تراجيديا الزواج في السودان وما آل إليه

تراجيديا الزواج في السودان وما آل إليه


06-01-2002, 06:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1022952837&rn=0


Post: #1
Title: تراجيديا الزواج في السودان وما آل إليه
Author: BECKHAM
Date: 06-01-2002, 06:33 PM

يعتبر الزواج من أهم المواضيع التي تظل مهيمنة على ساحات النقاش وخاصة في هذا الزمان الذي أصبح الزواج فيه هاجسا يؤرق مقل الشباب بجنسيهما وخاصة في هذا البلد الحبيب، الذي وقبل بضعة سنون لم يكن فيه للزوج هم يذكر، ولم تتأطر صورته بذلك البعبع المخيف والمتعدد الأوجه والمسارات والمحاوف، كان بسيطا ويسيرا من كل الأوجه ولا اود هنا كثيرا الحديث عن معايير الإختيار (إختيار الشريك) والمقارنة بين معايير الماضي (ببساطتها، عدم إعتمادها التام على ضرورة التبادل العاطفي، التفاهم، الحب....إلخ)والحاضر (صعوبته، إعتماد الزواج الكلي على المقدرة المادية، إفتراض نشوء العلاقة برابط عاطفي، وجود التفاهم والتبادل الودي ....إلخ)، ولكن اود التركيذ على إيجاد المخرج والحلول لتيسير هذا (الزواج) وبالطبع لا حلول بلا تحديد للأسباب المعوقة والتي تمثل العقبة الحقيقية للمشكلة. فإذا أتينا للحديث عن هذه المعوقات يمكن أن نتحصل على هذه النتائج :-
1- الوضع الإقتصادي الراهن....وكلنا يعايش هذ الواقع الأليم...هذا الفقر الذي طال كل مكان...ولا اود الخوض في تفاصيل قد تقود إلى باحات السياسة...ولكن لهذا العامل اليد الطولى في هذه العقبة التي تعتبر نقطة في بحر المعوقات والنتائج القاسية الأخرى المتسبب فيها. فإذا أخزنا إنموزج الشاب المؤهل - وهنا أأخز النموزج المثالي - ...الذي تفترض كل العوامل المحيطة به جاهزيته للزواج وأوصفه بالآتي (الشاب الخريج الجامعي، الحاصل على عمل يفترض ان يكفل له تسيير الحياة الزوجية) وهو بكل البلدان (قادر على الزواج) نراه في هنا يستعصى عليه حتى كفاية نفسه وإحتياجاته الخاصة...فبالكاد يكون مرتبه الهزيل كفيلا بأن يغطي أقل المنصرفات (الخاصة به) ناهيك عن إذا ماكان يعول او يصرف على أسرته....فكيف بالله يكون هذا الشاب فادرا على تأهيل نفسه للزواج، والتحضير والتجهيز له؟؟؟؟؟ وكم من السنين سيحتاجها ليبلغ هذا المرمى؟؟؟ الكثير من الأسئلة الحائرة تقف بلا إجابة شافية او حل يلوح في الأفق؟؟؟ فمن المسئول عن إيجاد الحل لهذه العقبة؟؟؟؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟؟؟؟؟
2- ومن الجانب الآخر...تقف الفتاة وسط بحر أكثر إهتياجا وعاصفة......فقد تكالبت عليها المصائب تباعا....فيما بين المعاناة المتأرجحة بين الفاقة والحوجة المادية التي لا تمكن الشباب من الزواج.....وبين تفاقم أعداد الإناث والتضاعفات في أعدادهن مقارنة بأعداد الشبان (وهذ العقبة بالطبع تنجم عن عدة عوامل منها الهجرة، الحروب، ضيق ذات اليد،قلة المواليد من الذكور، الحرب....إلخ)مما أدي بدوره إلى الإقبال على الزواج من جانب المقتدرين (القلة) بالفتيات الصغيرات السن، فعاشت الفتاة هم آخر ألا وهو هم السن....فقد كان ومنذ وقت قليل متوسط سن الزواج هو (مابين 23-30) فأصبح مابين (18-24)....فما ان تبلغ الفتاة سن ال 25 ولا يكون قد تقدم لها شاب إلا وتدخل في خضم هذه الدوامة المؤلمة المليئة بالهواجس وبعبع العنس المخيف...فتجدها خائفة واجفة حيرى تسابق آمالها الضائعة في حسرة ويأس، وتكون النتيجة التنازل عن أحلام فارالأحلام المنتظر والزواج بكبار السن (حتى ذوي المقدرة المادية العادية- (ظاهرة ملاحظة هذه الأيام - للخروج والإفلات من بعبع العنس او كما يسمى بالدارجية البورة).
3- أصبحت معظم الفتيات ونتيجة لهذه الهواجس يعشن في رعب حقيقي....وكان سبيل بعضهن للخروج من هذه البعبع وخاصة إن لم يكن يتمتعن (بالحسن والجمال) اللجؤ والإستغاثة المستحضرات التجملية بصورة مزعجة ففقدت الكثير من الفتيات ما عرفناه منذ نعومة أظافرنا عن الفتاة السودانية من حياء، وإحتشام، وأدب وأخلاق...فسقط الكثير منهن في فجوات الضياع السحيقة، وضل الكثير منهن الطريق.فليس هذا هو السبيل والطريق الصحيح حتماً.
4- وتدرجت المأساة لأن يكون خيار الزواج الحائز على النسبة الكبرى هو (الجمال والحسن بالنسبة للفتاة) ولا أظنه ان يحصل على نسبة أقل من 80%، وتوارت وتلاشت معظم معايير الزواج الأساسية التي تهدف إلى إقامة زواج قياسي مبني على الحب، التفاهم، القناعة والرضى، الحب والعاطفة، والعشرة والإلفة....مما تسبب في الزواج القائم على الإختيار الشكلي للفتاة (ملاحظ) بعيدا عن كل هذه الأساسيات...مما أدى إلى زيجات مبتورة الأطراف...تفتقد للكثير من العوامل الحتمية...فتسبب ذلك في كثرة الطلاقات والمشاكل الزوجية لإفتقاد هذه العوامل الحتمية. وكان لبعض لمغتربين والمقتدرين دور هادم في تفاقم هذه المأساة بما تعودنا ان نسمعه من حين لآخر من مبالغات في الزيجات، صداقات خرافية، ومهور تمثل أرقامها مزيدا من الخناجر المسمومة التي تؤثر نفسيا ومعنويا على أولي الحال المتوسط والعادي. فيا ترى من أين يمكن ان نبدأ لإيجاد الحل لمشكلة الزواج في السودان؟؟؟؟وهل هذه هي كل المعوقات؟؟؟؟ وإن كانت فكيف تكون الحلول؟؟؟؟؟

فالحديث يطول يطول في هذا الشأن، فنحن بحاجة لحل سريع وشاف، نروح به قليلا عن هذه الأنفس الملتاعة، ونطمئن به هذه القلوب الواجفة الراجفة، ونحقق به إستقرار عائلي راسخ يقوم على مبادئ سليمة وقويمة، ونزيح به شبح أسئلة حائرة تهيم بأذهان هذا الشباب المغلوب على أمره......فهل من مستمع؟؟؟؟


مع أطيب أمنياتي



BECKHAM
null