ بوضعه
من غير حراك .....ما يحير ه إنه
أبدا لم يشعر معها بالخوف ...
ربما لذلك الجمال المدهش ....
..
في لمحة جنونية ..تحول ذلك الوجه الجميل
الوديع الى عروق تغلي من الغضب
وعيون ملتهبة يتطاير منها الشرر ..لأنها
لاحظت ساعة المنبه الأبيض الصغير
الموضع على الطاولة الصغيرة تقترب من الموعد الذي
حدده الممرض سعيد لحقن محمود ..
إنتصبت واقفه بسرعة ..ثم قامت بإبطال المنبه حتى لا يرن
فيوقظ صوته سعيد ....
هذه السلوكيات الطريفة كانت كثيرا ما
تستدعي محمود للضحك ...
عادت الفاتنة أدراجها الى وضعها بالقرب من محمود
تجلس في صمت فهي أبدا لم تحاول الحديث معه
ظن محمود ربما ..لجهلها لغته ...ولها لغة لن يفهما
إذن من هي هذه الفتاة الجميلة....؟
ومن إي بقاع الدنيا جاءت ...؟وماذا
تريد ...؟ولماذا إختارته هو من بين خلق الله ..؟
هل تحبه ...؟ وهل يدعو ذلك الحب القسري
محمود الى الإستسلام ..وإنهاء هذا العناء ..؟
وماذا ستفعل أمه حينها وماذا ستقول القرية وأصدقائه
وعمه الطاهر ومنى جارته ...؟
كيف سيكون شكل الزواج السري من جنية ..؟
كيف سيمارس حياته العادية مع الناس ..؟
من جهة وحياته الخاصة معها كزوجة من جهة أخرى ؟؟.
سمع محمود كثيرا عن هذه الاشياء ولكنه
لم يتوقع ان القدر سيجعله يوما معها وجه لوجه
سمع محمود عن.. شلواح ..الذي بلغ الخمسون عاما
ولم يتزوج ولم يفكر ولم يتقدم يوما لخطبة فتاة
رغم وسامته وحسن خلقه ...وشهاداته العليا ..ووضعه المادي
الممتاز ..
شلواح يسكن وحده في القرية ولكن يقال أن له بيت يؤجره في أمبدة
لا يعرف مكانه أحد وهناك يلتقي بجنيته ..يقضي معها فترة ثم يعود الى القرية
تهَرب من كل احد حاول الوصول معه الى ذلك البيت
يقال أن شلواح هذا ..يذهب الى العمل فعندما يعود يجد
بيته مرتبا ومنظما
وملابسه مغسولة ومكوية وموضوعة على الطاولة
لم يحدث ان رآه أحد ينظف أو يطبخ
.......
قفز سعيد الممرض من سريره
مثل الممسوس
نظر الى الساعة فكانت الثامنة صباحا
ألتقط المنبه
ونعل كل شي يعرفه
وصاح في محمود ...
ياخ إنت وقت صحيت ليه ما صحيتني في مواعيد الحقنة
والمنبه ود الحرام ده ..ظبتو جا ماري في الساعة إتنين التقول ما بعرفها ..
كان سعيد الممرض الغلبان يتكلم بحرقة شديدة ...
ومحمود ينظر له في صمت ...
بدأ سعيد في إعداد حقنة لم يستطيع أن يودعها
في عضد محود المعافى ..منذ أكثر من يومين
...
لم يصدق سعيد بأن صندوق الحقن الفرغة قد إختفى من الوجود
مما جعله يصيح بأعلى صوته
بيتكم دا والله مسكون ...
بيتكم دا فيه جن ...عديل كدا ..الفتايل تطير براها ...المنبه يكضم
والحقن الفاضية تروح
النوم كلو هلاويس
أبو الكباس والله يصارع فيهو للصباح
إنتو ساكنين في كوشه ولا في ضهر ترعة
...
لاول مرة يلاحظ محمود الجنية الفاتنة تبتسم
بسمة المنتصر ..
وهي تنظر الى سعيد يلملم ما تبقى من
معدات الشفخانة .. ينعل حظه ..ويتحسر على تلك
الجنهيات التى طارت من يده
وهو يهم بالخروج .....

Post: #11
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 06-05-2007, 07:53 AM
Parent: #10

وجد محمود نفسه فجأة معها وحيدا
في الديوان فقد خرجت أمه لتعد له
(كباية شاي بلبن)..كما هي العادة في
مثل هذا الوقت الباكر من الصباح ...
حاول أن يكون هادئا معها ...وهي تنظر
إليه ..وكأن وجه شاشة تلفاز تعرض مشاهد
مثيرة ...ما بتاكلي إنتي ولا بتشربي ..صائمة
الدهر ...ما بتنومي ..ما بتتعبي ...يومين
وإنتي قاعدة حارساني ....ما بتنعسي ...
لم ترد إكتفت بإبتسامة خفيفة ..بينما لم
يخطر ببال محمود أن أمه التي كانت مختبئة
خلف الشباك المغلق قد سمعت كل ما قاله ...
..فجن جنونها ...تاكدت بان إبنها قد أصابه
الجنون ...فها هي سمعته بوضوح يكلم نفسه بهذه الطريقة الغريبة ....
أنفجرت باكية وهي تلبس ثوبها خارجة لتنادي
على الطاهر عمه ...
..أمش يا عمر كلم الزين ...خلي يجيب اللندروفر
حقو ...قولي تعال أن نودي محمود ...للشيخ ....كان
هذا ما توصل له الطاهر عندما شعر بأن الأمر أصبح ..لا يقبل الإنتظار ...
الشيخ ..يسكن في قرية بعيدة في ضواحي الدويم
...ويتمتع بسمعة طيبة في معالجة مثل هذه الحالات ...
يقال أن له كرامات عديدة ....يحكى ..في احد المرات
أنه كان له غرض يريد قضائه في الخرطوم ...ولكنه
لم يكن ليدرك محطة البص الوحيد الذي كان يغادر
مدينة شبشة متجها الى امدرمان في الساعات الأولى
من الصباح ...عندما رآه بعض الركاب وهو يحاول
اللحاق به ..فحاولوا تنبيه السائق اليه ...إلى
إنه تجاهلهم ...وواصل سيره ولكن يقولون عن هذه

الرحلة إنها كانت متعبة جدا ...وتعطل بهم البص ..
اكثر من مرة ما بين العلقة والشيخ الصديق ....وعندما
وصلوا أمدرمان أقسم أحدهم بانه رأى الشيخ ..في زريبة
العيش ...وبصحبته شخص آخر لا يعرفه ....
ومحمود نفسه تقول أًمه بأنه كان هبة من هذا
الشيخ ...فهي تذكر بأنها مر على زواجها ثلاث
سنوات فلم تنجب فأوصاها البعض بالذهاب الى
هذا الرجل إذا كانت تريد (الجنا)
اخذت معها وقية من الذهب وزجاجة من الثمن ...
فلم يمر على ذلك عام حتى حملت وأنجبت محمود .....

Post: #12
Title: Re: عودة و إجترار
Author: omer almahi
Date: 06-06-2007, 09:08 AM
Parent: #11

وللحكاية بقية