سقوط البطريق ... إلى الأشدق المشؤوم : الشيخ الضاحك في خريف الظلام ـ شعر

[U
إلى الأشدق المشؤوم ...الشيخ الضاحك في خريف الظلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

غـَرِقتْ رِكابُـك في هجير ِالبـِيـد ِ
واختنقتْ مواويلُ الحـِّداءْ
أصداء َ أغنية ٍ تزاحمُ في دروب الليل ِ
زفزفة َ الخطى ، رَبـَـذا ً، بقافلة الدماءْ
ما رجْرَج الحاكون غير طبولك السوداءِ تقرع ُ
دمدمات ِ الرعب ، في الطرقات ،
تخرق طبلة الدنيا
وتقتحم السماءْ
الزاحفون هناك للعدم المخبـّـأ في حديد البؤس ِ
فاكهة ً بدالية الدمارْ
تتراشق ُ الموتى شـِرَاك ُ النار ِ : شكلُ بيارق
رُفـِعتْ بسارية الشعارْ .
ما كان وعدك غير هذا القحطُ
يرشحُ بالرمادْ
وقناعك (البسـّـام ُ) برقُ سحابة ٍ دلـقتْ دماء َ
المُـدلجين َ إلى الردى زُمَرا ً
كأسراب الجرادْ
يا شيخ من باعوا قناع َ الغيب شهوةَ
ساعة ٍ ولغت بكف القهر في وطن الغنيمة ْ
تنداحُ حولك.. تستفيق مرارة الذكرى
وتصفعك الجريمة ْ
فاشرب بكأسك ما سقيت الناس َ
من رهـَــق ٍ بخوذتك الأثيمة ،
شربت خيولُ الموت موردَ مائك الموبوء
وازدحمت عصافير الشقاء ْ
ترتاش ، من خـَدَر ٍ، زعافك في هجير الوعد
عارية ً وتلتهم الفناءْ .
رحلت رياحك أينما ولـّـت " رواكيب ُ "
الأسى الممدود في وطن البلاءْ

* * *

والآن وحدك والخواءْ
تتسلق الأيام َهاوية ً تخثــّر في خريف العمر
أوهام الرجاء ْ.

* * *

هتـَفـَتْ لآخر مَنْ تــَدِيـِنُ عصابة ٌ سَـلبـَتْ قناعكَ
ما توشـّحَ من بريقْ
يتداولون فظاعة الأيام مُــذ ْ بزغتْ
شموس ُ النار في وطن الحريقْ
هتــّافة ُ التهريج (1) يلتحفون أغطية الشعارات ِ
التي نفـَـقتْ بقارعة الطريقْ .
حصدوا خريفكَ في الظلال الحاسرات ِ الرِّيـِعَ
عن يدك القطيعة ْ
نفخوا رمادك في هباء المُـلك عاصفة ً / صدى ً
للذاريات الهـُوج ِ
واحترفوا مواريث الخديعة ْ
أسفا ً تبــدل من صروح الملك أرصفة َ الأسى
المهجور في الظلمات ِ
تشرب من نزيف العمر ِ
وحشتك الفظيعة

* * *

وهويتَ ضحْضاحا ً تحــّـدرَ
من تـُخـُوم ِ النـَرْجـِسيِّـة ْ
يهوي كما الحَجَر ِ المعـلـّق في السماوات القصية ْ
تذروا شعارك في المدى أ ُفـقا ً يُـنـَـشـِّـرُ
ما تـُحبـّـذ ُ من مديح ْ
ويذيع - ما هدَرَتْ طـُبـُولـُـكَ - دنـْدَنـَات ٍ للرَّديحْ .
للحالمين يرجعون مع الصدى - والموت -
منطقك الفصيح :
ــ أنا من أنا ؟
* للسِّـِلم ِ...
* للحرب ِ الخديعة ِ
* للفـُـتـُوح ِ العالمية ْ
* غيثُ الغمامة للثرى الصادي
* ونفحة ُعبقرية ْ
* فيضُ المصابيح السَهارى
في البلاد الليلكية ْ
* عِـرقُ النقاء الطاهرُ المصقولُ
في جسد المياه المرمرية ْ

* * * *

ــ الوهمُ أرخصُ ما تـُعاين في المَرايا السُّودِ
يا شَبَحَ الخراب!
الوهم أوهنُ مايعـلـِّقُ نعشكَ المثقوبَ
في عين السراب
سقطت عيونك في الدجى خرَزا ً
ويــــــــــــــــــــــــــــاوطن اللآلئ عشتْ
يا أغلى تراب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 التهريج من فعل الهرج وهو : القتل ، بمعني التقتيل أي ممارسة القتل