الأستاذ محجوب محمد صالح: بعيداً عن الطرح العاطفي

الأستاذ محجوب محمد صالح: بعيداً عن الطرح العاطفي


05-08-2007, 05:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1178640476&rn=0


Post: #1
Title: الأستاذ محجوب محمد صالح: بعيداً عن الطرح العاطفي
Author: sultan
Date: 05-08-2007, 05:07 PM

الأيام 8-5-2007

أصوات وأصداء

بعيداً عن الطرح العاطفي

محجوب محمد صالح


اللقاء الذي أعدته لجنة جمع الصف الوطني لقادة الأحزاب السياسية على مائدة العشاء في منزل المشير سوار الذهب كان لقاء علاقات عامة وليس له محتوى سياسي وينحصر الغرض منه في عملية تطبيع اجتماعي وقد كان تقييم احد قادة حزب المؤتمر الوطني للقاء بانه غير ذي جدوى وانه لن يؤدي إلى نتائج ملموسة هو التقييم الأقرب للصواب.

وليس السبب في عدم الجدوى هو ان جمع الصف غير مهم او ان توحيد الجبهة الداخلية ليس مطلبا عاجلاً ولكن السبب في عدم جدوى الاتصالات هو ان حزب المؤتمر الوطني مصر على الانفراد بالسلطة ولن يقدم على اي عمل يشعر بانه يقلل من سلطته وسيحاول جاهداً ان يبدي استعداداً لانفاذ اتفاقياته بينما تظل ممارسات الحكم الآحادي قائمة ونهج السيطرة على كل مفاصل السلطة مستمراً –وقد ثبت ذلك من خلال محاولاتنا السابقة لجمع الصف الوطني.

عندما يحس الحزب بان المشاكل أحاطت به من كل جانب فهو يلجا لتصريحات غامضة عن استعداده للتفاهم مع الآخرين وعن قبوله لمبدأ التداول السلمي للسلطة غير ان تلك التصريحات تظل مجرد اقوال لا يصاحبها عمل ولا تنبعث عن رغبة حقيقية في التداول السلمي للسلطة وقد أثبتت التجارب السابقة ذلك وان مجرد الانفراج في الظروف الضاغطة يصحبه تشدد في الممارسات الآحادية للحزب الحاكم.

وبالمقابل فان المعارضة تتحمل جزءاً من المسئولية لأنها لا تمارس نشاطاً كافيا ليعد في ميزان القوى على الأرض وهي في غالب الاحيان تسجل غياباً عن الساحة العامة وما تزال هياكلها هشة وتنظيمها ضعيف ونشاطها غير مستقر ولا متواصل وبالتالي فان اثرها على ميزان القوى الداخلية غير محسوس وضغوطها على الحزب الحاكم ليفي بالتزاماته تجاه التحول الديمقراطي غير متسقة.

في مثل هذه الظروف ليس غريباً ان يحس الحزب الحاكم انه لا يواجه اي تحديات جادة تفرض عليه ان يقدم على تنازلات في تحقيق المشاركة ولا يمكن العمل في هذا الجانب ما لم تستطع أحزاب المعارضة ان تفعل نشاطها وان تطرح برامجها وتبشر برؤاها وتعيد النظر في هياكلها وتنظيماتها حتى تبرز على الساحة كقوة قادرة على التأثير في ميزان القوى الداخلي وقادرة على ان تطرح نفسها كبديل حقيقي.

نحن الآن على مقربة من الانتخابات العامة المنصوص عنها في الاتفاقيات ولكن العمل التحضيري لتلك الانتخابات لم يبدأ بعد وهو متأخر كثيرا عن الجدول الذي اعتمدته الاتفاقية فالإحصاء السكاني لم يتم بعد وهو امر هام لتوزيع الدوائر وقانون الانتخابات لم يصدر ولجنة الانتخابات المتفق عليها لم تشكل وإجراءات عودة النازحين لا تزال بطيئة ودارفور ما زالت تعيش في حالة حرب يستحيل معها إجراء انتخابات سليمة فيها وترسانات القوانين الشمولية التي تحد من النشاط السياسي لا تزال في مكانها – وكل هذه قضايا ينبغي ان تجد الاهتمام من الحركة السياسية لانها أمور ينبغي ان تحسم على طريق التحول الديمقراطي ولتفعيل النشاط السياسي.

ان المدخل للتحول الديمقراطي هو اجراء انتخابات نزيهة وحرة وتحت إشراف دولي حتى نبدأ مسيرة التداول السلمي للسلطة ولا نجد في الجو ما يشير الى ان قضية الإعداد للانتخابات الحرة النزيهة يتصدر قائمة اولويات المعارضة ولا الحكومة وبدلاً من اضاعة الوقت فيما لا طائل وراءه في محاولات جمع صف وطني لن يجتمع فنلكرس الجهود لخلق الجو الصالح لانتخابات حرة ونزيهة وادخال التعديلات اللازمة على القوانين والممارسات وفتح الافق السياسي للتنافس الشريف من كافة القوى السياسية حتى تكتمل مسيرة التبادل السلمي للسلطة.

==========
السودان لكل السودانيين
المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان