بسم الله

بسم الله


04-19-2007, 07:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1177008212&rn=5


Post: #1
Title: بسم الله
Author: Ahmed Sharafeldin
Date: 04-19-2007, 07:43 PM
Parent: #0

الإ خوة و الأخوات الأفاضل والفاضلات, وبعد
هذه هى مشاركتى الأولى مذ صرت عضواً بهذا الملتقى الرائع. أرجو صادقاُ من تجربتى هذه أن أحظى برؤاكم وتعليقاتكم حول ما كتبت. ولكم الود أجزله والسلام
أحمد شرف الدين
الطفلة البحراو Ulrika

كان الليل كئيباً كعادته فى هذه المدينة الحمقاء ........ الأشياء تبدو مشروخة وصوت البحر كان قد تجمد قبل بضعة أيام ومايزال, لم يعد بوسع الجميع غير الإستسلام لقهر الطبيعة إلا قلة مترفة. لاشئ يفوق هذا الوقع كآبة إلا لحظة فراق ألريكا ..........
تلك البنت الوجيدة المملوءة بالحنان كرحم الأمهات, ألريكا ذات السبع عشرة سنة ...... إلتقيتها فى محطة القطار فى مدينة سندسفال, كان جرحها غائراً وكانت أيامها سوداء ................ إقتربت منها ولم أك بأفضل حال منها............ حمداً لله فما زلنا قادرين على الإبتسام. لم تحفل بى فى بادئ الأمر كثيراً وتشاغلت بهاتفها الجوال, كانت ترمقنى بين الفينة و الأخرى ................ استطعنا الإبتسام عدة مرات رغم أنف الإحباط ........
هل فاتك القطار ............... أدهشنى سؤالها, كيف قدر لها أن تقرأنى هكذا كلوحة إعلان على قارعة الطريق, هذه الملعونة بالجمال نعم هذه الملعونة بالجمال . حقاً قد يكون الجمال لعنة على صاحبه فى أحايين كثيرة كما قدر لى أن أستشف من وجعها الرابض خلف الضلوع. أجبت كالمجذوب وأنا أطيل النظر عميقاً الى عينيها نعم لقد فاتنى القطار .... يإلهى لم لا يتفجر البحر ذاك المتجمد ألقاً كعينيها......... تلك كانت المرة الأولى التى أحسست فيها برذاذ الفرح على شواطئ عينيها البحر. سألتها إن كانت هى تنتظر أحداً ..... أجابت بالنفى ثم أردفت إنها تتعجب إن كان شيئاً ما ينتظرها .........
إلتقيتها بعد أسبوع فى ذات المكان وبحرها مازال عينين زرقاوين أمخر عبابهما كلما آنست فيها ميلاً الى الفرح. تعددت لقيانا وصارت أكثر حميمية وتمردا ................ حدثتنى عن حزنها ذاك المقيم , وكيف أنها كانت تتعاطى الأحاسيس بعنف وجنون , حدثتنى عن أنداش كيف صار الموسيقى التى تطرب لوقعها , كيف صار الهواء الذى لن تعيش بدونه وكيف صار الوجه الذى يطل عليها كلما نظرت الى مرآة زينتها ....... الى أن جاء يوم أدمى فيه قلبها البكر بخيانتها مع صديقتها المقربة ...... قررت القفز تحت عجلات القطار , كانت تجلس فى محطة القطار وتقاوم ذلك الإحساس ...... الى أن التقتنى فى ذلك اليوم , كانت تلهث والكلام يندفع من فمها اللوزة كالسيل وحبات العرق تتناثر على قرص وجهها المضئ كشمس مجنونة .......... ياله من وجع ذاك الذىاستلب تماسكى حينما لمحت قلبها الصغير يكاد يشق أضلعها من شدة خفقانه حينها انفجرت هى بالبكاء ..... وددت لو تطال يدى عنق أنداش ذاك المخادع ..... فليذهب الى الجحيم ذلك النذل ....... أفلحت بصعوبة فى كبح جماحها ثم بدت فى نومها كطفلة لؤلؤة ترقد فى جوف البحر أو هى البحر ترقد فى جوفه لؤلؤة ...... لست أدرى
إلتقيتها فى الصباح التالى ....... كأبهى ما يكون الإشراق كأن أنداش ما أطل يوماً على عالمها , كانت تريدنى أن أقبل دعوتها لتناول الطعام ......... وأنا شرقى يتكامل زهواً حينما تتجمع فى يده كل خيوط اللعبة . مالهؤلاء الناس لايتذوقون طعم الكلام إلا حينما يأكلون ......... وددت لو أنها تتوقف عن الكلام لحظة حتى أبتلع ما فى فمى ........ من يحررنى من أسر عينيها حتى أجمع قواى لأرسل الطعام إلى جوفى .......... من ..... ثم رن هاتفها , تطمئن أمها بأنها تجلس معى , يإلهى لن أفعل ذلك بعد اليوم .......... سأنتظرها حتى تكمل حديثها ثم أبدأ الأكل .........
قضيت فى سندسفال زهاء السبعة أشهر لم تغب ألريكا خلالها عنى رؤى ورؤية ليوم واحد ......... ثم جاء يوم رحيلى ذلك القاتم ........ كانت ألريكا مضطربة وكسيرة ......... كنت أحس وهى تودعنى فى محطة القطار برعشة يدها كلما اخترق المحطة قطار مسرع ......... عجبت لذلك ثم شغلت عن عنه ........... تواعدنا التواصل والتلاقى ما كان ذلك سانحاً ............. إنهمكت أنا فى عملى وشيئاً فشيئاً طغت نبرة حزن غادر على صوتها .......... إنتابنى القلق وقررت أن أسافر إليها عندما أخبرتنى أنها عاودت إدمانها الجلوس فى محطة القطار .............
رن هاتفى بينما كنت أحزم حقيبتى مسافراً الى سندسفال ....... ارتعشت يدى وأنا التقط الهاتف ...... على الطرف الآخر ناح صوت أمها حزيناً ألريكا المسكينة ......... لقد رمت نفسها تحت عجلات القطار ........ أحسست بوجع فى العالم الذى يحيطنى قد جعل مركز ثقله فى قلبى ......... وكأنما يد شيطانية تشدنى الى قاع الأرض تطوح هاتفى الى ركن الغرفة و جسدى قد تكوم خلف حقيبة سفرى ............ لست أدرى كم لبثت فاقداً لوعى , وجدونى بعد غيابى ليومين عن عملى ...... قضيت فى مستشفى المدينة أسبوعين . لن تطأ قدماى قطاراً بعد الآن ........ كان هذا وعدى الصامت لألريكا ....... ذلك القاتل ......... ذلك القاتل ............. لا أطيق حتى النظر إليه ......... احس بالرعشة كلما لمحته مسرعاً ........ أتعجب إن كان العالم أقل قسوة تحت عجلات قطار .............................

Post: #2
Title: Re: بسم الله
Author: Raja
Date: 04-19-2007, 07:50 PM
Parent: #1

مرحب بيك أحمد ومرحب بكتاباتك

Post: #3
Title: أهلا وسهلا
Author: Ahmed Sharafeldin
Date: 04-19-2007, 08:00 PM
Parent: #1

الأخت رجاء زميلة الدراسة و زميلة التحدى فى شارع المقريزى و بين السرايات حبابك عشرة وتلك أيام لا تنسى شخوصها و التحية عبرك للأخوات هدى و راوية.
ولك الود الأمنيات
أحمد

Post: #4
Title: Re: أهلا وسهلا
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 04-19-2007, 10:16 PM
Parent: #3

بسم الله


انا قلت البورد ده مسكون!!

بالطبع هي ليست اول مشاركة ولكنها


أول مساهمة من عندك وهي مبدئيا

شغل جميل ..كدي نقأ تاني

ونرجع للتفاصيل

يا مرحبا بك واهلا وسهلا


لك التحية

Post: #5
Title: الأخ عبد المنعم
Author: Ahmed Sharafeldin
Date: 04-20-2007, 11:21 PM
Parent: #1

الأخ عبد المنعم شكرا لمرورك الأنيق, فعلا المنبر مسكون بمبدعيه وكتابه وقرائه ونفر من الشياطين إن شئت بس عشان خاطرك وتسلم ياغالى
أحمد

Post: #6
Title: Re: بسم الله
Author: fadlabi
Date: 04-20-2007, 11:26 PM
Parent: #1

مرحب بيك ..

و شكرا على القصة الجميلة

Post: #7
Title: فاضلابى أيها الوريف
Author: Ahmed Sharafeldin
Date: 04-21-2007, 04:00 AM
Parent: #1

فاضلابى أيها الوريف وأنت قد تفلح فى رسم شخص ألريكا لأن بمخيلتك و دون شك أخريات من حولك قد امتلكت الدهشة زمام أمرهن فاخترن أن يتوارين عن الوجود طائعات.
كن دوما كما نحب أن نراك.
أحمد

Post: #8
Title: Re: فاضلابى أيها الوريف
Author: bayan
Date: 04-21-2007, 04:08 AM
Parent: #7

سلام يا احمد شرف الدين

لك التحية والامتنان على ما كتبته...

اتمنى ان نرى كتاباتك وتأكد ساكون في الصف الاول
اجلس بأدب لاقرا لك....

ما تكون حجة وزوغة..هذا البورد يحتاج لكم كثيرا...

Post: #9
Title: الأخت الفاضلة د. بيان
Author: Ahmed Sharafeldin
Date: 04-21-2007, 11:53 AM
Parent: #1

الأخت الفاضلة د. بيان,
لك الود على كلماتك الرقيقة. جلوسك يضفى على المكان ألقا, دوما تكونين على الرحب و السعة.
ولك الامنيات الطيبات
أحمد

Post: #10
Title: Re: الأخت الفاضلة د. بيان
Author: نهال الطيب
Date: 04-21-2007, 07:53 PM
Parent: #9

جميل جدا
ولتكن خطوتك الاولى هنا ولكن نحتاج منك لي ألآف الخطى المبدعة كهذه

Post: #11
Title: الأخت الفاضلة نهال الطيب
Author: Ahmed Sharafeldin
Date: 04-21-2007, 08:59 PM
Parent: #1

الأخت الفاضلة نهال الطيب, لك الشكر على مرورك الوضاح و أيضا على كلماتك الرقيقة. ووعدا لك أيتها الفاضلة أننى لن أتوانى عن التفاعل فى هذا الإسفير بإيجابية ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
سلمت
أحمد