حتى لا نسقط فى الفخ

(1)
نشرت فى موقع حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) بتاريخ 11 مايو 2007
www.haq-nfdm.com

..........
..........
فى ابريل الماضى انتهت انتخابات طلاب جامعة الخرطوم , فازت كما هو معلوم قائمة تحالف القوى الوطنية , وهى التنظيمات التى تعارض بشكل او اخر المشروع الحضارى !! المفروض بالقوة والقهر على البلاد والعباد منذ 1989
(1)
فوز كان بطعم النعناع .. كان البعض ينتظر اى بارقة امل , كان المعنى والرسالة القصيرة ان وضع اليد على اليد من الممكن ان يصل بالجميع الى شواطىء التعددية , والى ليبرالية سياسية منشودة .. ولكن ما حدث بعد ذلك كان هو المؤسف , ذهب الجميع الى المجلس الاربعينى , وحدث ما حدث .. خرجت ثلاث تنظيمات خالية الوفاض من اى مناصب تنفيذية فى اللجنة التنفيذية هى (الامة , اتحادى مرجعيات , وحزب البعث) .. بينما اخذت تنظيمات سعيدة حظ اكثر من منصب فى اللجنة التنفيذية وهى (حركة حق , والناصرى , والحركة الشعبية , والاتحادى الهيئة العامة , وحركة جناح عبدالواحد) .. غريبة , اليس كذلك ؟
والسؤال هو .. هل كانت انتخابات جامعة الخرطوم من اجل هزيمة القوى التقليدية وتتويج قوى السودان الجديد على مناصب اللجنة التنفيذية ؟ .. اذا كان ذلك كذلك ! لماذا لم تتحالف هذه القوى مع بعضها البعض ؟ وتترك الامة والاتحادى مرجعيات والبعث خارج التحالف - قبل الانتخابات وليس بعدها - .
ما حدث خطاء اخلاقى غير مبرر , مهما كانت الحجة والمنطق ! .
اساليب التأمر والضرب تحت الحزام ليس ذكاء سياسى .. هو بكل بساطة عمل غير مشروع حتى لو كان ضد شخص او تنظيم محترف فى ارتكاب مثل هذه الاساليب .
(2)
يجب ان تسود مفاهيم الاحترام والندية والشفافية فى اى تحالف , ويجب ان تخرج جميع الاطراف وهى راضية - بالحد الادنى - عن عملية التحالف .. هذه طبعا من البديهيات , وانا اتحدث هنا على كافة المستويات , انتخابات نادى كرة قدم .. انتخابات مجالس بلدية .. انتخابات عامة , الخ , الخ .
مفهوم التحالف السياسى هو التقاء طرفين او اكثر , لانجاز نقاط يتم الاتفاق عليها فى اللحظة الراهنة رغم وجود الاختلافات الفكرية والتاريخية بل وحتى الاستراتيجية .
كان عندنا ايام الدراسة فى جمهورية مصر العربية نظام جميل وهو حسم مناصب اللجنة التنفيذية قبل الانتخابات بوقت معقول , كانت هذه العملية تتم فيما كنا نطلق عليها اسم (اللجنة السياسية) , حضرت ذات مرة اجتماعين فى هذه اللجنة وما زلت مرهقا منهما حتى الان .. كانت المناقشات تستمر حتى الساعات الاولى من الصباح , وفى نهاية المطاف تصل الاطراف المختلفة الى حلول مقبولة يتم الالتزام بهذا التوزيع للمناصب فى حالة فوز قائمة التحالف فى الانتخابات .
اما التفكير فى توزيع المناصب بعد الفوز , او حتى النكوص عن اى التزامات مسبقة بعد الفوز , فهذه لم تكن معروفة لدينا فى ذلك الزمن البعيد - قبل الميلاد - .
(3)
لماذا خفتت الدعوة الى نظام التمثيل النسبى ؟
بين الحين والاخر تصل القوى الوطنية الى قمة اتحاد جامعة ما , ولكنك لا تجد اى دعوة لتغيير نظام الحر المباشر !!! .. ليس هناك اى معنى ان لا يكون طلاب المؤتمر الوطنى موجودين فى الجهاز النقابى وهم بهذا الثقل الانتخابى - رغم اى رأى سياسى فيهم - وكذلك انصار السنة المحمدية .
التمثيل النسبى هو الذى يتيح للتنظيم ان يتواجد حسب ثقله .. وكذلك يتيح للشخصيات او الطلاب المستقلين الذين يريدون خوض الانتخابات بعيدا عن التنظيمات السياسية - المزعجة - ان يشاركوا فى العملية الانتخابية .
(4)
مرة ثانية وثالثة .. احترام الطرف الذى يخوض معك اى معركة , هو جوهر فعل انسانى راقى .. اما الطعن فى الظلام والسير عكس قوانين الشفافية الارضية تحت اى ذريعة , فهو لن يفضى الا الى طعنك ذات انتخابات , وعندما تصرخ من الطعنة , سوف يخرجون لك اوراق هذه الانتخابات بالذات
- مش انتو عملتو كده قبل كده ؟ .
ولنا عودة .
...........
شاهين محمد / عضو المكتب الاعلامى .. حركة (حق) .