نساء .... وساسة

السؤال الذي يشغل البريطانيين حاليا هو لماذا وقفت الليدي آرتشر بجانب زوجها جيفري آرتشر الى حد الشهادة امام المحكمة لصالحه رغم كل ما تكشف خلال المحاكمة من علاقات لزوجها النائب السابق لحزب المحافظين والمليونير والكاتب مع نساء اخريات بالجملة خلال زواجهما الذي مر عليه اكثر من 30 عاما؟
هذا السؤال عن موقف الليدي آرتشر والتي خاطرت بتعريض نفسها لخطر المساءلة القانونية حول شهادتها لصالح زوجها حول مفكرة مواعيده والتي ثبت انها غير صحيحة يحير الرأي العام في بريطانيا اكثر من الفضائح التي تكشفت حول زوجها وادت الى قرار المحكمة بسجنه 4 سنوات بعد ادانته بعرقلة القضاء والافادة الزور في قضية سابقة مع صحيفة كانت اتهمته قبل سنوات بامضاء ليلة مع غانية مقابل 70 جنيها.
والقصة نفسها فيها الكثير من الدراما والاحداث الصغيرة التافهة بمنطق الناس العاديين لكنها قادت الى سجن احد نجوم حزب المحافظين، وقد بدأت بليلة حمراء لهذا السياسي أراد اخفاءها بعد ان تكشفت للصحافة فخاض معركة قانونية استطاع ان ينتصر فيها ويربح نحو نصف مليون جنيه تعويضا من الصحيفة التي كتبت انه امضى الليلة المذكورة مع غانية وذلك بعد ان لجأ الى شهود اشتراهم، وزور اجندة مواعيده. وكانت المعركة انتهت مؤقتا الى هذا الحد لتفتح عليه النار مجددا بعد ان رشح نفسه عمدة للعاصمة لندن. وبدأ الشهود يظهرون مجددا لينقضوا الرواية الاولى وليثبت امام المحكمة انه لم يقل الحقيقة، وليتكشف ان في جعبة الحاوي سيلا من العلاقات خارج الزواج وينتهي الامر بسجنه ليس لهذه العلاقات، فهذا امر شخصي، لكن لكذبه على المحكمة وهي جريمة كبيرة في القانون البريطاني.
وفي المرتين، المحكمة الاولى التي ربحها، والمحكمة الثانية التي كان من الواضح انه سيخسرها وقفت زوجته بجانبه وشهدت لصالحه محاولة تبرئته، رغم كل ما تكشف من خيانات مفترضة، وهذا ما يحير الرأي العام في بريطانيا، ولا توجد الاجابة الا عندها.
وهذه ليست المرة الاولى التي يحدث فيها هذا، فهناك ما هو اشهر منها عالميا، وما زال السؤال بدون اجابة، وهي قضية بيل كلينتون الرئيس الاميركي السابق الذي وقفت ايضا، وما زالت هيلاري الى جانبه رغم ما تكشف عن علاقته بمونيكا لوينسكي والتي عرضته الى محاكمة في الكونجرس نجا فيها من العزل، لكن الفضيحة اكلت الكثير من رصيده السياسي كرجل دولة. وخلال الازمة بكل تفاصيلها التي كان الاعلام العالمي يتابعها بتفصيل يومي شديد، وقفت هيلاري الى جانب زوجها حتى مع الاحراج بعد الاعتراف العلني على شاشة التلفزيون بانه كذب حول العلاقة، واعتذاره للاميركيين ولعائلته. ووقتها قال كثيرون ان هيلاري تنتظر انتهاء فترة رئاسته لتطلقه، ولكن ثبت ان كل ذلك كان من قبيل التكهنات غير الصحيحة.
وهناك امثلة كثيرة في العالم على حالات مشابهة، وقد يكون هناك مثلها في العالم العربي، لكننا لا نعرفها بحكم اختلاف القيم والتقاليد، ولان الاشياء الشخصية لها خصوصيتها، لكن ما هو السر في هذا الموقف من جانب زوجات السياسيين، هل المرأة اكثر وفاء من الرجل، ام ان العلاقة الطويلة تخلق حالة شراكة من الصعب فصمها، او انها المصالح، قد يكون الامر خليطا من كل هذا، لا احد يعرف.
علي ابراهيم
العرب الدوليه


)

أم ان بريق المنصب والسلطة له سحره الذى يجعل الكل يقدم التنازلات ؟؟؟؟؟ ربما لاسباب اخرى كذلك