الإنسر..الإنسرمك(قصة قصيرة)..(خيال علمي)

تجمعت الاف الأناسر حول مبني (الإنسر الدولي), وإحتشدت مئات الكاميرات التلفزيونية ,ذلك لأهمية الخطاب الذي سوف يلقيه بعد قليل (أمين عام منظمة الإنسر)علي كل العالم,وذكر أنه سيكون خطابا تاريخيا,وبالفعل فقد تسربت أنباء في الايام السابقة من مصادر داخل مبني المنظمة توحي بأن الخطاب سيحمل حدثا عظيما في تاريخ الأناسر .
وإعتلي سيادته المنصة بعد فترة قصيرة ,وبعد أن إرتدي نظارته الطبية -كما يفعل دائما- بدأ يقرأ والعالم كله يستمع إليه في إنصات شديد.

السيدات والسادة:- لقد أخبرنا التاريخ القديم إننا لم نكن (أناسرا)إلا بعد عام 2300 للميلاد, وقد كنانعرف من قبل -كما تعلمون- بالإنسان , ولقد كان قرارا حكيما مما يسمي ب(الأمم المتحدة) في ذلك الوقت إصدارها قرارا يتم بموجبه تحويركل الجنس البشري (الإنساني )إلي الجنس البشري (الإنسري) والذي يختلف عن الأول في قدرته علي الطيران والتحليق كما تعلمون.

السيدات والسادة:- إن ذلك لم يكن ليحدث لولا تلك الجهود الخرافية التي بذلها أجدادنا في مجال العلوم عامة, والجينات علي وجه الخصوص , وبالتالي إستطاعوا وقتها دمج جين الأجنحة لأقوي أنواع النسور في ذلك التاريخ مع كل عملية إخصاب بشرية تحدث, ولم يكن ليستثني أحدا من ذلك كما تعلمون.

السيدات والسادة:- تعلمون أن السبب الرئيسي لذلك كان كما نقله لنا التاريخ هو درجة التلوث التي أصابت البيئة وقتها جراء إستخدام وسائل النقل الأرضية كالسيارات , وقد حرم إستخدامها بعد ذلك القرار,وقد نجحت هذه الوسيلة في خفض نسب التلوث الي درجة عالية , وكانت المحصلة النهائية إلتحام ثقب الأوزون في عام 2450 وهي فترة تعد قياسية علميا , أما ما يخص حياتنا فقد صارت رائعة بالطيران , وهذه الأجنحة الحقيقية.. نطير بها الي المدارس ..الي أماكن العمل ..الي الحقول ..الجبال ..والي أي مكان.

السيدات والسادة :- وحيث إنني لا أستطيع تخيل شكل الحياة بدون أجنحتي السمراء هذه, والتي حرم أجدادنا منها , لذا كان لابد أن أشكرهم نيابة عنكم جميعا علي إنقاذنا من الأنقراض بفضلها.

السيدات والسادة:- بالرغم كل هذه الإيجابيات , الا أنكم تعلمون اننا نعاني اليوم من تزايد مخيف في أعداد الأناسر, وبالتالي ذلك النقص الرهيب في الأغذية والأكسجين الذي نعاني منه , وتبذل المنطمة جهودا ضخمة في العديد من ولايات الأرض لتفاديالكارثة .. ولقد توصلنا بعد عدد من الدراسات والتجارب إلي الحل أخيرا ..لذا ..فقد قررنا نحن الأناسر ممثلي كل أناسر العالم أن تتم عملية التحوير الثانية في تاريخ الجنس الإنساني إعتبارا من أول العام القادم2844 إلي جيل (الإنسرمك) وهو جنس محور بطريقة جينية معقدة تجعلنا قادرين علي العيش تحت الماء مع الإحتفاظ بأجنحتنا وبذلك نستطيع حل مشكلة الأغذية والأكسجين بما تحويه المحبطات والبحار من ثروات غذائية هائلة,وينعم الأنسر بحياة سهلة ويعيش تحت الماء كما هو فوقها ليكون حضارات راقية جديدة وينعم بالسلام والإستقرار والأمن.
السيدات والسادة: هذا القرار واجب التنفيذ أعتبارا من أول يناير 2844للميلاد..وقد تمت برمجته في كل ولايات الأرض..

ودامت حياتنا في أمن وسلام ورفاهية..



إنتهي الخطاب بتصفيق حاد من جانب , وهرج وهمهمات من جانب اخر , ولكن كان الجميع يسأل نفسه:-هل يستطيع الإنسر التأقلم مع الإنسرمك مثلما إستطاع الإنسان التأقلم مع الإنسر..

هل؟


خالد الطيب

نقوم نقوقلا ولا تجيب المصدر براك

قوقلا...
وأي زول لقيتها عندو معناها حرامي..