وهل خرج يحي فضل الله من السودان ليعود إليه ???

وهل خرج يحي فضل الله من السودان ليعود إليه ???

في العام(1984) عاد الشاعر عمر الطيب الدوش للسودان فأجريت معه حوارا صحفيا لجريدة ألأيام فسألته عن غربته عن السودان فضحك ضحكته الفاقعة تلك ورد قائلا:- ( هو منو القال ليك انا إغتربت عن السودان ?)..وهكذا هو حال الشاعر يحي فضل الله..أذكر وفي العام(95) أقمنا وطنا إسمه السودان بداخل الجامعة الامريكية بالقاهرة(مهرجان الثقافات السودانية الاول) وكان عندما يدخله السودانيون تجدهم يتنزهون في سوق امدرمان ويعطفون علي جوبا وبورتسودان والفاشر ثـم واو.. وعندما إنتهي الـمهرجان وجدوا أنفسهم بالقاهرة.. خطاب حسن احمد إفترع شعار الـمهرجان الثاني صارخا(أينما نكون يشرق السودان).. حسين شريف حينما أحاصره بالأسئلة عن الغربة يقول لي(السودان متخفي في لوحاتي)...أو هكذا يحي فضل لـم يخرج من السودان ليعود إليه

الاستاذ عبدالله الشيخ
دار بذهنى مثل تساؤلك هذا عندما قراْت عن عودة الشاعر يحى فضل الله, عرفت الرجل عن قرب لمدة ثمانية واربعين ساعة فقط ومن حينها اصبحت تجرى عيناى بلهفة على كل سطر وجدت فيه اسمه.
عظمة يحى كمثقف وانسان تجلت لى فى تلك الثمانية واربعين ساعة, وقتها كنا محتارين فى ان نقيم ليلة شعرية فى قريتنا النائية, التى لم يعرف عنها الكثيرون الا كمحطة قطار, ذهبنا امبدة لمنزل الراحل الدوش, لكنه نصحنا بالذهاب ليحى, وافق بدون اى مقدمات ولم يحوجنا لكثير كلام رغم نجوميته الصارخة فى صحافة التسعينيات وكمسرحى وشاعر بعض اغانى مصطفى, ركبت معه نيسان معدل ليكون بصا, لم يظهر تبرما وتاففا من طول الرحلة ورداءة الطريق, بل استمتعت باربعة ساعات من الثقافة والحكى الذى لا اظن ان احدا فى البسيطة يجيده مثله, ازال حرج ان نركب عربة كارو من موقف الباصات فى ربك وحتى المنزل بكل بساطة, بل اندمج مع سائقها بكل حميمية والفة كاْنهم معرفة قديمة, وكانت ليلة شعرية غاية فى الفخامة والابهة, الونسة غير المتكلفة مع شباب الحى قبل وبعد الليلة الشعرية جعلت من يحى الها فى نظر الكثيرين من عشاق تداعياته هناك, بل ان زيارته تلك اصبح البعض يؤرخ بها مثل( قبل اسبوع من ما يحي فضل الله جاء هنا) وهكذا...
هذا الرجل نموذج لمثقف لن يتكرر, فى بساطته والتحامه الحقيقى وغير المفتعل مع قضايا وطنه وابناءه بدون ادنى تمييز او احساس بالتميز...وياله من مثقف!
اسف للاطالة

ألأخ محي الدين
يحي فضل الله وقاسم ابوزيد وحاتم محمد صالح أو قل جماعة السديـم الـمسرحية..عندما بدأوا مشروعهم الـمسرحي الـمشاتر اللي زي أغنيات مصطفي سيدأحمد.. لـم يبتدروه من مسرح أمدرمان القومي وإنـما إبتدروه بداخل قري وفرقان السودان..حيث لاتوجد إضاءه سوي ضي القمر.. ولاتوجد خشبه سوي(نقعه) جرداء يتحلق حولها البسطاء من الجمهور يضحكون ويـموتون من الضحك.. وبعضهم ينهض وبتلقائية يشارك في العرض الـمسرحي.. أو هكذا يحي فضل الله

ود الشيخ

لا اعرف كيف الخروج من الوطن ؟؟.. المطارات والمواني وجوازات سفر اخري ولسان اخر و حتي الموت ليست منافذ خروج من الوطن الا لمن خرج منه الوطن فالجسد لا يخرج من الروح والروح هو الذي يخرج ...الوطن قوته وجبروته في انه لا يعطي خيارات خروج منه ...
مثال بسيط: الوطن هو مجموع اوطان صغيرة - قرانا وحاراتنا ومدننا- ووطني الصغير"عبكة" قرية صغيرة جنوب وادي حلفا حتي وهي تحت الماء لم تعطيني اذتا بالخروج منها فما زلت فيها بعد 45 سنة منذ ان غرقت ....

مودتي
ابوبكر