سيناريو في معسكر السليت

سيناريو في معسكر السليت
الخامسة مساء بتوقيت الخرطوم
المكان معسكر السليت لمجندي الخدمة الالزامية..
يقف مصطفي المفضوح بأفعال الجيش المتناقضة لسلوك المجتمع الخارجي، بعد هلاك يوم كامل من العروض الديكية في الساحة الخضراء.كل من في المعسكر يناديه بإسم (دوشكا) ذلك الاسم الرياضي العنيف ، وهولا يمت لتلك الرياضة أو غيرها بصلة ، كل مأساته تكمن في التواجد الخطأ في المكان الخطأ يوم (الكشة).
دوشكا ذلك الاسم المكتسب من زيارة احد الاصدقاء حاملا له رسالة من حبيبته ، وعند العودة من الزيارة الي خيمة يسمع من أحد الجنود (إنتباه يا مجاهد).يتسمر في مكانه ثم يقوم الجندي بتفتيشه ويحمل تلك الرسالة منه ليقرأها في طابور أمام الجمع.
الذي فجر دواخل الجنود هي افتتاحية الرسالة ...حبيبي المجند (دوشكا)...وحسب ما قاله الصول أن الطامة الكبري تكمن في (الاسكيز أو الجكس كمان بقي يدي الرتب) ، انت مجاهد والمجند رتبة.
كان يمني النفس برسالة جميلة من حبيبته التي طالما اشتاق اليها وقت تعبه في هذا المعسكر ، ولكن كره الرسالة وكره الالقاب وكره كل شيء.وكان في وقفته تلك تبدو الاشياء أمامه متداخلة،وطعم غريب في اللسان كأنها بوادر ملاريا قادمة.
في تلك الساحة الكبيرة يصطف علي ما يربو من الالفين من المواطنين الذين تم قبضهم من شوراع الخرطوم وقد أتو لتوهم من حفل التخريج الذي رقص الرئيس فيه العرضة والشبال.
أحمد ابكر النقيب أتي من هناك ليخاطب الجمع ...
بداية تناول كلانشكوف من أقرب عسكري وفرغ في الهواء ثلاثين طلقه نارية متتالية، ثم تناول كلاشنكوف آخر وثلاثين طلقة أخري في الهواء.
ثم يخاطب الجموع خطاب عاطفي مدروس ....
أيا جون قرنق تعبت معانا تب...
الليلة جوك الرجال متاريس يسدوا عين الشمس ، متحزمين كايسين الموت عديل ، والله الموت ما يفككم من الموت.
المتمرد تربية اليهود قال عايز يشرب جبنة في المتمة، والله يا وليد قرنق الا كان نموت .
هو ما عارف انو السليت انحن ح نحرر منها العالم؟ الرجال الليلة قادلين بالعديل والزين ، ونحن من هنا بنقول ليه يا ود الامركان نحن امريكا ذاتها ما بنخاف منها نجي نخاف منكم؟؟
يتناول الكلاش التالت ويفرغه في الهواء ....
كل هذه الاشياء تزيد عناصر الدوار في رأس مصطفي. يفكر ( هو ماله ومال جون قرنق ، وله عمر البشير)
أنا كنت ماشي المنطقة الصناعية اشتغل لمن قبضوني....
انا المفروض ناهد اختي تتخرج السنة وأزوجها وكدة الالتزامات تكون انتهت وكنت أتزوج حبيبتي دي....
يلعن حبيبتي الغبية ...يعني كان في داعي ترسل جواب ، كان في داعي أتفضح بالطريقة دي..هسة اسم دوشكا بقي مشهور أكتر من قائد المعسكر زاتو. لكن برضو بحبها بحبها بحبها.
ينتفض من شروده حين يسمع أحمد أبكر يقول:
الرجال الماشين الجنوب يطلعوا لينا بجاي.
أخ خ خ خ ....الحكاية جابت ليها جنوب كمان
مائتان من المجاهدين جاهزين للجنوب ويخرجون الي المكان الذي اشار اليه الضابط...
احمد أبكر: إنتو ديل راجين إخواتكم يمشوا يحرروا ليكم الجنوب؟ أنتو ما رجال وله شنو ، ونحن ندرب فيكم وتعبانين والدولة تصرف عليكم ليه كان ما ماشين الجنوب.
يستعدل رجله اليمني التي تصلبت من الوقوف: وهو طيب ماله ومال إخواتنا ..الغلط لزومه شنو؟ ثم هم صرفوا علينا شنو ؟؟الفول المسوس وله التمر الليه عشرة سنين الما بينفع حتي يركبوا عرقي.
رئيس المنسقية جاء دوره الان:
الله ينظر للناس سبعين مرة ويختار المجاهد، ثم ينظر سبعين مرة ويختار الشهيد ، ونحن مبتلين والمؤمن يبتلي يا أخونا واشفعوا لسبعين من أهلكم و ...
إنت ما تمشي يا سمين إنت ، وله انت اخو بنات وهم ح يحرروا الجنوب علي قول الضابط.
يزأر المنسق : ان راية الشهداء باقية لن تسقط وأن وإن ...يهم صديقه أمجد بالخروج ، يمسك بيده ويقول له يا أمجد وين ماشي..انت وهم وله شنو ..دي جاكات بتاعة جيش ساي انت صدقت وله شنو؟ وإنت لو مشيت انا امشي اقول لناس أمك شنو...ثم ثانيا الجهاد ده داير ليه اذن وتمشي تكلم ناس بيتكم وستين حاجة...عليك الله ما توترنا أقيف هنا وما تتهور.
يذهب أمجد بعد تردد مع مجموعة جديدة الي الجانب الجهادي.
أحمد ابكر يرجع لخطاب التخويف..
والله الباقين ديل هنا أنا أدرشكم لحدي ما تكرهوا دنيتكم.
يا عبد الجليل سوق الناس ديل وديهم الفسحة وخليهم يحبوا ببطونهم للصباح
تمام سيادتك.
وأثناء طابور الذنب وفي ذروة الانهاك وحوالي الرابعة صباحا ...تذكر أمجد المسافر للجنوب وتذكر اخته ووجه حبيبته (الكفوة) وكرشة الرئيس وهو يرقص ببزته العسكرية ويقع علي وجهه من فرط الاعياء ..فهاهي الملاريا تغزو شرايينه كالعادة ويبدأ في غيبوبة (وهضربة الملاريا).
أمجد خليك عاقل..
هال هوج هال هوج ...للشمال دور ..معتدل مارش
والله رئيسنا ده رقاص خلاص ....
دوشكا سلم الكورة للحكم وطلع بره لمن انهزم.
وكان الضابط والمنسقية والدكتور المتخرج في لجنة حمل هذا المريض المتعب. أو المجاهد المتخاذل..

THIS IS A PIECE OF ART. THANKS GAMARBOBA. WOULD YOU ALLOWE ME TO USE IT SOMEHOW, SOMEWHERE? I WILL KEEP YOUR RIGHTS RESERVED.

Sure Ya Ustaza.& Thanks .

تحياتي ياقمر بوبا فالظاهر عليك كنت في المعسكر دا ولاشنو فالان الشغلة شوية هدت فنحن اول من طبق علينا نظامهم هذا الدخول للمعسكرات فشرط اساسي للدخول للجامعات سنة 91 والجماعة كانو مسخنين جدا فتم اختيارنا لمعسكر المدفعية في عطبرة فو الله العظيم اول حاجة تحركنا من الخرطوم الساعة خمسة صباحا ووصلنا الساعة الرابعة مساء (قبل طريق التحدى آل التحدي آل)يتحدو منو المهم ذهبنا للمعسكر وما بنعرف اي زول في عطبرة واغلب الناس جايين ليك من الخرطوم والوسط والغرب اول يوم لا ترحيب لا سلام درش درش كانو نحن جايين يحرروا بينا القدس فتم المعلوم من حلق الرؤوس وتفتيش الشنط ومصادرة اي جريدة او مجلة وسجائر وتمباك وصرف الميري فباختصار هؤلاء القوم ليس لديهم اي رحمة فتدريب وغسيل مخ اهم من كل شيء وتجنيد وتهديد ووعيد فشهر كامل والله نحن في الخيمة بنتعارف باليل فقط اثناء النوم ونوم مقطع يعني انا فلان من رفاعة انا علان من مدني وكهذا وما في اضاءة في الخيم هذا بالاضافة لطوابير القلق يعني عائز تنوم تسمع الصفارة النوم قوم تجاري الميدان والجزمة ما بتملصها الا للصلاة فقط 24ساعة لابسينها لمدة شهر كامل هذا غير تمام تسعة السر في تسعة دي شنو انا ما عارف كلام فارغ وافرغ من الفارغ واستهزاء وتسميع كلام لايقال وغيرها وغيرها من الماسيء وهذه سوف نتتطرق لها في بوست كامل لاثراء النقاش مع حبي ياقمر بوبا

مالك ياخي مذكرنا بيهو

وزي ما قال واحد صاحبنا معروف عن المعسكر دا

دا معتقل

الاخوة ابراهيم وكوف...
تحياتي...
الخدمة الوطنية في الدول التي تحترم مواطنيها ، لا تقوم بالترويع والتخويف في الشوارع..بل تضع أسهل الطرق للاستفادة القصودي من الكوادر البشرية التي لا ترفض اصلا ان تخدم وطنها ...ولكن ما يحدث في السودان عبارة عن مهزلة .وانتهاك رسمي لحقوق الانسان.
لم اكن أقصد يا اخ (كوف) ان اثير بعض المتاعب النفسية ولكن تلك خاطرة اتتني وانا جالس فكتبتها..

لكم كل الود

الأخ قمر بوبا
لك التحية فى هذا الصباح المشرق الذى لا يشبه صباح السليت
حقا انت سيدى تمتلك موهبة ممتازة لكتابة القصة فانت أتيت بحقائق ولكنك صغتها باسلوب درامى رائع وجميل جدا ..
شىء ما يؤرقنى وهو لماذا هؤلاء التعلمجية يحقدون على المجندين وبالمناسبة حتى فى الجيش تجد نفس الاسلوب تماما عدا ان تخير فى الذهاب الى الجنوب ولكن لا تسلم اختك من الشتم وانك مثلها تريد ان ترتاح فى المنزل وتذهب بالى المنتزهات ودور السينما .. وحتىاخر القائمة التى تعرفها ..

حقيقى سيدى لك اسلوب جميل وارجو ان تكمل بقية الحكاوى عن ذلك العالم الذى لم ندخله ونحمد الله على ذلك فقد انقذتنا الغربة من شره ..

يا قرشو...
لك التحية..

والله انا ذاتي ما خشيت عالم الخدمة...وبالقوانين الجديدة دي ممكن اكون طلعت من السودان خروج نهائي بدل ارجع ليه خروج نهائي...
خشيت دفاع شعبي سنة 94 قبل ان ان يصادر من الترابي إبتسامته الصفراء التي كانت تنم عن نهاية مؤلمة له..


ودمت..

قمر بوبا لك التحية يا أخي
اسلوبك رائع ..تسلسل الكتابة والصياغ القصصي
يشدان المرء للمتابعة .. أعتقد أنك مشروع كاتب
ناجح جدا .. اتمني لك التوفيق

لك التحية بت النيل