صـــدى آمال عباس بين شارعى الخليفة والمك نمر

صـــدى آمال عباس بين شارعى الخليفة والمك نمر


06-07-2002, 07:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1023431112&rn=0


Post: #1
Title: صـــدى آمال عباس بين شارعى الخليفة والمك نمر
Author: Al-Masafaa
Date: 06-07-2002, 07:25 AM

ما زلت أحاول لملمة أصداء ذاك الحديث الذي دار بين رفيقاتي في تلك الرحلة الفريدة من شارع الخليفة عبد الله بام درمان الي شارع المك نمر بالخرطوم .. استمتعت الي حوارهن وقررت أن أشاركهن الحديث .. سألتهن الي أى كلية ينتمين .. عرفت أنهن من كلية الآداب التي تضم كل هموم العلوم الانسانية الاجتماع علم النفس الفلسفة واللغة وأدبها يعني كلية الحياة وقلت لهن إنفعالكن شئ طبيعي أسعدني جداً ولكن هل العدد الذي يشارككن هذه الملاحظات كبير وسط طلاب وطالبات الجامعة؟!

ردت علىَّ إحداهن وقالت بكل أسف لا نحن نشكل أغلبية هناك ثلاث مجموعات مجموعة في غاية التطرف لا يتحدثون إلا عن الجهاد والعنف ويكفرون بعضهم البعض .. أنصار السنة يكفرون الاخرين والاخوان المسلمين يتهمون أهل الانقاذ العلمانيين وفي النهاية كل أركان النقاش تنفض بالسيخ والطوب والملتوف والمطاوي وكل صحف الحائط تمزق شر تمزيق .

ومجموعة كانها اتت من العدم .. العدم الثقافي والعدم القومي التاريخي اللغة العربية تضايقهم والمفردات السودانية لا يفهمونها وهم مقتنعن بان كل العصور التي سبقتهم هي عصور إنحطاط وان التاريخ السوداني لا يشرف لا يشرف كله من نبتة ومروي وسنار وحتي الانقاذ هكذا .

وانهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب ويبشرون بثورة تجرف الأخضر واليابس وثقافتهم لا تتجاوز غرفهم المكيفة .

أما المجموعة الثالثة وللأسف هي الأقل عدداً هم نحن الذين تتمزق نياط قلوبنا ما بين التطرف الاعمي والاستلاب الكامل وهذا حالنا نتساءل في حيرة هل سدت في وجوهنا كل أبواب المستقبل أو بالأصح أي مستقبل ينتظرنا بهذه المعطيات قالت هذا وصمتت هي ورفيقتيها ..

مع الحيرة التي أدخلتني فيها طالبة الآداب بتقسيمها إلى مجتمع الجامعة إلا أنني احسست بشئ من الراح مبعثها ان تشخيص الداء يمثل نصف الدواء ورأيت أن هذه الطالبة قد وضعت يدها علي مكان الوجع تماماً التطرف والاستلاب وبينهما ترقد المعاناة والقلق وأيضاً يرقد الامل .

ورددت مع نفسي كيف يكون شكل رحلتنا في القرن الحاد والعشرين وقد مرت منه سنتين ونصف .. أتقودنا المجموعة الاولي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الي ظلامات العنف ام تقودنا المجموعة الثانية الي الضياع والعدم والاستلاب الكامل في زمن العولمة وثور الاتصال .. أم تقودنا المجموعة الثالثة الي البعث الحضاري للامة السودانية ؟

ألا ترون معي انها تساؤلات مفزعة ومقلقة ولكن يجب أن نرددها بالصوت العالي ونبحث لها عن إجابات