إنشاء الله يوم حنتك مايجي

مبدعـون ومبتدعـون
_________________


إستراحــــــه

لست أدرى..هل إنقلبت الدنيا أم أننى أمسكت بكتابها مقلوبا..فأنقلبت الرؤى أمامى ..أرى الأشياء مقلوبة فأهم بالكلام..ولكننى أتذكر حكاية الملك الذى ضحك عليه أحد رعيته وأقنعه بأنه حاك له ثوبا ليس له مثيل فى الدنيا وأن هذا الثوب لايراه إلا العقلاء والحكماء فضحك وأضحك الناس عليه وهم يرونه على محفته يطوف شوارع المدينة عاريا كما ولدته أمه لايجروء أحدا أن يقول إن الملك عار ولايجروء هو أى الملك على معاقبة من وضعه فى هذا الموقف خوفا من أن يقال أنه غير عاقل وغير حكيم. للأسف ..هكذا أصبح حالنا اليوم..نرى العجب العجاب والتقليعات والتصرفات الغريبة على ديننا ومجتمعنا ولانسكت عنها فقط.. بل نروج لها من أعلى منابرنا حتى لايقال عنا إننا رجعيون ومتخلفون ومتزمتون وإننا نسبح ضد تيار التطور والتغيير.

نرى المبدعون ينزوون بعيدا بينما تلهث أجهزة الإعلام وراء (المبتدعون) لتملأ بهم فراغ برامجها وتسد بهم عجزها عن الخلق والإبداع والتفريق بين الغث والسمين..خاطرة أثارها حديث إحدى قريباتى عن برنامج تلفزيونى لم أشاهده يروج لآخــر صرعات وإبتداعات الحناء ..وأدركت عندها (مدى جهلى) و(عدم ثقافتى) وتطورى إذ كنت أظن أن الحناء للمناسبات التقليدية المتعارف عليها مثل الزواج والولادة وغيرها من ماهو معروف من مناسبات ..

لم أدرك أننا دخلنا الألفية الثالثة بأعظم إختراعاتنا فبالإضافة الى حنة العرس وحنة الولادة وحنة الحج وحنة العمرة وحنة العيد وحنة السوق وحنة الجيران ظهرت صرعة (حنة البكاء) ..أى والله..حنة البكاء ..هذا ماكان ينقص المجتمع حتى تكتمل سلسلة البدع والفشخرة والهيافة ..حنـة البكاء..وحنة البكاء هذه ولفائدة قليلى الثقافة مثلى توضع فى باطن القدم..أى راحة القدم فقط كما قيل لى..وقد يسأل سائل كما سألت أنا..ولماذا راحة القدم؟؟..فقيل لى أنها توضع فى راحة القدم لتسهل رؤيتها حيث تجلس النسوة على الأرض وأرجلهن ممدودة أمامهن لعرض الحناء على(حريم البكاء) ومالم تفكر فيه مبتدعة هذه الصرعة أنها ومن حيث لاتدرى قدمت وسيلة قد يكون فيها عزاء لأهل الفقيد..أمه وزوجته وأخواته وبناته إذ ينشغلن بالنظر الى الأرجل الممدودة أمامهن ويسرحن فى المقارنة بين حنة مستوره وعلويه وبت الضو أيهما أكثر سوادا..وهل هو سواد (كترة محلبية) أو (نشادر) وفى ذلك سلوى وعزاء وأى عزاء..وهذا التطور العامى فى التفكير لابد أن يصحبه تطور فى لغتنا العامية فمثلا تعودت الأمهات والخالات والعمات والحبوبات أن يقلن (إنشاء الله يوم شكرك مايجى) يوم شكره أى يوم موته ففيه تعدد مآثر المرحوم .. وهذه يجب أن تكون( إنشاء الله يوم حنتك مايجى)..

ولدى إقتراح أثاره فى نفسى هذا الإنجاز الملهم..أترك للتلفزيون تبنيه وتقديمه فى حلقة (فارغة) ..أقترح ..بل أبدع وأخترع أنا (حنة الطلاق) فكلنا مبدعون ومتطورون و..مافيش حد أحسن من حد..ولكى يكون إنجازى هذا متميزا أقدم لكم مع إختراع(حنة الطلاق) الأغنية المصاحبة لهذه المناسبة ويمكن للمخرج أن يجعلها خلفية أثناء تقديم هذا الإنجاز للمشاهدين..طلقوها وحننوها...وتانى تب مابرجعوها

وعقبال مانخترع حناء للملاريا والدرن والمواصلات والكهرباء والماء..و...و...و

زادكم الله ثقافة وتمدنا وتطورا فى ظل إعلامنا الهمام والتمنجـــه الحضارى..و......

أبقـــــــوا قابلونى


الزاكي عبد الله الزاكي



نقلا عن منتدي النيل
http://nilenet.8k.com