قصة قصيرة جدا

التقى دينق مع صديقته أسماء في السوق العربي.

بعد سلام حار وأشواق عارمة …

استقلوا الحافلة ليتوجهوا إلى مكان لقائهم المعتاد …

طقطق الكمساري …

طق طق طق

مدّ دينق ورقة الألف وأشار بإصبعه (اتنين)

استمر الكمساري في الطقطقة

طق طق طق

كرر له دينق (اتنين)

لكنه أصر على (الطقطقة) لأسماء التي نظرت لصديقها وأكدت (اتنين)

واصل الكمساري الطقطقة

طق طق طق

فأكد دينق تغالبه الدموع (معاي)

وأكدت أسماء تغالبها الدموع (معاهو).

نقلت عن الواقع بتصرف لا يخل بالأحداث

يعني الكمساري جاي من فلندا؟
في امدرمان قبل اسبوعين في الثورة تحديدا كنت في زيارة لبيت عمي الساعة الثامنة مساء في الحارة 18 في شارع بيتهم بينما نترجل من السيارة مر شاب من ملامحه عرفت انه من جنوب البلاد البنت التي كانت تسير بقربه تكاد تكون ما يطلق عليه مجازا في السودان (حلبية) كانا يسيران في تأني ويتبادلان الحديث .. رايتهما وانا امر بالعربية بجوارهما تجاوزتهما ووقفت في نفس الشارع الذي ما يزال خافت الاضاءة وساكنا الا من حركتي انا عند ترجلي من السيارة كانوا بمحازاتي .. البنت تبلمت بالتوب الذي عليها اسرع الفتي قليلا ليتجاوزها وتاخرت هي ... فهمت انهم لا يريدون اعطائي الاحساس بانهما سويا
استغربت من موقفهما
وقفت قبل طرقي علي الباب وقلت لهما ( يا اخوانا عادي )
ضحكا
واشار لي الفتي باصبعه

ثم بكى الكمسارى وشدا قائلا

يا حليلينا وحليل دار جعل

ولو كان الكمسارى متعلما لشدا بأبيات معروفة من شاعرنا الطموح


أهدى لك هذه الخاتمة

فقصتك عنصرية جدا


لو نقلت القصة كما حدثت فأنت ناقل للكفر و تريد فى نفس الوقت أن تهرب تحت ستار ناقل الكفر ليس بكافر

لكن الفى بطنك عرفناها.


وانت تريد ان تقول هذا هو الواقع فلماذا نتعب أنفسنا و ليبقى كل شئ فى مكانه

إذن موقفك أنت والكمسارى موقف واحد بل ربما انت فى ضلال أكثر منه

Quote: لو نقلت القصة كما حدثت فأنت ناقل للكفر و تريد فى نفس الوقت أن تهرب تحت ستار ناقل الكفر ليس بكافر لكن الفى بطنك عرفناها.

أساسي ...

Quote: لو نقلت القصة كما حدثت فأنت ناقل للكفر و تريد فى نفس الوقت أن تهرب تحت ستار ناقل الكفر ليس بكافر لكن الفى بطنك عرفناها. وانت تريد ان تقول هذا هو الواقع فلماذا نتعب أنفسنا و ليبقى كل شئ فى مكانه إذن موقفك أنت والكمسارى موقف واحد بل ربما انت فى ضلال أكثر منه

الأعزاء هشام وعبد الفتاح ...

احتمال برضو ... والكمساري اتصرف بحسن نية (حتى لو أخطأ) فلا تدين الكمساري وتختو معاي في نفس الخانة (ناقل الكفر) ..

Quote: لو نقلت القصة كما حدثت فأنت ناقل للكفر و تريد فى نفس الوقت أن تهرب تحت ستار ناقل الكفر ليس بكافر

أبدأ بقصة (أخرى) لقريب أمنجي ... عندما كنا نناقش ما قام به جهاز الأمن المبجل من اعتقالات وتعذيب وصلت حد هتك العرض والاغتصاب للعديد من السودانيين

رد علينا ببساطة: زاتو راجل يقول اغتصبوه ده ما راجل !

ناقل الكفر أحيانا كافر وأحيانا ما كافر ...

والله (ثم) أعضاء سودانيز أونلاين أعلم بالنوايا وبما في (البطون).


لو كان الموضوع عادي ما كنت كتبت القصة أصلا ...

ولو كان موقفي (هذا هو الواقع فليبقى كما هو) ... لتغاضيت عن القصة كما نتغاضى عن عشرات القصص كل يوم

لا أعلم إن كانت قصتي كفرا أم واقعا ... فالجملتان تناقضان بعضهما البعض بشدة إلا إذا كان واقعنا كافرا وفي هذه الحالة فكلنا ناقلون للكفر.


لما حييت (أساسي) ما لأنو مشى معاي على الخط ... لا

لأنه قصته وخوف الجنوبي والشمالية وإحساسهم أن وجودهم مع بعض (غلط) هي دي المشكلة الحقيقية ...

العنصرية دي نظرة الآخر ليك ... لكن كمان لما تبقى نظرتنا لنفسنا مهزوزة ومرتعبة تبقى المصيبة مصيبتين ...

بالمناسبة الكمساري كان جنوبي ما جعلي.


على العموم ... كل ما أردته هو وضع قصتي العنصرية الكافرة .... فووووووووووووووق

أخونا كبروس
حقيقه مجتمعنا فيهو حاجات غلط كتيره جداً جداً ..
لازالت كثير من الأسر ترفض العرسان الجنوبيين (إلا من رحم ربي) ... وهناك أسر لاتقبل بالعريس إلا إذا كان من نفس القبيله ....
عموماً المشاهد الحكيتوها دي تعتبر جيده وهي مؤشر جيد نحو التداخل والتزاوج بين الشمال والجنوب لأنو التداخل ده حيحل الكثير من المشاكل العالقه ... والإخوه الجنوبيون عموماً يقبلون بالشماليين ويزوجوهم...

في الجنوب الشمالي الذي يتزوج من جنوبيه يسمى (نسيب) وتناديه المدينه كلها بهذا الإسم ويناصروه إذا حدثت (كعه) .... وهذه روح طيبه جداً في إخواننا الجنوبيين وتسامح كبير لذا لزاماً علينا كشماليين أن ننتهج نفس المنهج ..

كلي ثقه أن هذا التفكير الذي توارثناه سينمحي بمرور الزمن وزيادة التوعيه بين الأجيال وخصوصاً أن توقف الحرب سيزسد من نسبة الثقه بين الطرفين ومع الزمن بإذن الله سيزول الكثير من الغبن المزروع في الصدور ..

العزيز محمد فرح

عذرا على الانقطاع ..

عارف الموضوع أبدا ما جنوبيين بس ... فحكاية "فيهو عرق" السخيفة تتكرر كل يوم من كل أشكال الناس وأصنافهم ومستوياتهم .. ومافي اعتراض عليها وهي من تابوهات المجتمع ... كل الأطراف بتكون عارفة سبب فركشة هذه الزيجات وبتتستر وتسكت والغبن بيزيد

أكيد دي عنصرية ...

يقيني أن هذا التفكير سينمحي يوما ما ... لكنه لن ينمحي بدفن رؤوسنا في الرمال والتظاهر بأنو كلو تمام

دي جريمة أخطر .. ومشتركين فيها الطرفين

يجب وضع إصبعنا على موطن الداء حتى لو قتلنا إحساس الألم وبعدها يبدأ العلاج


فيه زول فيكم ما مرت عليهو حالة زي دي ... زيجة فركشت لأن أحد الطرفين شايف التاني أقل منه (عرقيا) ؟؟؟

كابو

قصه مليئه بالدلالات (من راسك والا كراسك)

كثير معزتى

أما أنا فكافر ...

مرة من المرات ، في المواصلات ، والحافلة مذدحمة ومحشوة بالناس ،
في شاب جنوبي السحنة عائز يركب فقال للمواطن الجمبو : ذح لينا نقعد جمبك .

فباغته من الخلف شاب ظريف وخفيف : القاعد ليها شنو ما سمعت بالعودة الطوعية !

فضحكت الحافلة كُلهاوضجت بالضحك كُل لغرضه ،
حتي أنا وجدتني متورطاً بالضحك "فقط لبراعة النُكتة" ، ضحكنا كُلنا.
أما الشاب الجنوبي فإنكسر قلبهُ ، وسكت في مكانه حتي نزل في محطة هامشية ،
مكسور الخاطر وجريح وكافر...

سلااام يا كابروس

دي قصة واقعية , لسه بتحصل ولا يمكن النكران

من قبل كتبت هنا عن ضرورة القضاء على تلك الموروثات الواهية التي لايزال يؤمن بها أهلنا

ربنا نحن جيل كتب علينا أن نتعرض لكل هذه المواقف المخزية والضغوطات

وأوهام يؤمن بها أجدادنا وحبوباتنا

ولكن بلا شك قادرين على كسر القيود لأبناءنا وأحفادنا

لندفعهم نحو مستقبل أفضل خال من تلك العنصرية البغيضة

كثيرون من هم ضد العنصرية اتجاه الآخر

ولكن لايزال حتى هؤلاء من هم ضد العنصرية مقيدين بمفاهيم أهلنا

( ود عرب , عبد , فيه عرق ) كلها مفاهيم يجب أن يقضى عليها