احتيالات منتصف النهار فى الخرطوم الى متى ؟؟ امثلة حية للاحتراز

لم ينتصف نهار الخرطوم بعد الا أن الشمس الجريئة المباشرة تمعن فى تركيزها على الجباه مثل أشعة الليزر المركزة الاتجاه .

لاتزال هناك ايام عديدة يمكنه فيها ان ينجز اجراءات رجوعه بسهولة ويسر ويمكنه ايضا" الذهاب الى زميلته فى البنك لتبديل العملة .
لكن كحال المغتربين المتسرعين الذين يشعرون بان السودان يشبه فكى تمساح على وشك الافتراس قرر الذهاب لاستبدال عملته من تحت فندق اراك حاليا" حسب ماكان يتداول ايام دراسته الجامعية يذكر انه كان حين يمر بهذه المنطقة يتهافت عليه غرباء ويهمسون فى غموض كلمات لا يفهم منها الا دولار شيك سياحى .. الخ كما ان السعر المغرى كان يناديه ليتجاوز كل البنوك .

غباء المغترب واضحا" على ملامحه والسزاجة تخرج من مطبات مساماته المحتاجة لمكيف فريون ولعصير فواكه مثلج ، هذا بالاضافة الى شنطة لايحملها الا الواهمون العابثون بالمنافى التاركون الوطن وهو يشبه (مزة) سمك ماكول شوكه وعظمه ومتروك على مقربة من زجاجات خمر مستوردة ، باختصار فان صاحبنا يحتاج الى اسعاف فورى اما ان يعتدل الجو او يعود ادراجه الى منفاه حيث كل الاشياء تحت ضبط الاعصاب وتتم فى تناغم مريح . وفى نفس المكان وتلك الفرندات الطويلة التى تنفث هواء طبيعى مخلوط بمكيفات المحال التجارية وقف ينتظر كلمة السر (دولار شيك سياحى ) لم يطول انتظاره فقد تقدم اليه رجلان فى منتصف العمر وجيهان تبدو عليهم الاناقة والرقى لايمكن الشك فى كونهما مجرد لصوص نهار وتم الاتفاق سريعا" وجلبوه الى خارج تلك الفرندات وهم يتجاذبو معه الحديث بلطف وادب الى ان وصلا الى منطقة يكاد الازدحام فيها يصل منتهاه وطلبو منه الانتظار قرب كشك اتصالات ودخلا الى محل تجارى مقابل للكشك وخرجا منه

ليقول الحرامى الاول لصاحبنا جيب المبلغ البائع منتظر

المغترب : ياخ معليش بس ورينا (الفلوس) اول شىء مامكن انا اديكم (فلوسى) كدة بس سااااى

فصاح فيه الحرامى الاول ، ياخ حرام عليك انت قايل مبلغك ده مبلغ ياخ نحنا بنبدل مليون دولار كاش انت الظاهر عليك مغترب كحيان ساى

وضحك زميله الحرامى الثانى بسخرية ايضا" وقال له : والله يابن العم نحنا ضيعنا وكتنا معاك ساى .

واردف الحرامى الاول : اهو دا زميلى ياخ حايكون معاك جيب القروش وخلينا ننتهى من الموضوع ده ونشوف اشغالنا .

وهنا خجل صاحبنا واخرج المبلغ وسلمه كان آخر مبلغ معه يريد ان يتم به اجراءات ضريبة المغتربين الظالمة ويضع بعض منه تحت تصرف زوجته وثم يعود الى منفاه الرحيم .

قال له الحرامى الاول انتظر مع صاحبى ده هنا حا ارفع ليك يدى بعد عشرة دقائق تجى عشان تاخد المبلغ ، تجى لوحدك عشان ما يشكو فينا
وانتظرا صاحبنا عشرة دقائق كعشر سنوات ، وفجأة ظهر الحرامى الاول رفع له يده وغاب داخل المحل فتوجه صاحبنا اتجاه المحل فرحا" مسرعا" وحين التفت وراءه لم يجد من كان منتظر معه وحين دلف الى المحل لم يجد الذى اشاح له يده بالاشارة قبل قليل .

كانا فص ملح وذاب كل ذهب فى اتجاه .

تركوه فى ذلك المكان يسأل فى غباء ،

ياجماعة مافى زول دخل هنا شايل معاه 5000 دولار ؟؟.




انتهى .