مهندس / محمد النور احمد الامين / يكتب من اجل حياة زوجية اكثر توازنا

من أجل حياة زوجية أكثر ديمومة واستقراراً

من أجل حياة زوجية أكثر إنسجاماً واستقراراً فإنني أتقدم فيما يلي بمقترحات بسيطة يسهل العمل بها إن شاء الله . والمقترحات على الرغم من توجهها لأهل السودان خاصة حيث تم التعرف على هذه الظواهر الإجتماعية لسنوات مضت إلا أنني أطرحها للجميع أينما كانوا ذلك ان شعوباً أخرى دون شك قد تمارس الشي أو شيئاً منه. وفي النهاية هي طرح للبشرية التي تعاني من بعض القصور أينما كانت . والفكرة تدور حول الزواج المبكر بالنسبة لطرفي العلاقة المستقبلية وهما الشاب والشابة وكذلك تطرح الفكرة الموافقة الأولية لكل طرف بالطرف الآخر .
لقد شرع الله سبحانه وتعالى فكرة الزواج لضمان إستمرارية الحياة بالطريقة التي أرادها الله لنا ومن أجل حفظ النوع البشري كما أراد الله ذلك بالشكل السليم الذي يضمن الوئام والتآلف بين أفراده .
من أجل إستمرارية الحياة الزوجية بهذا المنوال ، إلا أن هناك بعض أنواع القصور ناتجة عن ممارسات غير سليمة من بعض الناس كان لابد من التصدي لها ومن ذلك :-
1. الزواج في سن مبكرة ويشمل ذلك كلاً من الشاب والفتاة وهي مواصفات عاشتها المجتمعات الريفية لأزمان طويلة. وفي هذا الخصوص يتركز مقترحي الأول على أهمية بلوغ كل من الاثنين سن الثامنة عشر عاماً على أقل تقدير،هذا الأمر هام بالنسبة لتكوين أسرة مستقبلية لها القدرة على تحمل الألتزامات والقيام بالمسئوليات المصاحبة في هذا الخصوص ، و يجوز بنا أن نذكر أنه في مامضى من أيام بالذات في كثير من المواقع الريفية كانت تحدث بعض الهنات في هذا الخصوص لأسباب جزء منها يعود للتقاليد والحفاظ على بعض الروابط بين الأهل والأصدقاء والهدف من ذلك هو تمتين الروابط الاجتماعية بين تلك الأسر، إلا أن مضار مثل هذه الزيجات قد ثبتت أضرارها في مرات كثيرة .
وفيما يتعلق بسن الزواج فإنني ارى أن يكون الحد الأدني للطرفين ثمانية عشر عاماً،حيث أنه في هذه السن يستطيع الشاب والشابة الوقوف على أهمية الزواج والاختيار ومايرتبط بالزواج من التزامات ومسئوليات . وفي هذا الخصوص أرى أن يتقدم الشاب شخصياً إلى من يريد الارتباط بها ومفاتحتها في الأمر ثم التقدم إلى والدها للحصول على الموافقة ومن ثم الأسرة.
فيما مضى كانت أحياناً تتم هذه الإجراءات بواسطة بعض الأطراف أو أعضاء من الأسرة دون ظهور الشخص المعني في مرات كثيرة . إلا أن إلزام الشاب بعد سن الـ18 عام هو أمر أساسي وذلك حتى يكون عنصراً فاعلاً مسئولاً عن مايقوم به من أعمال وهو أمر هام بالنسبة للفتاة ذلك لأنها سوف تكون قادرة على حسم الكثير من الأمور التي تهمها .




2. لقد ثبتت المضار التي تتعرض لها البنات صغار السن نتيجة للزواج المبكر في اشكال عديدة ، فقد تكون سنها لاتسمح لها من القيام بعملية الرفض في تلك المرحلة لقصور في النضج خاصة إن لم تكن موافقة على الزوج ، كما أن المسألة كانت في الماضي كثيراً ما تتم بواسطة الأسر وليست بين الأفراد الذين يخصهم الأمر مباشرةً . فمسائل مثل الانجاب وتربية الأطفال وإدارة المنزل هي مسائل هامة لاتقدر صغيرة السن على القيام بها ، مما قد يعرضها لتجارب فاشلة قد ترجع إما لعملية الاختيار أو لصغر سن الزوجة أو الزوج وفي الحالتين فإن مسألة الاختيار والسن المبكرة هما العنصريين الأساسيين في الموضوع .
3. بعد إكتمال ماأشرت إليه فيما سبق ، فإنني ارى أهمية تقدم الشاب الخطيب والتحدث فيما يتعلق بهذا الأمر مع الفتاة المعنية مباشرة ليتأكد من موافقتها على الارتباط به وأرى أن تعطى فترة 6 شهور إذا طلبت ذلك في حالة تعذرها على الموافقة أو الرفض في لحظتها حتى تكون في موقف يسمح لها بإيجاد الرد الحاسم على مسالة هي من أكبر الأمور جوهرية وعليها يترتب قيام اسرة والعيش تحت سقف واحد لسنوات طويلة بإذن الله .
4. على الشاب المتقدم للخطبة التمتع بالشخصية المستقلة والقدرة على إتخاذ القرار بالإضافة لمواصفات أخرى تتعلق به كرب أسرة مستقبلاً .
5. دور الأسر ذات الصلة بالموضوع يجب أن يكون دوراً إيجابياً ومساعداً على إكتمال هذا المسعي المبارك .
6. إن الهدف من الزواج وقد أوجده الله بين عبادة من أجل استمرارية الحياة بالطريقة التي إرتضاها هو لنا ومن أجل تمتين الروابط بين الأسر والكيانات والشعوب وهي أهداف نبيلة على الجميع العمل الجاد من أجل بلوغها .
هذا الموضوع قد تكون له العديد من الجوانب التي هي في حاجة لتسليط الضوء عليها ، إلا أنني تحدثت في إيجاز عن نقاط هامة وسريعة تهم الكثيرين من أهل السودان خاصةً وفي مايتصل بالحياة الزوجية وكيفية الوصول بالأسرة لكل ما هو منشود لتعُم بين الجميع المحبة والسعادة، دمتم في حفظ الله ورعايته وإلى رسالة قادمة .

استودعكم الله مع أمنياتي لكم بكل التوفيق والنجاح .

محمـد النور أحمد الأمين
مهندس زراعي وبيئي مختص
مسقـط 29 إبريل 2007م
هاتف:92382903