محطات ( من ارشيف الغربة)

محطة اولى

فبراير 99
الكتابة


عندما نكتب لاول مرة تكاد تكون كتاباتنا غير ذات اهمية ..... ولكن مرور الايام يعتقها ..... فما نكتبه اليوم والحسرة تكاد تمزق اوصالنا يصبح غدا مجرد ذكرى للحظة ربما هي اقل تعاسة مما تصورنا .... ومانكتبه اليوم في لحظة فرح غامرة ربما يصبح بعد مرور الايام اقل اثارة ... وربما لانحظى بعد قراءته الا بابتسامة ضئيله ... واحيانا حزينة.... فما يفرحنا اليوم يبكينا غدا .... وما يبكينا اليوم يضحكنا غدا

الكتابه هي تلك التعويذة السحرية التي تقضي على همومنا ... واحيانا تخففها ... نلجأ اليها دوما... احيانا يفر الحبر من الاصابع ... ويستعصي الحرف ... ولكن اذا كانت المحاولة جاد فسرعان مايلتقط الحبر انفاسه ... ويكتسب الحرف مرونته المعتادة ونغرق في لجاج الكتابة
للقلم دوره ايضا ... فكما ان الحرف يتدلل احيانا ... فإن للقلم طقوسه ايضا.... فاذا كان القلم ذو خط جميل فإنه يمطرنا بوابل من الكلمات الحلوة المتزنة .....اما اذا كان الخط سيئا فهو يعبر عن نفسية صاحبه وبالتالي اجدبت علينا الكلمات واستعصت وصار من الاولى لنا الانسحاب ولو جزئيا من ساحة الكتابة .

حلم

وكنت انتظرتك وجه النهار
يمر بي الوقت ينظر شزرا
اشاغل نفسي فتضحك نفسي
وتضحك مني سطور كتابي

ويهرب من خلف ظهري الجدار
واغفو قليلا ... واصحو قليلا
وفي داخلي
ثلج ارتقابي
ونار انتظارك


وكنت انتظرتك ألف نهار
فاواه متى تعلم


وكنت انتظرتك بالليل
والليل يؤنسه العاشقون... طويلا طويلا
قال لي الليل صفه
لعلي آتيك منه ببعض ابتساماته
قلت ياليل سل
قال : ماطبعه:
قلت : كالشمس دفئا
وكالبحر موجا غضوبا ولجا
قال : مالونه
قلت: لا اتذكر غير غيابي
قال لي : ما اسمه
قلت: من باح زل ... ومن زل ضل

وصفتك لليل فرحا وجرحا
وعينين للسحر ضخاختين
وصفتك بين الرضا والتمني
وصفتك بين يقيني وظني
وبين انتظاري
وبين التمني
وشيئا فشيئا تسربت بين دموعي وبيني


قصصت للهوى كيف التقينا
وكيف عرفنا الهوى فاستقينا
وفي لحظة بين نطقي وصمتي
لمحتك آتيا من بعيد
فناديت:
هاهو يا ليل جاء
ومن اخيرا... وحن اخيرا ..وبر اخيرا بوعد فجاء
وشيئا فشيئا تبينت اني
توغلت بين شكوكي وظني
فقد ضحك الليل مني وولى
وارسل نور الصباح الوليد
لأبدأ يوم انتظار جديد

( د: مصطفى رجب )

مرحب باسرة قدورة في المنبر العام

الاخ : اساسي

اهلاوسهلا
ومرحبتين بيك

حرية

التحرر من الخوف ... هو التحرر الذي اطلبه لك يا وطني العزيز ... الخوف ذلك المارد الخيالي الذي صاغته احلامك المعوجة ....
التحرر من اثقال السنين التي تحني راسك وتكسر ظهرك وتعمي عينيك عن نداء المستقبل الساحر ..
التحرر من من جذوع الكسل والخمول التي تقيد بها نفسك إلى جمود الليل ... مرتابا في نجمة الليل التي تشير إلى طريق المغامرة في سبيل الحقيقة
التحرر من فوضى مصير ماتزال استاره المحجبة موكلة إلى الرياح العمياء الغامضة ... والمقبض موكول إلى يد باردة جامدة كالموت ...
التحرر من نقيضة الاقامة في عالم من الدمى توجه حركاتها ... خيوط بلا عقل ومكررة بلا معنى بحكم العادة والمألوف حيث الشخوص تقف في طاعة سلبية منتظرة محرك الدمى يوقظها برهة قصيرة لتقلدالحياة تقليدا هزيلا

( طاغور )

اضاءة

الروشته المجانية للتخلص من كل اشكال القلق والهم هي الكتابة ...
اكتب عن كل مايضايقك ... اشكو همومك للورق فهو الصديق المخلص الذي يسمعم بدون ضجر او مقاطعة .... بعدها تحس بالتحرر من كل مايضايقك.

نغادر اوطاننا.... نفرح بوداعها ... بوداع الارض التي غرست فيها بذورنا......ويغيب عنا ان مغادرتنا لتلك الارض هو اجتثاث لجذورنا .... لذلك يصعب علينا العيش بعيدا عنها .... وتصبح حياتنا في الاراضي البديلة اشبه بالنمو الصناعي ... لذلك كلما صاحب البعد امكاني بعدا زمانيا كلما تشوهت ارواحنا واصبحت بلا هوية .... واصبحنا نماذج مشوهة لاتعبر عن شكل معين بل يصعب علينا تحديد انتماءها ........فالقلب يحكي والعقل يحكي ..... والجسد ينمو بعيدا في بيئة غير بيئته .... ومن هنا تأتي المفارقة..




ومضة

تتدفق الذكريات نهرا يعبر مسامنا فيستقطب ركنا خاصا في دواخلنا ... يحيل صحراء غربتنا واحة خضراء .... تنعش ارواحنا فيزغرد الفرح في اعماقنا .... وننعم ببعض القوة النابعة من فيض سعادتنا ....بتلك اللحظات الدافئة في جليد غربتنا ... ثم فجأة وعلى حين غرة نهبط إلى ارض الواقع .... ونعود لنتوه في اروقة الحيرة .

محطة

القراءة غذاء الروح
تعودت دوما تدوين كل مايعجبني او لامس في دواخلي وترا اثناء قراءتي اومقتطفات سواء ان كان شعر او رواية او كتاب معين احتفظت به ........اليكم بعض مااعجبني.


كتاب قراءته لغادة السمان


هدية ميلاد اسمها الغربة

* ثمة احزان لا نستطيع ان نألفها ....... لاتستطيع الروح ان تدمنها... او تتعايش وإياها .... وقعها على النفس يظل جديدا وموجعا ومفاجئا ..... احزان لاتملك امامها في قاع قلبك غير الحزن حزن مغسول بمطر القهر .... يبدأ مريرا .. ثم يتحول إلى غضب شرس وقح المصارحة.

هدية ميلاد اسمها الغربة

* ثمة اشياء لانستطيع نسيانها مهما كانت ذاكرتك رديئة او مزدحمة الدهاليز بالوجوه والاصوات الهاربة والحقائق الجارحة .....وانت قد تنسى التفاصيل الصغيرة ..... ولكن جوهرها يظل ماثلا في ضميرك يستدعيه الوعي من حجرات الذاكرة المغبرة كلما دعت الحاجة

* ثمة لحظات كثيرة يشعر فيها المرء ان الاشياء كلها تقع داخل رأسه .... القلب حين يتعذب .........والكبد حين يثمل............والنبض حين يجن .......واليد حين تشل