غَــادْة نُـوْرِيْ تكتب: ( 27 مارس تاريخ مميز في ذاكرتي)

غادة كتبت:
(لماذا 27 مارس بالذات)

أمس 27 مارس هو اليوم العالمي للمسرح إذن : التحية لكل الحركة المسرحية ببلادي . وفي نفس الوقت هو يوم مميز في ذاكرتي لأنه تاريخ أول مرة التقي فيها بصديقي الصدوق المدعو: معتصم سيد أحمد أو كما يحب أصدقاؤه أن يسموه (أدروب) رغم ان الجميع يعرف إنو ليس بأدروب , لكن هو(ولوف) بس!
كان معتصم يومها (طبعاً لن أذكر سنة كم) يوزّع في حوش الجناح الغربي لجامعة السودان كروت بمناسبة يوم المسرح بها أعمال تشكيلية وعبارات أوابيات شعر تحيّ تلك المناسبة وكانت مطبوعة على ورق بوستال مصقولة ولامعة , يعني بإختصار كده كانت كروت فاخرة (غير تلك الكروت الضبلانة المتعودين عليها مرسومة على قصاصات بوستر ومكتوبة بقلم الشيني ) إستوقفني معتصم – صباحاً- أمام مكتب أستاذ أحمد الطيب زين العابدين – ربنا يرحمه – (في الممر بين مكتبة كلية الفنون ولاب الكيمياء العضوية) سلّم عليّ بمودة حقيقية وأهداني كرت ؛ فوقعت أنا فيهو أسئلة أجاب عنها بذلك النوع من البساطة التي لاتجعلك تشعر معها بالحرج من جهلك :---
- سألتو عن المناسبة شنو ؟
- قال لي بتلقيها مكتوبة تحت في الكرت .
- أيوه.. وإنت علاقتك بالمسرح ذاتو شنو ؟
- فعرّف بنفسه إنو عضو في فرقة الجمّام المسرحية .
- يعني.. إنت طالب في المعهد ؟
- طيب.. في سنه كم ؟
- أها.. إسمك منو ؟
- و...........؟و...........؟
أتذكر إني هريتو أسئلة عشان آخد منو الكرت , وبعد داك كلو قلت ليهو بكل لماضة : ليه تختار لي إنت كرت ؟ مفروض تخليني أختار براي الكرت البعجبني . أجاب وهو يعرض ما معه من كروت بطريقة الكوشتينة ونفس الإبتسامة المقنعة تملأ وجهه : ياستي هاكِ أول حاجة دا ا الأنا إخترتو ليك وإختاري إنت تاني أي واحد يعجبك.
الغريب في الموضوع إنو الكروت التي حولها كل هذا التفاوض والجدل كانت كروت مجانية ! [عليكم الله شفتو لماضة و لواقة وحركات شُفع صغار أكتر من كده ؟؟]
لم يمضِ نهار ذلك اليوم إلاّ وكان أدروب قد إكتسب لقبه الآخر (سيدالشمّام) حين صادفتُه مرةً أخرى في الكافتيريا(الشلتر) ومعاي مجموعة من صديقاتي البرجوازيات بنات كيمياء, هذه المرة إتعاملت معاهو بمنتهى الألفة كأننا بنتعارف منذ سنين(إذا كنت قد التقيت معتصم فلن تستغرب ذلك أبداً ) وعرّفته بمجموعة طقم القزاز أو القوارير المعاي ,سلّم هو عليهن بكل تودد وتعامل الطقم معاه بكل تعالي وعجرفة فأخبرتهن إنو دا صديقي (الجديد) فنان مسرحي طالب في المعهد وعضو في فرقة إسمها الجمّام ؛ فانتهز صاحبي الفرصة وطلّع باقي كروتو وقعد يفرجهم فيها وللعجب لم يبدين بادئ الأمر أي إهتمام بالكروت وتوجهن بسؤال إستغرابي : قلت فرقة الشنو ؟ الشمّام ؟ الجمّاااام !! ويعني شنو جمّام دا؟ وإنت سيد الفرقة دي ؟ . وطبعاً زولي ماصدّق وقعد يشرح بذات الصوت الضاحك معنى الإسم و بأسلوبه الشيّق البسيط وشرّق وغرّب وخرّم وإتكلم عن المعهد واليوم العالمي للمسرح وشوية شوية رجعنا لموضوع الكروت(البايرة) إياها كل ذلك تمّ في دقايق أو ثواني معدودة والمفارقة كانت إنو طوالي كل واحدة من صاحباتي الزجاجيات طلّعت من شنطتها أقلّ واحدة خمسة ألف وكانت مبلغ كبير وقتها (برضو ما ح أقول سنة كم) وقالت عايزين نشتري منك كروت ياسيد الجمّام [شفتو القدرة على الإقناع دي كيف؟؟ والكلام ليك ياأريج] أحسستُ بالحرج وكالعادة حاولت التخلص من حرجي بالضحك فقلت ليهن : بالغتو ياجماعة الكروت دي مجانية وبعدين إنتو كده خليتو لي صاحبي دا مُش سيد الجمّام خليتوه بقى سيد الشمّام بالجد جد .وطبعاً صاحباتي ديل كانو حقيقةً معتقدين -وأظنهم حتى الآن كذلك– إنو أي فرقة لازم يكون عندها( سـيـد) !! وكانو مصدقين إنو معتصم هو سيد الجمّام .أظنكم عرفتو ليه العمل المسرحي أوالفني عموماً ماقعد يطّور في بلدنا .......
أمّا أنت ياأدروب ياسيد الشمّام فأخبرك إني مازلت ياصديقي أحتفظ بأحد الكرتين حتى الآن ضمن (مجموعتي المحرّمة) التي قدِمتُ بها من ذلك الزمن الصعب زمن الوضوح , زمن الناس الجميلين والرفاق الحقيقيين , زمن إتصفنا فيه بالمبادرة لأن الخيارات كانت بأيدينا . والآن أتخذ تلك المجموعة كتعويذة أحتمي بها من زمني هذا وزمني الآتِ ومن كل الكائنات الهلامية .
أمّا الكرت التاني ياسيدي أسأل منو سينيري ود فيزياء سامر أحمد (ودالأستاذ) .
[عليك الله لقيتني كيف في (الحفِر) ؟؟]

وكل 27مارس والمسرح والفن والسودان كلو طيّب وأكيد ح نتلاقى كلنا طيّبين وسالمين .




ملحوظة:
تأخر هذا البوست من تاريخه حتى كاد يفقد طعمه ونكهته سوى أن كاتبة المقال هي العزيزة غادة فالإعتذار لكم/ن ولها

Quote: تأخر هذا البوست من تاريخه حتى كاد يفقد طعمه ونكهته سوى أن كاتبة المقال هي العزيزة غادة فالإعتذار لكم/ن ولها

ياسامر ليس فقط لان غادة تمثل املا كبيرا لملايين الموجوعيين في سودان الوجعة ولكن لانها كتبت بصدق والحرف الصادق ليس له زمان انه يتجاوز الازمنة والاماكن

الأخ العزيز
سامر

سمعت كثيرا عن الصامدة غادة نورى
و لكننى لم أكن أعرف الكاتبة غادة نورى

لك الشكر على نقل المقال
و تحياتنا لها
مع الأمنيات المخلصة بعاجل الشفاء

غادة

امس الليل كلو بفتش في البوست ده
ساهرتا سهر جد وما لقيتو الجميل كرفــــس
جابو لي لحدي عندي لقيتو في الايميل بعد ما كنت
قد سمعت بهذا البوست في الحلة بعض الاصدقاء اخبروني
بان غاده قد كتبت عن قصة الكروت ...
قريت ...
شعر جلدي وقف طابور ... دموعي جرن شو غاده ده انا معتصم
الغريبه يا غاده جاتني منك رساله على الموبايل الساعة اربعه
الفجر ( انا ماشه الصين يوم الاتنين ) تمشي وتجي بالف سلامه يا غاده
اقول ليك حاجه دي اجمل حكاية سمعتها عن كروت يوم المسرح العالمي
وعن اي كروت انا وزعتها في حياتي ولا اقول ليك دي اجمل حكاية تتكتب
عن المدعو ادروووووووووووووب ظاتو ...
انا نهائي ما حاقدر اكتب ولا حاقدر اجاريك في كلامك الجميل المنسق
فيهو حوارات امشي الصين وتعالي اكتبي لنا قصص وحكايات كتيرة صراحة
المكتوب يا غاده يدل حقيقي على قدرتك الجميلة على الكتابة والحكي كمان
وذاكرتك ماشاء الله عليها يا غاده انا والله من الحكي ده كلو اتذكرت لماطتك
بتاعت ليه تختار لي انت وفرشت ليك الكروت قدامك وصفك ده خلاني اتذكر اللحظه
كأنها شريط قدامي ....
غاده اقول ليك كلام وما سر انو انت كنت اقرب زوله لي من الناس العرفتهم وبالتحديد
البنات في الغربي وكنت بحب اسمعك انت تحكي عن حالتك الصحية وانت بكل هذا الابتسام
وكل هذه القدره على انك تكوني قويه وجميله اذكر ذلك اليوم....
كنــا قد تخرجنا من الجامعة انت كنت شغاله في المدرسة الفي بحري واناشبه عاطل وكنت
اعمل متطوعا بالجمعية السودانية لحماية البيئه تواعدنا ان نلتقي ...
يوم الثلاثاء في الغربي وكنت عاوزه تحكي لي اتلاقينا وجلسنا امام كلية الدرسات
التجاريه وحكيتي لي عن ذلك الدكتور وما قاله لك وكان خايف يقول ليك لكن انا
متاكد بعد ما قال ليك حتكوني مبتسمه في وجه ذي ما كنت بتحكي لي في تلك القصة
المؤلمه ولم تفارق الابتسامه وجهك وانا كنت اتقطع حزنا لم تخلص الحكاية الى ان
طردنا الحرس من الجامعة طلعنا مشينا السوق العربي وانا وصلتك لحدي الكلاكلة
ورجعتا بعداك مشيت امدرمان ..
ساواصل في هذا البوست كل يوم حكاية عن غاده نوري الانسانه
الى ان تعود من الصين بصحة وعافية
مع الحب
معتصم ود الشمام

سلام....
أمس مشيت مع الزولة دي عشان قالت عاوزاني أوصلا تودع زولة غالية عليها
خش يمين
خش شمال
لف الصينية
شويه قدام
لف يمين
بس ....
منزل الاستاذة سعاد إبراهيم أحمد... شامخ هذا المنزل يشبه سكانه يقف شوكة حوت في حلق الزبانية ... صامد في وجه تصدع الزمن وانهيار القيم وسقوط الأقنعة تشعر عند بوابته بأنك على وشك الولوج لأراض محررة ...
سلام ووداع حنين ...
غادة بتقول ليها يا حبوبة
وهي بتناديها بتي القوية المقاتلة
لقينا ناس حوالين المرة الجميلة دي وقلت لنفسي دائما ما يتواجد الجمال عند كل جميل ... كريمة حتى اللامنتهى تهتم بتفاصيل من حولها تمزج السياسة بكل شئ فتشعرك ألا مفر من النضال ...
سألتها غادة "كيفك يا حبوبة ؟"
ردت بغضب " عاوزين يغرقونا تاني " التفتت علي بنفس النظرة الغاضبة الثائرة وقالت " زي ما قال عادل إمام -وبلهجة مصرية بارعة- ما أنا بقيت متعهد الحكومة!!"
وأعادت لنا أنفاسنا كانت قد صادرتها أو قل إحتبستها حينما نادت " وين الموية يا ناس ؟ وجاءت كاسات الكركدي لأعدل جلستي بعد أن تيقنت أني لست المقصود بإغراق مناطق النوبة
عند الوداع احتوت غادة هذه المرأة الجميلة الفولاذية وقالت لها بصوت حنين "يا حبوبة أنا لو يوم 30 مايو ما قدرت أتصل بيك كل سنة وانتي طيبة" أومأت السيدة سعاد وقالت "عيد ميلادي " تقازمت أنا .. تباعضت .. تواريت خلف دمعي وكوب العصير... أخرجت من حقيبتها "هبابة" كانت قد إبتاعتهاخصيصا لهذه العملاقة وشحنتها بحب هذا الجيل لهذه المرأة الرمز ...
إنسربت خارج الغرفة تقتادني الدعوات ألا يحرمنا الله من هذا التواجد وهذه القمم والنساء الشوامخ

ونرجع إن حيينا

سامر ، بين دمعك وكوب العصير وحكاوى الاخت غادة مسحت وارتشفت تلقائية زمن السليقة وكوشان الحصى
الذى حيرنى بعمق اختيار الاخت غادة للهبابة هذا عمق مشهوق بالعلو ومخفوض بالسمو ومرفوع بالتجلة
لك وللاخت غادة وللاخ معتصم ولكل (الشلوخ) الموازية للوجود، احى استاذة سعاد احمد ابراهيم
وارفع التكريم والتحية الى جميع اهل المسرح واعمدته فى يومه الذى يوافق تكوين الاصدقاء

وعودا" قريبا معافى لاختنا غادة







بابكر زيكو

حكاية ثانية
خرجت من السودان في العام 2002 في شهر يناير
وكعادة الغربه القاتلة وايام العطاله الاولى وعدم
الاستقرار انقطعت اخباري عن اصدقائي الا من بعض الدقائق
اتصل على صديقنا بحر من حين لحين اسالوا من حال الناس
واحد واحد وفي احد المرات ....
اتصلت على مجدي بحر ....
وبعد السلام والمخابرة عن الناس وحال الناس
قلت : يا مجدي عندي وصية ..
قال : قول وانا اوصل اي وصية
قلت : سلام حار جدا للعزيزة غاده نوري
قال : ( لم يقل شي ) تمتم كده وقعد يقطع في الكلام
( انا راسي ضرب )
قلت او صرخت باعلى صوتي : في شنو يا مجدي غاده مالها
قال : انت ما عارف
صرخت مره اخرى بعد ان احسست ان الدنيا بداءت تتحرك تحتي
ما سمعتا يا مجدي حصل شنو
قال : غاده حصل ليها حادث في امجاد واتكسرت
وكان هذا اليوم العجيب الذي عرفت ما حدث لغاده فيه
وكنت في تلك الايام ومن استجدادي في الغربة لو حضرت
مشهد حزين في مسلسل ابكي وانا ذلك الشخص الذي درس
الدراما ...
وبكيــــــــــــــــــــــــــــــت
وكترتا من يا ريت لو كنت هناك
غاده تمشي وتجي بالسلامه
وانا عند وعدي كل يوم سازين هذا البوست
بحكاية عنك واسف للحكاية الحزينة والحكايات الجاية
ساحكي فيها عن غاده نوري الانسانه
لك الحب
معتصم ود الشمام (كما قلتي)

الاخ سامر
وردتني رسالة من غاده
لماذا تاجل السفر افيدونا
غاده تلفونا مشغول طول الوقت
معتصـــــــــــــم

سلام للناس الجميلين حد الشهقة

زيكو ومعتصم
وباقي الناس الحلوين المداخلين والقراء

غادة كويسة ومافي عوجة بس لأسباب تخص المركز العلاجي طلب من غادة تأجيل السفر وكما قالت "تأجل السفر ويبقى باب الأمل مفتوح"

.........
قصة تانية

اليوم المقرر للسفر كان الأتنين الساعة 4 عصرا المطار
غادة رسلت الرسالة المكتوبة فوق لكل الناس عشان الناس ما تمشي المطار ...
قابلتها الساعة 3 عصرا ولم تكن قد تناولت شئ يسد رمق جوعها وهي تسابق الزمن لكي تصل المطار

- مالك تاني ؟ سفر واتأجل ماشة تعملي شنو؟
- يمكن يكون في زول ما وصلتو الرسالة .. أو زول سامع بالخبر وجاي ..
لازم أكون هناك عشان أعتذر لأي شخص جاء يودع غادة نوري..

مشت غادة قعدت لحد الساعة 4 ونص، لما قابلتها كانت سعيدة عشان ماف زول جاء وقالت "معناها الرسالة وصلت كل الناس "
_________________
ياخ الزولة دي ما بتجيب وجع القلب!!!
ربنا يجيبك لينا بالسلامة ويحفظك بناس كتاااااار محتاجنك

نواصل

العزيز سامر
امس هاتفتني غاده نوري يجي 20 دقيقة
اخبرتني لماذا لم تسافر
الشي الجميل في غاده انها في قمة التفاؤل
وراجع للكتابة عن غاده نوري