|
|
 شدة الكآبة في السكن مع النسابة
|
بقلم د فتح العليم عبد الله
ظاهرة السكن مع النسابة هذه ظهرت في ولاية الخرطوم بعد أو في الستينات من القرن الماضي. وزادت واستشرت حتى شملت الآن نحو 75% من منازل العاصمة.
الزوج الذي يسكن مع أصهاره في الغالب يكون إما قادماً من الأقاليم أو عائداً من بعثة خارجية، سواء في إعداد أطروحة أو تلقي دراسة في ترقية الأداء.
وللسكن مع الأصهار محاسن ومساوئ. وسوف أفتح نفس القارئ بالمحاسن.
في بداية قدومك تكون محل حفاوة وتكريم وتجد غرفة مهيأة بالأسرة والستائر مرفق بها حمام.
يكون لك حرية الحركة كيفما شئت, فالبيت محروس والزوجة مع أهلها. وتنحصر مساهمتك في دفع منصرفات رمزية لقاء الكهرباء والماء إضافة إلى أنك غير مقيد بإحضار كل الاحتياجات، لأن البيت شبه مكتفي. لاحظ هذا في الأشهر الأولى فقط.
أما المناشط التي يجب عليك المشاركة فيها، فهي أما مطاردة حرامي أو ضرب بوهية إيذانا بقدوم عيد أو إستقبال حجاج.
أما المساوئ فهي عديدة ومتشبعة. وهذه هي التي أعرفها وقطعاً هنالك مصاعب لم تخطر على بالي.
فربما يستغلك أهل البيت في مشاوير ليست لك فيها مصلحة وغالباً ما تكون في أوقات الراحة، فإن قمت بها كانت خصماً على برنامجك وصحة بدنك، وإن تقاعست قيل أنك عديم المعروف قاعد عن المكارم.. إذ كيف تنوم "وتريل" وناس البيت يركبوا تاكسي إلى مستشفي سوبا؟
كذلك من العسير عليك استقبال ضيوف بمنزل أنت فيه ضيف:
والخصوصية لك كزوج غير متوفرة أطلاقاً، ففي أية لحظة أثناء اليوم قد يأتيك طفل يسأل عن مكوة كهرباء أو مفرمة لحمة. وهذا يستدعي أن تكون في كامل هندامك طيلة النهار تحسباً لأي طارئ، هذا خلاف حرمانك من نشاطات أخرى مباحة.
وأهلك يتحاشون زيارتك، فهم يقدرون الحرج الذي أنت فيه، لذلك غالباً ما يأتونك عابرين غير مقيمين وتجدهم أثناء الزيارة منقبضين فتلمس "إن كنت تلمس" في عيونهم الخذلان لما آل إليه وضعك.
ورويداً رويداً ينفض الناس عنك. وقد يصل بهم الأمر إلى الحد الذي يقولون لك لو عايزنا تعال لينا إنت، وإن كان لك أطفال فتلك أذن كرة خاسرة، فمن الصعوبة وضع منهجية لتربيتهم وتنشئتهم على حسب رؤيتك. وتتمثل هذه الصعوبة في الآتي :-
( أ ) قد يعاقبهم الآخرون على فعل لا تعتبره أنت ذنباً يرقي إلى الإدانة والعقوبة.
(ب) ربما يكلف الطفل بأعمال منزلية أو مراسيل للبقالات في وقت استذكار دروسه.
(ج) في حالة نشوب معركة بين طفلك وأي طفل آخر بالمنزل، تكون أنت بين نارين، فإما أن تنتصر لطفلك وتكتسب لقب "بتاع مشاكل" أو تسكت وينتفخ جوفك بالحسرة والغضب.
(د) قد تؤدي هذه الإحن والهزائم اليومية إلى فساد العلاقة بينك وبين أهل المنزل، فيعتري العلاقة الفتور ثم النقة ثم تسرب الشكوى الى خارج المنزل. وأول ما يقال لك عندما ترد على إتهام أو شكوى: أنت المقعدك شنو؟
وهذا التوتر مع أهل البيت سوف يجد طريقه إلى صدر زوجتك، وفي الغالب تقف في صف أهلها. ومن هناك يبدأ العد التنازلي لعلاقتكما، فيحدث الهجر منك أو التمنع منها، ثم تغيبك عن المنزل لفترات طويلة أو بقاؤها مع أهلها معظم اليوم.
وهذه الحالة السيئة تنعكس على أدائك براً وجواً، فتذهب إلى عملك شاحباً وتعود منه مكتباً ووجلاً. وتتسع الفجوة بينك وبين الزوجة والأطفال، وهنا تكون دائرة المشكلة جهنمية، فهذا الأشكال يؤدي إلى ذلك وذلك يؤدي إلى هذا. ونتائج ذلك إصابتك بالشظف العاطفي. وقد تكون ضيفاً طويل الإقامة على النادي الخاص بنوع مهنتك، نزيلاً يومياً على أحد الأصدقاء وفي ذلك منقصة لك. ولا يفوتك ان الأهل والأصدقاء يتابعونك لحظة بلحظة ويوماًَ بيوم. وهم بين شامت ومتعاطف ومحايد.
هذه المصائب تجعل بعض الأزواج يفكر في الزواج من أخرى، وآخر يفكر في الطلاق وغالباً ما يفعله. وآخر ما يخطر على بال الزوج هو الرحيل. وذلك لأنه ربما لا يقوي على ذلك مادياً، وحتى لو استطاع فسوف يرحل بزوجته مكتظة بالضغائن والإحن وحب الإنتقام لما لحقها من خسائر. هذا الشعور البائس سيكون بداية لحياة جديدة في منزلكما.. وهو أسوا مفتتح في ظل الإستقلال. وشر الاستقلال ما يبدأ بتصفية الحسابات وإنتزاع الحقوق المؤجلة.. وهذا الأشكال متعدد الأسباب وأولها صعوبة الحصول على شقة أو منزل مناسب.. كيف يمكن لرجل يأخذ راتباً قدره 50.000 دينار أن يستأجر منزلاً بنصفها، ثم يقوم بشراء الأثاث والمعدات، إضافة إلى مصروفات الطوارئ والمجاملات.
إقترح أن تعكس الدولة هرم المرتبات، فتعطي مثلاً مساعد التدريس مرتب البروفسير، وذلك لأن هذا المساعد شاب ناشئ ويريد أن يقوم بكل تلك الأعباء سالفة الذكر، بينما لا يحتاج البروفيسور إلا إلى نظارة قراءة وبعض العقاقير المنقذة للحياة.
والبنت التي تتزوج وتكون مع أهلها بذات المنزل، يعتريها حرج شديد في كل شيئ، فمثلاً إذا كانت حاملاً تجدها عند ظهور البطن تتحاشي نظرات الأب والأخوان فتمر عليهم بجانبها مثل المعدية عندما تقترب من المرسي أو تلبس فستاناً سميكاً فضفاضاً مع وضع اليدين على البطن.. يا أخي نحن أمة تستحي من الحلال وتفعل الحرام على عينك يا تاجر.
تقول العرب خمسة أشيا ضائعة:
سراج يوقد في شمس، ومطر جود في سبخة، وحسناء تزف إلى عنين، وطعام إستجيد وقدم إلى سكران، معروف صنع إلى من لا شكر له.. وأضيف إليها حياة زوجية بدأت بما ذكرت من هزائم.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شدة الكآبة في السكن مع النسابة (Re: منصور الطيب على)
|
السكن مع النسابة عايز ليه تقل دم...وهو تقل لابد منه...ومرحلة في هذا الزمان لابد ان يمر بها اي شاب...ما عدا الحرامية...والوارثين..
وفي الزمن القريب دا ما سمعت بي زول بنا بيت حتي اتزوج...هو الناس لاقية تأكل؟ طبعا ما عدا الحرامية والوارثين...
فالبناء في تلك البلاد...اصبح اغلي من البناء قرب متحف اللوفر( ودي من عندي ساكت) ( لكن والله اتلقي برضو ارخص من بنانا)...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شدة الكآبة في السكن مع النسابة (Re: nazar hussien)
|
الاخ نزار مشكور على المرور الاراء القيمه
| Quote: وفي الزمن القريب دا ما سمعت بي زول بنا بيت حتي اتزوج...هو الناس لاقية تأكل؟ طبعا ما عدا الحرامية والوارثين... |
اكاد اجزم على التعميم . اللهم الا تنتظر لى عمر 45 سنه وتبنى وبعد داك تزوج دا لو بقت عندك رغبه
| Quote: فالبناء في تلك البلاد...اصبح اغلي من البناء قرب متحف اللوفر( ودي من عندي ساكت) |
دا كلام صحيح تماما وسمعته من الباشمهندس الصحفى عثمان ميرغنى انو تكلفة بناء فيلا فى باريس ارخص بعشرات المرات منها فى الخرطوم
| Quote: ( لكن والله اتلقي برضو ارخص من بنانا)... |
والله والله والله كلامك صاح وما طالبنك حليفه
ودى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شدة الكآبة في السكن مع النسابة (Re: منصور الطيب على)
|
في الغالب...كانت مشكلة (( الكآبة في السكن مع النسابة )) مشكلة نسائية بحتة..
يعني عادةً..الراجل بيتزوج و زوجته بتقعد مع أهلو...
إما لضيق ذات اليد..أو لأنو أهلو محتاجين ليهو مادياً و معنوياً..أو لأي سبب تاني..
و بمرور الزمن و بعد إنقضاء فترة الضيافة..بتظهر مشاكل عديدة...منها..
* تقسيم الوظائف داخل البيت خاصةً إذا كانت الزوجة عاملة.....و المطبخ كان مُشترك.
* التدخل في تربية الأطفال..و...المشاكل بين الأطفال المشتركين..و يا حبذا لو بقت أختو أو أخوهو برضو ساكنين معاهم...!
* الفضول..يعني نوع..الكانت معاكِ دي منو؟ و جاية متأخرة مالك؟ و كيسك دا شايلة فيهو شنو؟ و نُوركم إمبارح مِنوٌر ل نص الليل..خباركم؟؟؟!!!
* إنعدام الخصوصية..يعني ممكن أي زول يخش ليك في أي لحظة..لازم تكوني 24 ساعة لابسة توبك و طرحتك...و ستاند باي!
* التدخل السافر في كل شئون الزوجين...يعني كان صوتكم عِلا...البيت كلو يجيكم جاري و تبدأ الإفتاءات!!!
* إنحياز الزوج إلى جانب أهله..و إنتهازه لأي فرصة حتى يثبت أنه ولدهم و لا يمكن يخسرهم عشان واحدة بيعرفها ليهو 30 سنة بس..!!! و الدم عمرو ما يبقى موية.....إلخ
يعني مشاكل لا تُعد و لا تُحصى...بالمقارنة بمشاكل النسيب...اللي مهما كان ف هو (( عين شمس )) و يحيطه الكل بهالة من الإحترام.
على العموم دي فرصة طيبة عشان نسمع رأي الرجال الساكنين مع نسابتهم..و هل فعلاً هم ممكونين...و صابرين!
شكراً يا أخ منصور على نقل الموضوع المُثير و الهام دا..
و شكراً ل دكتور فتح العليم على صراحته و صدق طرحه للموضوع.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
منصور الطيب على
شهاب الفاتح عثمان
nazar hussien
mamkouna
Ehab Eltayeb
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست