"كل نفس ذائقة الموت"

تخرج النفس الطيبة من الجسد كخروج النسمة الباردة من الظل.. هكذا خرج عنا العم، الأستاذ، الهرم الصحافي، إلى آخر النعوت اللائقة به معنىً ومبنىً، الفقيد أحمد باشري..

ليلة أمس نعى لنا الناعي الأستاذ باشري.. (هكذا كنا ندعوه، وكان يجيبك بالروح السمح: أي نعم).. طواه عنا أمر الحق عز وجل، الباقي الذي لا يموت.. استودعناه الأستاذ باشري روحاً، وواريناه
الثرى جسداً، وبقيت بيننا ابتسامته الدائمة وأناقته الفنجرية وحنكته الطويلة في بلاط الصحافة، ومجاذبته الكل- صغيراً وكبيراً- شجون الحديث والذكرى لأيام خلت بذاكرة وقادة وحضور لا يقاوم..

ليلة أمس اختصت نفسها من بين أهل الرأي العام (خاصة) وقبيلة الصحافة (عامة) بصعود روح الأستاذ باشري إلى بارئها.. مضى علينا أمس بين حزن يعتصر الفؤاد، ووحشة ظللت النفوس، وألم لا نظنه يهدأ له وجيب..

أيها الناس...

ننعى إليكم الأستاذ باشري، قلماً وجسداً.. ونكنّه عندنا روحاً باقية وذكرى لا تموت...

إنا لله وإنا إليه راجعون

نسأل الله أن يتقبله القبول الحسن ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً
ويلهم أهله الصبر وحسن العزاء

مبارك