ماذا أصاب العمر حتى بدأ يتقاصر كظل الضحى ؟

هل تحسون بأن العمر بدا يعدو عدوا على غير عادته ؟ ما ان ا خرج من المكتب حتى يداهمنى العصر ثم المغرب ثم العشاء تباعا ! لدى كم هائل من الكتب تنتظر القراءة فلا اجد الوقت لقراءتها ! وهناك عدة هياكل ومشروعات تحتاج ان نبنى فوقها افكارا وكتابات . الواجبات الأسرية مضافاا ليها مجاملات مجتمع الجالية التى اجد متعة فى التعاطى معها تاخد اغلب ظل الضحى هذا ! الموسيقى الكلاسيكية واغانى الحقيبة والأغانى الوطنية وطمبور النعام ادم متى نسمعها ياترى ؟ ايضا لدى عدد من المقرئين السودانيين استمع لتلاوتهم فى الثلث الثانى من الليل وهذا لايكفى .هذا الظل المتقاصر لاينتظر ! لمذا فجاة تملكتنى رغبة عارمة ان اذهب مرة ثانية الى الأندلس وبالتحديد الى غرناطة . ابحث امكانية شراء بيتا صغيرا لا يبعد كثيرا عن قصر الحمراء ليكون فى مقدورى زيارة قرطبة واشبيلية والترحم على قبر ابن زيدون وولادته العشيقة .الحياة فى مدن البحر الأبيض لاسيما المدن الساحلية افضل واجمل بكثير من الحياة فى المدن الأخرى . الناس هناك تلقائيون ويحبون الغرباءجدا وعلى طبيعتهم مثل اهلنا فى السودان . ألم يقل لى صديقى دكتور عبد الرحمن الخانجى (!: عندما تدخل مدريد تلقى المدينة فى حالة عرس ) ! ساتابع عندما اجد متسعا من الوقت لكم مودتى حتى القاكم رجعنا ثانية للغة المرافىء يبدو انها قدرنا !

تحيه ايها الدكتور الهمام

هذا زمن الاسناك ، السندويتشات فى كل شىء ، زمن السرعه ، التيك اوى ، الا تلاحظ ان الاغانى اصبحت سريعه ولا تبقى فى البال ولا فى الذاكره ، اين زمن اغانى ام كلثوم ووردى الطويله الممتعه للروح ، استغنى المغنون عن الاوركسترا واستعاضوا عنها بالكليب والسريع من الاداء ، اين المناديل المعموله من القماش التى كانت تهدى وفى ركنها زهره او اهداء ،استعاض الناس عنها بالمناديل الورقيه التى ترمى فى اللحظه بدلا عن المناديل القماشيه التى كانت تعطر وتحفظ للذكرى وتدبج فيها الاشعار والاغانى والقصص ، انتهى القطار وظهرت الركشات ، انتهت الخطابات الطويله وظهرت الاس ام اس ، هذا زمن الخصخصه فبدلا عن مشروع الجزيره والحساب المشترك تسير الانقاذ بخطى حثيثه لخصخصة مشروع الجزيره وانفاذ الحساب الفردى ، فلا تلومن العمر والزمان يا دكتور فكلما انبت الزمان قناة ركب المرء فى القناة سنانا .

مع تحياتى وتقديرى