الجسد المهجور ـ قصيدة

الجسد المهجور ـ قصيدة


05-07-2007, 04:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1178551995&rn=0


Post: #1
Title: الجسد المهجور ـ قصيدة
Author: محمد جميل أحمد
Date: 05-07-2007, 04:33 PM

1

ر بيعـُك موسمُ الدِيدان في المدن التـُرابية ْ
نديمُـك ضّلت الدنيا حكايته ،
ينازع ُ في تراب الموت ، موطنه خيامُ الدهر ِ
والأيّام عاصفة ٌ نُحاسية ْ
عناقيدٌ تـُعطـِّـنُ خمرها جسدا ً
يسوق السائسُ المخمورُ في يدها
خيولَ الموت للأبـدِ
قناع ٌ د ونما رُؤيا
كليــلِـك يا غـُبار الروح متربـة ً تشـدُّ الطين َ من حمأٍ
يُخـثــّره رمادُ العـُمر ِ كالـّـزبد
عنيفٌ حينما يغدو سجينـُك يا خريف َ الـلـّـذة الحمراء ِ
مصلوبا ً على الجـّـسدِ

2

تهـّجيتُ كينونتي في السراب الذي أسرجته ا لحكا يا .
فيا جسدا هجرته القناديلُ في متـْربات ا لد جى ،
أين مرساك في ا للـُجّ ، والموج رش المدى ... والمرايا،
شركٌ للوجوهِ التي لونتها التماثيلُ ... واللوحة المعدنية ْ
تـُفتــّــح للضوء ما عتــّمته الزوايا
وظـِلـّي أديمٌ تحجّر في مرقد الوهم ِ يرنو إلى صورة الموت حول المكان الذي جفّ منه الضياء ْ
حمأ ٌ أذبلته الحنادسُ تحت الرياحْ
تائهاً يسرق العمرَ في زفـّة الـبـِيدِ والرمل
يهجو المسافات حتى انفلاق الصباحْ
عارياً خفَّ عنه الكساءْ
والنعل أثـقلَ الخطو بين المتاريس
يمشي على فِــتــَن ٍ كالجراحْ

3

شركٌ رفرفاتُ الخطى في الأثير إلى مخدع ٍ
صّورته الأماني
حظك اليوم نحسٌ كرجع الصدى حين تـقرع ُ آنيــة ً من نحاس الأساطير ِ
تمسك فـُـقــّاعة َ الـّرغو ِ .... ماء السراب الذي أهـرقته القناني
عتيقٌ كدالية الكرم عطنــّها سكر العاشقين
في مهرجان الــِّدنان

4

دلفتَ العالمَ المنخورَ، بين مدائن الموتى ،
يــدُ الديدان تشتعلُ
وحيدا ً تنهب الأيام ُ وحشته ،
تدور سنابكُ ا لظلمات لا ريــث ٌ على غدهِ
ولا عجَــلُ
وحيداً في الثرى الصادي
يطارد في تراب الوهم تحت سمائه العطشى
سراباً رقّ في قاع المدى شركا ً
يمــدُ لــه يــدَ ا لسـُّــقيا ،
فلا يصلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن صحيفة الحياة اللندنية 15/5/2002

Post: #2
Title: Re: الجسد المهجور ـ قصيدة
Author: Tragie Mustafa
Date: 05-07-2007, 09:12 PM
Parent: #1

.

Post: #3
Title: Re: الجسد المهجور ـ قصيدة
Author: محمد جميل أحمد
Date: 05-08-2007, 10:22 AM
Parent: #2

شكراأستاذة تراجي على مرورك بهذه القصيدة. رغم إنتباهك لقضاياأخرى تسبق الشعر دون أن تهمله ، طبعا،
تحياتي
محمد جميل