قصيدة سونا

ســونا

شعر: عوض إبراهيم عوض

راحتْ مَعاكْ كُلَّ الطُرُقْ
يا سونا يا بحر الحَزَنْ
مَرَّتْ شهورْ
مَرَّتْ سنينْ
والحالَةْ زَي الكانْ زَمانْ
لا عِزَّة فيكْ
لا بَسْمَةْ
لاحُبْ لا وَطَنْ
ما شُفْتي كيفْ يا سونا
لامِنْ قُلْتَ ليكْ
واللهِ ما بَحْمَلْ بَرِدْ
يَلاكْ مَعايْ
نُوصَلْ مَدارات الشَمِسْ
شان نَبْقَى خالِص نِبتعِدْ
أحكيلِكْ الشوق المعايْ
وابدالِكْ اعْزِفْ في غُنايْ
يا سونا يا حُبِي ومُنايْ
واضيعَةْ الناس الوراكْ
يا سونا يا بحر الحَزَنْ
أصلو الشُروق الفي ابتِسامْتِكْ
هَدَّ حِيلهُم من زَمَنْ
لُونْ البريقْ الفي عُيونِكْ
شالو في الليل الضلامْ
وكَساهُ بِي مَسْحَةْ شَجَنْ
شانْ هُوَّ كانْ مِكياجْ ورَاحْ
وانْشَرَّ في وَسْطْ البلدْ
طعم الحقيقَةْ المُرَّةْ
يومْ طَلَعْ الصباحْ
عِينيكِي ما هِنْ زَيْ زمانْ
وخُطاكِي ما هِنْ زَيْ زمان
قُولْ لَيَّ إيه الجدَّ
يومْ طَلَعْ الصباحْ ؟
كُل المواعيد اللِي كانتْ
أصبحتْ حفنَةْ رَمادْ
مَنثُورَة في وَشّ الرياحْ
حتى الخِطاباتْ اللي كانتْ
تَسْتُرْ الجَرِحَ القديمْ
ما أصبحتْ يا سونا
هي البِتْسَوي للناسْ الجِراحْ
وا ضيعَة الناس الوراكْ
يا سُونا ما شُفْتِي الضلامْ
البِي وَراكْ عَمَّ البلادْ
حتى الدُموعْ ما ها الدُموعْ
والدنيا كاسيها السوادْ
حتى العصافير اللي كانتْ
نايمة فى حُضْنْ الصباحْ
كَتَلُوها يا سونا العِيالْ
حَرقوها بِي حَطَبْ الكَدادْ
ورموها فى وسط الرمادْ
وا ضيعة الناس الوراك
ومَسَكْتَ يا سونا القَلَمْ
دايِرْ أَسَطِّرْ لِي شُجُونْ
مَكبوتَةْ بِي حَسرَةْ ونَدَمْ
وغلبني أكتبْ ليكْ حَرِفْ
ما نِحْنَ أصبحنا الحُروفْ
الناطقة بي نارْ الأَلَمْ
وبرغمِ داكْ
سَطَّرْتَ في الوَرَق النَضيفْ
آياتْ سَلامْ
أَدِّيتَه لِي سَاعِي البريدْ
حِزْمَةْ أَسَىْ
ورِزْمَةْ وَصايا
ولهفَةْ من زُولاً بِريدْ
للنايمة في عِزّ الهجيرْ
حاضناها ذَرَّاتْ الرِمالْ
وغُطاها أوراقْ الجريدْ
قُولْ ليها يا ساعِي البريدْ
عِنْدِكْ هِناكْ
في البَنْدَرْ المسحور وَلَدْ
مَشحُونْ بأشواق للبَلَدْ
عِينيهو مالياها الدُموعْ
وأَنينُو داكْ ما لِيهو حَدْ
وا ضيعَةْ الناس الوَراكْ
يا سونا ما سمِعْتِي الخَبَرْ ؟
ناسْ الفريقْ عِزَّ الخريفْ
وَكْت السَحابْ حِرْد التُرابْ
يِبْسَتْ صِفيقاتْ الشِجرْ
شالو الجبيرة العِنْ بَتُولْ
ربطوها بِي خِيط الحريرْ
وَدُّوها لِي قِيفْ البَحَرْ
سألوهُ كانْ عن الولدْ
داكْ اللي كانْ
شايِلْ سِلاحو ومُنتَظِرْ
دايِرْ يفُوتْ
يَغْشَى المَحَطَّاتْ المُريحَةْ
ويَنْسَى آلام السَفَرْ
حَكُوا ليهو في نُصَّ الطريقْ
قال ليهو في بِيتْكُمْ هِناكْ
عِيشْ الزَرِعْ أكلو الصَبَرْ
شان هُوَّ كانْ
جَوعانْ خَلاصْ
واصلو الصَبَرْ
لامِنْ يجوعْ ما بِنْسَتِرْ
وبرغْمِ إنو الجوعْ
تَمَكَّنْ من عَصَبْ جِلْدُو وأَضَرْ
قِدامُو مَوفورْ النعيمْ
ووراهُ موفور النعيمْ
فِي جُوفُو يِتْوَقَّدْ لَهيبْ
كَتَلُوهُ بِي مُوية المَطَرْ
بَسْ هُوَّ كان بُركانْ خَطيرْ
لامِنْ يفيضْ يا سونا
لازِمْ يِنْفَجِرْ
وبَراهُ لامِنْ يِنفَجِرْ
بِطلَعْ دُخانْ بِمْلا السَحابْ
دَفَّقْ عَلِي ناسْ الشَرِقْ
حَبَّةْ رَزازْ بَلَّ التُرابْ
سَطَّرْ هِناكْ
في مَغْرِب الشَمِسْ الحزينْ
ألوانْ بِتَشْبَه قُوسْ قُزَحْ
مَسروقَةْ من صَفحَةْ كِتابْ
نَفس الكِتابْ الكانْ زَمانْ
نَسخوُهُ بي حِبْر الدَوَايَةْ
وفيهو مَكتوبَةْ القضية
النايمة في حُضْن العذابْ
بِتْعَرْفِي إيه مَعْنَى العذابْ ؟
يَعْني اللبنْ
دَفَقُوهو في بَطْنْ التُرابْ
والمُشْلَعِيبْ الفيهو
شَرمُوط الفَطورْ
قَطَعنُّو في الليلْ الكِلابْ
والمُويَةْ في السِعِنْ الكبيرْ
دَفَقَنَّها البَنُّوتْ
وَكِتْ جَفَلَنْ
عَلِي حِسّ الغُرابْ
واخواتِكْ الكانَنْ مَعاكْ
يا سُونا شايلاتْ الحُرابْ
ما خَلُّو دَرْهِمْ في جُرابْ
وارتاحْ ضَميرهمْ
وإنتي لِسَّعْ
خَايضَةْ أمواجَ السرابْ

* * *
عوض إبراهيم عوض

قصيدة رائعة حد الروعة ، سمعنا انك حزمت حقائبك وفي اتجاه الوطن ، اولا هل هذا الخبر صحيح ؟ ثانيا وبزعم انه صحيح هل يعني ذلك ان عوض جنى كل خيرات الاغتراب لرحلة استمرت 13 سنة خارج الحدود ، أم انها مآسي التشتت والحنين إلى الوطن ، على كل حال نتمنى لك اقامة هانئة بين اهلك وعشيرتك ومعجيبك

دكتور عوض
عرفناك رقيقا شفافا وهاهى مشاعرك تنساب كالنسمة فى هذه السونا المحظوظه والتى خطت فيها هذه القصيدة الرائعه كروعتك
وسمعنا عن حزم حقائبك استعدادا للرجوع للوطن
يابخت الوطن بيكم ويابختكم بحضن الوطن
امنياتنا لك بالتوفيق