الغــــــــــــــريب

الغــــــــــــــريب


05-15-2002, 12:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1021461691&rn=0


Post: #1
Title: الغــــــــــــــريب
Author: رومانسي
Date: 05-15-2002, 12:21 PM

الغريب
 زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله 
لَـيْسَ  الـغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الـغَريِبَ لَـهُ حَـقٌّ لِـغُرْبَتِهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ iiوالسَّكَنِ
سَـفَري بَـعيدٌ وَزادي لَـنْ يُـبَلِّغَني * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ iiيَطلُبُني
وَلـي بَـقايا ذُنـوبٍ لَـسْتُ أَعْـلَمُها * الله يَـعْلَمُها في السِّرِ iiوالعَلَنِ
مَـا  أَحْـلَمَ اللهَ عَـني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي iiويَسْتُرُنِي
تَـمُرُّ سـاعاتُ أَيَّـامي بِـلا نَـدَمٍ * ولا بُـكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا iiحَـزَنِ
أَنَـا  الَّـذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني
يَـا  زَلَّـةً كُـتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ * يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ iiتُحْرِقُني
دَعْـني أَنُـوحُ عَـلى نَـفْسي وَأَنْدِبُها * وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ
كَـأَنَّني  بَـينَ تـلك الأَهـلِ مُـنطَرِحَاً * عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ iiتُقَلِّبُني
وَقـد  أَتَـوْا بِـطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَني * وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ iiيَنْفَعُني
واشَـتد  نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها * مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا iiهَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها * وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَـمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا iiالكَفَنِ
وَقـامَ  مَـنْ كـانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ * نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني iiيُغَسِّلُني
وَقـالَ  يـا قَـوْمِ نَـبْغِي غـاسِلاً حَـذِقاً * حُراً أَرِيباً لَبِيباً عَارِفاً iiفَطِنِ
فَـجاءَني  رَجُـلٌ مِـنْهُمْ فَـجَرَّدَني * مِـنَ الـثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعـوني عَـلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً * وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ iiيَنْظِفُني
وَأَسْـكَبَ  الـماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني * غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْـبَسُوني ثِـياباً لا كِـمامَ لـها * وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ iiحَنَّطَني
وأَخْـرَجوني  مِـنَ الـدُّنيا فَـوا أَسَـفاً * عَـلى رَحِيلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُني
وَحَـمَّلوني عـلى الأْكـتافِ أَربَـعَةٌ * مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ iiيُشَيِّعُني
وَقَـدَّموني إِلـى الـمحرابِ وانصَرَفوا * خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّى ثمّ iiوَدَّعَني
صَـلَّوْا عَـلَيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لـها * ولا سُـجودَ لَعَلَّ اللهَ iiيَرْحَمُني
وَأَنْـزَلوني إلـى قَـبري عـلى مَـهَلٍ * وَقَـدَّمُوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني
وَكَشَّفَ  الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني * وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ iiأَغْرَقَني
فَـقامَ  مُـحتَرِماً بِـالعَزمِ مُـشْتَمِلاً * وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي iiوفارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا * حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي iiالمِنَنِ
فـي  ظُـلْمَةِ الـقبرِ لا أُمٌّ هـناك ولا * أَبٌ شَـفيقٌ ولا أَخٌ iiيُـؤَنِّسُني
فَـرِيدٌ وَحِـيدُ الـقبرِ، يـا أَسَـفاً * عَـلى الـفِراقِ بِلا عَمَلٍ iiيُزَوِّدُني
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ * مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان iiأَدهَشَني
مِـنْ  مُـنكَرٍ ونـكيرٍ مـا أَقـولُ لهم * قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِداً iiفَأَفْزَعَني
وَأَقْـعَدوني وَجَـدُّوا فـي سُـؤالِهِمُ * مَـالِي سِوَاكَ إِلهي مَنْ iiيُخَلِّصُنِي
فَـامْنُنْ عَـلَيَّ بِـعَفْوٍ مِـنك يـا أَمَـلي * فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ iiمُرْتَهَنِ
تَقاسمَ  الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي iiفَأَثْقَلَني
واسـتَبْدَلَتْ زَوجَـتي بَـعْلاً لـها بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ iiوالسَّكَنِ
وَصَـيَّرَتْ وَلَـدي عَـبْداً لِـيَخْدُمَها * وَصَـارَ مَـالي لهم حِلاً بِلا ثَمَنِ
فَـلا تَـغُرَّنَّكَ الـدُّنْيا وَزِيـنَتُها * وانْـظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ iiوالوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ iiوالكَفَنِ
خُـذِ  الـقَنَاعَةَ مِـنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها * لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ iiالبَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى iiالوَهَنِ
يَـا  نَـفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ iiيَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ iiبِالحَسَنِ
ثـمَّ الـصلاةُ عـلى الْمُختارِ سَيِّدِنا * مَا وَصَّا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والـحمدُ لـله مُـمْسِينَا وَمُـصْبِحِنَا * بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ

Post: #2
Title: Re: الغــــــــــــــريب
Author: الكابلى
Date: 05-15-2002, 12:32 PM
Parent: #1

يـــا ســـلا م عــلــيــك

عجزت أن أكتب لك شئ

عذرا

فما كتبته يكفى

مع التحايا