ارض ونحيب.. بكائية ايمان محمد ابراهيم

ارض ونحيب.. بكائية ايمان محمد ابراهيم


04-10-2007, 12:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1176206291&rn=1


Post: #1
Title: ارض ونحيب.. بكائية ايمان محمد ابراهيم
Author: محمد علي يوسف
Date: 04-10-2007, 12:58 PM
Parent: #0

أرضٌ و نحيب


كان رجلاً مصاباً بلوثة الحروب . مثقف ، مسحور بدقنة ومحمد حامد همدين ، والاغارة على الخوارج ، السلاح . السلاح من يملكه يملك كلمة الله على الارض ، حفنةٌ من الرجال الشجعان تضع التاريخ على قدميك ، هكذا بدأ الناجحون فى الحروب الأولى .
كانت الطفلة تستمتع وهى تخط على الورقة خطوطاً و ٳشارات ، رسمت شكلاً شبه زورقاً ذو سمكة وبدأت على نحو تلقائى تطوق الشكل بدوائر لولبية كالنابض ، وسألها جدها المتقوقع على "العنقريب" ماذا ترسمين ؟ ردت: ( جنوب طوكر ) هذى ( مرافيت ) التى بعدها ( عيدِب ) والتى تليها ( دُرهيب ) ، والتى وراء تل الرمال العجيب هذه هى اللاشىء –اللااسم- اللاكينونة ، وهذه بئر آبائى ، وعادت تزيد فى حجم الخارطة حدوداً جديدة لجبال عُلٍ تطوق مدينةٍ جميلة ، وأشارت وهى ولهى ووجلة فى نفس الوقت هذه هى " قرورة " وأشارت بنقطة سوداء ، هُنا وُلد جدى وأبى وأخى الأكبر .
هى وجدها ناجيان أو هاربان على ما تقول اللوائح الشخصية والمسافة النائية عن البلد الذى وقع تحت وطأة الزمن العسكرى . ولكن من الذى أوصل هذه البائسة ٳلى مضائقه المسدودة ووضعها لقمة سائغة تحت أنياب ( ٳبن المبرقع الكلبى ) سليل هرمونات القتل و التناسل والبكتريا القومية .
وفى بونة الساحات والمقاهى والشوارع وشواطئ البحر ، كان التأنيب العميق ينحو الى التبرئة فالهجوم على المحور الرئيسى . غير أن الأمر كان يتجاوز ذلك الى حد النزوع الأخلاقى ! آوه ، يا للكلمة الروؤفة الساخرة !! أبدا بل ينطقها الكهل العجوز كما ينطقها الشاب الضخم الصخر بقسوة : هو الجبن وشلل الارادة الذاتية والخط الأعرج ، ويوم كانت الحرب على أشُدها ، والعشيرة تُعبِر شتاتها – موتها أو حياتها ، كان " محمد على نور " مع رهان الحرب والدمار يدعو للتنسيق بين حرب المدن والأرياف لإستعادة مبدأ الأمن والطمأنينة فى نفوس آبائه ، لكن كل شىء كان يبدو وكأنه يأتى بعد فوات الأوان ، ذلك أن اللحظات التى يكتب فيها التاريخ ذهبت إلى غير رجعة ، ومن أجل ذلك حدث ما حدث ، فالهروب والخوف خير وسيلة للحفاظ على بذرة البقاء والنوع…!
ويوم كانوا يشنقون ويتهمون ، يذهبون الى الموت المحقق . والضابط الذى تعلو كتفه نجمتين له القدرة على أن يوطد سلطته من خلال حلفه التاريخى مع العسكر وأعوانه المسميين القوميين .
الله – الوطن – الأسرة – العشيرة – الطائفة - الملك .
ويوم ذاك ستصدر الأوامر فى كل أرجاء البلد المسلوب ، من دخل بيت الضابط أب المنطقة فهو آمن ، ومن دخل بيته الخاص وانزوى فهو آمن ، وأما من دخل بيت رئيس لجنة الحى أو من دخله شك فى شىء وتوارى خلف تل الرمال البعيد بعد صلاة المغرب ، فالوطن فى حلٍ من دمه المهدور . ومن حينها إبتدأ شهيق وزفير عامر وغيره وفوران الدم بعروقه ، ولكن لاتخرج هذه التحركات الداخلية لعامر إلا في شكل أمراض تقيه الحرب والبرد والصقيع وأحيانا رياح الهبباى …
أنت لم تقاس من الجراح كما قاسوا ، ففى كل بيت لايزال الدم ينزف ، مزجٌ طفولى ناضج يتدفق بٳضاءة شمس تخترق سحابآ كثيفا .
هكذا يبدو الوجه السرى لفتاة لا تتقن اللغة على ما يبدو ، لكنها تحس نبض الحياة وماجرى لقومها خارج نطاق اللغة .
وفى الأعماق يبدو ٳن موت الأب ترك ندبة شعور شفاف بٳختفاء الأمن وفقدان الثقة بالحماية .
وحين تلج رصاصة قاتلة الى صدر الأم ، ويستمر القلم بٳيذاء اسماعيل الطفل البائس وتأخذ احدى عينيه ، حينها يفقد الطفل دفة التوازن مع العالم . وإ ن جرحه يشتعل ٳذ ينطلق الحديث عن الحرب غير معروفة المدى عن الوجه العفوى العارى كسهب تنحسر أشعة الطفولة – ترتد موجات البحر نحو أعماقه عائدة إلى مركز الٳعصار الأول .
ٳن تكن حُرا ، ليس هذا كافيا للسير فوق خط مستقيم ، وإن خطوط الآخرين تبدو منكسرة أو منحنية ، والمنحنى والمنفى هو السير على خط آخر للحفاظ على التوازن .
لماذا هذه الغربة اللعينة فى ماضٍ به خضاب دم ..! لينبغى التأكد دونما ٳندفاع مع أمواج الرغبة فيما ٳذا كانت " عافيت " ل " هُمد" تشكل ميلاً فى حركة ٳتجاه البوصلة .

ٳيمان محمد ٳبراهيم على خليفة


ارسلتها لي الخت ايمان
ورأيت انها تستحق ان
يقراها الاخرون ويعلقو عليها
نصحا ومزيدا من الخبرة للاخت ايمان
وانا اعلم
ان في البورد
نقاد وكتاب وادباء يمكن ان نستفيد جميعنا منهم