الطائر المهاجر يعود الي السودان

الطـائر المهـاجر يعـود الي السـودان


** حدق العيون ليك يا وطن أصبح مقر وأصبح سكن
انت الملاذ ساعة المحـــن وانت الشموخ عبر الزمن
بهذه الغنائية الوطنية الدافئة يستقبل السودانيون فنانهم الأول ( محمد وردي ) بعد غيبة دامت 13 عاما ...، وهم بذلك يودعونه خواص أسرارهم ، ويعيدون اليه بهاء الأغنيات الخلاسية .
** وردي ، شلال من الألوان القزحية تفجّر في 1957م ليشكل علامة فارقة في تاريخ الفن السوداني وليؤرخ نضالات السودانيين عبر الحقب علي الصعيدين العاطفي والوطني ، فالعاطفة في أغنية وردي .. نضال من أجل الجمال !!
** جاء من شمال السودان معمدا بارث نوبي ضخم ، لكنه نبش في المدونات الموسيقية شرقا وغربا ، ليرسم لوحة سودانية ، ضمختها (دماء عبدالفضيل) وطوقها النيل بذراعيه السمراوين .
** وردي ، عبقرية سودانية جعلت من (السلم الخماسي) جسرا الي الفضاء الملوّن ، وضخت في شرايين الأغنية ( حبرا سريا ) يسيح كلما لامسته ( وطن) !!
** وردي ، وطن للأغنيات ، وغيثارة تتشهي الجنون ..، تصعّد في همساتها (زفرات العاشقين) وتبقي علي ( زمن الحب الجميل) وتخبيء الوطن ( تفاحة في القلب) .
** يعود السودان الي حضن وردي اليوم ... ، ليكحل عينيه بشاطيءّ النيل في عينيّ وردي ، ومغارس النخل ، والقبّرات ، والأبنوس المتطاول منهما ، و ... ليمارس عاداته الموسيقية الرصينة كلها في حضرة وردي .
** يعود وردي الي السودان ليعلّم الأطفال كيف أن وطنا منهكا وفقيرا ، يدمن العفة والكبرياء ، فالوطن ليس رقعة بلهاء تمتد من نمولي الي حلفا ، انه تراب متولّد عن أجساد الشهداء ، وذرات متفتتة عن كبرياء (كرري) وكرامة ( شيكان) ، وصفحات مغسولة بالمطر الاستوائي الذي يستنبت الحنطة والتبلدي و(الالحان) !!
** ويصبح العشاق في هذا اليوم .. أحلي ، وماء النيل أكثر عذوبة ، والوطن أغلي !!
** (عمق احساسك بي حريتك يبقي ملامح في ذريتك)
تنثال كدفق الماء من وراء (سنار) ، من فوق الهضاب الاثيوبية ، مزمجرة ، ثائرة ، تحقن في العروق معني ( أن نعيش) ، لا بالغذاء والماء ، وانما ....... بالحرية !!
** ما أروع الدرس الوطني الأول حين يأتي في حضرة فنان بقامة محمد وردي وهو يشمخ بصوته الدافيء ( في حضرة جلالك ... يطيب الجلوس ... مهذّب أمامك ... يكون الكلام) ويقرفص علي تراب الوطن غير آبه ، ونقرفص معه فالأرض .... حضن !!
** لا خوف علي أطفال بلادي بعد الآن ... فالمعلم بينهم يغذيهم بالأغنيات ويسكب في مسامعهم ) جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة ... المستميت علي المباديء مؤمنا .. المشرئب الي النجوم لينتقي .... صدر السماء لشعبنا ) .
وردي يعود الي السودان ... لتتفتح كل نوافذ الحرية **، وليتسرب الضياء الي بلادي .

يا سلام عليك يا خالد يا عميق القلم

تعابيرك طمنتنى انه مازال هناك من يكتب بصدق

تجاة الفنان لك الشكر النبيل

ya salam ya Khalid, that waz really good news, i waz delighted to hear that ,finally the guy came back to the country he loves, and the country that loves him
peaceout

خالد عويس تحياتي لقلمك المبدع الذي يتقطر شهداً وعسلا فقد اوفيت في حق وردي جعلك الله دوما مدافعا عن الحق واهله ومحيي لنا ابداعات مبدعينا وهذا ليس ببعيد عنك فقد عرفناك من خلال يراعك الذي تخجل الكلمات المناسبة لكي توفي حقك
واعيد هنا ما نشر امس بجريدة الراي العام مقتطف من اللقاء الذي تم مع وردي بالقاهرة

قلت له : احساسك وانت عائد الي الوطن بعد كل هذه الفترة الطويلة؟

قال : لايوجد لدي احساس بعينه فالانسان في مثل هذه الظروف تشتت احاسيسه ولكن سوف نري عندما نصل الخرطوم يمكن وقتها ان اصف لك احساسي لكن الذي اريد ان اقوله ان الغربة عن الوطن لايدرك مرارتها الا الذين عاشوها فالانسان عندما يكون بعيداً عن موطنه ومهما توفرت له من وسائل الحياة ومهما حصد من اموال وتقلد من وظائف فان احساس الغربة يظل يطارده حتي في ارقي المجتمعات واكثرها تقدما فالانسان دوما في الغربة يشعر في حياته بفقد , فقد الوطن الذي يحمل اسمه وينتمي اليه فالحنين الي الوطن يظل يطارده مهما كان الوضع الذي يعيش فيه , فالبعد عن الوطن كله عذابات لان الانسان الذي يعيش في وطن غير وطنه ويستظل بظل اخر هو انسان بلا هوية وبلا عنوان حتي ولو بلغ من الشهرة ما بلغ , اقول هذا الكلام وانا على بعد ساعات قلائل من وطني , وطن النيل والنخيل وطن الاباء والاجداد ولاهل وطني مني سلام ومني اليهم محبة ومني اليهم تجديد للعهد , محمد وردي حيثما يكون فهو في خدمة وطنه واهله وناسه , التحية والمحبة والاشواق التي لا تحدها حدود.

والله ياخالد بوحك بوحنا..ولمثل هذه المناسبة يجب أن تشد الرحال ويهون دفع الضرائب والأتاوات لتجديد الجوازات..بكرة كل سوداني ما حضر لمطار الخرطوم فهو مغترب غربة ديار وأهل جد جد..بكرة بتتحدد علاقتي مع الفضائية السودانية..أجمل فقرة في برنامج الإستقبال هي تلك التي سيعتلي فيها وردي منصة المسرح المؤقتة ويغني فيها لناس السودان..إذا لم تقم الفضائية بنقل الإستقبال في بث مباشر وبالذات هذه الفقرة التي سيحضن فيها وردي السودان وشعب السودان بغناه فسوف تحرم علي ولن يضمها رسيفر في بيتي..بالمناسبة ماذا تتوقعون أن يغني وردي في تلك الفقرة؟ ما عارف أنا عندي إحساس إنو حيغني أسعد الأيام

عزيزي خالد
نرجو ان تكون زيارة وردي للسودان بردا وسلاما عليه وعلي شعبنا المكافح

اليكم .. كل الرائعين الذين توقفوا عند كلماتي المتواضعة بحق محمد وردي
كاعلامي ، اشعر بضيم حين اري انصاف المبدعين يتقافزون علي الفضائيات العربية من دون احساس بقيمة الفن ، اصبح الفن في بلادنا وبلاد العرب مبتذلا ،
وفي بلادنا ابتذل الفنان بعد رحيل وهجرة العمالقة الذين تربينا علي غنائهم النظيف ، كيف لا نحتفل بوردي وهو واحد من الذين يمنحوننا قدرة علي الكبرياء والكرامة
كلما دهمني احساس ثقيل بمدي تخلفنا عن ركب الحضارة ، وفقرنا المدقع وامراضنا و( عساكرنا الاشاوس ) لذت الي حضن العمالقة استدفيء بهم في هذا الشتاء الطويل المقيت ، هم يعطونني قدرة علي تأمل السودان بعيون اخري ... مفتوحة عن آخرها علي الاشياء المخبأة الجميلة
وانا اكيد من ان هذا هو شعوركم
واكيد اكثر من ان وردي والموصلي ووداللمين وحمزة وانور وووووو
من مبدعي بلادي سيعلمون العالم يوما ما كيف هو السلم الخماسي جميل ، وكيف هو السودان غني بالثروات البشرية
يكفي ان واحدا من اصدقائي من مثقفي السعودية أدمن مصطفي سيداحمد واصبح يسب الفضائيات التي يسميها مبتذلة كونها تهمل من يغني ( ها هي الارض تغطت بالتعب) لتتتبع عيون فلانة وشعر علانة وجمالها الفاتن
مرحبا بك وردي فارس الكلمة المنتقاة والجملة اللحنية التي تتغلغل الي كل خلية في الروح والجسد لتترك فيها مسا كهربائيا ورجفة
وهنيئا لود الشريف زعيم حزب وردي

العزيز خالد كم ابدعت يا خالد في كتابتك عن فنان خالد وكم كانت مشاركةالاخوان بقدر الحدث وكيف لا ... واصبح الصبحو والقمر بوبا وكل تكل الروائع والمشاركات المختلفه كم هي عظيمه مواقف فنان الاجيال محمد وردي ودمتم احبتي