حدثت هذه القصة في مطلع الثمانينات بالخرطوم حيث كان لأحـد الأُسر طفل لعوب و مولع بالرسم إلا أنه و ببراءة الطفولية كان يرسم و يشخبط في الحائط و و هو لا يدري أن هذا الرسم سوف يكون له آخر رسم في الدنيا، فحذره والديه اكثر من مرة بأن لا يرسم على الحائط إلا أنه و كعادة أي طفل يفعل ما يروق له و ما يمليه له عقله الباطن و بالرغم من الأم دائماً عطوف مع ابنائها إلا أنها كانت تحذره و تقول له إذار رسمت تاني بكلم ليك ابوك فلم يأبه .. إلا أن جاء الأب و حذره و قال له المرة الجاية بشلخ ليك يدينك بالموس لو شخبطت تاني و الطفل كالعادة يضحك .. و في ذات جاء الأب من الشغل فشكت له زوجته و ورتو الشخبطة و الرسوم على الحائط فما كان إلا أن قام بتنفيذ وعده في فلذة كبدة و قام بتشليخ كفيه بالموس و اخذ الطفل يبكي و يصرخ و لم يكترث الوالد بفعله هذا .. و في الليل شعرت الأم بأن إبنها يئن و لما تحسسته وجدت أن جسمه محموم .. و يدينو مورمة .. و من ثم هرع الوالدين بالطفل إلى المستشفى و لسؤ الحظ لم يكن الطبيب المتخصص موجود فإنتظرو للصباح حتى جاء الطبيب و بعد الفحص إتضح للطبيب أن اليدين متسممتان و وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟
قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات.
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق إبنه من أثر التخدير نظر إلى يداه فإذا هم مقطوعتان فنظــر إلى أبيه بنظرة متوسلة و من خلفها الدموع و صار يحلف له بأنه لن يقوم بالرسم و الشخبطة على الحائط بعد اليوم بشرط أن يعيد إليه يديه، لم يتحمل الأب الصدمة و كلام إبنه الممزوج بالدموع لفقد كفيه وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر فما كان من الأب إلا أن أخـذ مسمار و أدخله في كوبس الكهرباء منتحراً و يفارق الدنيا حزيناً كافراً.