لماذا يمتن السياسيون علي الرموز!

لماذا يمتن السياسيون علي الرموز!

كغيري من السودانيين اصبت بنوبة حزن بالغه عند سماعي لنباء رحيل الفنان القامه حسن خليفة العطبراوي.
ولا ادعي معرفه بالرجل او نحو ذلك ولكنني استمتعت بغنائه واناشيده الوطنيه التي كان الناس يطلبونها حتي في مناسباتهم الخاصه. وقد زاملت ايضا إبنه خليفه في عطبره الحكوميه في نهاية السبعينات من القرن الماضي. واعلم تماما حجم الحزن الذي يجتاح مدينة عطبره نتيجة لرحيل الرجل.
في اثناء متابعتي لخبر تشييع جثمان الفقيد، اثار حفيظتي حديث احد الوزراء عندما قال ( ان الدوله ستتكفل باسرته)...!
ولشدة ما اغضبني حديث الرجل... فقد ذكرني حديثه موضوعا كثيرا ما فكرت في كتابته وشغلتني عنه الحياه...!
اولا لماذا يعيش ويموت عندنا رموز المجتمع وقاماته واغلب المبدعين فقراء...! ثم ياتي يعد ذلك السياسيون ليمتنون علي اسرهم من المال العام ويجرحون كبريائهم وكبرياء اسرهم ( بأ ننا سنهتم بهم)! وسوءا ان قصدوا ام لم يقصدوا يجرح هؤلاء ( غليظي الشعور ومتبلدي الاحساس) كرامة هذه الاسر امام العالم! لماذا لا تتم مثل هذه الاشياء بعيدا عن الاضواء...!
وكم مره يجد الانسان موضوعا يقول ان الرئيس او الوزير ( تبرع لعلاج الفنان زيد او عبيد)! وكأن الوزير او المسؤول يتبرع من مال ابيه!
لماذا لا تتم هذه المسائل بصوره حضاريه حتي لا تجرح كبرياء هؤلاء المبدعين!
هل السودانيين ومسؤوليهم مجموعه من الدهماء لا تعرف حتي ابسط قواعد التعامل البسيط ! لماذا يمتنون علي المبدعين وغيرهم! اي صنف من الناس هذا الذي يتخذ من مصائب الناس فرصه للامتنان عليهم... ومن أين ... من المال العام..!
هل يفعلون هذا من اجل الكسب السياسي ! ام ماذا!
كل شعوب الدنيا تفعل مثل هذه الاشياء دون ان يعرف احد... ومثل هذه القضايا والمسائل لها مؤسسات وادوات تقوم بها دون من ولا اذي ومن دون ان تذكر مطلقا! فاللبشر كرامه يا هؤلاء!

فقط راجع ارشيف هذا المنبر او ارشيف الصحف لتري كم يتجني المسؤولين وغيرهم وتتم ( مرمطة) سمعة الشخص المعني بقصد او بغير قصد... حتي يصاب الشخص بالغثيان من حالة الامتهان التي تحدث لكرامة وسمعة الشحص المعني.
ستجد مثلا:
الرئيس ( يتبرع) لعلاج الفنان الفلاني بكذا
وزير الثقافه يتكفل بعلاج فلان الفلاني ...
ومجموعة كذا او ( نقابة) كذت تطالب الوزير الفلاني بالمساهمه في علاج الموسيقار فلان الفلاني
وغيرها كثير...

هذه من اكثر الامور التي تدل علي اننا شعب متخلف يمتن حتي علي مبدعيه وشخصياته الوطنيه...

رحمك الله يا استاذنا حسن خليفه وليجعل الجنه مثواك... وتعازينا لخليفه واخوته واخواته وكل الاسره... وغني عن القول انهم قادرون علي النهوض بحياتهم من بعدك من غير من من امثال هؤلاء...

و لاحول ولا قوه إلا بالله

سلام عسكورى
فعلا دى حاجة غريبة
وكانوا القروش مطلعنها
من جيبهم وله من ورثة ابهاتهم
كانها ماملك الدولة، و المعروف
من واجب الدولة تنفق على المبدعين وهم احياء
وتنفق على اسرهم بعد موتهم
رحم الله العضبرواى المبدع