نصوص ملونة (2) لقد اخطات الفرنسية الشمطاء حين اصابت !

كان المستشار الثقافى قد اختار لنا مدينة ( رويان) حيث مركز دراسة اللغة الفرنسية من افضل المراكز ان لم يكن افضلها جميعا . المدينة عبارة عن مرفا صغيرينحشر فى زاوية حادة يكابد ليطل براسه على المحيط الاطلنطى . تدب فيه الحياة فى فصل الصيف ثم بعد ذالك يذهب فى بيات شتوى طويل. سكان المدينة هم المحاربون القدامى الذين كانوا على قناعة تامة بان الجزائر فرنسية لحما ودما الى ان خذلهم استفتاء شارل ديغول بمنح الجزائر استقلالها ومجموعة اخرى من الصيادين وبين المجموعيين قطط وكلاب بعضها ضال والبعض الاخريقاسمهم السكن .كان من سياسة المعهد ان يوزع الطلبة والطالبات فى (الويك اند) على الاسر الفرنسيةلمزيد من الاحتكاك والتواصل . استدعتنا المديرة لتعرفنا على الشخص الذى سنكون ضيوفا عليه وكان مزارعا وعرفنا من تقديمه لنفسه انه مسؤول الحزب الشيوعى فى المدينة وانه يمتلك مصنعا لاجود انواع الاجبان الفرنسية انكم تعرفون ان فرنسا بها365 نوعا من الجبن لاحظ الرجل مسؤول الحزب ! قال لنا: انه دعا كل جيرانه وطلبوا ان يكون الموضوع المطروح للنقاش هو : الفروق الجوهريه بين السودانيين فى شمال السودان وجنوبه. وطلبوا ان نحضر معنا اطلس لمساعدتهم فى فهم الجغرافيا السودانية . بذلنا اقصى مايمكن بذله تارة انا وتارة زوجتى وقد كانت الاستجابة رائعة. قبل ان يتقدم المضيف يشكرنا نيابة عن الحضور رفعت عجوز شمطاء اصبعها تطلب فرصة الحديث و قالت: اعتقد اننى فهمت المحاضرة جيدا ودليلى على ذالك ان مسيو جعفر من الجنوب بينمامدام جعفر من الشمال!! قلت لزوجتى التى كان يبدو عليها الانتشاء: لقد اخطات العجوز الشمطاء حين اصابت ! ابقوا معنا كمايقول مذيعو الفضائيات اذ ان النص القادم حول قصة الايرانى الذى ترك ابنته فى العشرين من عمرها فى عهدتنا ! هل اواصل ؟

الاخ جعفر عبد المطلب
لم اقرأ كل مساهماتك هنا. ولكننى ارى انك تكتب بعمق ودراية واسى وحزن وتفاؤل، وتجربة اعلامية وثقافية باهرة.
واصل عليك الله.
المثابرة فى هذا الفضاء الاسفيرى سوف تصنع لك قراء .. فروق الاجيال والتجارب تحتاج الى مثابرة.
واصل. يا استاذ.

الصديق عادل عثمان لك التحايا والود : فى بعض المرات يراودنى احساس ان مااكتبه ربما يشكل انطباعات ذاتية لا تفيد قارىء هذا المنبر فى شىء ! اذا كان هذا رايك سوف اواصل رغم تحفظ بعض الاصدقاء على انحدار وابتذال بعض الكتابات ! ونصحونى ان اكتب فى الصحف السودانية بدلا من هذا المنبر ولكن هل الصحف السودانية الواقعة بين مطرقة امين حسن عمر وسندان جهاز الامن حرة ؟ دعونا نكتب ونتفائل ان ينصلح حال هذا المنبر حتى نصل به الى مستوى يخلو فيه من الانحدار وسقط الكلم و ابتذال اللغة وهذا فعل تمارسه اقلية .ان عدد الرسائل التى وصلتنى عن طريق ( المسنجر ) كبير وكلهم يحثوننى على التواصل وعدم الانقطاع ثانية . لقد تذكرت سنوات المرافىء الجميلة وبريد اصدقاء المرافىء وذالك التواصل الرائع الذى مايزال يشكل مستودعا من السعادة يتعتق ولا ينضب . ما اجمل التواصل مع الذين لاتعرفهم وما اجمل المدن التى تحط فيها رحالك وانت لا تعرف لغة اهلها ! لماذا لانتواصل ؟

تحياتى يا دكتور

طبعا تواصل ونص وعشره ، كتاباتك فيها متعه وفائده وهذه نوع الكتابات المطلوبه بدلا عن كتابات صراع الديكه التى تحصل هنا ، وكما قال لك الصديق العزيز عادل واصل ( بالمناسبه عادل من الزومه ) ونحن عندما نرى عنوان لموضوع تكتبه نسارع بفتحه عكس كثير من الكتابات التى نغض الطرف عنها ونمر من عليها ونقول سلام .

مع تحياتى وتحيات الجميع

الغزيز جدا ود الزين لك الود : اشكر متابعتك دوما ساواصل . الم اواصل (المرافىء ) على امتداد سبعة سنوات متصلة بينما الدورة الاذاعية عمرها ثلاثة اشهر فقط ساحاول متى ما تيسر الكتابة عن ادب الرحلات وايقاعات المدائن التى حططنا رحالنا فيها يوما و جزء من السيرة الذاتية وطبعا لا ننسى النضال من اجل الوطن وهو نضال مستمر حتى يتجاسر ويشرأ ب وينهض من كبوته ويمد قامته سامقة ويمتد ظل الحرية ليغطى اركان الوطن الاربعة . هكذا لا تكون الكتابة للمتعة فحسب انما اداة فاعلة من ادوات النضال أذن سنكتب .

عندما يصفو جو المنبر.. ويذهب الغث الي قاع النسيان وينحشر في الصفحات الدون ، يظهر ما ينفع الناس من الكتابات الملونة وذات الأبعادالطولية والعرضيةو الجهات الست..شمال.. يمين.. شرق.. غرب.. فوق.. تحت..
وأما الزبد فيذهب جفاءاً..
عندها تجتمع فراشات المعرفة من كل حدب وصوب..تجاه هذا الصفو الجاذب..الذي يجذب كل من له قلب وحس وسمع..
وقتها يقطف الزهرة واحد
وهو كاتب المقال.. ولكن يشم عبيره الملايين.عبر هذا المد الإسفيري.. الأثيري في الشبكة العنكبوتية بلا حدود..كذبذبات الموج على صفحة ماء ممتدة يقرأه الناس هنا بلاحدود...

الصديق منصورى لك مودة الذى لا يعرفك ولكنه يعرفك بحكم هذا الاتصال الاسفيرى الرائع . اذكر ذات مرة ان طلبت من عامل البدالة ان يرسل لى برقية عزاء الى السودان وقد كان سودانيا بدل ان يستلم البرقية فاذا به يسالنى فى دهشة قائلا : اعذرنى هل انت ( ....... ) قلت له : هو بعينه لا تتصور سعادة هذا الشاب عندما طلبت منه ان يزورنى فى المنزل وقد كان هكذا اصبحنا صديقين ! فيجب احترام الكلمة المسموعة او المكتوبة او المرئية باعتبار ان المتلقى محترما . ليت القلة التى تمارس فعل تجريح المتلقى فى اى شكل من اشكال التواصل ان تكف عن ذالك فورا لان المتلقى ينبغى ان يكون مكانه حدقات العيون . سوف نواصل اشهار سلاح الكلمة فى وجه هذا الزمن الردىء حتى نشيع بين الناس قيم الحق والخير والجمال .

د. جعفر !!!

مودتي ,,,

شكرا جزيلا على هذا الطرح الرصين ,, فعلا وجودك إضافة أدبية للمنبر فما أسعدنا بوجودك بيننا ,,

وفيمايختص بعدم الاستخفاف بعقل المستمع أو المشاهد فهذه قضيتنا الكبرى ولكن لا حياة لمن تنادي ,,

في انتظار المزيد من المرافئي ,, لك الود,,

الاستاذة عواطف لك التحية :
وجود الكتابات التى تحترم عقول القراء فى المنبر ضرورة ويجب ان تشكل تيارا غالبا يجعل من الكتابات التى تجرح مشاعر القارىء بالكلمات النابية والالفاظ السوقية تنحسر ثم تتوارى الى ان تخرج من الساحة نهائيا . ولكن هذه ليست بالمهمه السهلة تحتاج الى كتاب شرفاء يشهرون سلاح الكلمة فى وجه الاسفاف والابتذال والسقوط فى دوائر الشبهات ! يجب ان نتذكر دوما ان هذا المنبر هو السودان هو بيتنا جميعا فلابد من الدفاع عن حرمته والمحافظة على سمعة واخلاق ساكنيه وهم بالضرورة القراء الكرام .